علي جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 3154 - 2010 / 10 / 14 - 12:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
القى الرئيس المصري الراحل انور السادات خطاباً قبل حرب اكتوبر بمدة قصيرة ، حاول خلاله ان يتلاعب في القيادة العسكرية الاسرائيلية ، قال وهو يوجه كلمته للشعب المصري ان الجيش غير قادر على خوض معركة في الوقت الراهن بسبب "الضباب السياسي".
المصريون لم يفهم حينها بان الرئيس كان ينوي تخدير الحكومة الاسرائيلية من اجل توجيه الضربة القاضية، هذا الخطاب اثار حفيظت الشعب المصري واخذوا يؤلفون النكة الساخرة من كلمة "الضباب السياسي" احد هذه النكة تقول " اوقف رجل عربته وحماره وسط الكبوري وقطع الطريق على السيارات، جاء ضابط المرور وقال للرجل لماذا توقفت ، فاجابه بسبب الضباب ، قال الشرطي اين الضباب؟ قال الرجل اسأل الحمار" هكذا تعامل الشعب المصري مع حكومته بسبب الاحباط الذي كان يشعر به من عدم خوض المعركة الحاسمة ووضع حد للذي يجري على الساحة المصرية.
اليوم في العراق هناك صورة مشابه لهذا الاحباط بعد مرور سبعة اشهر على اجراء الانتخابات والحكومة لم تتشكل ،والسياسيون العراقيون ما زالوا يخدرون الشعب العراقي بتصرياحات وعبارات سياسية لا تمت للواقع بصلة.. اليوم اقرأ في الصحف تصريح لعضوين احدهما في القائمة العراقية والاخر في المجلس الاعلى الاسلامي ، يقول العضوان "ان الحوارات بين كتلتيهما نضجت كثيراً الا ان الجبهة التي يمكن ان تتشكل من هذه الحوارات لم تولد بعد ولكنها موجودة كمشروع متقدم"
عندما قرأت هذا التصريح سرعان ما تذكرت كلمة"الضباب السياسي"الذي تحدث عنها انور السادات ،لانها تشبه كثيراً تصريحات السياسيين العراقيين ، فاذا كان حوارتهم استغرقت سبعة اشهر حتى "نضجت" الان ، فان تشكيل جبهة او التصويت على الحكومة يحتاج الى سبعة سنوات اخرى، وهو امر مضحك مبكي في بلد عانى طويلاً حتى تخلص من الدكتاتورية.
السادات كان يهدف من خطابه تضليل القيادة الاسرائيلية وكسب الوقت حتى يحققه هدفه اما سياسينا فانهم يهدفون الى تاخير الوقت وتعطيل مشروع الحكومة ، وهو ما يمكن ان نسميه بالغباء السياسي.
الفرصة الان كبيرة للتخلص من الديمقراطية التوافقية والمحاصصة الطائفية من خلال تشكيل حكومة اغلبية سياسية مع وجود معارضة قوية في البرلمان وهو امر مطلوب ، لان من يتحدث عن حقوق الشعب ومصالح المواطنين يستطيع ان يحققها داخل البرلمان اكثر من وجوده في الحكومة الا اذا كان هذا الحديث كالسراب يحسبه الضمأن ماء.
#علي_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟