|
خداع الإخوان!
شريف حافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3156 - 2010 / 10 / 16 - 02:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
- يقرأون النقد جيداً، ولكنهم لا يقبلونه، ويعلقون على غير ما يُكتب: إنه الإيحاء، بأنهم لا يتأثرون! - يتوجعون من الحقيقة، ولكنهم يزورونها، وينادون بالديمقراطية، رغم عدم إيمانهم بها: إنهم الوجه الآخر للنظام! - يوهمون الناس بأن من يهاجمهم فقط من الحزب الحاكم، رغم أن كل قارئ حق، يعرف أنهم أفاقين، إنهم الإخوان! يُدرك المُتابع لسلوكيات جماعة الإخوان المسلمين، أنهم فى تراجع، ولكنهم فى الوقت نفسه، وحتى يقنعوا الناس بالعكس، يستخدمون سلاح، أعتقد أنه يؤثر بالفعل، على من لا يقرأ ولا يُتابع. إنه سلاح "الإيحاء". فهم يريدون بث الإيحاء، بأنهم فى أوج نجاحاتهم، وأنهم يُمثلون الإسلام بحق، بينما هم ذاتهم ومن جراء تصرفاتهم التى ينقلها لنا الإعلام، الذى يعشقونه، فى تخبط واضح! فمثلاً، هم يخططون للانسحاب من الانتخابات البرلمانية الحالية، فى اللحظة الأخيرة، لأنهم يعتقدون أنهم بذلك سيحرجون "شرعية" النظام، ولكنهم يوحون للناس، بأنهم يشتركوا بمنتهى القوة!. يقولون للناس أن مسلسل الجماعة أفادهم، بينما فى الوقت نفسه رفع السيد سيف الإسلام حسن البنا قضية ضد السيد وحيد حامد، لأن المسلسل أوجعهم وبشدة، ولكنه الإيحاء، الذى يريدون أن يوهموا الناس به، وكأنهم لا يتأثرون، ولكنهم يُدحرون! ويتصور السُذج أنهم بحق سعدوا بالمسلسل، بينما لم أقابل شخص من عامة الناس، حتى اليوم، منذ عرض المسلسل، إلا وشجبهم، إلى درجة تأكيده، أنه يفضل حكم أعتى الشموليين، على حُكم هؤلاء!
يوهمون الناس بحبهم ودعوتهم للديمقراطية، ولكن تلك ليست حقيقة، يبثونه للناس ليرسموا أنفسهم كالبديل للنظام المصرى الحالى، ولكنهم سيكونون أسوأ منه بمراحل، وبينما بدأ النظام المصرى، يُراجع الكثير من تصرفاته ويعترف بأخطاء جمة وهو ما يُمثل بداية العلاج، كما ذكر الدكتور أسامة الغزالى حرب على سبيل المثال، فإنهم، ليسو على استعداد أن يعترفوا بأخطائهم، ويتلاعبون بكل شئ، وكأنهم اليهود الذين تجرعوا مذابح النازى.. فيلعبون دور الضحية على الجميع!! وتلك الطريقة بالذات هى طريقة "مكيافيلية" تبرز الاستغلال الذى يعشقون انتهاجه دوماً!!
والغريب، أنهم ينتقدون اليهود بينما يفعلون مثلهم تماماً، وكأنهم لم يقرأوا الكثير من آى القرآن فيمن يعرف الحق ولكن يعمل الباطل ومن يأمر الناس بالبر وينسى نفسه، وبالتالى، تصبح الرسالة الفعلية، غير تلك القولية، المُنبعثة منهم، لأنهم خلطوا الحيلة بالدين!
يقولون أنهم يقفوا ضد النظام، وبجانب فقراء الوطن، بينما اتضح وبالدليل القاطع، أنهم يعتدون على أموال هؤلاء الفقراء، وعلى جانب من صحتهم، بظهورهم متهمين فى قضية العلاج على نفقة الدولة!! فأى إيحاء أكبر من هذا؟! ولكنه الشعار المزيف، الذى لا يمثلونه! كيف يمثلون الإسلام، بينما يعتدون على حق الفقراء؟ كيف يمثلون الإسلام بينما يقولون ما لا يفعلون؟ إن من يدافع عنهم، ويقول أنهم مضطرون، إلى الاعتداء على الناس، باسم الدين، لقهرهم، إنما هم عُملاء الشيطان، لأن الدين براء من هذا الحديث! إن الدين سلام وإحساس بالطمأنينة، وبالتالى، كان أوجب عليهم أن يعلنوا شعار حالهم الحقيقى: "الاستغلال هو الحل"، فهو ما يُعبر عنهم حقاً!! وأما أموالهم، فهى آتية من المصادر الخارجية الوهابية، ممن يريدون الاعتداء على ثقافة مصر، وهذا اعتراف جاء على لسان أحد المنشقين عنهم، هو د.عبدالستار المليجى، وليس من بنات تحليلنا، يوحون أنها أموال طاهرة ونظيفة ويتهمون غيرهم بتلك التهم وكأنهم الحمل الوديع! إنهم يدعون الفضيلة، بينما ألفاظهم ومن تعليقاتهم، تدل على العكس، وهم بذلك يمدونا بالدليل، على نفاقهم، وعدم صدقهم فيما يدعون من دفاع عن الفضيلة والأخلاق!
لقد كذبوا علينا سنوات وسنوات قائلين إنهم ليس لديهم علاقة مع الغرب، لنُفاجأ من اعترافات الدكتور عصام العريان شخصياً، بأن علاقتهم بأمريكا منذ الخمسينات، وهم فى حوار معها، حتى اللحظة، ثم يُفرج عن الوثائق من المخابرات البريطانية، لنُدرك أن علاقة مُرشدهم الأول مؤسسة مع بريطانيا منذ سنوات الاحتلال! وعند إعلانهم فكرة الحزب السياسى منذ سنتين، قالوا أنهم على استعداد للتعامل مع إسرائيل، قبل أن يتراجعوا كعادتهم، فى لعبة سياسة "جس النبض"!!
وأتمنى لو يتصور القارئ هؤلاء يحكمون مصر (لقدر الله)، وكل وقت، هم فى شأن، ليخلقوا فوضى مُضاعفة فوق الفوضى التى نحياها اليوم فى تلك المرحلة الانتقالية، وليستنتج الناس ماذا عسى أن يكون مصير مصر، فى ظل حُكم هؤلاء، إلا الدمار والخراب واستفزاز الغرب لمحاربتنا على أرضنا وسفك دماء الأبرياء؟
إنهم يستخدمون الإيحاء شكلاً، بينما باطنهم غير ما يعلنون! إنهم غير ما يبدون! إنهم منافقون، والحمد لله، لا يمثلون الإسلام، ولكن يمثله كل من يعبد الله ويتقيه، بعيداً عن التلاعب بنصوص الدين وقول ما لا يفعل! فلا تصدقوهم، لأن الوثائق كثيرة وسيظهر قريباً منها المزيد، مما سيفضحهم أكثر فيما فعلوا ولا يزالون يفعلون!
وإنا لنعشق مصر التى يكرهون.
#شريف_حافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مرشد الجماعة وماؤه الطهور فى الانتخابات
-
كاتب الجماعة: هل أصبح عضواً في الجماعة؟!
-
بين صوفى شول وتراودل يونجه: رسالة وعى للشباب
-
صانعو التطرف
-
الخوف من العقل
-
الجهل المقدس
-
زمن المُتعنونين!
-
نصر حامد أبوزيد.. قلب ما يخافشى
-
فلتؤمنوا بثقافة المربع!
-
دولة -الطلاق- الدينية
-
هل أصبح الشر هو الطريق الوحيد للخير؟
-
الإسلاميون بين هوية القاتل والمقتول
-
عزازيل وسعى المحتار فى ليل الأسرار
-
متى تبلغ الدول العربية سلام وستفاليا؟
-
العلمانية ليست ضد الدين
-
كيف تدافع عن الإسلام؟
-
لماذا تجديد الخطاب الدينى؟
-
بين دولة طالبان وحماس والإخوان المسلمين
-
العرب بين ثقافة الديمقراطية وثقافة الواحد (2)
-
العرب بين ثقافة الديمقراطية وثقافة الواحد
المزيد.....
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|