السفير
الحوار المتمدن-العدد: 205 - 2002 / 7 / 30 - 11:14
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
أفاق العالم على ارتفاع حرارة العالم في قمة الأرض التي عقدت في ريو دي جانيرو في العام 1992 لكن بعد عشر سنوات على ذلك سقط ما يعتبره البعض اكبر خطر بيئي يواجه الارض، من جدول اعمال مؤتمر المتابعة. وستتركز قمة زعماء العالم التي ستعقد في جنوب افريقيا الشهر المقبل على الفقر وليس التلوث اذ يرى بعض المدافعين عن البيئة ان الفقراء هم الذي سيعانون اولا ان لم يكبح تغير المناخ.
اتخذ قادة العالم في ريو دو جانيرو قبل عقد من الزمن قرارا تاريخيا بمحاولة وقف ارتفاع معدلات انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري التي تحتجز الحرارة في الغلاف الجوي. وقال علماء الامم المتحدة ان تراكم ثاني اكسيد الكربون في الجو منذ بدء الثورة الصناعية يحتجز الحرارة في الجو. وتوقعوا حدوث اضطرابات مناخية كبيرة ان لم يتم تخفيض نسبة الانبعاثات.
مع استمرار ارتفاع مستوى الانبعاثات تم تعزيز معاهدة ريو دي جانيرو باتفاقية كيوتو، في العام 1997، التي شملت اهدافا ملزمة بشأن خفض الانبعاثات في الدول الصناعية. لكن العمل بها لم يبدأ بعد، كما هددت الولايات المتحدة الاتفاقية نفسها من خلال انسحابها منها العام الماضي.
بالامكان إنقاذ اتفاقية كيوتو رغم انسحاب اكبر منتج للغازات، أي الولايات المتحدة، لكن ليس قبل تصديق روسيا عليها وتأمين العدد المطلوب من الدول المتقدمة صناعيا ليبدأ العمل بها. لكن من المستبعد تحقيق ذلك قبل اشهر اخرى. وقال عضو البرلمان الاوروبي اليكس دي رو <<ابلغني مسؤولون من ادارة حماية البيئة الاميركية ان الادارة الاميركية تفضل شطب مسألة تغير المناخ تماما من جدول اعمال قمة جوهانسبورغ وان تركز بدل ذلك على المياه>>، وأضاف <<ماذا يعني ذلك. البند الاول على جدول الاعمال هو المياه والثاني الطاقة وهذه امور تتصل بالمناخ لكن كلمة مناخ نفسها لم تذكر. هذا هو تأثير حكومة بوش على قمة جوهانسبورغ>>.
ويعكس تركيز القمة على مكافحة الفقر الاهتمام المتصاعد بالدول النامية، حيث يبدو ان امراضا كالملاريا والايدز التي تقتل الملايين كل عام، باتت اكثر إلحاحا الآن من ارتفاع حرارة العالم.
وفي حين يشكك بعض العلماء في تغيرات المناخ وآثارها، تنبأت لجنة ذات قاعدة عريضة تابعة للأمم المتحدة بأن عدم التحكم بالانبعاثات قد يرفع حرارة العالم بما بين 1,4 و5,8 درجات مئوية في القرن الحالي. ففي حين تمسكت قمتا ريو وكيوتو بخفض انبعاث الغازات المسؤولة عن التسبب في ارتفاع حرارة الجو ينصب الاهتمام الاكبر الآن على ضمان قدرة الدول على التعامل مع تداعيات الموقف على سبيل المثال عن طريق حماية نفسها من ارتفاع مستويات المياه في البحار. ويعتقد البعض ان تشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة قد يحد من ظاهرة الاحتباس الحراري التي ستتضاعف دون شك مع توسع الدول النامية في استخدام الوقود الاحفوري.
(رويترز)
#السفير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟