أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - مؤتمر السمارة وقمة سرت: التاريخ واللاتاريخ














المزيد.....

مؤتمر السمارة وقمة سرت: التاريخ واللاتاريخ


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 3163 - 2010 / 10 / 23 - 16:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إذا قمنا بعملية فحص للقمم العربية وجدنا أنها استهلكت أموالا طائلة دون أي إنجاز يذكر، وما علينا إلا الرجوع للراهن العربي لنقف على حصيلة هذه القمم التي لم تفلح في حل مشكل من مشاكل الشعوب العربية؛ بل يكفي أن نقارن بين الوضع العربي في بداية استقلالاته الوطنية وراهنه اليوم وسنرى الفرق الشاسع. ظلت الأقطار العربية طيلة استقلالها تعاني من غياب الاستقرار، فالإنقلابات كانت أكبر إنجاز للعصب المتصارعة على السلطة. والراهن العربي اليوم في غاية التشرذم والفوضى: من العراق إلى الصومال إلى السودان إلى اليمن وما تبقى مرشح للانفجار؛ فضلا عن ظاهرة الإرهاب واستشراء الفساد واتساع رقعة البطالة والفقر وانحسار الحريات وتراجع مستوى التعليم.... هذا هو الراهن العربي؛ فكيف يمكن لهذا الراهن أن يفكر في أفريقيا؟
تمر قمة سرت ككل القمم العربية، قمة للثرثرة وقلة الحياء، تمر كسابقاتها خارج التاريخ؛ كما لو أن المؤتمرين لا يجتمعون وهم في كامل غيبوبتهم إلا نكاية في شعوبهم، لايجتمعون إلا ليأكدوا فشلهم الذريع في فض النزاعات العربية، أو بعبارة أخرى ليؤكدوا نجاحهم في تكريس الانحطاط العربي تحت الأضواء الكاشفة، وعلى مرأى من العالم. زعماء ووزراء وخبراء وميزانيات ضخمة ابتلعتها قمة سرت، لا لشيء سوى للاستعراض والفرجة والتبجح.
كيف نقرأ المسافة الفاصلة بين قمة سرت ومؤتمر السمارة؟ قمة سرت التي تذكرني بحكاية جحا، وهي قصة جديرة بأن تروى. يحكى أن جماعة اتفقت على التعاون فتقاسمت الأدوار لتدبير شؤونها حيث ارتضى كل واحد منها بدوره وقد استطاعت عبر هذا الاتفاق أن تدير شؤونها بنجاح إلى أن التحق بها جحا، فاتفقوا أن يقوم بجمع الحطب، وفي نهاية النهار تفقدوه فلم يجدوه، فذهبوا يبحثون عنه في الغابة فوجدوه يربط الأشجار بحبل، فسألوه ماذا تفعل؟ فأجاب أنه يريد أن ينقل الغابة بكاملها حتى يحل المشكل نهائيا، فاستغربوا وجمعوا حطبهم وعادوا، وفي اليوم الموالي أعفوه من مهمة الحطب وكلفوه بجلب الماء، وكعادته لم يعد في نهاية النهار فذهبوا للبحث عنه فوجدوه واقفا عند النهر، فسألوه ماذا تفعل؟ فأجاب أنه يفكر في وسيلة يجلب بها النهر كله، عندها أخذوا ما يلزمهم من الماء وطردوه من جماعتهم. هذا هو حال العرب كحال جحا.
على الطرف النقيض، كان المؤتمر الصحفي الذي أطره مصطفى سلمى في غاية البساطة مثلما كان في غاية العمق؛ فالرجل لم يبحث عن خلاصه الفردي، ولم يعلن من هناك أنه سيقيم في الرباط لتدارس ما يمكن فعله في المستقبل. لقد قال :" اليوم وبصفتي أحد أطر البوليساريو وابن شيخ قبيلة هي الأكبر داخل الصحراء، وانسجاما مع تطلعات أهلنا في البحث عن تسوية مشرفة، وبالتضامن والتآخي مع جميع القبائل الصحراوية. فإني، وباسم أهلي، أسحب ثقتي وصفة المفاوض مع الأمم المتحدة والأطراف في قضية الصحراء من الأشخاص الحاليين الذين يديرونها في جبهة البوليساريو، وأرجو أن نجد عند السلطة في المغرب الصدر الرحب، قصد التوصل إلى حلّ يحفظ ماء الوجه للجميع. ومن هنا أتجه إلى إخواني أعيان وشيوخ وشباب كل القبائل الصحراوية أينما كانوا، أن يقفوا وقفة رجل واحد، لاختيار الحل المناسب والناجع لأهلهم وذويهم، وبهذا الصدد نعتبر كل الاقتراحات الدولية المطروحة، أرضية للنقاش والتحاور، في إطار التفاوض المباشر، ونرى في مقترح الحكم الذاتي الموسع حلا وسطا ومناسبا لحل هذه المشكلة، كما نطلب من جميع الدول التي يتواجد الصحراويون المعنيون بالقضية على أرضيها، مساعدتنا في التواصل مع أهلنا حتى نصل إلى هذا الحل بمشاركة كل الصحراويين دون إقصاء".
إن الإخوة العرب، و الأمم المتحدة لو كانوا قادرين على الحل لحلوا المشكل من زمن. هذا الرجل كان على يقين أن الأنظمة العربية والمؤسسات الأممية التي مسها طيف من التخلف العربي، لا تجيد سوى صياغة الكلام القابل للتحول إلى عقد يستحيل حلها؛ كلام هو أقرب إلى الألغاز والأحاجي مع فرق عميق هو أن الألغاز والأحاجي ابتكرها خيال سليم بينما كلام الأنظمة العربية والمؤسسات الأممية التي مسها طيف من الانحطاط العربي، أنتجته خيالات مريضة ومعادية لكل الحلول الإنسانية. الرجل كان ملتحما بالتاريخ حين قرر أن يعود إلى المخيمات ويفتح حوارا مع المعنيين بالأمر حول مشروع الحكم الذاتي كحل عادل يقي المنطقة مصيرا مأساويا يدق على الأبواب. الرجل تفاعل مع العصر بعد أن أدرك أن القوم الملتفين حول وليمة الصحراء لا هم لهم إلا مصالحهم المشبوهة، وقذف ينفسه وبكل ما يملك من قوة في نار أشعلها غيره وعزم هو على إخمادها حتى تكون على المنطقة بردا وسلاما.
ذلك هو مؤتمر مصطفى سلمى، لحظة ملتحمة بتاريخ التحرر الإنساني الذي لاينضب؛ لقد نفّذ الرجل ما وعد، وذاك هو التاريخ الذي يؤكد أن معناه هو:أن تُطابق الأفعالُ الأقوالَ، وذلكم هم عرب قمة سرت الضالون في صحراء اللاتاريخ.
لقد تناقلت وسائل الإعلام نبأ إطلاق مصطفى سلمى، لكن لا شيء يؤكد ذلك. بل ثمة أخبار متضاربة حول مصيره. أليس هذا دليل على الكذب والبهتان والجبن يا أمة ضحكت من جهلها الأمم، يا أمة تقيم الدنيا ولا تقعدها في تفاهات وسفاسف الأمور " كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب والجزائر: رحلة السلام تبدأ من تندوف
- مناطق للسلام وأخرى للفوضى : من يصمم خارطة المستقبل المغاربي؟
- العلاقة الأمريكية بالعالم الإسلامي: أي آفاق؟
- حمى المونديال : الجزائر صيف 2010
- محمد لبجاوي:صوت الشجاعة والأمل
- الشعر، السياسة، التاريخ....
- الحريات في الجزائر ملف معقد وستكون له تبعات على مستقبل النظا ...
- على هامش أربعينية وفاة عائشة مختاري:متى تخضع كل القوانين إلى ...
- محمود درويش/ شهادة
- أفريقيا كفضاء أيكوثقافي: العلاقة المغربية الجزائرية نموذجا
- الشرط الغائب في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط*الجزائر في أفق ...
- التعديل الدستوري الجزائري
- في صميم الجدل الدائر حول تصريحات أدونيس
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- نصف قرن على مؤتمر طنجة: الشرط الغائب في مسألة الاتحاد المغار ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - مؤتمر السمارة وقمة سرت: التاريخ واللاتاريخ