|
هوان الحكومة يصعد مطاليب الأكراد : التعداد العام للسكان نموذجا
طارق حربي
الحوار المتمدن-العدد: 3163 - 2010 / 10 / 23 - 22:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلمات -337- طارق حربي هوان الحكومة يصعد مطاليب الأكراد : التعداد العام للسكان نموذجا يشمل التعداد السكاني للمواطنين، المزمع إجراؤه في العراق مطلع كانون الأول المقبل، عدد الذكور والاناث (كل على حدة) والوفيات ونسب الأعمار، ويسعى إلى جمع البيانات الشاملة عن أحوال المواطنين العراقيين كافة، بغرض تحسين حياتهم وتقديم الخدمات لهم، وترتيب أوضاعهم المعيشية وضمان حقوقهم. وطنيا يبلور التعداد خارطة سكانية واقتصادية للعراق، ويسعى إلى وضع السياسة العامة للدولة، والخطط الاقتصادية اللازمة لتطوير البنى التحتية، وجذب الاستثمارات، وتحقيق نسبة من النمو الاقتصادي لصالح العراق، الذي مايزال برلمانه معطلا وحكومته منتهية الصلاحية، وواقعا تحت تأثير الكتل والأحزاب وأجنداتها، بينها مالايمكن السكوت عليه : علو سقف مطاليب الأحزاب الكردية، وصوتها العالي في بغداد، الذي صعب على الحكومة الضعيفة لجمه خلال السنوات الماضية، ويعلو اليوم في ظل انقساماتها وصراعاتها لتأمين مناصبها في الحكومة العراقية الجديدة. وفي إطار التجاذبات والانقسامات الحادة بين الكتل السياسية، وتسييس قضايا ملحة تصب في مصلحة الشعب العراقي بأطيافه المتعدة، أطل علينا القيادي في ائتلاف الكتل الكردستانية، محمود عثمان مهددا بأن "إلغاء حقل القومية من ورقة التعداد السكاني سيؤثر بشكل سلبي على موقف الكرد من تشكيل الحكومة المرتقبة".، مايعني ابتزازا وتهديدا بحرمان الكتل من تحالف الأكراد معها لتشكيل الحكومة الجديدة! أصبح كل شيء في العراق الجديد يعود بالفائدة على شعبه، خاضع للاستثمار السياسي والمساومات والمزايدات، ولاتخرج قضية التعداد العام للسكان في كركوك ومااصطلح عليه بـ (المناطق المتنازع عليها) عن هذه المعادلة، وكل طرف يطلب، في ظل الحكومة الضعيفة التي رضيت بالهوان، توظيف التعداد لصالح أجنداته السياسية ومطامحه، ففيما تسعى الامم المتحدة لتقديم الدعم والمساعدة لانجاح التعداد، وتعزيز مبدأ التعايش السلمي بين مكونات المدينة وأعراقها المتعدة (كركوك عراق مصغر)، يطالب البعثيون عبر أصوات كتابهم النشاز باجراء التعداد بعد رحيل قوات الاحتلال!، وكأن بقي لهم كلمة بعد عقود حكمهم الفاشية في أحوال العراق وشعبه ومستقبله، أما التحالف الكرستاني فيطالب بإجراء التعداد في موعده المقرر، ليس التزاما لقضايا وطنية تهم الشعب العراقي أو احتراما للدستور والزمن المهدور في عراق المحاصصة الطائفية والقومية، لكن سعيا لتطبيق المادة 140 من الدستور، ومن ثم ضم كركوك والمناطق المتنازع عليها إلى إقليم كرستان العراق، ومن جانبها ترغب الأحزاب والقوى العربية والتركمانية بتأجيل التعداد خوفا من شرعنته لصالح الأحزاب الكردية! وفي إطار التجاذبات السياسية بين الكتل والأحزاب العربية والكردية، في كركوك ونينوى وديالى، وإمكانية كشف التعداد - بمافيه من مهنية وشفافية - لتركيبة سكانية معينة، ديانات ومذاهب متنوعة كالمسلمين والإيزيديين والشبك والمسيحيين، من شأنها القضاء على الطموحات السياسية لبعض الاطراف، تم تسييس قضية احصاء السكان الذي اعتمده العراق منذ العام 1957 ، ودأبت الحكومات المتعاقبة على تنفيذه كل عشر سنوات، وكان آخر مرة سنة 1997، وأقرت الحكومة العراقية بصعوبة إجراء الاحصاء السكاني، الذي كان مقررا في سنة 2007 متذرعة بالظروف الأمنية، وتم تأجيله إلى تشرين الأول سنة 2009 ليتم تأجيله مرة أخرى، خوفا من تسييسه!، وتم تسييسه فعلا في ظل الظروف الراهنة، وربما يؤجل إلى العام القادم، أو الذي يليه، بسبب حقل الدين والطائفة والقومية!، وهكذا هي العملية السياسية الجارية في العراق : شرذمة وانقسامات لاحدود لها! وفي الوقت الذي يطالب فيه التحالف الكردستاني، باجراء التعداد العام للسكان في موعده المقرر، وكأنه ضمن النتائج لصالحه بعد اجراء الترتيبات اللازمة!!، أبدت الاحزاب العربية والتركمانية في كركوك (فازت مطلع 2009 في انتخابات مجلس المحافظة) وديالى ونينوى مخاوفها منه، لما يمكن أن يضفيه التعداد من شرعية قانونية على التجاوزات الكردية، وماقد يؤدي بالتالي إلى هضم حقوق المكونات الأخرى، في مدينة كركوك الغنية بالنفط خاصة، وبالتالي انفصالها عن العراق وقيام الأكراد باعلان دولتهم المستقلة، وهذه استراتيجية يعمل عليها التحالف الكردستاني، من داخل العملية السياسية ولايخفيها! ولطالما لوحت الأحزاب العربية والتركمانية بتأجيل التعداد ومقاطعته، على خلفية التغيير الديموغرافي الذي شهدته مناطقهم بعد سنة 2003 ، وجاء في أحد بيانات الجبهة التركمانية (أن مايقارب من 700,000 مواطن كردي دخلوا الى كركوك تحت مسمى "المرحلين" بعد حرب العراق في اشارة إلى عودة المرحلين الأكراد)، زائدا قيام عدد من الأحزاب والقوى العراقية في بغداد والموصل مرات كثيرة، بتوجيه اصبع الاتهام إلى الحزبين الكرديين باحداث تغييرات واسعة في البنية السكانية. ملفات شائكة تصعدها إلى مستوى المواجهة، بين اقليم كردستان والحكومة الاتحادية، تصريحات غير مسؤولة من الجانب الكردي بين حين وآخر، لاستخدامها كورقة ضغط سياسية واستثمار نتائجها في ملف متازم : تصريح عثمان مثلا جاء خلال مرحلة التحالفات السياسية لتشكيل الحكومة!، في الوقت الذي مايزال فيه التركمان خاصة في كركوك، مصرين على تأجيل الإحصاء إلى مابعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وبعد تنفيذ المادة 23 الخاصة بتوزيع المناصب الإدارية في كركوك بين مكونات المدينة، بحسب أحد اعضاء مجلس كركوك. إن الانقسامات الحادة بين الكتل السياسية، وهوان الحكومة التي تستجدي شرعيتها من الدول الاقليمية والعربية، لامن استحقاقات الانتخابات التشريعية وتضحيات الشعب العراقي، تعدد الأجندات والمصالح وتشرذم السياسيين وغيره، منح الأحزاب الكردية القومية فرصا ذهبية، لتمزيق شعب العراق ووحدة أراضيه، وكم نحن بحاجة اليوم وغدا، إلى حكومة قوية تلجم الأطماع التوسعية للأحزاب الكردية، وتكرس هيبتها في المناطق المتنازع عليها، لإجراء التعداد العام للسكان في موعده المقرر، بعد الغاء حقول القومية والدين والطائفة، ومالالزوم له في موشور المساواتية بين المواطنين كافة، فهم عراقيون مهما اختلفت قومياتهم وتعددت مذاهبهم وأديانهم التي كفلها دستور العراق الجديد. و... من يهنْ يسهلِ الهوانُ عليهِ ما لجرحٍ بميِّتٍ إيلامُ (المتنبي) 23/10/2010 [email protected] www.Summereon.Net
#طارق_حربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ترجيح كفة المالكي في سوريا
-
شكرا عبير السهلاني !
-
هل يكون التحالف مع الصدريين سببا في عزل المالكي!؟
-
كيف يمكن أن تتعاطى الحكومة المحلية في الناصرية مع القنصلية ا
...
-
خطأ التجديد للمالكي!
-
عراق الفتاوى الولائية!
-
تخبط حكومة كردستان في دماء الشهيد سره دشت!
-
أهالي الناصرية يصومون في العيد!
-
كلمات..مبروك.. تظاهرة في الناصرية إحياءا ل- يوم القدس العالم
...
-
انسحاب المحتل وحطام العراق!
-
جسر الناصرية الأعوج!
-
تبا لكم شكلوا الحكومة أوقفوا القتل الذريع بالعراقيين!
-
شركة نفط ماليزية تتصدق على أهالي الناصرية!
-
ضوء أخضر أمريكي إلى المالكي!
-
دعوة إلى تنازل المالكي وعلاوي عن منصب رئاسة الوزراء!
-
إله السوق ..إلى نصر حامد أبو زيد
-
إستعصاء تشكيل الحكومة العراقية!!؟
-
هل تعاد الانتخابات البرلمانية في العراق!؟
-
ظاهرة المزاد العلني في السياسة العراقية!
-
قطار رفض التجديد للمالكي على السكة الصحيحة!
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|