أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - إيزو في الديمقراطية للبنان وسوريا














المزيد.....

إيزو في الديمقراطية للبنان وسوريا


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 953 - 2004 / 9 / 11 - 10:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ أعوام قليلة كنت أُدرِّس في أحد البلدان العربية, وقد سألتني طالبة عن السبب في عدم توافر علكة "سهام اللذيذة" في أسواق بلدها؛ ذلك أن الفتاة, وكان اللُبان لا يفارق فاها, ربما سال لعابها من كثرة ما سمعت عن هذا المنتج الوطني من خلال الإعلانات, فطلبت أن أحمل معي, عندما أعود من إجازتي في سوريا, نماذج من هذه العلكة, لعلَّها تتلذَّذ بنفخها خارج شفتيها الثخينتين, فكان أن ذهبت في إجازتي إلى الوطن, ولم أعد بعدها إلى ذلك البلد حتى الآن!.
كثيرا ما أتذكر علكة سهام هذه عند الاستماع لبعض محللينا السياسيين, الذين على رأسهم ريشة, أو للنسخ المحدَّثة عنهم لبنانيا, بعد إعادة فبركتهم, والاستفادة من مواهب الأشقاء...أحفاد الفينيقيين. وهكذا, فقد تكلَّلت محاولات إنتاج وتحديث ثلَّة من المنافحين عن القضايا المصيرية وسورنتهم, ومن الصنف الذي نكتشف معهم أننا في طليعة البلدان الديمقراطية في العالم. فبفضل هؤلاء شعرت بإحساس عارم بالشفقة على الفرنسيين, بسبب الانتهاكات الدستورية التي تحدث في بلدهم, وغيرها من البلدان التي تدَّعي الديمقراطية, وفكرت بنشر مقال في صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" أطلب فيه التحقيق مع الرئيس شيراك بخصوص انتهاكاته للدستور الفرنسي, وعدم قانونية التعديلات الأخيرة التي أُجريت عليه!.
وتمكن محلِّلونا المحدَّثين من كشف عيوب ديمقراطيات البلدان الأخرى كلها, وأناروا لشعوبها الطريق لتثور ضد حكامها, والذين انتخبوا بغفلة من هذه الشعوب المسكينة والمخدوعة, وعدَّلوا دساتيرها دون أي سبب جيواستراتيجي وجيه.
نستطيع إذن اللحاق بالعالم المتحضر وتجاوزه في جوانب محددة, وها هي ديمقراطيتنا تقف شامخة لتعطي دروسا للعالم أجمع, فهي من النوع الذي ليس له علاقة بنواحي التقدم والتمدن كلها, من صناعة وزراعة وتجارة واقتصاد معرفة ودولة القانون, ويكفي لتحقيقها مجموعة من السياسيين الأفذاذ الذين يدافعون عنها, مستعينين بالأشقاء اللبنانيين الذين أثبتوا حنكة تاريخية في الذود عن ديمقراطية الشقيقة – سوريتنا. فشكرا وألف شكر؛ لأنكم لوَّنتم حياتنا وأفكارنا, وجعلتمونا نشعر بحلاوة العيش ديمقراطيا حتى في ظل قانون الطوارئ!. ومع ذلك, فإن أبرع محللينا السياسيين, ولو كان يرتدي ربطة عنقه الحمراء, يبدو, مقارنة بأشقائنا اللبنانيين المدافعين عن الثوابت, مجرد هاوٍ يتلعثم بالتاريخ والجغرافيا.
وفي مقابلة معه, قال السيد نائب رئيس الجمهورية, بأن كل من يطالب بتعديل المادة الثامنة من الدستور السوري, هو إما ساذج أو متعامل مع الخارج. وهكذا, صار لكل مطالب بتعديل المادة الثامنة من الدستور, والتي تنص على قيادة حزب البعث للدولة والمجتمع إلى يوم القيامة, صار لديه خياران: أن يكون عميلا أو ساذجا. ولعل كل العقلاء, إن بقي أحد منهم داخل البلد, سيختارون تهمة السذاجة, لما فيها من نكهة غباء حلوة, والأهم السلامة!.
وقد أحيلت التهمة السابقة إلى أشقائنا اللبنانيين المنافحين عن سياساتنا, والذين تلقفوها بالفعل المنعكس الشرطي, بغية إيجاد المبررات والأحكام, وتبرع السيد ميخائيل عوض في البرنامج الأخير من "الاتجاه نصف المعاكس" بإعادة إنتاج هذه الثنائية, وتبريرها تاريخيا بقوله: إن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلاَّ بالقوة, وتنطبق هذه المقولة الحربجية على كافة جبهات الصراع الداخلية والخارجية!. ولزيادة المصداقية في تمثيل دوره, خوَّن عوض كل المعارضين السوريين, ما جعل محاوره المهذب يرتبك, رغم تيمُّمهما معا بـ"المقاومة" العراقية, هكذا, ودون أي تمييز.
ولا يعيب البرنامج المذكور أنه أضحى نصف مشاكس, في صيرورته نحو الاتجاه الواحد؛ كانعكاس للتحالف بين القومجيين والإسلامجيين, برعاية قناة الجزيرة ومفتيها الأحمر – القرضاوي. ويبدو أن خياراتنا صارت محدودة؛ فتبعا للمفكر ميشيل كيلو (إنتاج وطني غير متأمرك, وأنتي دبابوي), علينا أن نختار بين البوط والبلطة... يا للفخر والاعتزاز بالتاريخ المجيد والمصير المتفحم!.
لقد أوشكنا على السَكَر من هناء الحال, وبدأنا ندخل نفقا تاريخيا مجهولا وغامضا, بفضل تبريراتكم ومرافعاتكم المميزة, أيها المحللون الذين تتحدثون باسمنا جميعا, دون أن يرف لكم جفن!. وبتُّم تستحقون شهادة ايزو في الجودة السياسية والديمقراطية, من النوع الذي يمنح لعلكة "سهام اللذيذة", بعد أن ساهمتم في إصدار قرار دولي ضدنا, ووضعتمونا في مهب الريح.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العداء في السياسة, والعداء كسياسة
- تفاؤل استراتيجي وتشاؤم تكتيكي
- لا تتحقق السيادة إلا في ظل الديمقراطية
- انطباعات أستاذ زائر عن حلب وجامعتها
- تفكيه السياسة السورية وتنكيهها
- طلب انتساب
- التديُّن العُصابي والتديُّن الراقي
- عن الأستاذ الجامعي مرة أخرى
- قومجة وأمركة ومقاومة
- كيف ينصر بعض السوريين -عراقييهم-؟!
- -الرجل المريض- عربيا
- قدر العراق أن يكون الأنموذج, فهل يكونه؟
- أشباح يحرسون الخطوط الحمر
- التعليم الجامعي في سورية... آلام وآمال
- مأسسة الأمن, أم أمننة مؤسسات الدولة؟
- مبادئ التربية الجنسية
- الصحة الجنسية
- خمسة جنود صهاينة مقابل بيضتين!
- الحجاب والاحتجاب من منظور تطوري
- المشروع الجيني البشري


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - إيزو في الديمقراطية للبنان وسوريا