أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - الفاسية والفاسيون















المزيد.....

الفاسية والفاسيون


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 206 - 2002 / 7 / 31 - 00:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                              

  لا علاقة للموضوع بمدينة فاس المغربية وأهلها الطيبين بل بالفاشية والفاشيون . كنت قد سمعت قبل عدة أشهر حاكما عربيا يهتم كثيرا بمواهبه الثقافية  وهو يستعمل في أحد أحاديثه الصحافية كلمة الفاسية بدلا من الفاشية واعتقدت حينها  أن الموضوع لا يخلو من تلك النزعة التي تريد تعريب كل شيء في الوجود بما في ذلك الكاتب شكسبير على أساس أن اسمه الحقيقي في زعم الزاعمين هو " شيخ زبير "

وقبل عدة أيام وخلال تصفحي لكتاب السنة الثالثة للتعليم الثانوي/ العلمي  السويسري باللغة الفرنسية وهو من تأليف جاك مرساي ص154 وقعت على صفحات مخصصة لتاريخ الحركة الفاشية التي كما يشرح الكتاب المذكور ولدت كاصطلاح  في نهايات القرن الثامن عشر كحركة ثورية للفلاحين والمزارعين في جنوب إيطاليا ثم ولدت ثانية في سنة 1914 ولكن كحركة قومية ( ناسيونالست ) والكلمة الأخيرة تترجم أحيانا خطأً على اعتبار أنها تعني " الوطني أو الوطنية  " والصحيح هو أن كلمة ( باتريوتيك ) هي التي  تقابل "الوطنية"وليست الكلمة الأولى . وفي ذلك الموضوع في الكتاب "السويسري/ الفرنسي " وجدت أن شعار تلك الحركة هو الفأس .والأكثر إدهاشا هو أن أسم الفاس باللغة الفرنسية هو (  فاسو ) ومع أداة التعريف تكون ( لو فاسو ) وبما أن الكلمة مذكر فيمكن توقع أن تكون  في اللغة الإيطالية ( إل فاسو) وعلى الزاوية اليسرى من أعلى  الصفحة الأولى من الموضوع  ثمة صورة ملونة لشعار الحركة الفاشية وهو عبارة عن قبضة تحمل فأسا تطلع من ألسنة اللهب الحمراء .

وللدقة،فالفأس الإيطالية، ليست كتلك التي لها شفرة بالعرض التي يستعملها الفلاح في بعض البلدان العربية بل هي طولية الشفرة وأقرب الى ما يسميه العراقيون وبعض الخليجيين  " الطبر " .ولو أن موسوليني أسس حركته بشعارها هذا في العراق لما نجا  من لقب " أبو طبر " و الكنية الأخيرة تعود الى  قاتل محترف كانت له صولات وجولات في بغداد  السبعينات من القرن الماضي و يقال - والعهدة على الراوي – أن أبو طبر البغدادي  لم يكن أكثر من دمية أو فزاعة مفتعلة صنعها النظام الحاكم أيام ذاك وأطلقها في مدينة بغداد لإرعاب الناس .

إذن فالحاكم العربي  الذي ذكر أن اسم الفاشيين الصحيح هو الفاسيين  لم يكن يبالغ ولا كان يحاول تعريب موسليني فلله الحمد ما أكثر أمثاله في عالمنا العربي المضروب بألف فأس وفأس والذين نتمنى لهم نهاية كنهايته . هل تعرفون كيف انتهى زعيم النظام الفاسي أو الفاشي بعد هزيمته في الحرب الغربية العالمية الثانية ؟ لقد  هاجمهته الجماهير الثائرة المعادية للفاسية أو الفاشية لا فرق ، وألقت القبض عليه وعلى عشيقته ثم علقتهما معا في قلب مدينة روما ولا ندري على جهة اليقين إن كانا قد ذاقا طعم الفؤوس أم لا .

 كل هذا بخصوص المصادفات على مستوى الأسماء والأمور المتعلقة بالشكليات،أما لو تمعنا في أعماق الموضوع وتفحصنا مضامينه لوجدنا الكثير من أوجه الشبه  بين فاسيينا وفاشييهم فهم جميعا يحتجون ويفاخرون بالعرق والعنصر، ويعطون له الأولوية في التقييم الإنساني حيث كل ما هو ليس آريا أبيض يعتبر من وجهة نظر الهتلريين والموسلينيين خارج دائرة البشر والحضارة .أما الجماعة العنصريون " تبعنا" فهم  يفكرون على المنوال نفسه . وهم  جميعا يتشابهون من حيث دمويتهم وقسوتهم ولكن مع ذلك يمكنك – أيها القارئ الكريم - أن تجد فرقا واحدا مثلا  بين هتلرهم و هتلرنا. فالأول فعل كل ما فعل لمصلحة ألمانيا ومن أجل الكرامة والكبرياء الألمانية وسعادة الألمان حتى بلغ به الأمر أنه  جعل ألمانيا في التحية والشعارات  تحت الشمس ولاشيء فوقها غير الشمس . أما هتلرنا فقد فعل كل ما فعل من أجل ذاته النرجسية الوارمة  فأذل الناس  أكثر  مما أذلهم استعمار أجنبي أو غزاة  مجتاحون و لم يبقَ من الوطن والتاريخ والجغرافية والثروات على يديه إلا الرماد ، رماد تستعر تحته جمرة المقاومة ضد كل من يرفعون الفؤوس في مواجهة  اللحم البشري .

 

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يشعياهو يصفع القتلة !
- مجزرة " حي الدرج" في غزة : خطوة أخرى على طريق زوال الدولة ال ...
- للرجال والنساء فقط
- عدالة الذئاب البشرية
- أخلاقيات القتال
- عسكر وحرامية ومناضلون !
- المسودة الكردية للدستور العراقي المقترح : المقياس الديموغراف ...
- المسودة الكردية للدستور العراقي المقترح : توسيع كردستان حتى ...
- الوهراني والسخرية السوداء
- حق العودة الفلسطيني هو قلب الصراع :اتفاقيات جنيف تمنع الفلسط ...
- استطلاعات الرأي الفلسطينية :توازن نسبي بين فتح والإسلاميين و ...
- حساب الإيجابيات والسلبيات في "إعلان شيعة العراق " -الجزء الث ...
- حساب الإيجابيات والسلبيات في -إعلان شيعة العراق - : آليات ال ...
- عروبة العراق وحقوق الأقليات :حول التناقض المفتعل بين هوية ال ...
- الى موقع عراق نت والمسؤولين عنه
- باقر الصراف وجماعة - التحالف الوطني- : محاولات بائسة لتشويه ...
- ردا على كوردة أمين :حول الابتزاز باسم العداء للكرد والشيعة : ...
- النزعة العراقوية من الجاحظ إلى عبد الكريم قاسم .
- كركوك والموصل في الكعكة السياسية : حين تتحول الأوهام الشوفين ...
- توجان الفيصل ..سلاما !


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - الفاسية والفاسيون