أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سرحان الركابي - فتوحات ام غزوات 3















المزيد.....

فتوحات ام غزوات 3


سرحان الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3157 - 2010 / 10 / 17 - 23:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل البدء . اود ان اهنيْ اخوتي واحبابي في الحوار المتمدن لهذا الانجاز والفوز الذي يشملنا جميعا قراءا وكتابا وهيئة تحرير ومتابعين وكل محبي الحرية والعلم والتدم
كان في نيتي الاكتفاء بما طرحته في الحلقتين السابقتين لتسليط الضوء على ما تعارف عليه في الادبيات الاسلامية بالفتوحات الاسلامية والتي تعتبر من اكبر واضخم حدث تاريخي في منطقة الشرق الاوسط والشمال الافرقيقي على مدى اربعة عشر قرنا لما قام به المسلمون من توسع ونفوذ امتد من المحيط الاطلسي غربا والى الصين شرقا . بالاضافة الى ما احدثته تلك الفتوحات او التوسعات او الغزوات من تغيرات اثنية وعرقية واجتماعية ودينية وسياسية وتداعيات وتفاعلات مازالت نتائجها ماثلة الى اليوم .
. ان حدثا بهذه الضخامة وهذا الاثر لا يمكن ان تتم الاحاطة به من خلال حلقتين او ثلاثة او اكثر بل هو جدير بمزيد من النقاشات والحوارات والكاتابات والبحوث .لا لكي نغير من هذا الحدث الذي وقع قبل 14 قرنا . او نحاكم افراده او ندينهم . فالتاريخ لا يعود الى الوراء ولن يكون باستطاعتنا ان نغير من حقائقه شيئا . كما لن يكون باستطاعتنا ان نتجاوز الحقائق المدونة لنخلق تاريخا يوتوبيا متخيلا و مؤسطرا .لا علاقة له بالوقائع والحوادث التاريخية التي وقعت وحدثت بالفعل وشكلت مخيالا جماعيا فرض بنياته وانساقه على مجمل الحياة الفكرية والسياسية والاجتماعية للشعوب التي اعتنقت الاسلام كدين وهوية وعقل ,وباتت تستمد منه كل تفسيراتها ورؤيتها للحياة والعالم والكون والظواهر والخلق .
.بل لكي نفهم التاريخ على حقيقته . ونتجنب الوقوع في مطبات الوعي الميثلوجي الذي بني وشكل تحت ظروف واحداث استثنائية . كان من جملتها نمو طبقة تجارية في بعض المراكز الشبه حضرية في الحجاز وافتقار مجتمع الجزيرة العربية بصورة عامة الى نظام او قانون او اي نسق اجتماعي جديد يستوعب الطبقات المهمشة من العبيد والضعفاء والموالي والصعاليك وغيرهم . ويعيد بعضا من التوازن للنظام الاجتماعي الذي كان مختلا قبل الاسلام ,.والقائم اساس على سنن واعراف التناهب والتغازي ,والربا وعادة واْد البنات البدوية المعروفة . بالاضافة الى الصراع الذي نشب لاحقا بين الشعوب المغلوبة والشعوب الغالبة بعد انتصار الاسلام ورجحان كفته على ما سبقه من الاديان . ثم التنافس المحموم الذي ظل قائما في داخل البيت الاسلامي نفسه بين الفئات الاجتماعية والقبلية المتصارعة قبل الاسلام وبعده , للاستحواذ على السلطة والنفوذ والاموال . والاستناد الى اسس شرعية تبيح للفئات الغالبة ان تستحوذ على ما تريد وتشتهي . وتبرر كل اعمالها ونزواتها ورغباتها .
. لكي نفهم التاريخ على حقيقته واعني به تاريخ تشكيل الظاهرة الاسلامية , وما نتج عنها .لابد ان ناخذ في نظر اعتبارنا الوقائع الارضية التي قام بها وجسدها جماعة من سكان الجزيرة العربية الذين عرفوا بالسلف الصالح او الصحابة او المؤمنين المؤسسين . وكيف خرج هؤلاء الصحابة من صحراءهم واستوطنوا بل الاحرى استولوا على البلدان والمناطق والشعوب المجاورة وحكموها كاسياد وكفاتحين لها . وكيف تحولوا الى مالكين للعبيد والجواري والاراضي والبلدان التي استوطنوها بينما اعتبروا سكان البلدان المفتوحة كغرباء على بلدانهم وعاملوهم كذميين . بل ان سكان البلدان المفتوحة تحولوا الى ما يشبة العبيد ان لم يكونوا عبيد بالفعل . وبالتالي فلا صحة للاداعاء القائل ان الشعوب والبلدان المفتوحة قد تغيرت اوضاعها نحو الافضل بعد مجي الاسلام او ان المسلمين قد انقذوا هذه الشعوب من غزاتها السابقين . الرومان والفرس . بل ربما يكون العكس هو الصحيح .حيث ساءت احوالهم وتردت اوضاعهم المعيشية والاجتماعية وتدنت منزلتهم الاجتماعية . فقد تحولوا الى اشبه بالمقيمين او بالجاليات الغريبة المهاجرة بالمفهوم الحديث . بدل ان كانوا اشبه بالمواطنين في بلدانهم . وعوملوا معاملة مهينة و مذلة ابتداءا من فرض الجزية عليهم وهم صاغرون الى منعهم من بناء معابدهم الخاصة الا في حدود ضيقة . وحرم عليهم التشبه بالمسلمين وفرض عليهم ارتداء ازياء خاصة تميزهم عن المسلمين . كما فرض على الذمي ان ينزل ان كان راكبا و صادف ملسما في طريقه . وقد اشترط على بعض الذميين ان لا يربوا ابناءهم على دينهم . بالاضافة الى النعوت والاوصاف المسيئة التي اطلقت عليهم . مثل العلوج والنبط والحمراء والكفار . وهناك العشرات من الاحاديث التي نسبت الى النبي والصحابة التي تذم النبط والعلوج والعجم . الى درجة ان افرد ابن الفقيه في كتابه (كتاب البلدان ) فصلا كاملا في ذم النبط والنيل منهم . والنبط كما هو معلوم . هم سكنة العراق الاصليون قبل الفتح العربي له .
. ومن الاحاديث المنسوبة الى النبي والصحابة . قول عمر بن الخطاب . تعلموا الانساب ولا تكونوا كالنبط اذا سؤل احدهم عن اصله قال من قرية كذا وكذا . او الحديث المنسوب الى الرسول . اذا تفقهت الانباط في الدين ونطقت بالعربية وتعلمت القران فالهرب الهرب منهم . او لا يدخل الجنة نبطي . ومن اغرب الاحاديث . ثلاثة هم شرار الخلق . الشيطان الرجيم وامام يخشى غشه و ظلمه والنبطي اذا تعرب .
ولكي ناخذ صورة مبسطة عن اوضاع السكان في ذلك الوقت . يكفي ان نعلم ان نظام الضرائب لم يكن محددا ومبني على قاعدة مقبولة وثابتة . فباستثناء ضريبة الجزية وخراج الارض . كانت الرسوم والاتاوات الاخرى التي فرضت على الصناعات والمهن والحرف منوطة بمزاج وارادة الجباة الذين غالبا ما يتلاعبون بمقاييسها بما يتلائم ومصالحهم الخاصة لجني اكبر كمية ممكنة من الثروة . وكان مباحا لكل من اراد من العرب ان يتملك ما شاء له من الاراضي والضياع في البلدان المفتوحة . وكان من جراء ذلك ان تحولت معظم الاراضي الخصبة والوفيرة المياه في العراق ومصر والشام وشمال افريقيا الى الملاكين العرب بينما تحول سكان البلاد الى اقنان في اراضيهم . وقد فرض عليهم عدم مغادرة مزارعهم حيث ختم على رقابهم كي يتم تمييزهم والقبض عليهم واعادتهم فيما لو فكروا بالهرب . وكان عثمان بن حنيف وبرضا من الخليفة عمر بن الخطاب قد ختم على رقبة 550 الف علج في ارض السواد . وهؤلاء العلوج بالطبع عراقيون
. وقد دفعت سياسة الاستغلال والاستعباد هذه سكان البلدان المفتوحة الى اعتناق الدين الاسلامي هربا من الذل والارهاق الضريبي والاستعباد . وهو ما يفسر ظاهرة الاعتناق الجماعي للدين الاسلامي من قبل شعوب البلدان المفتوحة . وخلال فترات تعد قليلة جدا اذا ما قيست .بحركة التغيرات الاجتماعية التي تتطلب وقتا طويلا كي تنضج بشكل طبيعي مع تغير الاجيال . يقول الكاتب القبطي سويرس . وهو يصف حال الاقباط في اواخر العهد الاموي . ان كثيرين من اغنياء وفقراء ملتنا انكروا دين المسيح هربا من الخراج وسائر الضرائب الباهضة . وكان الحجاج بن يوسف الثقفي قد اصدر قانونا يعتبر من اغرب القوانين واشدها عنصرية .عندما بنى مدينة واسط . اذ حرم تحريما مطلقا ان يدخلها نبطي
. لو شئنا ان نستعرض بشكل مفصل احوال المجتمعات التي فتحت على يد العرب المسلمين لاحتجنا الى مجلدات وليس مقالة بسيطة . وقد يكفي ما ذكرناه لاعطاء صورة واضحة عن السلف الصالح . ومن الواجب العلمي والاخلاقي ان نعيد لهؤلاء السلف او الصحابة الاجلاء بشريتهم بالاعتراف اولا انهم اناس مثلنا وليسوا مخلوقات نورانية او اسطورية او خرافية كما حاولت الكتابات التبجيلة والتقديسية ان تصفهم . ولابد من النظر الى الوقائع والاعمال والادوار التي قاموا بها .كما ننظر لاي فعل وعمل بشري اخر . فمن غير المجدي ان نصعد من شخصياتهم وهم بشر من لحم ودم الى مرتبة كائنات سماوية غيبية .ولن يكون في صالحنا ان نضع هؤلاء البشر في مكانة او مرتبة غيبية اسطورية . حيث لن يكونوا حجة علينا ماداموا بهذه المرتبة وبهذا التكوين الاسطوري . فلا قدرة لنا ان نقتفي اثر وسنة الملائكة والمخلوقات النورانية الغريبة التي نزعت منها صفاتها البشرية من نزوات ورغبات وهفوات واخطاء ونسيان وضعف وغيرها بحيث باتت هذه المخلوقات غير خاضعة لمنطق الواقع ,والوجود والعقل والادراك السيم
.بقي ان اشير الى نقطة مهمة وقد نبهني اليها بعض الاخوة المعلقين في المقالة السابقة حيث اشاروا الى عدم ضرورة الخوض في مسائل الفتوحات والتاريخ وغيرها من مواضيع الماضي والانتباه الى مشاكل الحاضر المهمة . فاقول الى كل الاخوة القراء . ان موضوع الفتوحات لم يعد موضوعا يطرق من اجل الترف او من اجل التسلية بقصص التاريخ واحداثه ووقائعه .بل هو موضوع غاية في الاهمية والخطورة . لانه يتصل اتصال مباشر بهويات وثقافات البلدان والمجتمعات التي مازالت تعاني من شقاء وشعور مرير بازدواجية في الانتماء بين تاريخها وحضارتها التي سبقت الاسلام وبين الهوية والثقافة التي اكتسبتها بعد دخول الاسلام اليها .وفي هذا الصدد يجدر بي ان اذكر كلمة للرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة قالها مرة في احدى خطبه وهي كلمة اعتقد انها تختصر بشكل وافي كل معانات وازدواجية شعوب ومجتمعات المنطقة .وتشير الى مدى الازدوجية وعدم الاستقرار والثبات والضياع الذي تعانيه هذه المجتمعات التي لم تتحول بشكل كامل الى مجتمعات عربية بما تعنيه هذه المفردة من معاني ودلالات او التي لم تترسخ لديها الثقافة والهوية العربية والاسلامية بصيغتها الجزرية المحددة والمعروفة . كما لم تحافظ على هويتها الوطنية من جانب اخر
قال الرئيس الجزائري وكان منفعلا جدا اثناء حديثه . من نحن ؟ لا بقينا بربر ولا نحن عرب ولم نتحول الى فرنسيين فمن نحن اذن ؟ .وفي مصر التي تعد من اكبر البلدان العربية يثار اليوم جدل محتدم حول نتائج الفتح العربي . ويدور الخلاف حول ما قام به عمر بن العاص . وهل يعد فتحا ام غزوا . وفي اعقاب سقوط السلطة القومية في العراق اعيد النظر بكل ما ارسته تلك السلطة وما قامت به من تشويه ممنهج للتاريخ العراقي . وقد تم ذلك على يد النخبة من المثقفين والمفكرين العراقيين وليس على المستوى الرسمي للدولة . فمازلت المناهج الدراسية تخضع لهيمنة المنهج القومي الاسلامي السابق ولم يتغير او يجد فيه اي جديد . وربما لا اتجاوز الحقيقة اذا قلت ان العراق من اكثر البلدان التي عانت وما زالت تعاني من اثار فتوحات سعد بن ابي وقاص . فمشكلة العراق انه لم يتقبل . الدين الاسلامي بصيغته الصحراوية التي جاء بها من نجد والحجاز . وما التشيع الذي نشا في العراق الا الصيغة او التحويرات العراقية للدين الاسلامي . وقد عانى العراق من جراء هذا التعديل المصاعب والويلات ودفع اثمانا باهضة سواء في الماضي او الحاضر .ويكفي ان اشير الى مثال واحد للتدليل على مدى فاعلية هذه الاحداث التاريخية التي لا تعجيب البعض اويعتقد انها اصبحت من اسمال الماضي . فقد كانت السطة القومية في العراق تعتنق المذهب السني كمذهب رسمي للدولة رغم عدم اعترافها بهذه الحقيقة . وكانت تهجر العراقيين من ذوي الاصول الشيعية حتى لو كانوا من سكنة العراق منذ مئات السنين بدعوى انهم ايرانيين . لكنها من جانب اخر كانت تمنح العربي القادم الى العراق الجنسية العراقية حال وصوله الى مطار بغداد



#سرحان_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ثمة ضرورة للقائد الضرورة
- غزوات ام فتوحات مرة اخرى
- رد على مقال الكاتب حسن مدبولي حرق القران الكريم .وحرق الانجي ...
- فتوحات ام غزوات
- قصة قصيرة الشاعر
- اياد علاوي هل سيكون فؤاد الركابي الثاني


المزيد.....




- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...
- الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سرحان الركابي - فتوحات ام غزوات 3