|
من هم الخاسرين يوم الدين
رمضان عبد الرحمن علي
الحوار المتمدن-العدد: 3162 - 2010 / 10 / 22 - 03:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ليس بعد خسران يوم الدين أي خسران ، وكثير ما نستمع من الناس إن فلا مثلا قد خسر في شيء ما على سبيل المثال في وظيفة أو منصب أو سلطة أو نفوذ أو أموال أو أولاد أو زوجة أو خسر أخوته بسبب ميراث والبعض من الناس بل أن الكثير منهم من يؤنب نفسه على تلك الخسارة وخاصة إذا كانت مادية أو عائلية وفي النهاية من الممكن تعويض هذه الأشياء بالصبر والأيمان هذا إذا كان الإنسان مظلوم أما إذا كان الإنسان ظالم من الطبيعي هو لا يؤمن لا بالصبر ولا بألإيمان والبعض من الناس ممن يتعرض لتلك الخسارة قد تأتيه جلطة فيموت بسبب خسارة مادية والبعض من يقتل نفسه أو أولاده والبعض الأخر من يصبح مريض نفسي والبعض من يصبح مجنونا لا فائدة منه لنفسه ولا للمجتمع كل ذلك بسبب أشياء لن تدوم لأي شخص سواء خسر تلك الأشياء أم لا ولكن ومع الأسف لم نستمع أن فلان من الناس قد أتاه مرض أو أتـتـه جلطه بسبب ظلم الناس أو أصبح يؤنب نفسه على ذلك الشيء هذا الأمر أغلب الناس لا تبالي ، و لكن ما يهتم به الناس هو عدم الخسارة في المادة عدم الخسارة في الوظيفة عدم الخسارة في السلطة حتى ولو كان ذلك على حساب الخسارة الحقيقية في يوم الدين والقليل من الناس من يتجنب أن يكون من الخاسرين يوم الدين والأغلبية لا تفكر في هذا الأمر وما يشغل تفكيرهم هي الحياة الدنيا ليس مهم عند هؤلاء أن يكونوا ظالمين ليس مهم عندهم إن يكونوا متبعين دين غير دين الله المهم هو وضعهم في الحياة الدنيا ويظلون مشغولين بها إلي أن يعلموا إن الخسارة الحقيقية ليست خسارة مادية أو عائلية وإنما هي أكبر من كل ذلك وليس لها تبديل أو تغيير يوم القيامة أو تعويض يقول تعالي {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ }الشورى45 فمن كان يعبد المال في الحياة الدنيا أو يعبد سلطة ويتخيل بجهله أن تلك السلطة لن تنتهي وسوف تدوم له فهو في الحقيقة ليس هناك أجهل منه احد لأنه حين يموت سوف يخسر كل شيء ويوم القيامة سوف يندم دون جدوى وحيث لا ينفع الندم يقول تعالي {28} هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ{29} خُذُوهُ فَغُلُّوهُ{30} ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ{31} ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ{32} إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ{33} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ{34} فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ{ الحاقة 35 } أي كانت السلطة في الدنيا أما يوم القيامة ليس هناك صديق أو وزير يدافع عنه بالباطل لكي يرضي عنه الحاكم أو شفيع يشفع عنه كما يتخيل الكثير من الناس في هذا الوهم وان الحساب يوم الدين هو من رب العالمين أي ما يحكم به الله على عبادة ليس هناك إستـئـناف أو دفاع من احد في ذلك الموقف والذي يترجى ويتمني كل إنسان من الله أن يرحمه ولا علاقة له بغيره ولذلك قال تعالي عن الخاسرين يوم الدين {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }الزمر15 أي ليس للسلطة أو المال أوالنفوذ في الآخرة أي وزن وخاصة إذا كان هذا المال أو السلطة مع أشخاص استعملوها في الحياة الدنيا في ظلم الناس تكون سبب هلاك هؤلاء الظالمين ولم يجبرهم احد على فعل ذلك وكل هذا هو بمحض أرادتهم ولذلك قال تعالي {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }النحل107 ويعتقد البعض من الناس بل أن الكثير منهم وخاصة المسلمين أن تلك الآيات تخص الكافرين ، وهذا أمر خطاء وهل الكفر فقط في العقيدة ثم وما يفعله الذين يأكلون حقوق الناس وأموالهم بالباطل وهم من المسلمين ألا يعد ذلك كفر أيضا واعتقد أن الذي يكفر من الناس في العقيدة هو لا يضر الا نفسه أي يكون اقل ظلما إلي الناس من الذي يكفر بالإنسانية بمعني يأكل حقوق الناس ويظن انه من المسلمين المسالمين ونحن هنا لا نتهم احد بعينه ولكن نقول كيف يكون الإنسان من المسلمين وهو ظالم و قد نهب أو ساعد على نهب حقوق الآخرين وما لا يعلمه الكثير من الناس أن الكفر لا يتوقف عند العقيدة فحسب وإنما أيضا ظلم الناس هو يعد كفر وان القران الكريم لم يفرق بين الظالمين وبين الكافرين يقول تعالي {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }الأنعام129
#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يتحدثون عن تقوى الناس وعن أنفسهم لا يعلمون
-
المصريون واعتمادهم على الآخرين
-
معك حق نحن السبب
-
ثقافة العرب العمياء تجاه المرأة
-
هذا هو نظام مبارك أين هو نظام الشعب
-
البصر والتقدم العلمي عند البشر
-
الظلمات والنور
-
فقراء وأثريا معدومين
-
ليس كل البشر بشر
-
معابد للمسلمين أم مساجد الله
-
سنة الله وليس لأي نبي سنة
-
المسلمين والحجر الأزرق
-
خرج ولم يعد
-
هل يجوز أن نقرأ السلام على الأنبياء جميعاً
-
أهل السنة وأساطير الأولين
-
يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي
-
فضيحة المصريين في القرن الوحد وعشرين
-
لولا الرسالات ما كان الرسل
-
كيف كان ينطق الرسول التشهد في الصلاة
-
لا يؤمن أحدكم حتى يموت أخيه
المزيد.....
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|