حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 953 - 2004 / 9 / 11 - 10:26
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
الكتاب والكاتب
بعدما رفض الكتاب من عدة دور نشر أولها دار الريس 98وآخرها دار المدى 2004, وبعدما رفضت الرقابة في سوريا نصّين وكلمة واشترطت حذفها للسماح بالنشر الخاص, قرر المؤلف الساذج حسين عجيب نسخ مائة عدد وتوزيعها على أصدقائه ومعارفه الموجودين داخل سوريا, لقناعة منه أن هذا الكتاب يصلح للقراءة, على العكس من رأي الرقابة وقراء دور النشر الذين يمتازون بقصر النظر وتشوش الرؤيا.
وبسبب تواجد معظم أصدقاء المتهم خارج البلد, وتعذر إيصال نسخ الكتاب إليهم, سيحاول المذكور نشر الكتاب عبر المواقع الإلكترونية الصديقة: كيكا والحوار المتمدن ومرآة سوريا وصوت العراق مع العلم أن الكتاب منشور في جهة الشعر و في شبكة الذاكرة الثقافية, وبنفس الوقت الذي لا يرغب في فرضه على أحد, يشعر أن من واجبه محاولة إيصال الكتاب إلى من يجدون فيه ما يستحق القراءة. ما زال المؤلف البريء يعتقد أن رفض القارئ الرسمي للكتاب شهادة يعتدّ بها.
الموسيقي مروان دريباتي لحّن عبارة "نحن لا نتبادل الكلام" والرجل الطيب صاحب المطبعة العتيقة تساءل بدهشة واستنكار, ما الذي نتبادله إذن؟
أقصى ما يأمله مؤلف هذا الكتاب, أن يستطيع السوريون الجدد تبادل الكلام يوما, عساهم...عساهم يتبادلون الأنخاب والغناء بعد ذلك.
*
منذ عشرين سنة تزوجت فريدة أحمد وحسين عجيب, بدون حفل ولا مدعويين, في زفاف فقير وفي بلاد منهوبة.على سرير عسكري عتيق مفرد, مع فراش وأغطية مهترئة, الزوجة التي كانت فتاة ثورية من سوريا بكت بحرقة, والزوج الثوري الذي صار عدميا بكى كاللص. لم يفعلا أي شيء سوى انتظار غد لا يأتي. في غرفة صغيرة وضيقة بلا نوافذ,تشبه الزنزانة حقا. سيضحكان مرارا على بؤس ذلك الزواج السعيد. لكن ما مضى قد حدث فعلا, وانتهى الأمر.مياه كثيرة مرّت تحت الجسر, لكن من قال جمرا واحترقت شفتاه! سوف يعجب حسين طويلا بكتابة شاعر مصري شاب اسمه احمد يماني" نزحف حتى تتلامس عظامنا|ونحب بعضنا أكثر| يحكي كل منا عن طفولته السوداء| ونتبادل الضحك" ثم يسرع ليستبق رؤية كتاب انتظره يوما بعد يوم, والانتظار دهر, وبفضل الرقيب وبفضل القارئ الرسمي, لن يكون الكتاب كتابا. لكنه اليوم يصل ويمكن قراءته لمن يرغب أو تريد. نحن لا نتبادل الكلام نحن لا نتبادل الكلام نحن لا نتبادل الكلام نحن نتبادل لا نحن لا نتب دال نحن الكلام نحن لا الكلام .... نحن.
هذا النص الذي كتب تحت ضغط انفعالي شديد, أرجو أن يعتبر كإهداء
حسين عجيب
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟