أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشاد الشلاه - الأزمة العراقية في المزاد العلني














المزيد.....

الأزمة العراقية في المزاد العلني


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 3156 - 2010 / 10 / 16 - 14:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يوشك الشهر السابع على الانقضاء، منذ إجراء الانتخابات النيابية في شهر آذار الماضي، ولا تزال الكتل الفائزة فيها، منهمكة في تنافس محتدم بينها وداخل أطرافها على الظفر برأس الحكومة والحكم، دون بارقة أمل بالتوصل إلى اتفاق يرضي نهمها المشترك على الثروات والسلطة و حسم الصراع حول شكل ومضمون الدولة العراقية المنشودة. لقد شهدت الساحة السياسية خلال فترة التحضير للانتخابات وبعد إجرائها، سيلا هادرا من التصريحات والوعود تحت مصطلحات بهت مدلولها، وتراوحت ما بين قرب الاتفاق والإعلان عنه ثم الافتراق، وإعلان الائتلاف ثم الاختلاف، مع دعوات بالتعجيل ثم التأجيل، وأخرى بالحرص على تعزيز العملية السياسية و لكن عمليا السعي لتعطيلها بل و الإسهام في تخريبها. كل ذلك يترافق بالدعوة إلى ضرورة التمسك بالدستور واحترامه وتطبيق بنوده، ولكن الفائزين أبعد ما يكونوا عن هذا الحرص بل، أمعنوا بنقيضه وتعطيل بنوده وبإصرار، مستغلين غياب مساءلتهم عن هذا الخرق الفاضح.

ويظل التساؤل مشروعا عن من يحاسب مجلس النواب عن عدم شرعية جلسته المفتوحة إلى أجل غير مسمى، وعن إطالة فترة الفراغ السياسي والدستوري، ومن يقاضي أعضاء مجلس رئاسة الجمهورية عن التفرج على الأزمة وتداعياتها، ومن يسائل المحكمة الدستورية التي صادقت على نتائج انتخابات طعنت هي بقانون إجرائها وبالتالي شرعيتها و نتائجها ؟. ومع كل ذلك من يحاسب قادة الكتل الفائزة على تفريطهم بالسيادة الوطنية بعرض الشأن العراقي الداخلي في المزاد العلني لدى العواصم الإقليمية والدولية عبر وسطاء و زيارات مستورة ومعلنة، علهم يظفرون برضاها ومباركتها ثم الاستقواء بها على بقية غرمائهم العراقيين؟.

كم هو مدعاة للرثاء، التباهي وأحيانا دون مناسبة، بأنهم حريصون على السيادة الوطنية واستقلال القرار العراقي، و ها هي القضية الوطنية قضية تشكيل الحكومة ومنذ أشهر على طاولات بحث وقرار غير العراقيين الذين لا يكنون الحرص عليه. وكأن قادة الكتل الكبيرة لا يعتبرون بعبرة من استجار من الرمضاء بالنار.

أن خيبة أمل الناخب العراقي بمن صوت لهم وأوصلهم إلى قبة البرلمان مريرة، بعد أن تأكد له أن مفردات البرامج الانتخابية التي وُعد بها ما هي إلا محض سراب، برامج رسمت واقعا ومستقبلا للعراق يضاهي حكايات ألف ليلة وليلة بخواتيمها الحالمة في العيش بثبات ونبات.

كما أن مرارة هذا المواطن تزداد بتيقنه، وبعد فترة الأشهر السبعة الماضية من التسويف، من أن أي تشكيل حكومي أو رئاسي قادم وتحت أي صفقة محاصصة وتوزيع للمناصب ومغانمها، سوف لا يؤسس لانبثاق حكومة قادرة على تحقيق الأمن المطلوب وتوفير الخدمات الضرورية وتأمين فرص العمل للملايين العاطلين من أبنائه وتخليص البلد من تبعات احتلاله، بل ستكون حكومة لتنفيذ برامج وأجندات أطرافها وكتلها وامتداداتها الخارجية، وليس لتنفيذ إرادة ومتطلبات تحقيق برنامجها الوطني المؤمل.

أن مواصفات التصدي لتولي المسئوليات الجسام في قيادة البلد المضطرب والمفتوح على احتمالات الاحتراب والتفتت، لم تتوفر وللأسف لدى قادة الكتل الفائزة، ولذلك عليهم، و للحيلولة دون انفلات زمام الأمور وفسح المجال أمام "حلول" عدة مطروحة وكلها مسيء لهذه التجربة العتيدة، وتشكل انقلابا أو تراجعا عنها، عليهم التحلي بالشجاعة والاعتراف بالفشل وإعادة المسئولية إلى الشعب الذي تورط بهم عبر إجراء انتخابات مبكرة. ولعل هذا الإجراء، يغفر لهم بعضا من تبعات مسؤوليتهم في تعطيل عمل مجلس النواب والحكومة وخرقهم للدستور وليس للقوانين المتفرعة عنه فحسب، وهذه ليست سابقة بل إجراءًا أو علاجًا بالـْكَيْ بات ضروريا، يتحمل مسؤولية اللجوء إليه من كرس الواقع الطائفي والإثني و شرع لقانون انتخابات وآليات تطبيقه تتنافى مع أسس الطموح لبناء البلد وفق تجربة ديمقراطية سليمة، بل و جنى غلة زرعه المر.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -العراق بعد إنهاء القوات الأمريكية العمليات القتالية-
- أزمة الحكم العراقية: تنصل من الوعود الانتخابية
- أحلام وأماني العصافير و واقع الشواهين
- نتائج انتخابات مجلس النواب وعسل الدبابير
- صراعات إقليمية ودولية أدواتها كتل سياسية عراقية
- عندما تكون المواطنة ضربا من الترف السياسي
- قانون الانتخابات المعدل غير عادل
- قضية كركوك ومصالح النواب الشخصية
- انتخاب مجلس النواب.. التمويل ببلايين الدولارات و كيانات بالم ...
- من المسؤول عن الضحايا العراقيين؟
- هرج ومرج السياسيين العراقيين
- العراق ونخوة جيرانه العرب والمسلمين
- انسحاب القوات الأمريكية اختبار أيضا لقوى العملية السياسية
- المنطق والمعقول في العلاقات الكويتية العراقية
- تشكيلات سياسية جديدة استباقا للانتخابات البرلمانية القادمة
- عودة حمامات الدم في المدن العراقية
- أجساد العراقيين أهداف سهلة لانتقام الإرهابيين
- استفحال الصراع الطائفي على السلطة يهدد من جديد سير العملية ا ...
- كفى للمحاصصة الطائفية... نعم للمحاصصة الطائفية
- المنافسة الانتخابية بين الكفاءة والنزاهة و الترغيب والتهديد


المزيد.....




- RT ترصد التوغل الإسرائيلي في القنيطرة
- بوتين: نسعى للريادة في الذكاء الاصطناعي
- فرنسا تسحب مقاتلتين ميراج من تشاد إيذانًا بانسحابها العسكري ...
- منظمة ألمانية تنتقد تمويل أوروبا لتونس وليبيا لإدارة الهجرة ...
- الجيش الروسي في سيفاستوبول يسقط 5 مسيرات أوكرانية ويصد اثنتي ...
- هل هناك تواصل مباشر بين طهران وإدارة العمليات العسكرية في سو ...
- وكالة الطيران الروسية تمدد القيود على الرحلات إلى إسرائيل
- أوربان: زيلينسكي يرفض مقترحا قدمته هنغاريا بإعلان هدنة مع رو ...
- الحرس الثوري الإيراني: طورنا مع وزارة الدفاع طائرة مسيّرة -ف ...
- مسيّرات غامضة على الساحل الأمريكي وعضو في الكونغرس يقول: على ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشاد الشلاه - الأزمة العراقية في المزاد العلني