أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أكرم شلغين - شكر وتساؤل للأستاذ برهان غليون














المزيد.....

شكر وتساؤل للأستاذ برهان غليون


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 3163 - 2010 / 10 / 23 - 17:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


نشر موقع الحوار المتمدن اليوم مقالاً للأستاذ العزيز برهان غليون بعنوان: "الأزمة العربية بين الهوية والتحول" تضع الإصبع على الجرح فيما يخص الإجهاض الذي تعرضت له الشعوب العربية وسببه الأوضح الاستعمار كما تُبيّن، بحق، وفيما أحتسب، مثل ما يرد في المقال المذكور، أن الاستعمار هو المسؤول الأول عما حصل للمجتمعات العربية، لا أستطيع إلا أن أطرح السؤال الأهم، ومن زاوية أخرى، حول تحديد المسؤولية الذاتية لهذه المجتمعات! هذه المجتمعات التي تحررت من نير الاستعمار (بشكله التقليدي على الأقل) ولكنها ابتلت بأنظمة ديكتاتورية ـ إن لم تكن مرتبطة بالضرورة فهي تعرف أن وجودها واستمرارها مشروط بمعايير وأسس وخطوط حمراء معروفة مسبقاًـ وهذه الأنظمة لا يعنيها من المسألة التحديثية والنهضوية شيئاً من جهة، ومن جهة ثانية فقضية العرب المركزية (الفلسطينية) وجودها ضروري لهذه الأنظمة لتحكم سيطرتها على شعوبها وتمنعها من التفكير أو السير بطريق الحداثة أو القيام بالمشاريع النهضوية التي تصل بها إلى مصاف أرقى في تصنيفات التاريخ بحاضره ومستقبله، وفي كل الأحوال، يعتبر وجود مشاريع حداثوية ونهضوية عامل خطر على هذه الأنطمة، وإن لم تتفطن إليه فلا يوجد تباطؤ إقليمي ودولي في تنبيهها لوجوده.
صحيح أن السلطات الدينية في مجتمعاتنا تبدو ضعيفة الصلاحية ولكن ما ترسيه مؤسساتها وأذرعها الممتدة إلى كل عصب في مجتمعاتنا من ثقافة وتربية تلعب دوراً تقويضياً يتوازى بحجمه وفعاليته مع دور الأجهزة التسلطية في تخميد و تركيد حركة شعوب المنطقة. أوليس في ما نراه في وقتنا هذا من تواجد للفكر الديني على الساحة وإلهائه لعقول شعوب المنطقة بمسائل صغيرة (سلوكية كانت أم فقهية) خير دليل على تحجيم العقل والإرادة لدى هذه الشعوب؟ أوليس انشغال رجالات الدين في هذا البلد أو ذاك على مدى السنوات الأخيرة في إصدار الفتاوي أو الأحكام والاجتهادات التي لا تخدم إطلاقاً ولاتفيد إلا بتحويل عقول العامة إلى خطر آخر (الإيراني) غير الخطر الأساسي والأول المتمثل بتبديل جغرافية وديموغرافية واسم وهوية فلسطين، ناهيك عن الأراضي العربية الأخرى المحتلة، هو خير دليل على الدور الهدام للمؤسسة الدينية في العالم العربي؟ أوليس الإنسان العربي أسيراً لتجاذب، وتنابذ، قوى ليست معه في نفس القارب؟ أوليس من الأسلم أن تختزل المنظومة الدينية في العالم العربي نشاطها وأجنداتها لتبقى مكرسة لأشياء روحانية (لمن يشتريها بالطبع) بدلا من أن تدلي وتفتي في قضايا اجتماعية و سياسية لا تخدم إلا بتسطيح العقل العربي في نهاية المطاف وتبعده عن الحداثة والنهضة والتطور والإبداع؟ أوليست توجهات قادة المؤسسة الدينية في أكثر من بلد عربي تهدف إلى إشعال فتن طائفية في هذه الفترة؟
لاشك في أن الأنظمة التي ادعت القومية وأعطت توقعات للشعوب وأوهمتها قد لعبت دوراً سلبياً أيضاً كما هو موجود في المقال المذكور أعلاه ولكن لمسألة ابتعاد المجتمعات العربية عن الحداثة والتطور أكثر من بعد وتزاوج أكثر من عامل، وكما لايمكننا إلا وأن نبرز دور الاستعمار والاستبداد في سلبية واقعنا فإننا لا يمكن أن نبرئ ساحة أي فريق تنطح لقيادة هذه الشعوب أو إدارة دفة سفنها بشكل أو بآخر في الماضي والحاضر. المؤسسة الدينية ليست غائبة بل متواجدة وتلعب دوراً سلبياً فيما يخص تحرر وتقدم الشعوب في المنطقة عندما تتدخل ليس فقط في الأمور الروحانية بل الثقافية والاجتماعية والسياسية وتحاول فرض ما هو الصواب وما هو الغلط في كل المسائل متجاوزة دورها المفترض كمؤسسة دينية لتصبح سياسية بحتة.
إضافة إلى ما هو وارد من تشخيص للأزمة لابد وأن نتذكر أيضاً ما لتراجع دور، وغياب تدريجي ، للطبقة المتوسطة من المجتمعات العربية من ثقل يعجر عن حمله البقية، سواء بسوء أو حسن نية. فالطبقة المتوسطة كانت دائماً وفي معظم المجتمعات، بحكم تشكيله الاجتماعي الاقتصادي، هي المعنية الأساسية بقضايا الحداثة والتطور في المجتمعات.
بكلمة مختصرة، لايوجد بريء في ما وصلت إليه منطقتنا من غياب وتراجع إلا الشعوب نفسها التي لم تكن لتدير شؤونها بنفسها، وكما يتحمل المسؤولية التاريخية الاستعمار الخارجي والمستبد الداخلي، قومياً كان أو اشتراكياً بالاسم، فإن الأجهزة الدينية وامتداداتها ليست بريئة أيضاً.



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الخنوع والتمرد
- في واقع الحريات الدينية في العالم العربي والإسلامي
- أحقاً هو غياب طائفي في معارضة النظام في سوريا!؟
- إنه عبثنا ... لا غدر السنين!
- الفن والأيديولوجيا: أيام الولدنة وبقية الجوائز
- هل لتفاؤل العرب بنتائج الانتخابات الأمريكية ما يبرره؟
- إلى متى يستمر الشعب السوري في الصمت؟
- لا نور في نهاية نفق سنوات الضياع
- إيران في نظر العربي المغبون
- ليت أخوتنا في شمال إفريقيا يعرفون نظام الأسد أكثر!
- أيهما الوحش هنا؟
- في انتظار المنقذ تُضيَّع قضايا الشعب السوري
- السوريون وأمريكا: المصالح والثقة المفقودة
- بعد اللقاء الهزيل لجبهة الخلاص في برلين: أين المعارضة الحقيق ...
- الامتحان السوري الصعب
- هذا الابن من ذلك الأب: سوريا والأسود ما بين حزيران 1967 وحزي ...
- على من تكذب مافيات الأسد؟
- وهل تدمر سوريا الأسد هي إلا مكسرة عظام الشباب!؟
- !الغادري غريب، أما الخطاب الطائفي فيجب التحذير منه
- أين أنتم من حقوق الإنسان عندما تساهمون في اضطهاد المرأة؟


المزيد.....




- نتنياهو يعاود الحديث عن حرب القيامة والجبهات السبع ويحدد شرو ...
- وزير خارجية إسرائيل: الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين -خطأ جسيم ...
- معلقون يتفاعلون مع قرار حظر الإمارات التحدث باللهجة المحلية ...
- بوتين يعلن عن هدنة في شرق أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح وزيلينس ...
- المحكمة العليا الأمريكية تقرر تعليق عمليات ترحيل مهاجرين فنز ...
- وزارة الدفاع الروسية تعلن عن عودة 246 جنديا من الأسر في عملي ...
- البحرية الجزائرية تجلي 3 بحارة بريطانيين من سفينتهم بعد تعرض ...
- الأمن التونسي يعلن عن أكبر عملية ضبط لمواد مخدرة في تاريخ ال ...
- -عملناها عالضيق وما عزمنا حدا-... سلاف فواخرجي ترد بعد تداول ...
- بغداد ودمشق.. علاقات بين التعاون والتحفظ


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أكرم شلغين - شكر وتساؤل للأستاذ برهان غليون