أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - البكاء الاستباقى والازدواجية فى مصر














المزيد.....

البكاء الاستباقى والازدواجية فى مصر


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 3163 - 2010 / 10 / 23 - 01:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اهم ما يميزنا جميعا وبدون استثناء فى الوقت الحالى ,هو اننا اصبحنا ازدواجيين ,وهذه سمة مشتركة تجمع ولا تفرق بين ابناء الوطن الواحد ,كما اننا صرنافى غالبيتنا , ولمؤاحذة ,من عشاق اللطم والمناحة فى كافة المناسبات ,واللى ما يشترى يتفرج -على رأى المثل- وهى كلها سمات لا تفرق بين مكونات وطوائف الشعب المصرى ,سواء من الناحية الاثنية او الدينية أ و السياسية أو الفكرية والثقافية او الرياضية -ان وجدت ثقافة او سياسة او رياضة - الثابت لدى الجميع والموحد لهم هو ان ما يكون على هواك فانه هو الحق المطلق ,بصرف النظر عن حقوق الاخر حتى ولو كان الثمن هو الوطن بأكمله -بلاش الوطن- حتى ولو كان الثمن هو زعزعة وتزييف وجدان اجيال بأكملها, كما ان البكاء الاستباقى اصبح سلاحا فعالا لحماية النوازع الهوائية الازدواجية .

يمكننا ان نرى ونشاهد الكثير من العلامات والادلة الجازمة التى تؤكد على سيادة مفهوم الازدواجية لدى الكافة رسميين وشعبيين ,وهو مايوضح انه تم استعمارنا حتى النخاع ,فالمفروض اننا نتهم امريكا واسرائيل والغرب ليل نهار بالازدواجية والكيل بمائة مكيال ,ويبدوا انهم نجحوا بامتياز فى اصطيادنا وتلبيسنا بهذه الافة القاتلة,

مثلا فالذين يهاجمون الاسلام ويتهمونه بكل السمات الاجرامية -من وجهة نظرهم- لا يطيقون ان يشير الى دينهم ومقدساتهم مجرد باحث فى الجامعة ,ولا حتى مخرج سينمائى يتفنن فى ابداع اجتماعى على الشاشة,له علاقة بنيافاتهم ولو من قبيل مجرد اسماء ابطال العمل الدرامى , وسرعان ما يطالب الجميع,بشطب الباحث ومصادرة الكتب ,أو بايقاف الفيلم ,وطلب عرض اية افلام مستقبلية تمس جنابهم من قريب او بعيد على المؤسسة الدينية المختصة,والا فقصائد ومناحات البكاء الاستباقية جاهزة للعرض على المؤسسات الدولية المانحة للمساعدات الى الدولة المصرية ,او حتى لو وصل الامر الى الامم المتحدة .

اما الذين يدافعون عن الاسلام فى مصر ويتهمون هذا وذاك بانه جزء من مؤامرة كبرى , ويشكون من حجم الافتراءات والتزيدات الموجهة الى الدين الاسلامى خصوصا من الذين ينتمون الى اديان اخرى ,وما ان تخرج اساءة رخيصة من هنا او هناك الا وتجد حفلات النواح والبكاء على نغمة واحدة تحت عنوان موحد "الا نحن"
بينما الكثير منهم يسىء الى الاخر ومقدساته بعلم او بدون علم , حتى على مستوى المذاهب فانه يحلو للكثيرين تكفير وتسفيه المقدسات الدينية التى يؤمن بها الاخر حتى ولو كان منتميا الى نفس الديانة ولكن على مذهب مخالف او مختلف,وان كان بيان شيخ الازهر الاخير حول الشيعة قد حاصر تلك الظاهرة على الاقل على المستوى الرسمى .
على المستوى السياسى فالاحزاب السياسية المعارضة تتهم الدولة بالديكتاتورية والفساد ,وتنوح نواح استباقى حول الانتخابات القادمة ,بينما ما يسمى بالصفقات الانتخابية مع الحزب الحاكم شغالة على ودنه -بكثافة-كما لا يفوتنا ما حدث من رئيس اكبر الاحزاب المصرية المعارضة -على حد زعمه- ضد رئيس تحرير جريدة الدستور اكبر جريدة مصرية معارضة -بشهادة الجماهير- حيث قام السيد رئيس الحزب المعارض -وهو رجل اعمال- بشراء الجريدة المعارضة ,ثم تخلص من رئيس التحرير الذى هو سبب وجع دماغ الحزب الحاكم الذى يعارضه السيد رئيس الحزب المعارض ؟

اما اخرة الاثافى والادلة فهو ما حدث اخيرا فى مباراة الترجى التونسى والاهلى المصرى ,فقد اتهمت جموع الشعب المصرى -التى تشجع فى غالبيتها النادى الاهلى - اتهمت الحكم الغانى الذى ادار المباراة التى اقيمت فى بطولة افريقيا ,بانه حكم فاشوش ,ومتواطىء مع فريق الترجى لانه احتسب هدفا باليد لصالح الفريق التونسى مما تسبب فى اقصاء الاهلى عن البطولة الكبيرة , وانفتحت الجاعورة الاعلامية حول الاضطهاد الافريقى للاهلى وهات يا تاريخ ,مع ان الاهلى وصل الى مباراة الترجى بالهلس ايضا ,ويكفى مراجعة مباراة الاهلى والاسماعيلى الاولى فى نفس البطولة التى فاز بها الاهلى بهدف مزور وغير شرعى تم تسجيله فى الدقيقة الرابعة والتسعين ,اى فى نهاية المباراة ,ومع ذلك لم نرى نواحا فى مصر حول العدالة وفساد التحكيم الا بالطبع فى مدينة الاسماعيلية ,بينما فى كافة الفضائيات الرسمية والخاصة وعلى كافة اعمدة اساتذة النقد مقولات عظيمة من قبيل ان اخطاء التحكيم فى كرة القدم هى من ضمن حلاوة اللعبة وجزء من جماله واثارتها,وربنا يوفق الاهلى ,فلما لم يوفق الاهلى -الذى فاز فى القاهرة على الترجى بهدف مشكوك فيه ايضا دون حس ولا خبر- اسودت الدنيا وانشق القمر واختفت الشمس وغرقنا فى بحار الدموع ووالنفنفة الجماهيرية الشاملة ,حزنا وكمدا على بهدلة نادى القيم والمبادىء .

اننا شعب واحد لا شك فى ذلك ويبدوا اننا سوف نظل كذلك الى الابد فما يوحدنا -الازدواجية والبكاء الاستباقى والنواح واللطم حرصا علىثوابتنا العظيمة من امثلة مباريات كرة القدم وما شابه - اكبر بكثير مما يفرقنا من خلافات على مسائل تافهة من قبيل الحرية والديموقراطية ومحاربة الفساد والدفاع عن حقوق الفقراء ,والحرص على الثروات الوطنية من الاستنزاف المتعمد ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرب نار فى فرح العمدة
- هل مصر فرعونية ام قبطية ام اسلامية ؟ هذا هو السؤال
- السودان وفلسطين ,الفتنة الطائفية اكثر جاذبية
- ديموقراطية رجال الاعمال ,,,بمناسبة اقالة ابراهيم عيسى مرتين
- فى التضامن مع بولس رمزى,على مشعلى الحرائق الصمت.
- العلمانية فوق االجميع
- الدولة المدنية المأمولة والمأمونة ,بسيطة خالص
- احراق القرآن الكريم ,,واحراق الانجيل المقدس
- هاجم وانتقد الاسلام فهو الارهاب
- دولة اسرائيل فى العالم ,كالنادى الأهلى فى مصر
- رسالة موحدة الى اخى بطرس بيو والى اخى عدلى جندى
- المزيفاتية
- اليسار فى مصر, الى اليمين در
- فى نقد ما يخص الاسلام والمسلمين
- من هم الهمج , وما هو الارهاب ؟
- منع النقاب ,, وسحل الحرية ,,وبيع الاوطان
- صكوك الغفران ,, وفرمانات الحرمان
- خرف الفكر , وتداعى المتفيكرين
- الارهاب المسيحى الغربى ,والدولة المدنية
- النكش والنخربة والخلط المتعمد ,,لارضاء اولياء النعم


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - البكاء الاستباقى والازدواجية فى مصر