حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 953 - 2004 / 9 / 11 - 10:30
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
لو قدر للشعب العراقي واسقط المجرم صدام ونظامه الدموي بنفسه وباية طريقة كانت , وهنا يطرح السؤال , هل لا زال هذا المجرم حي يرزق دون اية محكمة وعقاب الى يومنا هذا ؟!! مكرما معززا في سجنه المحروس جيدا خوفا عليه لا خوفا منه !! قبل ان يخرجوه من حفرته الشهيرة المخزية , والتي بسببها يستحق امتيازا خاصا , وجائزة اجبن رئيس عرفه التاريخ , واول مكتشف عملية الهروب من القصر والعيش بين الحفر !! والتي اراد ان يبقى فيها ما دام حيا والى اخر لحظة في حياته .
خوفا من ضحاياه وهم كثر , اذا لم نقل الاغلبية الساحقة من ابناء الشعب العراقي , الذين كانوا بانتظار الفرصة السعيدة واليوم العظيم لكي يسقطوا بانفسهم الدكتاتورية ورموزها الهاربة من الشعب لا من الامريكيين , خوفا من القصاص العادل على افعالهم وجرائمهم بحق الوطن والانسان , والذي اتصل بعضهم بالامريكيين واستسلموا لهم , مفضلين ذلك على الاتصال بالعراقيين والاستسلام لهم .
وصدام يبدو اليوم شاكرا وممتنا لاصدقاء الامس وان اسقطوا نظامه اليوم على وقفتهم هذه وليست هي الاولى معه للحفاظ على حياته ونظامه عندما كان يمارس ابشع انواع الارهاب ضد شعبنا , ويشن الحروب الداخلية والعدوان على دول الجوار نتيجة سياساته الرعناء .
ولو لم يسقط الدكتاتور بهذه الطريقة , هل لا زال سجينا يتمتع بافضل ظروف السجين , ويطالب به اصحاب الشعارات والهتافات الزائفة من المداحين ومرتزقته السابقين الذين يريدون لقائدهم الجبان ..الافراج الفوري دون قيد او شرط , ويناشدون منظمات حقوق الانسان لزيارته وتفقد احواله في سجنه باعتباره يتمتع بحصانة ( الرئيس الشرعي للعراق ) .
وهؤلاء نفسهم الذين احتجوا عند اول ظهور علني للمجرم صدام على شاشات التلفاز وامام القضاء العراقي , حيث ارتفعت اصواتهم النشاز , مشككيين بشرعية وقانونية الاستجواب الاولي وعرض التهم على صدامهم .
وانشغلت ايضا بعض وسائل الاعلام ومنها القنوات الفضائية عند سماعها خبر تدهور صحة صدام , وكانما لا شئ لدى هذه الامة !! . ولا شغل يشغلها الا اخبار صدام وصحته وكيف يعيش في سجنه , ومتى محاكمته , واخر اهتماماته في مجال القصة والشعر , كما يقول البعض !!! وهو الذي حارب بنفسه الوجه المشرق والحضاري للعلم والثقافة والادب طيلة سنوات حكمه الاسود , لانه كان يتحسس من كلمة العلماء والمثقفين والادباء وهذه صفة معروفة ويمتاز بها كل دكتاتوريي ومجرمي العالم .
وصدام اليوم يتمنى للامريكيين البقاء الدائم ولاطول فترة ممكنة وان يحكموا العراق بدل ان يحكمه ابناءه الشرفاء الذين يريدون لصدام وزمرته محكمة عادلة وعلنية وباسرع وقت ممكن وامام الجميع .
احتراما وتقديرا ودفاعا عن ارواح شهداء الوطن الابرار ومتضرريه ومناضليه الذين وقفوا بوجه الجلاد وعصابته , وقدموا الكثير من التضحيات في سبيل اسقاطه والتخلص منه الى الابد , وبناء عراق حر ديمقراطي تعددي اتحادي .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟