أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - يشعياهو يصفع القتلة !















المزيد.....

يشعياهو يصفع القتلة !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 205 - 2002 / 7 / 30 - 03:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                        

    اسمه يشعياهو ليبوبيتش  وهو واحد من أهم فلاسفة القرن العشرين ولكنه غير معروف ومشهور إلا في الدوائر الأكاديمية والعلمية على الرغم من  أنه يهودي وإسرائيلي ! إنه فيلسوف ومثقف ذو وجدان عميق واستقامة أخلاقية جعلته  معاديا أشد العداء للحركة الصهيونية  ولقيادات دولة إسرائيل منذ قيامها ، وهنا يكمن سر التعتيم عليه وعدم شهرته في حين حولت ماكنة الإعلام الصهيوني العالمية كُتّاب  نكرات  وصحافيين سذج الى نجوم مشهورين و"عباقرة " يشار لهم بالبنان بل ودفعت بعضهم رغم ضحالة إنتاجه العلمي أو الأدبي وعدوانيته الشديدة  ضد الحضارات الشرقية الى جائزة نوبل وشقيقاتها  .

  قبل عدة أعوام فاز ليبوبيتش بجائزة الدولة تقديرا لمنجزاته العلمية وربما تحت وطأة الإحساس بالحرج من أن هذا الفيلسوف  الكبير منح جوائز عالمية كثيرة و قُدِرَ تقديرا جزيلا  خارج الكيان. غير أن رئيس الوزراء الصهيوني وكان حينها _ إن لم تخذلني الذاكرة _ أسحق رابين رفض حضور حفلة تسليم الجائزة  احتجاجا على مواقف وآراء هذا الفيلسوف المتعاطفة مع العرب الفلسطينيين وشنت الصحافة الصهيونية العنصرية ضده حملة ضارية .

 من آراء ليبوبيتش  الجريئة والطريفة في آن واحد ذاك الذي أعلن فحواه في إحدى محاضراته أو أبحاثه ويقول فيه  أن الجوهر الصهيوني هو القومية الشوفينية المتطرفة وإن القومية العنصرية  هي الحالة الوسيطة التي تنزلق إليها المجتمعات من الحالة الإنسانية باتجاه الحالة الحيوانية !!

المؤسف أن الإعلام العربي والفلسطيني تحديدا لم يهتم بهذا الرجل إلا في النادر العزيز. واليوم ، وبعد أن اقترفت دولة المجازر والتهجير والعنصرية مجزرة "حي الدرج" في مدينة غزة  يعود يشعياهو ليبوبيتش  من وراء الغياب، أو قل يستعاد حضوره و صوته المدوي بالرفض لدولة قتل الرضع فكيف تم ذلك ؟

 بعد يوم واحد على مقتلة الأطفال المريعة التي ارتكبها الطيران الصهيوني كتب الصحافي "ناحوم برنباع"  في جريدة يديعوت 24/7 مقالا ورد فيه قوله (   في كانون أول 1955 كتب البروفيسور يشعياهو ليبوبيتش رسالة الى رئيس الحكومة آنذاك دافيد بن غوريون. لقد صُدم ليبوبيتش من عدد القتلى الآخذ بالتزايد في العمليات الانتقامية التي نفذها الجيش الإسرائيلي ،الذين كان من بينهم مدنيين . وآخرها كانت عملية طبريا بقيادة اريئيل شارون التي خلفت ورائها 54 قتيلا في الجانب السوري. كان رد بن غوريون على  ليبوبيتش ، كعادته، قصيرا ويخلو من أي شك: ( تلقيت كتابك و أنا لا أوافقك الرأي. لو قدموا لي كل المثاليات الإنسانية بيد، وباليد الثانية أمن إسرائيل لكنت قد اخترت أمن إسرائيل، لأنه من الحَسِن أن يسود عالم السلام، المحبة، العدالة، والاستقامة ولكن من الأحسن أن نكون نحن في داخله ).

        يضيف  الصحافي برنياع في مقالته تلك ( أطْلَعْتُ شارون على الرسالة يوم أمس. أخرج نظاراته وقرأ باهتمام أقوال بن غوريون ووافق على كل كلمة  وقال : هذا أيضا رأيي..)

نخلص من هذه الاستعادة الى ثلاثة أمور تتمتع بأهمية و راهنية  كما نعتقد وهي :

-  لم يكن بن غوريون وسلسلة الزعماء الصهاينة القتلة وصولا الى شارون  إلا أدوات عديمة الأخلاق  بيد أخطبوط هائل اسمه الحركة الصهيونية ، غير أن الميدان لم يكن حكرا عليهم وهذا ما يؤكده حضور أمثال الفيلسوف  لبيوبيتش . صحيح أن هذا الحضور ضعيف ونادر ولكنه موجود !

-   إن المغامرة الصهيونية بدأت بجريمة (تشريد شعب ) واستمرت كجريمة (اضطهاد ما تبقى منه ) وستنتهي الى الزوال حتما ، أو بكلمات دبلوماسية ، أنها ستنتهي الى الزوال بصفاتها ومقوماتها التي عرفناها بها لأنها تتناقض وطبيعة الأشياء وروح التاريخ وخصوصيات المشرق العربي , وعلى هذا فمن الخطأ أن يقوم أعداء الحركة الصهيونية ودولتها  بأعمال معينة  تضفي عليها صفة الضحية المهددة بالإبادة التامة . إن أعمالا دموية وغير مدروسة من قبل المقاومين  لا تفعل سوى أن تطيل من عمر هذه الحركة والكيان الذي أنتجته. دع عنك أن الرد على المجرم من خلال التشبه به ليس أمرا مبررا ولا هو صائب وجدانيا.

-  إن التضامن الإنساني الذي يبديه المثقفون من  أمثال ليبوبيتش في الجانب الآخر  يشكل إدانة مباشرة ووصمة عار في جبين العديدين من المثقفين العرب والمسلمين  الذين ينظرون الى مأساة الشعب الفلسطيني نظرتهم الى خسارة المنتخب الإيطالي لكرة القدم، هذا إذا أحسنا الظن وأهملنا ركام المقالات القذرة التي يسطرها بعضهم ضد شعب فلسطين ومقاومته  ، وكيف لنا أن نجرؤ على فعل ذلك وصوت ليبوبيتش وأقرانه  يرن في الأسماع ويصفع القتلة ؟

   



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة " حي الدرج" في غزة : خطوة أخرى على طريق زوال الدولة ال ...
- للرجال والنساء فقط
- عدالة الذئاب البشرية
- أخلاقيات القتال
- عسكر وحرامية ومناضلون !
- المسودة الكردية للدستور العراقي المقترح : المقياس الديموغراف ...
- المسودة الكردية للدستور العراقي المقترح : توسيع كردستان حتى ...
- الوهراني والسخرية السوداء
- حق العودة الفلسطيني هو قلب الصراع :اتفاقيات جنيف تمنع الفلسط ...
- استطلاعات الرأي الفلسطينية :توازن نسبي بين فتح والإسلاميين و ...
- حساب الإيجابيات والسلبيات في "إعلان شيعة العراق " -الجزء الث ...
- حساب الإيجابيات والسلبيات في -إعلان شيعة العراق - : آليات ال ...
- عروبة العراق وحقوق الأقليات :حول التناقض المفتعل بين هوية ال ...
- الى موقع عراق نت والمسؤولين عنه
- باقر الصراف وجماعة - التحالف الوطني- : محاولات بائسة لتشويه ...
- ردا على كوردة أمين :حول الابتزاز باسم العداء للكرد والشيعة : ...
- النزعة العراقوية من الجاحظ إلى عبد الكريم قاسم .
- كركوك والموصل في الكعكة السياسية : حين تتحول الأوهام الشوفين ...
- توجان الفيصل ..سلاما !
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة العبودية :قراءة في رسالة مفتو ...


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - يشعياهو يصفع القتلة !