|
طبخة عراقية بأيدي أجنبية
زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)
الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 06:12
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
طبخة عراقية بأيدي اجنبية!! زيرفان سليمان البرواري إن المشهد السياسي في العراق بدأت تُخوف المراقبين والمواطنين الذين يشاهدون الوجه الحقيقي للازمة، وإن القدرة على صنع القرار السياسي للبلاد اصبحت تحت التهديد المباشر، فالقيادات العراقية الحالية لا تأخذ بعين الاعتبار الافرازات المستقبلية للتدخل الاجنبي في رسم الخريطة السياسية للبلد، لانه من الصعب تغيير ابجديات المصلحة القومية في العلاقات الدولية، وأن كل دولة لها اجندة خاصة في دول اخرى لابد من أستخدامها للمحافظة على المصلحة القومية التي تبغي الى تحقيقها ضمن اهداف واستراتيجبات السياسة الخارجية، ولكن المضحك المبكي في عقلية النخبة العراقية وتعاملهم مع الأزمة السياسية بعقلية التآمر والخوف من المقابل وأتخاذ القرارت بمنطق الفريسة والغابة، فالدول الاقليمية مهما قدم من مساعدات في التقريب بين وجهات النظر المحلية لابد وان تكون هناك مقابل، ولا توجد خدمات مجانية في العلاقات الدولية، فكل من يظن بإن دول الجوار لديها نوايا حسنة في التعامل مع الأزمة العراقية يكون واهم. واليوم هناك الكثير من الاسئلة المطروحة على الساحة العراقية التي تفتقد الى أجوبة وافية. لماذا الرجوع الى العامل الخارجي في صنع السياسة المحلية؟ وهل يُعقل لدولة تظن انها صاحبة سيادة ان تأخذ قراراتها من المحيط الخارجي؟ وما هو العوامل التي أدت الى تأزيم الأزمة بحيث اصبحت الدعم الخارجي هي الغاية التي تسعى كل الاطراف السياسية الحصول عليها؟ إن طهران اليوم أصبحت المكان التي تُطبخ فيها الكعكة العراقية، وان القرارات التي تَصُدرها القادة العراقيين لا يتأخذونها إلا بعد التفكير العميق في موقف طهران منها، وأن الولايات المتحدة اصبحت الحلقة الاضعف في المشهد العراقي، أو على الاقل هي تريد ان تُمثل دور الحياد لكي تتخلص من مسؤولية العنف التي سوف تولدها الفراغ السياسي في العراق اذا ما أستمرت تلك الفراغ. ولكن كما قلنا سابقا انهُ من الطبيعي جدا ضمن الصراع في العلاقات الدولية ان تسخدم الدول بعضها البعض في سبيل تحقيق مصالحها الاستراتيجية، وحسب رأي المدرسة الواقعية ان اساس العلاقات الدولية هي الصراع من اجل القوة، فالممارسات التي تمارسها دولة (ِA) لا تؤخذ بعين الاعتبار مصالح دولة (B) وقد تتفق دولة(ِA) مع دولة(B) بالشكل التي قد تهدد مصالح دولة(C)، والعراق اليوم اصبحت الطرف الاضعف في المعادلة الاقليمية وعلى اساسها تحقق مصالح استراتيجية لدول اخرى، فالتقارب الحاصل بين دول الجوار اساسها العراق، فاللاستقرار السياسي في العراق جعلت من اعداء الامس اصدقاء اليوم، والفراغ النخبوي في العراق قد جعلت منها الطرف المهمش في الاستراتيجيات الاقليمية، وألاكثر من ذلك فُقد العراق لثقلها الدولي على مستوى المنظمات والوحدات الدولية. ان استمرار القادة العراقيين في الاتكال على العامل الخارجي في معالجة ازمتهم الداخلية تعد الاستمرار في تعميق الازمة والمغامرة بحياة المواطنين ومستقبل الاجيال القادمة، والتلاعب بالعقول والثروات التي تمتلكها البلد، لانه لا يُعقل ان يكون النفوذ السياسي سببا وراء البؤس التي يعاتي منها المواطنين في الوقت الراهن. اما ما يتعلق بقضية سيادة العراق على كونها دولة ذات سيادة فتلك تعد من ابجديات التلاعب بعقول الناس، العراق ليست لديها سيادة وليست مستقلة في قراراتها ليست بسبب التواجد الامريكي فحسب وإنما لكون القادة العراقيين لا يزالون يعانون من سيطرة العامل الخارجي التي تساهم بشكل واضح في رسم الخريطة السياسية للعراق. وكلما استمرت الانصياع للعامل الخارجي كلما اثرت سلبا على استقلالية القرار السياسي في العراق، وتزيد من ضعفها في المحيط الدولي. اما العوامل التي تؤدي الى تازيم الموقف وازدياد التدخل الخارجي فقد سبق وان تطرقت اليها في مقالات سابقة، والتي تمثل في ازمة الثقة بين الاطراف العراقية وغياب النظرة الاستراتيجية لدى النخبة العراقية، فضلا عن عوامل اخرى تتعلق بالاجندة الدولية التي تأخذ من العراق ساحة لتصفيات حساباتها وتحقيق مصالحها السياسية. ولكي تكون الطبخة العراقية بأيدي عراقية لابد من تنازلات ومساومات سياسية من قبل كل الاطراف السياسية، ومن دون تحقيق ذلك لا تكون هناك شي اسمها الاستقرار في العراق، ولا يمكن للعراق ان تكون لاعب مؤثر على الساحة الدولية، وان المعادلات الاقليمية سوف لاتخدم مصلحة العراق، وكل ذلك مرهون بمدى تحرر النخبة العراقية من أدبيات الأجندة الخارجية، وتحرك الشعب باتجاه الضغط على القيادات العراقية لتحمل مسؤولياتهم الاخلاقية وإيجاد حل سريع للازمة الراهنة.
• ماجستير في العلوم السياسية • ماليزيا-كوالالمبور
#زيرفان_سليمان_البرواري (هاشتاغ)
Dr.__Zeravan_Barwari#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صناعة الردع في بغداد!
-
أنقره وازماتها المتجددة
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|