أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام كوبع العتيبي - رؤية الشيخ العجوز في ليلة عيد الميلاد ..!!














المزيد.....

رؤية الشيخ العجوز في ليلة عيد الميلاد ..!!


سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 954 - 2004 / 9 / 12 - 10:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انا لا أريد أن أتحاور معك لانك لا تعي إسلوب الحوار المتمدن ولا تعي أيضا الاسلوب الريفي الطيب للحديث ؛ لكن كل الذي تستطيع أن تقوم به هو قذفي بقنبلة يدوية أو ترد علي بنصل السهم المسموم من بقايا أعتدك المهزومة ؛ لذلك لا أريد محاورتك لاني عجزت من أسلوبك الحجري الذي مازلت تتقمصه بعد أن تآلفت معه سنوات سطوتك الكبرى .. لكن الاجدر بك أن تبني لك صومعة في الجبل وأن تعيش به أنت وكلبتك العقور . عندما تريد الذهاب إلى الجبل خذ معك كل بقايا عمرك الرديء وأسمال زمنك العفن ؛ خذ معك أحذيتك المتهرئة التي سحقت بها على رؤوس الاموات ومحافظ نقودك المسروقه ؛ لا تترك من رائتحك شيء خذها معك عسى أن تذكرك بايام مجدك التليد !! الذي عشته على جثث الفقراء من البشر ... قلت لك أنا لا أريد أن أتحاور معك ؛ أنت بحاجة الى بغل حتى يتحمل سقوط فكرك الظلامي أما أنا كنت وما زلت جوادا أصيل لا يمتطيني أمثالك ولا يسرجني ( عكروت ) لاني عندما ولدت لم يولد معي النوتي حتى يقودي فارسك المتصابي بدم الارواح منه ..
كان هكذا يقول له لكنه لا يستطيع أن يرد عليه سوى بكلمة واحدة ( كنت الملك والان المخلوع ) كان عندما يتذكر أيامه السالفة يبكي بدموع كنت أرى إنها دموع العاهرات وهن يسردن ظروفن الاجتماعية السيئة لزبون ميسور الحال قادم من بلاد الذهب الاسود والشرف الرفيع الذي لا يسلم الا بجوانبه الدم .!!
جمع ماتبقى من رماد المدينة وبقايا عظام لاطفال معوقين وجمجمة لشيخ يناهز التاسعة والتسعين كان حكيم المدينة ؛ ودس بينها كتاب الله وسيرة الصحابة وسنة رسول الدين .. نهض يتلمض كانه الافعى قبل أن تنقض على فريستها من الضفادع .. قال : ساصعد الجبل كما طلبت مني وبعدها سوف أكون ( زراديشت الزمن القادم ) ولم أنزل من صموعتي الا باتباع لي ياكلون حجر الارض وبيوتها ؛ معي الكثير مما يؤهلني الى ذلك فانا كنت الملك ومازلت أحفظ أسرار الكثير ممن كانوا تحت عرشي ينبحون ؛ من خلال هؤلاء سوف أعيد ملكي المفقود في مدينة الايتام والارامل.
كان حلمه كبير لكنه سهل الوصول اليه طالما معه ثلاثة كتب رئيسية يستطيع من خلالها أن يفعل مايشاء وكل أفعاله السيئة سوف تكون وفق المنظور المشاع والمقبول بين بيقايا الادمغة التي لا تريد أن يعود الماء في الانهر اليابسه ؛ حلمه سهل التحقيق فكل شعاراته ماخوذة من تلك الكتب الثلاثة وما عليه الا أن يترجمها بما يتلائم مع ما يطمح اليه ؛ لكن الاجدر بي أن أرسل اليه من يوقفه عند حده كي لا يتكرر إنتشار الطاعون خاصة وإن الجرذان أخت تتكاثر مرة أخرى جنب مزابل البيوت الفقيرة الآيلة للسقوط .
ركب بغلته وسار عبر نياسم قديمة كان يستخدمها الهاربون من عصاباته المتوحشة التي تنتشر في مدينة الايتام كالجراد الجائع الذي أتلف كل مزارع المدينة قبل أن يهاجر الى المدن المجاورة التي كافحته بقاتل الحشرات .. سار الى صومعته دون أن يرافقه أحد من مخلفات حكمه وجلالته العظمى بعد أن غطى راسه بقطعة قماش خضراء كان قد أحتفظ بها منذ أن كان وليا للعهد وسكينا فضي اللون زين بزخارف أسلامية تعود الى العصر الاموي ؛ وساعة رملية يقول إنها قدمت له هدية من عراف هندي كان يقيس من خلالها أيام حكمه الباقية ويريد من خلالها الان أن يعيد حساباته في العودة مرة أخرى لحكم مدينة الارامل ؛ بغلته لاترى جانب الشمال بسبب إصابتها في عينها الشمال بشيظة نار أطفئت النور الذي كان يبرق منها لكنها بغلة قوية و نشيطة ؛ها هي تحمل كل أسمال الملك المخلوع .. كلبته( بريقه ) هكذا كان يسميها ؛ هي الوحيدة التي تسير خلفه مهرولة بعد أن تركه الجميع وحيدا وهربوا عندما سقطت اخر حبة من حبات الساعة الرملية لسنوات حكمه القاهر ؛ بريقة الكلبة العقور كانت هي الوحيدة التي أوفت لسيدها المخلوع تتبع أثره في كل مكان .. أحد حاشية المخلوع يقول أن بريقه كانت تعرف ملكها من رائحة أسماله المعفرة بالدم ؛ ها هي الان تتبع ضله بعد أن كان ضلا لجميع العقول السافلة التي عبثت في مدينة الموتى عبثها الاسود ؛ هم هكذا الطغات عندما يسقطون يتخلى عنهم أقرب الاقرباء وأوفى الاصدقاء ولا تسعهم أرض الله التي كانوا يتحكمون بها بعد أن تطردهم الزوايا ولا يضلهم شيء؛ حتى أغصان الاشجار تنتحر محترقة عندما يجلسون تحت ضلها ... الله وأكبر ماذا فعل هؤلاء التي تنتحر الاغصان حتى لا تفيء لهم بضل ؟!
إنها نهاية السنة الميلادية السابقة وغدا بداية العام الجديد.. مصابيح ملونة تضيء المدينة وأجراس الكنائس البعيدة تقرع .. أطفال مدينة الايتام فرحين بملابسهم الملونة وهم يتقافزون في الطرقات .. أرامل وجوههن كالحة كأرض بور يرافقن أطفال معوقين يعتصرون حرقة على أطرافهم المفقودة .. عجوز تبكي وهي تمسك بيدها صورة لفتى بعمر الزمن المغدور قطعته قنابل مجهولة المصدر بعد أن ضاع دمه بين الفريقين .. شيخ وقف يؤذن في منتصف الليل قال إنه شاهد رؤية أفزعته بعد أن تجمهر حوله ما تبقى في المدينة من معوقين وأيتام وأرامل .. إنهم قادمون .. أطفئوا الانوار .. إخلعوا ملابسكم الملونة .. إدخلوا الى سراديبكم .. إنهم قادمون .. إني رايتهم قادمون كالجراد يحملون الكتب على رؤوس الرماح ويوقدون الليل بالمشاعل .. إنهم قادمون يرتدون عمائم السنوات السالفة ويتقاذفون الناربالمنجنيق .. سيوفهم شاهرة وعيونهم حمراء يتطاير منها شر كل حقد الاوليين والآخرين .. يقودهم الملك المخلوع وهو يرتل عليهم آيات حرفت معانيها وقصص تشد من عزم جنده الحاقدون .. أوعدهم بجنات تجري من تحتها الانهار وصبيان وحريم .. حلل لهم صيد البر والبحر من البشر وما تشتهي الانفس .. حرف كتاب الله ودجل بمعانيه .. إنهم قادمون ... بعد أن أباح لهم بقايا أجساد نسائنا وكركرات طفولة أبنائنا ومالنا وحلينا وبغالنا ودورنا .. إنهم قادمون يحرقون الزرع ويقطعون الضرع .. إن كنتم تريدون السلامة إستقبلوهم قبل أن يدخلوا المدينة و قاتلوهم قبل أن يتحصنوا فيها وإلا بعدها لا ينفع الندم .. إنهم جنود الاعور الدجال .. ومازال المهدي والمسيح يتعبدون بعيد .. الهم إني بلغت .. وغاب الشيخ العجوز ..



#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمونا باري وسيمونا توريتيا جواري للمسلمين ..!!
- سوالف ليل ... أللكترونية ...!!
- ديموقراطية .. عرب وين طمبوره وين ..؟!!
- على قلبي مثل الثلج ..!!
- علوج القرضاوي وطراطير زغلول النجار ..!!
- شيخ دين يتزوج من فتوى عذراء ...!!
- مقال بعد منتصف الليل .. شيء لا يشبه شيء ..!!
- إلي ما وافق بجزه .. دفع جزه وخروف ..!!
- الاموات يرقصون مساء ..!! -1 .
- هل يستطيع السيستاني إصلاح ما أفسده جيش المهدي ..؟!
- سياط الحجاج و لعبة المفاتيح ..!!
- حكومة علاوي تجتث هيئة إجتثاث البعث ..!!
- علماء دين يخطفون ومقتدى الصدر فرار ..!!
- زمن الانحطاط العربي وسفالة البعض من الحركات الراديكالية المت ...
- من الذاكرة .. سهران لوحدي أناغي طيفك ...!!
- كل العراقيين والعرب ديموقراطيين ... من يبعث برسائل الفايروسا ...
- الخمر حرام ... الحشيش مش حرام ...الخمر غالي ...الأفيون أرخص ...
- عود وكمنجه وطبل ...دك وأرقص وغني..!!
- دبابات أمريكية وعمائم إيرانية وشاهد ما شافش حاجة ..!!
- جل ما أخشاه أن يكون الله أمريكي ..؟!!


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام كوبع العتيبي - رؤية الشيخ العجوز في ليلة عيد الميلاد ..!!