فلاح علي
الحوار المتمدن-العدد: 3159 - 2010 / 10 / 19 - 14:21
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
إن إختيار طريق اليسار وتبني توجهاته وبرنامجة الديمقراطي من قبل المجتمع العراقي, ليس هي دعوة أطلقها من خلال عنوان المقالة أو رغبة أو أمنية , أو لغة تعبيرية وصفيةأو نفس تفاؤلي , وإنما هي حقيقة تنطلق من الواقع العراقي . أن الشعب العراقي ما يميزة تاريخياَ إنه ذو مزاج و نزعة يسارية منذ قرون . وإن بدأنا بتاريخة الحديث في القرن العشرين , فها هي أمامنا صور وملاحم من الواقع سجلت لشعبنا من ثورة العشرين التحررية ضد الاستعمار البريطاني , إلى إنتعاش الثقافة التنويرية في نهاية العشرينات , وإلى تنامي الفكر اليساري في صفوف شعبنا , حيث تأسس الحزب الشيوعي العراقي في الثلاثينات من القرن الماضي , وإنضوى في صفوفه خيرة بنات وأبناء هذا الشعب المعطاء . والى وثبة كانون وإضراب عمال كاورباغي في الاربعينات وإلى وثبة تشرين والاضرابات العمالية والطلابية والانتفاضات الفلاحية في الخمسينات وتوجت هذه الاحداث التي صنعها شعبنا بقيادة اليسار بثورة 14 تموز المجيدة التحررية. من هذا العرض الموجز يتلمس الجميع أن جذور اليسار العراقي عميقة ومتجذرة , في أرض العراق وإحتضن الشعب الفكر اليساري التنويري الديمقراطي الانساني ذو القيم الانسانية العدل والمساواة .
أسباب توقف السير نحو اليسارفي المجتمع العراقي :
1- إن كان سقوط الاتحاد السوفياتي هو أحد العوامل الخارجية في التأثير على إضعاف اليسار العراقي.
2- فأن الواقع يقول عكس ذلك حيث في ظل وجود الاتحاد السوفياتي , فأن الولايات المتحدة الاميركية قد حولت العراق ومنطقة الشرق الاوسط ساحة صراع مع الاتحاد السوفياتي أبان فترة الحرب الباردة .
3- ومارست هجوماَ إعلامياَ ودعائياَ ونفسياَ لم يسبق له مثيل ضد الشيوعية والحزب الشيوعي العراقي وخلقت أدوات ونخب ترتبط بها ومدتهم بمختلف أشكال الدعم ومكنتهم من أن يكونوا ذراعها الايمن في المجتمع العراقي .
4- استمر هذا العامل الخارجي في دعم القوى المعادية لليسار والديمقراطية منذ العهد الملكي , إلى مساهمتهم المباشرة في دعم البعث وكل القوى المعادية لثورة تموز وأوصلتهم في إنقلاب دموي إلى السلطة في عام 1963 . وما شهده هذا العام الاسود من قتل وسفك للدماء بحق الشيوعيين والديمقراطيين لم يشهده أي بلد في منطقة الشرق الاوسط .وإستنسخوا جرائمهم بحق الشيوعيين واليساريين والديمقراطيين ثانية في عام 1978 ومارسوا أبشع أساليب العداء للفكر اليساري وكانت التصفيات الجسدية على نطاق واسع , لاجل أن يكملوا مخططهم الموكل لهم المعادي للفكر التقدمي واليساري الذي بدؤوه في عام 1963 .
5- أن معاداة قطب اليسار العراقي ( الحزب الشيوعي العراقي) والقوى الديمقراطية , لم يقتصر على الدعاية والحرب النفسية والملاحقات والسجون فقط, وإنما مورس القتل والتصفيات الجسدية . وهذه طريقة وحشية بربرية في محاربة الفكراليسار العراقي الديمقراطي , تم تنفيذها في العراق وبأدوات معادية لمصالح الشعب والوطن وبدعم أميركي بأمتياز .
6- بعد هذا التاريخ الاسود في معاداة اليسار والديمقراطية ,وبعد أن دخلت الرأسمالية في مرحلة العولمة تطورت معها اساليب معاداة الفكر اليساري ولكن بوسائل أخرى جديدة . وهي من خلال هيمنة القطب الواحد وتمركز عناصر القوة لدية , ومنح امتيازات خاصة لكل يساري وكل ديمقراطي وكل مثقف عندما ينتقل من الالتزام الفكري إلى عالمهم عالم الليبرالية وفكرها , ما نشهده هذه السنوات من لهاث عديد من المثقفين والمبتعدين عن اليسار بالرهان والتوجة نحو الليبرالية هو سمة مميزة لعصر العولمة .
7- كم هم بسطاء هؤلاء المنخدعون بمشروع الليبرالية الجديدة , رغم تنظيراتهم الكثيرة في كتاباتهم و مقالاتهم حيث ينطلقون في حجتهم من أن عصر الآيدلوجيا قد إنتهى . وهذه واحدة من التبسيطات الذين إنخدعوا فيها , والحقيقة التي لا يرونها أن عصرنا الحالي هو عصر الآيدلوجيا , حيث العولمة هي آيدلوجيا النيو ليبرالية الجديدة بكل مظاهرها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والمعلوماتية.
8- إعطونا مثال واحد عن حركة سياسية في العراق والعالم نشأت وتنشأ بدون آيدلوجيا , هذا عكس العلم والواقع كل الحركات السياسية سواء القومية أو الاسلام السياسي أو اليسار والديمقراطية أو الليبرالية وغيرها هي قائمة على الآيدلوجيا , فلماذا يحارب اليسار الحقيقي بحجة أنه يحمل آيدلوجيا ؟
9- أن آيدلوجية العولمة تهدف وتعمل على إضعاف اليسار الماركسي أولاَ . ومن تجليات ذلك إشاعة اللبرلة وخداع المثقفين والمحبطين من هم كانوا في صف اليسار , وترسم لهم مهمةالدوران حول المطالبات والتمنيات الذاتية , مع تحسين صورة الليبرالية الجديدة وتبنيها في الفكر والسلوك والممارسة , وتبعدهم عن وظيفتهم الاساسية هي التغيير والانتاج الفكري والمعرفي . وتضغط بوسائل عدة على المناضلين اليساريين بالابتعاد عن الالتزام وإشاعة روح الاحباط واليأس والقنوط في صفوفهم , وترسخ لديهم روحية عدم الجدوى من النضال , لان المشروع الاشتراكي قد فشل في الاتحاد السوفياتي وبعض الدول , أي إنها تحولهم إلى أدوات لتسويق مشروعها الفكري والسياسي والاقتصادي والثقافي والاعلامي.
10- هناك أسباب وعوامل أخرى عديده لم أتطرق لها بما فيها أخطاء اليسار وتأخر تجديد أساليب ووسائل نضاله وخطابه السياسي , وهذا متروك لآليات التغيير الداخلية وقراءة الواقع من قبل اليسار .
ما ذا حصل في العراق بعد اضعاف اليسار :
اسمحوا لي أن أطرح المثال التالي : في أحد ايام شتاء عام 1979 كنت أشاهد التلفاز في العراق , وكان في حينها مؤتمر صحفي للدكتاتور صدام حسين .وسمعت سؤال من صحفية المانية هذا نص سؤالها وهي تخاطب الدكتاتور لسانها قال ( سيادة الرئيس ما ذا تتوقع بأن يكون مستقبل الاقتصاد العراقي بعد ضرب الحزب الشيوعي العراقي ) . ( فكان جواب الدكتاتور التالي : بعد قهقهه عالية اطلقها وقال ليش شنو ا علاقة ضرب الحزب الشيوعي العراقي بالاقتصاد العراقي ) . بلا شك لا يخفا عليكم المغزى من سؤال الصحفية الالمانية إنها تتحدث عن نهج ورؤية وبرنامج الدكتاتورية في مجال السياسة الاقتصادية بأي اتجاه ستسير بعد الهجوم على الحزب الشيوعي العراقي . إلا أن الدكتاتور لم يفهم مغزى السؤال .
من هنا تأتي أهمية اليسار وتأثيره على مجمل السياسات العامة في البلد , وعلى دور الشعب ونهوضة في في رسم مستقبله .
طرحت هذا المثال ليكون مدخل يعكس أهمية اليسار وحاجة مجتمعنا العراقي له ولبرامجه الديمقراطية لكي يعيش حياته الطبيعية .
1- بعد أن فشلت الافكار القومية في بناء الوطن والحفاظ على استقلالة , وساهمت سياساتها الهوجاء من جلب المآسي للشعب و مصادرة حق المواطنة , ليس فقط بمنعه من مزاولة العمل السياسي وإلغاء حرية الرأي, وإنما حرمت حق الحياة الطبيعية لكل انسان , وعملت على عرقلة وتطور المجتمع , وخلقت الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وعمقتها بحروبها وبعدائها للديمقراطية ..... إلخ .
2- ما يعيشة الشعب العراقي اليوم من أزمات بنيوية متنوعة بعد العملية القيصرية لتغيير الدكتاتورية وحكمها الاستبدادي من خلال الحرب , هي صورة ثانية من صور الاستبداد وتغييب الفكر والتجاوز على حقوق المواطنيين واشاعة التجهيل والتهميش الاجتماعي ..... إلخ .
3-هذا يوصلنا الى حقيقة لا يمكن غفلانها والى استنتاج علمي نابع من الواقع العراقي, هو أن الاستبداد واحد مهما صبغ نفسه ولون صورته سواء من رافعي شعارات القوميين المتطرفين كالبعثيين مثلاَأومن هيمن على العراق بعد عملية سقوط الدكتاتورية كالاسلام السياسي , وأن هذه التنظيمات هي في الواقع معادية للديمقراطية الحقة,هذا أولاَ وثانياَ الواقع العراقي يدلل ويؤكد أن كل القوميين المتطرفين والاسلام السياسي هم يناصبون اليسار العداء الشديد , لأنهم يدركون تماماَ أن برامج اليسار هي البديل المقبول والمطلوب في المجتمع العراقي .
4- بعد أن عاش شعبنا حقبة ال35 عام وشاهد العالم صورة البعث والقوميون المتطرفون وحكمهم في العراق , يعيش شعبنا الآن تحت ظل سيادة حكم الاسلام السياسي وبعض القوميين المعادين للديمقراطية الحقة وتجليات حكمهم واضحة لايمكن تغطيتها بغربال .
5- قرر الاسلام السياسي والقوميون المعادين للديمقراطية بأمتياز , على إدخال الشعب العراقي في ( نار جهنم ) وذلك بحرمانة من كافة الخدمات وحق العيش الكريم إضافة إلى رؤيتهم المعادية للتطور والديمقراطية , وخالفوا بذلك تعاليم الله ومبادئ الدين الاسلامي الحنيف الذي يدعوا إلى العدل والمساواة والتسامح والوقوف مع الحق ونصرة المظلوم ,المظلوم هنا الشعب العراقي بكافة قومياته وأديانة المتآخية والظالم هو الاسلام السياسي والقوميون المعادون للديمقراطية , مزيفي الانتخابات وسارقي أصوات الشعب والمتصارعون على السلطة , والخارقين والمتجاوزين على الدستور وبنوده وغير المؤتمنون على ثروات الوطن ومستقبلة.
6- أن الشعب العراقي يعيش الآن , وضعاَ صعباَ ومعقداَ وخطيراَ إضافة لذلك حرمانة من أبسط مقومات الحياة الانسانية , والعالم كله يشاهد الصورة التي يعيشها الشعب العراقي اليوم ومن مشاهد هذه الصورة هو : الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية البنيوية التي هي بلا حلول الى الآن ومن تجلياتها : الصراع على السلطة وفتح أبواب الوطن مشرعة للتدخلات الخارجية وترك الشعب يركض وراء حاجاته ومتطلباته ويأن من جراحة . دوي الانفجارات وإنتشار ظاهرة الاغتيالات بمسدسات كاتمة الصوت , وتغذية العداء الطائفي , وعودة الارهابيين والظلاميين في بعض مناطق العراق وعاد معها البعث بقوة . وإنتشار الخوف والفزع وتفشي ظاهرة الفساد الاداري والمالي , وإشاعة سياسة التجهيل والتغييب ومحاربة الثقافة والفن والموسيقى والغناء . وإشاعة الفقر , وغياب الخدمات وواحدة من هذه الخدمات التي تدخل في حياة الانسان بشكل مباشر وتطور المجتمع والوطن هي انعدام الكهرباء . وانتشار ظاهرة الهجرة عن الوطن وظاهرة البطالة بين الخريجين وبالذات في صفوف الشباب واحتكار الوظائف والتعيينات على منتسبي هذه القوى المتنفذه . وهم بهذا أكدوا للشعب العراقي بشكل قاطع إنهم يستنسخون ممارسات الدكتاتورية مثل سياسة تبعيث المجتمع ولكن هنا أسلمة المجتمع بالضغط على حاجاته .
7- إن حكم الاسلام السياسي ومعهم القوميون اللاديمقراطيون رسخوا بأمتياز في المجتمع العراقي خيبة الامل وأشاعو الخوف والاحباط والجهل والمرض في المجتمع , هذه هي إنجازاتهم المشينة . والاكثر من ذلك هم ما ضون في تطبيق برامجهم التدميرية الخطيرة للانسان العراقي , وهي برمجة ذهنية المواطن العراقي بالمستحب واللامستحب , وإشاعة الاوهام وتجذير الجهل في المجتمع والولاء للهويات الثانوية .
8- وكأن الاسلام السياسي بهذا قد أصدر بيانة التاريخي للشعب بأن مفاتيج الجنة بأيدينا فأتبوعنا يا أيها العراقيون لتكون الجنة تحت أقدامكم , كما فعلت الكنيسة في العصور الوسطى عندما استغلت الشعوب الاوربية واضطهدتهم وجهلتهم وباعت لهم صكوك الغفران . ولكن في الواقع ادخلوا شعوب الارض إلى نار جهنم بالضد من إرادة الخالق وها هو الاسلام السياسي والقوميون اللاديمقراطيون يمارسون سياسة تضليل وتجهيل واستغلال الانسان العراقي لكي يتمكنوا من البقاء أطول فترة في الحكم وفي الهيمنة والاستحواذ وبسط النفوذ والغاء الآخر , وبهذه الطريقة سيطر الاسلام السياسي على الدولة والمجتمع وبالذات الاحياء الفقيرة من مدن العراق ولكن الواقع العراقي يؤكد انها ستكون سيطرة مؤقته .
8- لا يمتلك الاسلام السياسي ومعهم القوميون اللاديمقراطيون برامج فيها حلولاَ جذرية للمشكلات البنيوية التي أنشؤوها في المجتمع . ومع هذا أنهم يعملون على اضعاف دور الدولة والقطاع العام في الانتاج وفي توفير الخدمات وفي تقليص الدعم الحكومي للخدمات والمواد الاساسية , لصالح فقراء وكادحي شعبنا إنهم مع سياسة الخصخصة ومع الاستثمار المنفلت . فالخوف من هؤلاء ليس فقط إنهم حرموا ويحرمون الشعب من الخدمات ويعيقوا تطور المجتمع وانما الخوف على ثروات البلد , هم الرصيد والحليف القوي للرأسمالية المتوحشة وسياساتها في العراق . أن الاسلام السياسي أينما كان سواء في العراق أو طهران أومصر أو لبنان أو إفغانستان أو اليمن هومع دوام استغلال وحرمان واضطهاد الانسان , اقتصادياَ وسياسياَ وفكرياَ وثقافياَ وروحياَ ومعرفياَ . هذه بعض من تجليات ونتائج ضعف اليسار العراقي , من هذا حاجة شعبنا لاهمية عودة اليسار بقوة وتأثيره على مجريات الاحداث وتطورها لصالح الشعب والوطن .
الخلاصة والاستنتاجات :
1- أن المجتمع العراقي تاريخياَ ذو مزاج يساري وشكل ويشكل حاضنة طبيعية لقوى اليسار والديمقراطية في العراق , وأن العلاقة طردية بين اليسار والمجتمع العراقي كلما يقوى اليسار كلما كان للشعب العراقي حضور ودور فاعل في رسم مستقبلة السياسي , وكلما ضعف اليسار يضعف دور الشعب ويتراجع وينفسح المجال للتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي وهذا هو احد التجليات المشهد العراقي .
2- القوانين والتشريعات ذات المحتوى الديمقراطي والتي تضمن حق المواطنة بما فيها حقوق المرأة تنتزع بنضال اليسار, وبنمو وتطور دور منظمات المجتمع المدني بما فيها نقابات العمال ومنظمات الطلبة والشباب والمرأة ومنظمات الفلاحين وكل منظمات المجتمع المدني .
3- أن كل أزمات البلد البنيوية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاخلاقية , لا يمكن حلها اطلاقاَ , إلا من خلال البرامج الديمقراطية لقوى اليسار والديمقراطية , لان هذه القوى هي من تضع مصالح الشعب والوطن فوق أي إعتبار .
4- أن احزاب الاسلام السياسي ليس هي البديل الذي يعول عليه الشعب , لانها مع الخصخصة وهي الحليف القوي للعولمة المتوحشة , وبنفس الوقت لاتؤمن بالديمقراطية الحقة , وتلغي الآخر وهي مع الاستغلال والتخلف والجهل والحرمان .
5- إن تضخم الاسلام السياسي وهيمنته في العراق هو يعود للدعم المالي والاعلامي واللوجستي الذي يصل إليهم من خارج الحدود , مع وجود عوامل داخلية وخارجية تساعد على نموهم , مع إنهم يحاولوا أن يجذروا في المجتمع عوامل ومستلزمات ديمومتهم ومنها سن قوانين .
6- أن الاسلام السياسي متطفل ومستغل الدين في نموه وتوسعه هذا والدين منهم براء, فالحياة تؤكد أن العراقيين سيشهدون ضعف دورالاسلام السياسي في الفترة القادمة , لان الاسلام السياسي خذلهم واستغلهم وخلق لهم الازمات والاحزان والحرمان من ابسط مستلزمات الحياة . ولكن هناك حقيقة جلية ضرورة عدم اهمالها والتعامل الايجابي معها هو ظهور حركات من داخل الاسلام السياسي تؤمن بالديمقراطية وبالدولة المدنية ضرورة ديمومة الصلة مع هذه الحركات رغم صغرها .
7- أكد تاريخ العراق الحديث وتجارب العالم القديم والحديث أن بلداَ لا يوجد فيه حضور فاعل لقوى اليسار والديمقراطية , أن هذا البلد لا توجد فيه حياة كريمة لشعبه, لانه محكوم بقوى الاستبداد والظلام وبلد بلا قوانين ومؤسسات ديمقراطية حقيقية .
8- حاجة المجتمع العراقي لقوى اليسار والديمقراطية كحاجته للهواء والغذاء , لان هذه القوى هي التي تخلق ديمومة الرفاة والتقدم والعيش الكريم للشعب , لانها تناضل من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية واشاعة الديمقراطية في الدولة والمجتمع , وهي دون غيرها من يشيد دولة العدل والقانون الديمقراطي الدولة المدنية الضامنه للحقوق والحريات .
9- الشعب العراقي يعشق اليسار , وكان العراق من حدود كوردستان إلى بطاح البصرة يموج باليسار , وكلما يخفت اليسار خلال الهجمات البربرية والتصفيات الجسدية التي تعرض لها منذ عام 1934 والتي أشدها هجمة بربريه كانت في شباط الاسود 1963 وفي عام 1978 إلى 2003 , كان يعود اليسار بقوة مثل عودة الربيع الذي تزهر فيه البراعم الشيوعية الجديدة ويقدح دوره في المجتمع من جديد , لانه ولد ولادة طبيعية في احضان الشعب , واختبره الشعب هو دون غيره من يحقق العدالة والمساواة والديمقراطية والوحدة الوطنية والسلم الاهلي والحرية والعيش الكريم , لانه ناضل ويناضل ضد أي شكل من أشكال الاستغلال والاضطهاد .
10- تفعيل وحدة العمل والنشاط المشترك لقوى اليسار والديمقراطية , هي ضرورة ملحة تفرض نفسها بشكل يومي لاتقبل التأجيل , وبهذا فهي واحدة من العوامل الهامة التي تسهم في تفعيل دور العامل الذاتي لكي تتمكن قوى اليسار والديمقراطية , من لعب الدور الفاعل والمؤثر في الاحداث الجارية ورسم المستقبل السياسي للبلاد , والشعب العراقي عندما يتحرر من قيوده سيكون مع اليسار , وهذه هي الحالة الطبيعية في العراق وهي من خصال الشعب العراقي الذي تميزة عن شعوب المنطقة , بعشقه لليسار وبمزاجه اليساري , ولكن تبقى الحاجة لتهيئة العامل الذاتي ودراسة الواقع والصبر والوقت والوعي .
11- أن اسنهاض اليسار العراقي وقوى التيار الديمقراطي وعودة دورهم الفاعل بقوة في التاثير في الاحداث السياسية , هو العامل الحاسم في تغيير موازين القوى , وبهذا سيكون الحراك الاجتماعي بأتجاه اليسار وهذا ما تؤكده الماركسية وسيكون شعبنا قادراَ على كسرالحصارالذي فرضة الظلاميون وقوى الاسلام السياسي والقوميون اللاديمقرطيون عليه , وسينفتح الافق المغلق أمام شعبنا باتجاه التغيير وتبني برامج قوى اليسار والديمقراطية والسير نحو بناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدل والمساواة .
18-10-2010
#فلاح_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟