أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عدنان حسين - الفطيسة العراقية














المزيد.....

الفطيسة العراقية


عدنان حسين

الحوار المتمدن-العدد: 205 - 2002 / 7 / 30 - 01:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

الشرق الأوسط، 29/7/2002

ما أن تكون هناك فطيسة حتى يكون أول من يدب فيها النشاط هو الهوام الطنانة والوحوش الوضيعة، كالضباع. ولا يحدث هذا في الطبيعة وحياة البراري وحدها، بل في الحياة الاجتماعية والسياسية كذلك.
فمنذ ان لاحت علامات الموت على نظام صدام حسين حتى طنّ من طنّ طمعا، وتقافز من تقافز تهالكا بما يتجاوز المعقول والمقبول.
لهذا الكلام مناسبتان; الاولى، الحركة الغريبة التي اقدم عليها بعض المعارضين العراقيين اخيرا بالدعوة الى مؤتمر صحافي للاعلان عن بدئهم بالتحضير لحكومة مؤقتة
تخلف نظام صدام وتتخذ من الاراضي التي «تحررها» القوات الاميركية والبريطانية، بعد بدء الهجمات العسكرية، قاعدة لها.
هذا المشروع مات قبل ان يولد لأنه ما كان له ان يولد حيا، ولن يكون ـ اذا ما ولد لاحقا ـ الا مولودا مشوها وكسيحا. فحكومة مؤقتة للعراق على غرار حكومة كرزاي الافغانية، او على اي غرار آخر، تحتاج، لكي تكون ذات مصداقية ومحترمة وموثوقا بها من العراقيين وغيرهم، اولا، الى ان يتفاهم عليها ويشكلها معارضو الدرجة الاولى لا معارضو الدرجة الثالثة والرابعة. وقد لاحظنا ان المشروع المجهض لم توافق عليه الاحزاب الكردية التي لم تُعط الفرصة لدراستها، ولم يُبحث أمره لا مع الاحزاب الاسلامية ـ شيعية ام سنية ـ ولا مع الاحزاب اليسارية ولا مع التجمعات الليبرالية ولا مع الشخصيات المستقلة التي بوسعها ان تؤلف اكبر حزب في العراق، وان تشكل عشرين من اكفأ الحكومات (نحن اذن حيال مشروع لدكتاتورية جديدة في العراق، دكتاتورية اقلية الدرجة الثالثة او الرابعة من المعارضة القادمة بالقوة الغاشمة)!
وحكومة مؤقتة للعراق ذات مصداقية ومحترمة وموثوق بها تحتاج، ثانيا، الى الاعلان عنها داخل العراق. ففي شمال العراق توجد منطقة محررة منذ احد عشر عاما تبلغ مساحتها نحو 50 الف كيلومتر مربع وفيها ادارات ووزارات ولا يستلزم الامر الا ان ينتقل اصحاب المشروع الكسيح الى هناك بضمان حماية من اصحابهم.
وحكومة مؤقتة للعراق بالمواصفات المذكورة اعلاه تحتاج، ثالثا وليس اخيرا، الى ان تحظى بقدر من الدعم والتأييد من جيران العراق، او معظمهم في الاقل، وهو ما يتطلب صلات واتصالات مسبقة مع هؤلاء الجيران لتطمينهم الى ان خلفاء صدام لن يكونوا على شاكلته، فكل من هؤلاء الجيران يستطيع ان يجهض مشروع الحكومة المؤقتة او يتسبب في مصاعب وعقبات لها، الا اذا كان اصحاب المشروع قد تفاهموا مع اصحابهم على نقلهم الى بغداد على ظهور الصواريخ والقذائف وليس عبر اراضي الجيران واجوائهم!
الحكومة العراقية المؤقتة قضية حقيقية وجادة، بالغة الخطورة وعلى اعلى مستوى من الاهمية، ولا ينبغي ـ بل لا يمكن ـ ان تعامل بالخفة التي عوملت بها الاسبوع الماضي في لندن.
والمناسبة الثانية لحديث الفطيسة العراقية وهوامها ووحوشها الوضيعة، هي هذا الاندفاع، الذي يتجاوز هو الآخر حدود المعقول والمقبول، من الضبع الاغبر التركي الذي يريد الاستئثار بالفطيسة كاملة، حتى رميمها. فهيئة الاركان التركية ـ وهي الحاكم الفعلي للبلاد ـ وضعت خطة طوارئ من ثمانية بنود لمواجهة استحقاق الحرب والتغيير في العراق. ومن حيث المبدأ لتركيا، كما لسائر جيران العراق ودول اخرى مرشحة للثأر بالحدث القادم، ان تحتاط، انما في حدود المعقول والمقبول وداخل حدودها الاقليمية. فالكويت، مثلا، وضعت خطة مماثلة ركزت على اجراءات داخلية لحماية السكان من اية آثار وعواقب محتملة كشح الاغذية ونقص الخدمات العامة.
بيد ان بنود الخطة التركية بأجمعها موضوعة للتنفيذ داخل العراق وللتدخل في الشؤون الداخلية للشعب العراقي وللتأثير على مسار الاحداث المتوقعة بما يحقق مصالح الحكومة التركية لا مصالح
الشعب العراقي، كادخال قوات تركية الى شمال العراق للقضاء على فلول حزب العمال الكردستاني، ومنع عبور مدنيين عراقيين الحدود الى تركيا، ومنع قيام دولة كردية (وهمية إلا في رؤوس الاتراك) ومنع قيام تحالف شمالي عراقي، ومنع دخول القوات الكردية العراقية الى مدينتي الموصل وكركوك العراقيتين!
وباختصار فان الخطة تفضح أطماعا تركية تتجاوز لحم الفطيسة وجلدها وعظمها الى وجود تركي في العراق واقتطاع لأراض عراقية وانتقاص من سيادة الشعب العراقي على نفسه وعلى ارضه.
ليت معارضي الدرجة الثالثة والرابعة من العراقيين اهتموا بهذا التحدي كاهتمامهم بالتقافز والطنين حول فطيسة صدام
.

 



#عدنان_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوهام تبددت.. مع طالبان


المزيد.....




- تحليل لـCNN: كيف غيرت الأيام الـ7 الماضية حرب أوكرانيا؟
- هل الدفاعات الجوية الغربية قادرة على مواجهة صاروخ أوريشنيك ا ...
- كيف زادت ثروة إيلون ماسك -أغنى شخص في العالم- بفضل الانتخابا ...
- غارة عنيفة تهز العاصمة بيروت
- مراسلة RT: دوي انفجارت عنيفة تهز العاصمة بيروت جراء غارة إسر ...
- عاجل .. صافرات الانذار تدوي في حيفا الآن وأنباء عن انفجارات ...
- أوستن: القوات الكورية الشمالية في روسيا ستحارب -قريبا- ضد أو ...
- ترامب يكشف أسماء جديدة رشحها لمناصب قيادية في إدارته المقبلة ...
- البيت الأبيض يبحث مع شركات الاتصال الاختراق الصيني المشتبه ب ...
- قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عدنان حسين - الفطيسة العراقية