|
الحوار المتمدن أو المنارة الفريدة التي تستحق أكثر من جائزة.
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 14:08
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
في البداية، لا بد من أن أبارك للحوار المتمدن، ولهيأته النبيلة، والمناضلة، على التقدير الذي حظيت به، بنيلها لجائزة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر، لسنة 2010.
وفي البداية، أيضا، أسجل: أن منبر الحوار المتمدن يستحق أكثر من جائزة.
وقبل ذلك، وبعده، أسجل أن منبر الحوار المتمدن، هو بمثابة جائزة للإنسان، بقطع النظر عن لغته، أو لونه، أو جنسه، أو معتقده، لكون هذا الإنسان يجد فيه:
1) منبرا علمانيا، يعمل على ترسيخ الفكر، والممارسة العلمانيين، في صفوف كل المتعاملين معه، وباللغات المعتمدة في النشر، وفي جميع أنحاء العالم، سعيا إلى النضال من أجل مجتمع علماني متقدم، ومتطور، تختفي فيه، وبصفة نهائية، الدولة الدينية، اللا ديمقراطية، واللا شعبية، لتحل محلها الدولة العلمانية، التي تضمن تعدد المعتقدات، واحترامها، وتعدد المؤسسات الدينية، وتعدد المذاهب، وتفاعلها، كما تضمن ترسيخ الممارسة الديمقراطية في الفكر، وفي الممارسة اليومية، لأجهزة الدولة، وفي مختلف المؤسسات، وبين جميع أفراد المجتمع، إلى جانب ضمانها للحرية، والعدالة، والمساواة بين البشر، الذين يعيشون في ظل حكمها.
2) منبرا ديمقراطيا، منفتحا على كل الآراء، والمعتقدات، والأفكار، والتوجهات القائمة في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والمذهبي، والسياسي، مما يجعل منه منبرا للجميع، لا يخص توجها بعينه.
3) منبرا تقدميا، يتعامل مع كل التقدميين في العالم، ليجدوا فيه كل ما يطلبون من أدبيات تقدمية، وفي جميع المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، مما يقود بالضرورة إلى تسييد الفكر التقدمي على مستوى البلاد العربية، وفي جميع أنحاء العالم، في مواجهة الفكر الرأسمالي / الليبرالي المتوحش، والإقطاعي المتخلف، واليميني المتطرف، وكل ماله علاقة بما هو رجعي، من أجل نقض كل ما يتناقض مع الفكر التقدمي.
4) منبرا يساريا، يسعى إلى دعم الحركة اليسارية في البلاد العربية، وفي جميع أنحاء العالم، سعيا إلى استعادة قوة اليسار، التي تراجعت إلى الوراء، بسبب انهيار ما كان يعرف بدولة الاتحاد السوفياتي السابق، وسقوط ما كان يعرف بالمعسكر الاشتراكي، ونظرا لتراجع العديد من الأحزاب السياسية، عن اشتراكيتها، وعن اقتناعها بالاشتراكية العلمية، إلى درجة تغيير اسمها، سواء تعلق الأمر بالبلاد العربية، أو بغيرها، وفي جميع أنحاء العالم. ومنبر الحوار المتمدن يرجع له الفضل في إحياء أدبيات الاشتراكية العلمية، وجعلها في متناول جميع اليساريين، وبجميع اللغات.
5) منبرا عماليا، يحرص على بناء الحركة العمالية، المقتنعة بطليعية الطبقة العاملة، والمتكونة من مجموع الأحزاب التي تحمل هذا الاقتناع، وتناضل من أجل تجسيده على أرض الواقع: الاقتصادي، والاجتماع،ي والثقافي، والمدني، والسياسي.
وكون منبر الحوار المتمدن منبرا عماليا، هو الذي يجعل الحركة العمالية، والنقابية، حاضرة في صفحاته المختلفة، من أجل أن تصير وسيلة لإشاعة المعرفة العلمية الدقيقة، بالوضعية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية للطبقة العاملة في البلاد العربية، وفي جميع أنحاء العالم، وبدور أحزاب الطبقة العاملة، في العمل على تغيير تلك الأوضاع تنظيميا، وإيديولوجيا، وسياسيا، في أفق تمكين العمال من السلطة، التي تقوم على أساس تحويل ملكية وسائل الإنتاج، من الملكية الفردية، إلى الملكية الجماعية، حتى يتحول المجتمع، أي مجتمع، من مجتمع يسود فيه استغلال الإنسان للإنسان، إلى مجتمع خال من كل أشكال الاستغلال المادي، والمعنوي، والذي لا يتجسد إلا في مجتمع اشتراكي متطور باستمرار، في اتجاه التشكيلة الأعلى، تحكمه دولة اشتراكية.
6) منبر حر، يسعى إلى جعل الحرية في متناول الجميع؛ ولكن بشرط أن تصير تلك الحرية في خدمة مجموع أفراد المجتمع، في كل بلد من البلاد العربية، وفي جميع أنحاء العالم، لا أن تصير وسيلة لتكريس كافة أشكال الاستغلال على الكادحين، كما هو الشأن بالنسبة للمجتمع المحكوم بالنظام الرأسمالي، والذي تقوم فيه الدولة الرأسمالية بحماية حرية المستغلين في ممارسة الاستغلال الهمجي على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
وكون منبر الحوار المتمدن منبرا حرا، يبرز من خلال:
ا ـ فسح المجال أمام كل الأقلام، مهما كان لونها، أو جنسها، أو عقيدتها، ودون فرض قيود معينة أمام الكتاب، فيما يخص شكل الكتابة، ومضمونها، حتى وإن كان الموضوع مقترحا من الحوار المتمدن.
ب ـ تمكين جميع التوجهات من النشر على صفحات الحوار المتمدن، ودون منع أي توجه من ذلك، ودون رقابة على الأفكار الواردة في المقالات، إلا إذا كانت مخلة بسياسة النشر على صفحات الحوار المتمدن الإعلامية.
ج ـ لا يخضع لرقابة أي جهة، وكيفما كانت هذه الجهة، ولا يجسد إلا التصور الذي يرسمه طاقم الحوار المتمدن، المتحرر من كل القيود التي يعاني منها الإعلام الإليكتروني في جميع الدول اللا ديمقراطية، واللا شعبية، التي لا وجود فيها لشيء اسمه الديمقراطية.
7) منبر ديمقراطي، يسعى إلى أن يحترم اختيارات الكتاب، والقراء في نفس الوقت، كما يسعى إلى نشر الفكر الديمقراطي، بمضامينه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية بين المتتبعين، وعلى جميع المستويات. وبالإضافة إلى ذلك، فهو يفتح صفحاته لكل الديمقراطيين، وفي جميع أنحاء العالم، من أجل:
ا ـ فضح كل الممارسات اللا ديمقراطية، واللا شعبية، القائمة هنا، أو هناك، وفي أي بلد من بلدان القارات الخمس.
ب ـ تقديم التصورات الديمقراطية، التي يرى أصحابها أنها صالحة لهذا البلد، أو ذاك.
ج ـ الإشادة بالديمقراطية الحقة، التي تتحقق في هذا البلد، أو ذاك، باعتبارها تجارب ديمقراطية، يجب الاقتداء بها.
د ـ دعم الحركات المناضلة من أجل الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، حتى تحقيق الديمقراطية في بلدانها، ومن أجل أن تصير الديمقراطية بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، ذات بعد كوني.
ه ـ الحرص على تسييد الممارسة الديمقراطية على المستوى الفكري، وبين الكتاب، والقراء، في أفق تسييدها على أرض الواقع الاجتماعي.
و ـ السعي إلى حماية الديمقراطية، عندما تتحقق في بلد معين، حتى تصير منارة ديمقراطية مشعة، يتمثلها كل من يسعى إلى تحقيق الديمقراطية، وبالمضامين المذكورة.
8) منبر اشتراكي، ذو حمولة اشتراكية، وعلى مستوى معظم المقالات المنشورة، ودون انحياز لمذهب اشتراكي معين، كما يظهر ذلك من خلال:
ا ـ تقديم أدبيات الاشتراكية العلمية، ومهما كان كتابها، إلى القراء حتى تكون في متناولهم، وبالعديد من اللغات، وحتى تقوم بدورها في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل تمكينهم من كل أشكال الوعي، التي تعدهم لامتلاك الوعي الطبقي الحقيقي.
ب ـ التعريف بالتجارب الاشتراكية، وما عرفته من نجاحات، أو إخفاقات، على مدى تحققها، واستمرارها أو توقفها:
وما هي النتائج التي المترتبة عن تلك النجاحات، والإخفاقات؟
من أجل الاسترشاد بتلك النتائج.
ج ـ دعم الحركات المناضلة، من أجل تحقيق الاشتراكية، إعلاميا على الأقل، حتى يتمكن المتتبعون من معرفة ما تقوم به:
وما هي الخطوات التي قطعتها؟
وما هي التي يجب أن تقطعها في برنامجها المرحلي في أفق تحقيق الاشتراكية؟
د ـ دعم الدول التي حققت الاشتراكية على أرض الواقع، حتى تستطيع الصمود أمام هجمات النظام الرأسمالي، في تحالفه مع الأنظمة المتخلفة ما قبل الرأسمالية، لضمان استمرار الاشتراكية المتطورة باستمرار.
ه ـ دعم جميع الحركات الجماهيرية المناضلة نقابيا، وحقوقيا، ومدنيا، وثقافيا، وتربويا، من أجل تحقيق التحسين المستمر، والتلقائي للأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية. وهو ما يعد دعما للحركات الساعية إلى تحقيق الاشتراكية.
والخلاصة: أن ظهور منبر الحوار المتمدن، يعتبر منارة علمانية، تنويرية، تقدمية، يسارية، ديمقراطية، تحررية، اشتراكية، ترسم معلم القرن الواحد والعشرين، الذي يحمل آثار مآسي الماضي، وتفاعلات الحاضر، وآمال المستقبل.
وكون منبر الحوار المتمدن كذلك، فإنه بممارسته الإعلامية الجادة، والهادفة، يناهض الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، ويسعى إلى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية، في مجتمع تسوده العدالة، والمساواة، وفي ظل الدولة المدنية / الديمقراطية / التقدمية / الاشتراكية، باعتبارها دولة الحق، والقانون في نفس الوقت.
وبناء على ما ذكرنا، فإن منبر الحوار المتمدن يستحق أكثر من جائزة، ومن الهيئات الجادة، والمسؤولة، دعما له، وسعيا إلى تحقيق أهدفه القريبة، والمتوسطة، والبعيدة.
فهنيئا لمنبر الحوار المتمدن بالجائزة التي حصل عليها من مؤسسة ابن رشد للفكر الحر لسنة 2010.
وهنيئا للهيأة المشرفة على التدبير الإعلامي للحوار المتمدن، الذي احتل مكانة بارزة، جعلته في طليعة المنابر الإعلامية الجادة، بفضل الجهود المضنية التي يبذلها أعضاء هذه الهيأة، التي وقفت وراء حصول الحوار المتمدن على هذه الجائزة.
وهنيئا لكاتبات، وكتاب الحوار المتمدن، الذين بفضل كتاباتهم الجادة، والهادفة، استطاع الحوار المتمدن أن يحظى بجائزة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر.
فمزيدا من العطاء لصالح البشرية المنعتقة من بين براثن التخلف، من أجل تحقيق التقدم المنشود إنسانيا.
محمد الحنفي
ابن جرير في / 23 / 10 / 2010
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في
...
-
المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في
...
-
المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في
...
-
المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في
...
-
المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في
...
-
المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في
...
-
المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في
...
-
المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في
...
-
المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في
...
-
نقطة نظام: هل يناضل النقابيون من أجل تنمية مصالحهم، والحصول
...
-
نقطة نظام: هل يناضل النقابيون من أجل تنمية مصالحهم، والحصول
...
-
نقطة نظام: هل يناضل النقابيون من أجل تنمية مصالحهم، والحصول
...
-
نقطة نظام: هل يناضل النقابيون من أجل تنمية مصالحهم، والحصول
...
-
الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....10
-
نقطة نظام: هل يناضل النقابيون من أجل تنمية مصالحهم، والحصول
...
-
الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....9
-
الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....8
-
الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....7
-
الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....6
-
الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....5
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|