أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد مصارع - وراء السطور














المزيد.....

وراء السطور


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 954 - 2004 / 9 / 12 - 10:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحكمة كالعلم, وكما يقال العلم سلاح ذو حدين, وكذلك الحكمة, بل إنَّ درب الحكمة يحتوي في بعض الأحيان من المهالك ما يفوق مخاطر الاستخدام العلمي بخاصة في المستوى الفردي, فالفهم الصحيح للحكمة على سهولتها, لابد أن تنشأ تعقيدات مرافقة لها أثناء التطبيق.
يحكى أن امرأة أوصت ابنتها قائلة ( حتى تتمكني من زوجك اعتبريه كالسلم أو الدرج, ومن يصعد السلم فعليه أن يرتقي درجة درجة.. بالسياسة يا بنيتي: خطوة فخطوة ).
الحكمة هنا لا تخلو من روح الأناة, ومن التفاعل الايجابي, ومن مضاعفات معامل الزمن, أزمة من هنا, ومشكلة من هناك, مبررات تظهر وذرائع تخلق ولم يكن لها بالأصل أدنى مبررات الوجود, والطبخة على النار الهادئة تجعل أبسط التفاعلات الغذائية لذيذة حتى لو كان المطبوخ هو البصل مع الملح, فكيف والزمن يلقي إلينا والى قدورنا بالغذاء الشهي.
ويحكى أن ابنتها عادت إلى بيت أهلها والكدمات المز رقة ظاهرة على وجهها وعلى أكتافها..ومن الطبيعي حين يفشل أحدنا في تطبيق حكمة متعارف عليها, ولا يشك أحد بصحتها أن يقوم بإخفاء أسباب إخفاقه الشنيع وهي حكمة أخرى والله أعلم.
- ما لذي حدث لك يا ابنتي؟ صارحيني يا ابنتي قالت الأم.
تنهدت البنت من الألم الذي لابد أن يزول في يوم ما, وقالت بصراحة:
- أماه, لقد حاولت القفز على السلم.. فوقعت وتكسرت عظامي وها أنت ترين الرضوض والكدمات.
قالت أمها معاتبةً:
- يا بنيتي.. ألم أقل لك: خطوة خطوة..
قالت البنت معترفة بالخطأ:
- بلى يا أماه. ولكنني خدعت بالسلّم..لقد وجدته سهلاً, فرحت أقفز عليه حارقة المراحل.. ولم أجد نفسي إلا متهاوية من قسم علوي فيه.وقعت وها أنت ترين ما حل بي.
نعم. تقولون كيسنجر خطّط لسياسة الخطوة خطوة. وتقولون شليسنجر عمل لإحياء قوس الأزمات, وتقولون ما قاله عن خدام, بأنه (بطل التصريحات الفارغة) كأني بكم تريدون إزهاق روح الليل وإظهار النهار.. النهار يا عالم, وبأضواء هي الأضواء الاصطناعية, بينما النهار حين يأتي يسبب ضوءه لكل العيون الانبهار, وهنا لا يحتمل فيصيبه الدوار, والنهار ليس شمعة يتهددها نفث محتفل بالألفية الثالثة, أو بمشروع الشرق الأوسط الصغير.
مما يرويه كار ل ماركس مرجع الحكمة الشيوعية أنه التقى في إحدى قطارات الجزائر إبان الإمبراطورية الفرنسية, وهو المتجول حول العالم بحثا عن أدق مفردات فلسفة الشرق وحكمة الأمة الإسلامية, كان ذلك حين شبع من محتويات كامل المكتبة البريطانية بلندن, وهو في قمة تجليات فلسفة العلوم حين يحكى:
كان يجلس بجواري شيخ معمم وبعد أن تعارفنا قصّ علي هذه القصة الشرقية التي تثبت أن فوق كل ذي علم عليم وتثبت بجدارة عبقرية الشرق الإسلامي و العربي, وحكاية الشيخ هي:
يحكى أن مركبا في البحر جمع اثنين في جوار بعضهما البعض, تآلفا وتحاورا, فقال الأول وهو عالم متبحر في فلسفة العلوم(مثل ماركس) سائلاً رفيقه بالطريق:
- هل قرأت فلسفة العلوم؟
فأجاب الثاني:
- لا والله يا رفيقي.. ليتك تعلمني..
رد الأول يائساً:
- يا رفيقي, ألق بنصف عمرك بالبحر..
تحسر الثاني على نصف عمره الذي مضى كالخسارة..
ثم هاج البحر وماج ( وهذه قصة الحياة ).. وغرق الجميع, كان الثاني ينظر بحزن إلى الأول على مد النظر.. بعيد عنه وهو ينازع بين الموت و الحياة, تمنى لو كان يستطيع الإدراك به..ولم يملك إلا أن يصرخ مقهوراً:
- سيدي أبو العلوم..أبو الفلسفة؟ هل تعرف تعوم؟
وجاء الجواب مابين الموت والحياة...وأطلق حسرة على البعد بينهما وقال :
- آه يا رفيقي لقد ألقيت بكل عمرك بالبحر.
وتقول الحكمة: من خلال الغربال ( خشن ناعم – حيّا الله – كيفما كان) كل الناس تستطيع رؤية الأشياء واضحة, ويقال إن الشمس لا يخفيها الغربال, إن كل من العلم والحكمة والسياسة أو في تداخل هؤلاء معاً, ومهما كانت بساطة الأشياء تحتاج حقاً إلى النظرة العميقة التي تستطيع اختراق ما لا يظهر مؤقتاً.
إن ذلك لن يكون فلسفة العلوم, ولا بسواعد البحارة القوية عند العوم.
والربح العاجل غالباً ما يتحطم أمام صخرة الخسارة الآجلة.
وتظل الحكمة تهزأ بالعقول..
فمتى نسكت؟ ومتى نتكلم؟
نتقدم أو نقف أو نصعد درجة على سلم عال
بدون أحزمة؟!
وهل المطلوب أن نتفلسف فقط؟ أو نعوم فقط؟
أم الاثنين معاً؟!

احمد مصارع
الرقة 2004



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشــرق الأوســط القراقــوشي
- مــن ألــواح سومــر
- الأصل والبقية تتبع
- المتغير و الثابت في الفاعلية العربية


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد مصارع - وراء السطور