أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد الحسون - الخيال والمتخيل في الأداء الحكومي














المزيد.....

الخيال والمتخيل في الأداء الحكومي


جواد الحسون

الحوار المتمدن-العدد: 3160 - 2010 / 10 / 20 - 09:58
المحور: الصحافة والاعلام
    


وصف المستشرق الغربي ارنست رينان العقلية العربية بقوله "بأنها عاجزة عن التركيب كونها غارقة في المتخيل" وهناك فرق بين الخيال والمتخيل ، فالخيال يخلق الأشياء التي يمكن إن تحدث أو يمكن إن توجد بينما التخيل يسعى إلى خلق الأشياء التي لاوجود لها والتي لم يسبق لها إن وجدت ، واعتقد إن هذا ما يبرر سقوط بعض القيادات العراقية السياسية أو الحكومية في فرسة الخطأ نتيجة لاعتقاداتها الخاطئة في تحقيق نجاحات آنية اومستقبلية وفق خطط تنقصها الدراية العلمية والاحترافية والادائة في القيادة والتنفيذ فهي نابعة من مخيلة تعاني فقرا علميا وثقافيا وكثيرا ما توقعهم هذه البصيرة القاصرة في نهاية المطاف في حتمية النهايات المغلقة ناسين أو متناسين إن هناك قواعد وموازين ثابتة للصواب اوالخطأ ، قواعد لا تتحكم فيها الأمزجة والأهواء فهناك قيد يلازم كل عاقل وواع إلا وهو قيد المبادئ ومتى ما تحرر الإنسان من هذا القيد لم يعد لديه من انسانيته شئ ، فلا ينبغي تغيير هذه المبادئ بتغيير الوضع السياسي أو الاقتصادي أو تبعا لحالتي السلم أو الحرب ولا طبقا للتحولات النفسية التي قد تصيبه ، حيث إن كل هذه الأشياء لا تجيز له التخلي عن مبادئه التي نشأ عليها وآمن بها .
إن جوهر العمل كما هو جوهر الفن لا يتمثل في صورته الخارجية فحسب بل في مضمونه الروحي والجوهري لذا علينا العمل على ضرورة إن يصبح الرقيب جزء من كياننا وطبيعة مصاحبة وثابتة معنا فأن العمل يحتاج إلى الإيمان والإحساس بالصدق ،حيث يقال حيثما وجد الصدق والإيمان وجد الشعور والخبرة. علينا العمل بإعادة التكوين للروح والضمير كوننا فقدنا الثقة والإيمان بالأشياء التي نتعامل معها وإذا ما فقدت الثقة بالأشياء يبدأ التمني داخل الذات الإنسانية لأزالتها ، فحركة الرفض المكبوت والمتراكم داخل النفس الإنسانية تشبه في تطورها الحرائق الجوفية التي لا نبصرها أو نستشعر بها إلا حينما تثور بشكل عارم نفتقد معه السيطرة والتحكم ، لذا علينا إن نحسب حسابا دقيقا بكل تفاصيل ما نقدم عليه ونفهم بعمق ماذا نفعل ومتى نفعل وأين نفعل لنتدارك كوارث أمنية واقتصادية واجتماعية يصعب الخروج منها بعد إذا ما تمادينا في تجاهلنا لأخطائنا ولاعتقادنا بان ما نقوم به هو الصواب وانه نهاية الطموح . أن الاعتراف بالخطأ والاعتذار وعدم المواربة و الخداع يعد الطريق للنجاح والنجاة وتطوير الذات نحو أفاق مشرقة ومشرفة .
إن الاستمرار في رفع شعار عدم التراجع والاعتراف بالخطأ يقود إلى الضغط وإجهاد النفس وإلهائها في إيجاد التبريرات لكل خطاً يرتكب مما يقود إلى أنتاج الكثير من الأخطاء الجسيمة وبشكل يستحيل معه التصحيح أو القبول بالنتائج المنجزة سيما إن هناك أخطاء قد لا تمر بسلام دون إن تقضي على الصالح والطالح وتأتي على الأخضر واليابس معا .
على الدولة ان تمعن النظر الى مؤشر الضغط المتزايد والمسلط على الشعب جراء تراكم الاخطاء الادائية والتخطيطية والقيادية والذي قد يؤدي الى لحظة انفجار جمعي تتوحد في ظلها الاهداف والغايات بكل اتجاهاتها وبشكل يصعب ايقافه او التغلب عليه وعندها سوف لم تحصد الحكومات الماضية في غيّها سوى لعنة شعوبها التي لم تجني اذا ما استمر الحال في الاداء على ما هو عليه الآن الا ركاما من الفقر والتخلف والفساد.
علينا ان نحتسب جيدا ونخاف من ان تؤول الامور الى كسر الحاجز الشفاف الذي يحول دون ان تأخذ الامور منحى اخر قد يؤدي الى الانهيار الدراماتيكي للدولة بنظامها وبمؤسساتها وبشكل تستحيل معه العودة الى الاستقرار السياسي والاجتماعي ويصبح معها الاستقرار الامني حلما يرتجى .





#جواد_الحسون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السندباد الحلي
- نظرية الصمت
- الفقر الابداعي والسقوط من الهاوية
- المدينة المحرمة
- ذكريات الزمن الغابر
- لقاء احادي
- السلام عليكم ايها الفقراء -4 (الانحدار)
- رواية الفصول الاربعة
- السلام عليكم ايها الفقراء_3_
- في مهرجان بابل الثقافي ..شح علينا العذر وضاقت بنا الحيّل!!
- في مهرجان بابل الثقافي شح علينا العذر وضاقت بنا الحيل
- رفعة الرأس بابل
- السلام عليكم ايها الفقراء _2_ سمكة في محيط الحلف الاطلسي
- نهايات مغلقة
- السلام عليكم ايها الفقراء ( 1)
- آمال جمهورية الأطفال
- تربية الطفل
- نصل الشيطان
- الريل وحمد
- العصا والحمار / قصة قصيره


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد الحسون - الخيال والمتخيل في الأداء الحكومي