|
عندها يجب محاكمة أبو جيمي و سيده
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 13:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بصرف النظر عن شكل التسوية الفلسطينية - الإسرائيلية عندما يتم التوصل إليها ، فإن شخصي البسيط سيقبلها شريطة أن تحظى بالقبول من أغلبية الشعب الفلسطيني . سأقبلها ، و أعلن تأييدي لها ، فور تأكدي من إنها تحظى بقبول أغلبية الشعب الفلسطيني ، و ذلك للأسباب التالية : أولا : إيماني المطلق بأن الفلسطينيين هم الأكثر إخلاصا لقضيتهم ، و بالتالي الأكثر إخلاصا في البحث عن حل لتلك القضية ، فهم أصحاب القضية ، و هم أكثر من إكتوى بنارها ، و كما نقول في مصر : من يده في النار ليس كمن يده في الماء ، و الشعب الفلسطيني أكثر من إكتوى بنار تلك القضية . ثانيا : إيماني بأن الفلسطينيين هم الأقدر على قراءة الواقع من غيرهم ، و قراءة الواقع مهمة جدا ، فلو كان الفلسطينيون ، أو بالأحرى قياداتهم ، تقرأ الواقع لما حدثت الكثير من المآسي التي جاءت كلها بسبب الجري وراء العواطف ، و تيار الشعارات النارية العربي . و بمناسبة ذكر تيار الشعارات النارية العربي ، فيجب القول بأن تيار الشعارات النارية العربي أيضا يقرأ الواقع مثل غيره ، و لكن الكارثة إنه دائما بطيء في قراءته للواقع ، و لهذا يخفض حده الأقصى إلى درجة أخرى أقل ، و لكن بعد أن يصبح حتى هذا التخفيض مستحيل ، أو صعب ، هو الأخر ، مثل تخفيض الشعار من دمار إسرائيل ، و إلقائها في البحر ، إلى القبول بقرار التقسيم الأممي ، ثم بالمطالبة بالعودة لحدود الرابع من يونيو 1967 ، و هكذا دواليك . ثالثا : هذه النقطة مرتبطة بالنقطة السابقة ، أو نتيجة لها ، و هي رفض الوصاية التي فرضت على الشعب الفلسطيني على يد بعض الأنظمة العربية ، و هي الوصاية التي أدت إلى الخسارة تلو الخسارة ، و هي الوصاية القديمة قدم القضية الفلسطينية ، أو منذ إنهارت الدولة العثمانية . وصاية الحكام العرب هي التي كبحت بعض الأصوات الفلسطينية التي كانت على إستعداد لقبول قرار التقسيم و الذي كان سيعطي الفلسطينيين دولة تقوم على قرابة نصف أرض فلسطين التاريخية ، بدلا من السبعة عشر بالمائة التي تبقت بعد حرب 1948 ، و الوصاية العربية هي التي منعت قيام دولة فلسطينية بعد حرب 1948 على ما تبقى من فلسطين ، و هي التي شجعت ، و هي التي دعمت ، صوت الرفض الفلسطيني الرافض لأي تسوية ، و أحيانا ما مارست تلك الوصاية الحكامية العربية ضغوط رهيبة على القيادة الفلسطينية لرفض أي تسوية تلوح في الأفق كما حدث من جانب حسني مبارك و عبد الله آل سعود أثناء محادثات عرفات - باراك - كلينتون في صيف عام ألفين . و لكن في مقابل قبول شخصي البسيط لأي تسوية للقضية الفلسطينية ، حتى قبل أن أطلع على تفاصيلها ، شريطة التأكد من إنها حظيت بقبول أغلبية الشعب الفلسطيني بشكل قانوني ، فإنني بالتأكيد و بعد أن أطلع على تفاصيلها ، و أرى إنها أقل مما عرض على الشعب الفلسطيني في عام ألفين ، فإنني سأطالب بمحاكمة حسني مبارك ، و عبد الله آل سعود و ذلك لأسباب منها : أولا : من باب الغيرة على الحقوق الفلسطينية ، و هي الحقوق التي طالما صور حسني ، و عبد الله آل سعود ، نفسيهما على إنهما المدافعين ، و الغيورين ، عليها ، أكثر من أصحابها . الفشل ، و عدم الإخلاص ، من جانب القيادات السياسية ، يجب أن يحاكما ، مثلما يحاكم القادة العسكريين بعد الهزائم العسكرية ، و السماح بوصول ما عرض على الفلسطينيين في عام ألفين إلى التصنيف في باب المستحيلات ، مثل قرار التقسيم في 1947 ، هو فشل كبير ، خاصة من جانب من يدعون إمتلاكهم للرؤية البعيدة الشاملة ، و الحكمة التي يأتي القادة الأجانب للنهل منها . ثانيا : لإيماني بأن حل القضية الفلسطينية سيتبعه تغير كبير في الخريطة السياسية العربية عموما ، و المصرية خصوصا ، و هو تغير أراه إيجابي ، حيث سيكون لصالح قضيتي حقوق الإنسان ، و الديمقراطية . إنني كمواطن مصري ، أرى كيف سرق عمري الذي عشته حتى الأن ، و عمر الشعب المصري منذ 1948 ، بسبب القضية الفلسطينية . فمنذ 1948 أصبح لا صوت يعلو على صوت القضية الفلسطينية ، و لو كان ذلك صوت الحقوق الإنسانية الأساسية ، و ليس صوت الديمقراطية أو ما إلى ذلك . لهذا فعندما نرى كشعب إن ما تم القبول به أقل مما ضغط حسني ، و عبد الله آل سعود ، على عرفات ليرفضه ، فإننا كشعب يجب أن نحاكم من تسبب في تأخير مسيرة حقوق الإنسان ، و الديمقراطية ، في مصر ، و المنطقة .
24-10-2010
ملحوظة : في مقال : علينا أن نطالب بالعدالة و أن نمارسها ، و ردت العبارة التالية : فنبسط ردائها على الجميع ، و صوابها : فنبسط رداء حمايتها على الجميع ، و ليس كما ورد بالمقال المشار إليه ، و لا في التصويب الذي جاء في ذيل مقال : تذكر أن والدك كان لاجئ و أن جدك كان مطارد .
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تذكر أن والدك كان لاجىء و أن جدك كان مطارد
-
علينا أن نطالب بالعدالة و أن نمارسها
-
حتى لا يرث جيمي مبارك نفس العقدة
-
د. بيار زلوعة و فكرة النقاء الجيني الذكري الفينيقي
-
هل ستغلق القلوب أيضا ؟
-
إنه قصور في الرؤية لدى حماس
-
هل حلال للأتراك و حرام على المصريين ؟
-
كان أفلح مع عرابي و عبد الناصر
-
برغم ذلك سنظل ندعم الاتحاد من أجل المتوسط
-
الغاز المصري أولى به المصنع المصري
-
بشار الأسد و جمجمة الناصرية
-
الميه يا ريس ، النيل يا ريس
-
أوضاع أقلياتنا تنسف مشروع دولة واحدة من النهر للبحر
-
السفر بدون جواز سفر
-
حماس ليست أعز عليه من أوجلان
-
أخرجوا للطبيعة ، أخرجوا للحرية
-
هل هي عادة أمريكية ؟
-
الأسد يمكن قلبه إلى فأر
-
الحبكة يلزمها فارسي و يهودي ، الأفريقي لا ينفع
-
السنن السورية السياسية السيئة
المزيد.....
-
ماكرون يقبل استقالة الحكومة الفرنسية ويدعوها لتصريف الأعمال
...
-
ماذا تعني المشاركة في مسابقة للجمال في الصومال؟
-
وزير خارجية جنوب إفريقيا: حل النزاع في أوكرانيا دون مشاركة ر
...
-
بوروشينكو: سلطات كييف لا تتخذ أي إجراءات لاستعادة توليد الطا
...
-
مقتل 3 أطفال سوريين في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
-
الخارجية الأمريكية: لا أحد في أوروبا يهدد روسيا
-
روسيا.. ابتكار مصدر بديل للطاقة من القش
-
لماذا أقر جيش إسرائيل بالنقص بدباباته؟
-
رصد انفجارات للصواريخ الإسرائيلية الاعتراضية في أجواء الحدود
...
-
مصر.. إغلاق ضريح مسجد الحسين.. والأوقاف تنفي ارتباطه بذكرى ع
...
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|