فراس الغضبان الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 3158 - 2010 / 10 / 18 - 20:36
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
كانوا أجدادنا يرددون حكما وأمثالا نرى اليوم أنها مليئة بالحكمة والخبرة الحياتية الناضجة فكانوا يقولون ويرددون (أكل ما تشتهي والبس ما يعجب الناس) .
تذكرت هذا المثل منذ اللحظة الأولى التي دخلت فيها بوابة أحدى الكليات وشعرت بالصدمة المدمرة التي هزت ضميري وجعلتني اسطر هذه الكلمات التي من خلالها أدعو وفدا من وزارة التعليم العالي ومجلس النواب لزيارة ورؤية هذه الكليات التي تحولت إلى أشبه بالمنتديات .
وربما يتساءل قارئ مقالي عن علاقة مجلس النواب بزيارتي لكلية الآداب فأقول نحن مع الحرية الشخصية للطلبة عامة والطالبات خاصة ونحن نقف بقوة ضد أساليب المتطرفين الذين لا يجيدون إلا العنف والقتل والزجر لإصلاح بعض ما يروه من اعوجاج في الوسط الجامعي لكن الحق أقول إن الحرية في الجامعة نفهمها أنها حرية الفكر والبحث عن الحقيقة وإبداء الرأي وليس حرية التبرج وارتداء الملابس الخليعة دون حياء وعرض مفاتن الأجساد مما يحول أروقة الجامعات إلى مشاهد مستمدة من الراقصات وعارضات الأزياء .
ولا نريد إن نسرف في هذا الأمر لأنك تشعر بأنك في حرم جامعي ينشغل فيه الطلبة والطالبات في البحث عن المصادر والكتب والانشغال في قاعات الدراسة والاندماج في حوارات الثقافة والعلم والفكر لكن الذي نراه ويا حسرتاه موبايلات ترن وأغاني ماجنة تصدح من النوادي وتبادل ثرثرات لا تتردد خلالها الطالبات من إطلاق كلمات بذيئة كنا ومازلنا نخجل من سماعها وليس نطقها فمن أين جاءت هذه الجرأة على اقتراف الموبقات وأين دور المربين الذين نسميهم أساتذة جامعات وعمداء كليات ورؤساء أقسام وعناوين أخرى ما انزل بها الله من سلطان .
لقد زرنا جامعات وكليات في الشرق والغرب من السند والهند وسنغافورة وامستردام وواشنطن وباريس وجامعات أخرى في بلدان نصفها بالمنفلتات في الحريات ولكن والحق يقال إن ما ترتديه الطالبات والموظفات في ساعات الدراسة والعمل هو غير الأزياء التي يذهبن فيها إلى المهرجانات والاحتفالات والمنتديات ولكل مكان وزمان زيه ومقاله .
ليس إمامنا إلا القيام بحملة توعية كبرى في هذا المجال ووضع حد لهذه السلوكيات المنحرفة لأنها ستعطي الذريعة لتدخل المتطرفين في التصدي لهذه الظاهرة ونحن في غنى من ذلك ولعل خير حل ناجع هو إعادة الالتزام بالزي الموحد وتطبيقه بصرامة مع إلغاء كل مظاهر إضاعة الوقت في الجامعات وأنديتها ونحلم أيضا إن يعود على باب الكليات جرس الدرس الذي غاب وغابت ومعه كل التقاليد الجامعية وأصول الاحترام بين الأساتذة وطلبتهم وهذا مؤشر خراب ودمار وعلينا التعجيل لدق جرس الخطر قبل إن تتحول الجامعات إلى منتديات .
#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟