أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - روني علي - الإقصاء .. ثقافة اللا منتمي - ( بين التهجم والتبني ) - ( 2 )















المزيد.....

الإقصاء .. ثقافة اللا منتمي - ( بين التهجم والتبني ) - ( 2 )


روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 954 - 2004 / 9 / 12 - 10:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ربطاً بالحلقة الأولى من العنوان، والتي حاولنا من خلالها الوقوف على بعض التداعيات التي رافقت – كردياً - العديد من المواقف، وكذلك المواقف التي رافقت العديد من الأحداث . خاصةً ونحن أسرى ثقافة عملت على مر العقود – منذ ما بعد فترة الجاهلية، وفي أحضان الجاهلية الثقافية والسياسية، والتجهلية – على إقصائنا من دائرة الفعل والرأي، ونطالب بصوت مبحوح يوماً بعد آخر بالتعدديات والحريات والديمقراطيات، ونشهر سيف حقوق الإنسان في وجه المتسلطين، والعابثين بجمال الكون والكيان البشري، لقناعتنا أن عولمة البنى تقبح هدم البناء الإنساني وإفراغه من الداخل، حتى وما أن ظهرت صفحات الانترنيت أمامنا – على شكل هامش حر - دون رقيب وحسيب - مع كل التقدير والاحترام لهذه المواقع على ما تقدمه وتحاول تقديمه خدمة لقضيتنا العادلة - حولناها – بإرادتنا أو دون إرادة منا - إلى حيطان خربشات ، وتوجنا من خلالها دعواتنا بشأن صحافة حرة، تتسع للأقلام والرأي والرؤى .. وكذلك رؤيتنا لإنسان المستقبل بقيمه وقيمته . وهنا لا يهم ما تحويه هذه الرؤى وما تخطه الأقلام، اللهم أن يكون هناك نجمة وتعليق في الحاشيات. كأن يكون تعريف البعض بأنفسهم قريباً إلى آرمات بعض أطبائنا، التي تحتاج برهة من الوقت للانتهاء من قراءتها، وبعضهم الآخر على أنه رئيس رابطة أو (هيئة اعتبارية وتمثيلية)! بل حتى لو كانت حكومات هي من صنيعهم ليس إلا.! تطرح عند كل صباح بما هو جديد في عالمهم المتخيل، دون أن يمعن أصحابها حتى في ماهية المقولة أو يبحث عن الإطار المسمى، أو يتساءل ويجيب : هل عشر مقالات وخربشات تؤهله لذاك المانشيت وتلك الصفة ..؟. لكن ماذا لو أن البعض تحسس ذاته واكتشف جزأه (المدني) المترامي طولاً وعرضاً، وسلك طريق المحاكم مطالباً القصاص من أولئك الذين يوزعون تهم القدح والذم هنا وهناك، أو ينتحلون صفات - وباسم غيرهم – لغايات لا تنسجم – ولو في حدودها الدنيا – مع حق الإنسان قبل حق الشعوب في تقرير مصيرها، وإن كنا على إداعاءتنا بإيماننا المطلق بالتعددية السياسية والثقافية والإنسانية والشكلية والمزاجية، وحتى الحزبية الحزبية . بل الأنكى من كل هذا وذاك، إطلاق الكثيرين منهم لصفارات الإنذار بشأن مواقف (مجموع) الأحزاب الكردية في معرض تعاملها وتعاطيها مع أحداث آذار المؤلمة . متناسين – أغلبهم - أنهم – حتى بادعاءاتهم باستقلالية الرأي والموقف – يهدمون أكثر مما تهدمه ( المجموع ) في الوجدان المجتمعي. حتى أولئك الذين يدبجون عناوين مستفزة ومستنفرة، سواء أكان تحت ادعاءات البحث عن الذات الكردية، أو الكشف عن بؤس الثقافة الكردية، أو الولوج إلى أعماق النفس الكردية، أو الذين ينتظرون الدور والفرصة لطرح ما ملأت به سلتهم من نتائج آذار، وانبطاح الحزب والقائد. فلعبة التهجم على ثقافة الإقصاء من أجل إقصاء الآخر باتت واضحة ولا تحتاج إلى عناء بحث، سواء في المجال الثقافي أو السياسي/ الحزبي. مع أنني أوافق البعض، وأرى أن لكل حالة أسبابها الموضوعية ضمن نسق تطورها، سواء من جهة (المجموع) التي هي نتاج انكسارات سياسية/ معرفية، خاضعة إلى حد ما لظروف سلطوية ومصلحية في آن معاً، ولآفاق ضحلة في العمل السياسي الميداني، أومن جهة (المثقف) الذي هو وليد مخاضات مشوهة، يحاول جاهداً أن يبرهن على وجوده ولو بأشكال تستند على ذهنية – يدعي هو نفسه – نسفها، وبالتالي تحرير ذاته من رواسب التشوه التاريخي، والخواء المعرفي، ولذلك نجده تارة يهاجم المختلف الشوفيني وأخرى المخالف الهلامي، دون أن يقف على المنبت والمنبع ليجدهما متحدين متلاصقين ومتممين، يكمل أحدهم الآخر لاتحادهم في الرؤية وطريقة تناول الحدث، سواء أكان هنا أو هناك، في الحقل العروبي أو الكردوي .
عود على بدء أقول، أن الحالة الكردية ما زالت أسيرة الديباجات والمصطلحات التي تنوء تحت وطأة مفاهيم التطور، وليست لديها القدرة على أن تكيف الطرح مع الفعل، والقرار مع الحقائق. حتى الذين يدعون – أو يحاولون – التأسيس لذهنية جديدة على ضوء تداعيات أحداث آذار، تنقصهم ركائز التحليل المعرفي للوصول إلى مبتغاهم . فهناك من يطرح أشكال جديدة (مستقلة) أو بدائل لاحتواء آفة ( المجموع )، أو النخر الحزبي في الجسم الكردي، وتشتيت الطاقات والإمكانات، دون أن يمعن في أسباب المآل الذي آل إليه الوضع، أو تنقصهم مؤهلات الدخول في جذر المسائل . لأن المعضلة تتجسد – حسب رأي – قبل طرح البديل، في البحث عن السبب . وإذا كان هناك من يراهن على أحداث آذار في منحاه التأسيسي، عليه أن يأخذ ببعض المدلولات في الحالة الكردية بعين الاعتبار، ويطرح على ذاته الأسئلة التي لم تلق أجوبتها في الواقع العملي حتى اللحظة، مع أن الكل – كان وما زال - يتبارى - نظرياً - للإجابة عليها، دون أن تسعفه الذاكرة بأنه لم يقدم على غيره سوى ببعض اللمحات أو الإضافات البسيطة . وهذا لا يعني أن الكل سواسية في الفعل والممارسة، بقدر ما يعني أنه لا يمكن اجتياز المحك دون دفع فاتورته . وإذا كان لا بد من ذلك، فالأولى أن نبدأ بجملة المفاهيم الفكرية والسياسية والثقافية التي تؤسس لصياغة مشاريعنا المستقبلية وآليات تعبيراتنا التنظيمية . لأننا لو حاولنا استرجاع ذاكرتنا المهشمة المهمشة، لوجدنا أن ما نبتغيه نظرياً قد دخل طور المحك والممارسة منذ زمن، وأفرز عن المزيد من التشنجات، ابتداءً من أواخر خمسينيات القرن الماضي ، مروراً بالمشاريع وأشباه المشاريع، بالتكتلات والاصطفافات والولاءات، وانتهاء بآذار القرن الحادي والعشرين . بمعنى آخر لم يبق سوى القليل من الوصفات الثانوية لم يجر اختبارها على الجسم الكردي المنهك تحت وطأة الإبداعات والتنظيرات . وما الذين نحاول رصدهم ووضعهم في قفص الاتهام، وتحميلهم أسباب المآل، سوى منتعشين على تلك الذهنية، وقد تتسع الحلقة يوماً بعد آخر ما لم تعالج الأرضية، مع عدم التقليل لدور البعض منهم في تحميل الأفق الكردي وزر خطلهم واختلاجات رؤاهم . لكن اعتقد أن ما يمارس اليوم من قبل البعض، وتحت غطاء النقد والبحث في الحقيقة، لا يعدو كونه عمليات ثأر وانتقام ليس أكثر . هذا حسب ما نستشفه من مراميهم .
أما لو كنا نسيء الظن بالآخر عن سوء فهم أو تقدير، أو لعدم استيعابنا بما يجول في وجدانه، أو لعدم قدرته على إيصاله والتعبير عنه، فمن باب الواجب والمسوؤلية حثه على أن من لا يستطيع التعبير عن ذاته، ورغم ذلك يعبر، سيشوهها بدل ما يرمي إليه ، وإلا فإن مثل هذه الطرق والوسائل ليست بعيدة عن تلك التي تتم محاربتها، فالأولى بأصحابها تركها وشأنها حتى لا تتشوه أكثر فأكثر . وإن كان هناك البعض على قناعة بأن مثقفنا هو الآخر في مرحلة المخاض، وأن ما يتم الآن عبارة عن غربلة في الحقل الثقافي سيؤتى بنتائجه بعد حين. لكن ألا يحق لنا أن نقول بأن حقولنا قد غاصت بالتجارب، وأن آلياتنا قد عجت بالدجل والنفاق والمواربة والمناورة . أضف إلى أن البعض من حملة هذه المشاعل، يتصيدون الآخر المختلف ويلاحقونه عند كل جرة قلم، ليرد عليه على مبدأ العين بالعين والسن بالسن، في خطوة منه تبوأ موقع سفير القضية الكردية، دون أن يدرك بأن السفير الذي لا يلم بأصول الدبلوماسية، سيجلب الخراب لبلده بدل الفائدة .
ما أود الإشارة إليه، هو حالة الاحتراب المتولد والمتصاعد بين (المثقف) العربي و (المثقف) الكردي في الآونة الأخيرة، وخاصةً بعد حرب الخليج وأحداث آذار، ودخول البعض من المحسوبين على الخط الوطني الديمقراطي العربي على خط المواجهة مع الطموح الكردي في أن يعيش أسوة ببني البشر، ليزيد من عبء المواجهة، ووطأة الحمل . وبالمقابل إحساس الكردي بذاته المستهدفة، وهويته الإنسانية التي تتعرض إلى التدنيس على أيدي شركاء الحق والعدل، مما يدفعه لأن يعطي الحق لنفسه ومواجهة الهجمة . لكن دون أن يستدرك بأنه أعزل من سلاح المواجهة، ولا يمتلك من مفرداتها إلا القليل القليل، وبالتالي لا يجد نفسه إلا في خانة مجابهيه ونفس المنبع الفكري والأخلاقي والثقافي . فالأولى بالكثيرين من هؤلاء أخذ الحيطة والحذر في التعامل مع هذه المسائل ، بل تركها لأصحابها، وذوي الخبرة والذخيرة الثقافية والفكرية، وإلا فإن التشوه سيلاحق نبلنا، والعقم سيكون مصير تفاعلنا والحوار الذي يجب أن نبني عليه مصير علاقاتنا ووشائجنا، لأننا – ورغما عنا – مشتركون في القدر والمصير .
وكل ما أوده أخيراً، أن تتسع الصدور لتقبل الرأي، خاصةً وإني - هكذا – اعتبر نفسي من الداعين إلى التحرر من إفرازات التمترس والسلفية في العقل والتفكير .



#روني_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإقصاء .. ثقافة اللا منتمي ( بين التهجم والتبني )
- وقفة .. بين الأمس واليوم بين الفعل والقرار
- نقطة نظام 3 .. ما لنا وما علينا على ضوء أحداث آذار
- القضية الكردية في سوريا .. مستجدات وآفاق
- قراءة في حديث رسمي
- ماذا يدور في مطبــخ المعارضة السورية ..؟.
- نقطة نظام هي عبرة لمن يعتبر
- ضربة جــزاء ..
- عكازة ( المثقف العربي ) .. كردياً
- مشهد من أمام محكمة أمن الدولية العليا …
- حين يجتهد القائد ، يتوصل .. ولكن .؟!.
- هولير .. الحدث .. والمطلوب
- كرمى لعينيك هولير ... فنحن على طريق الوحدة والاتحاد
- الرهانات الخاسرة ...


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - روني علي - الإقصاء .. ثقافة اللا منتمي - ( بين التهجم والتبني ) - ( 2 )