أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - على عجيل منهل - الطبقة الوسطى فى العراق- رغم عجز الحكومة- ونقص الخدمات- والاستثمار المغامر- فالحاجة ماسة لوجودها















المزيد.....


الطبقة الوسطى فى العراق- رغم عجز الحكومة- ونقص الخدمات- والاستثمار المغامر- فالحاجة ماسة لوجودها


على عجيل منهل

الحوار المتمدن-العدد: 3153 - 2010 / 10 / 13 - 23:44
المحور: المجتمع المدني
    


أن على العراق العمل بجد على إعادة طبقته الوسطى للمساعدة في تثبيت الاستقرار بعد الانسحاب الأمريكي من المدن العراقية،- أن الحكومة العراقية تضع العربة قبل الحصان، من خلال جعل العودة عنصرا في إستراتيجيتها الأمنية بدلا عن أن تكون نتيجة لها.- وحاجة العراق لإعادة بناء طبقته الوسطى - يقود البلاد الى-السلام والاستقرار في العراق -والحاجة الضرورية لوجودها و-استمرار كارثة هجرة الطبقة المتوسطة العراقية ربما يكون عائقا مركزيا أمام سلام دائم في ظل غياب علامات على معالجة الموضوع أن -الحقيقة الصارخة وغير المعترف بها هي أن كارثة اللاجئين جعلت من أمر إعادة إعمار العراق شيئا محالا بأي ثمن من الأثمان إذ ببساطة ليس هناك ما يكفي من المهنيين في العراق يتوافرون على المهارات التقنية والرغبة اللازمتين لإعادة بناء وطنهم". و أن "40% من الطبقة المتوسطة العراقية يسكنون الآن شققا مستأجرة في الأردن وسوريا"، مبينا أن هؤلاء اللاجئين "يعيشون من مدخراتهم التي تتناقص ومن مساعدات يتلقونها من أقارب وأصدقاء وجمعيات خيرية وأعمال غير معلنة".-، وان شهاداتهم المهنية معطلة، ولا يستطيعون العمل قانونيا"،و أن "هناك أطباء، ومحامين، ومهندسين، نزلوا إلى الشوارع يعملون في البيع، والعمل بالأجر اليومي بل وحتى للبغاء"..
اسهمت تقنيات البناء الحديثة والرخيصة، لاسيما تلك الالواح الملونة البراقة المستوردة من الصين، بأعادة تجديد واجهات وجوانب المئات من العمارات القديمة في احياء مختلفة من بغداد، لكنها اكثر تركيزاً في شارع فلسطين والكرادة وشارع عبد المحسن الكاظمي الممتد بين العطيفية والكاظمية والشارع الرئيسي في حي البنوك.
وفي شارعي- السعدون وابو نواس- يمكن ملاحظة حركة- تجديد واسعة لواجهات المطاعم والعمارات في هذين الشارعين، لاسيما وان المكاتب التي تقوم بنصب وتجهيز الالواح الصينية البراقة، المادة الاساسية في عملية التجديد تنتشر في الفروع القريبة من سينما سميراميس.
ان رخص اسعار مواد التغليف وجماليتها دفعت الكثير من اصحاب العمارات وقبلهم اصحاب المطاعم ومحلات الازياء الى استخدامها لعمل الواجهات، حتى غدت الموضة الشائعة الان في بغداد وشوارعها.
ان اللون الاحمر- هو الشائع - بالاضافة الى الازرق- واللون الذهبي المطفي، و ان هذه المواد الصناعية تكسب العمارات جمالا اخاذاً، بالوانها الرائعة التي يعتقد البعض انها من الرخام الفاخر، تشيع نوع من البهجة، في شوارع تمتلئ بالجدران الكونكريتية.- ان قيام قيادة عمليات بغداد برفع الحواجز من بعض الشوارع، اسهم في زيادة الطلب على المواد و ان مهندسين مختصين وعمالاً مدربين يقومون باعمال التركيب.
ويشاهد فى - شواع بغداد - المتاجر والمعارض والمطاعم الحديثة التي تغزو بغداد، حيث الرخام اللماع، يتغير مزاج الزبائن ما ان يدخلوا الابواب تاركين القذارة خلفهم. وفي داخل هذه المحلات تنخفض درجات الحرارة بسرعة مقارنة بالخارج، حتى ليظن الزبون حين يرى نمط المحل انه في بيروت.
وعلى الرغم من الحالة المضطربة في بغداد، فان الأعمال التجارية الجديدة بدأت بالانتشار، او الازدهار، وحتى مع الانحدار النسبي في الامن فان-- القطاع الخاص الثري بدأ بالتطور مقدِما مبادرات جريئة.
و في --مركز العائلة" للتسوق-- ان انشاءه استغرق سبعة شهور-- و"انفق الكثير من المال، ومالكوه اضطروا لبيع مصادرهم التجارية السابقة". وتم افتتاح المجمع الجديد بداية هذه السنة. وعلى خلاف محلات الوجبات السريعة المعتادة، فان هذا المحل عبارة عن سوق مركزي متعدد الطوابق وفي طابقه الارضي مبيعات للطعام الطازج والمعلبات. وهو يشبه اي سوبر ماركت في العالم ماعدا تواجد الحراس الامنيين بكثرة.
وهذا النمط من المحال والمراكز التجارية مرحب به في بغداد، فالمتاجر المتعددة الفروع والاعمال التجارية المرتبطة بالغرب اختفت تدريجيا من العراق بعد وصول حزب البعثَ الى السلطة - في 1968.
يقول فريد سعدون صالح الموظف في مركز العائلة "بسبب حالة الأمن، يتوجب علينا ان نعمل مثل اللصوص؛ فنحن نقوم مباشرة قبل الغسق أَو مباشرة بعد الفجر بنقل بضاعتنا بعجالة إلى المخزن على شكل دفعات، في سيارات الصالون".
ويقول "نحن لا نستطيع الاعتماد على المجهزين البعيدين. ونشتري من الباعة القريبين". ويضيف ان العمل جيد، لكن الموظفين يبتعدون عن الاضواء لأن خوفهم هو "ان يتم اختطافهم" فتلك هي حياة من يمتلك مالا في العراق.
وهناك صالة عرض اخرى متعددة الطوابق، تغص بأثاث البيت والمكاتب، واسمها السلام تم افتتاحها قبل سنة. ويقول مالكها سلام جبار مهدي "العمل مُبهج". لكنه يعزو سبب حظه السعيد الى عامل نفسي اذ يقول "ان الناس يشترون من اليأس لكي يقنعوا انفسهم ان الحياة طبيعية".
ولمدة 35 سنة ظل مهدي يدير اعمال النجارة واللحيم بنجاح. وفي الثمانينات كان يعمل ليل نهار لإنهاء أجنحة الشركات الأوروبية المشاركة في معرض بغداد الدولي. وينتقد النظام السابق لاهماله قطاعَ الصناعة. ويقول "لقد قتلوا القطاع الصناعي".
ولاظهار احساسه بالمرارة فقد عرض خزانة خشبية انيقة من صنعه، وقال "انظروا كم هي قوية عند مقارنتها بمثيلتها الصينية. ولكن بسبب انخفاض اسعار المنتجات الصينية فلا يمكنني المنافسة".
السلع الصينية هي سبب صغير للقلق عند مهدي الذي يقول "ان الصيانة ومرشحات التصفية والبنزين ووقود المولدات كلها تبتلع كمية كبيرة من الربح".
وعلاقات العمل في العراق ليس لها ما يشابهها في اي مكان آخر. فنموذجيا، عندما يتأخر العامل عن الحضور الى مقر عمله في اي مكان آخر في العالم فانه، رجلا كان أو امرأة، يتوقع تنبيهه بملاحظة تأديبية من رئيسه في العمل. لكن الحال في بغداد، التي لا تتمتع بالامان، تختلف. فالانفجارات قد تغير صفو الحياة في اية لحظة. ويقول مهدي "ان ضغط دمي يرتفع كثيرا عندما لا يحضر احد عمالي"، في اشارة الى قلقه من ان يقتل او يصاب هذا العامل في اي من هذه الانفجارات اليومية.
اما مركز الحاجيات البيتية (Ikea) الواقع في الكرادة فهو مؤسسة عملاقة تعرض انماط الاثاث واللوازم التكميلية على الطراز الاسكندنافي في مختلف ارجاء العالم، ولها فروع في العالم العربي منها في الامارات والكويت. والمعرض الصغير الذي كان يعرض الاجهزة واللوازم المنزلية، ويشغل الطابق الارضي قد توسع وازدهر ليصبح صالة عرض في ثلاثة طوابق.
ويقول علاء غناوي الشريك والمدير "لقد افتتحنا عملنا في قمة الازمة عام 2007، وكان الشارع مهجورا وقتها، كان تحديا، لكن بمنة الله صنعناه". والسيد غناوي، مثله مثل اي تاجر فان الاولوية بالنسبة اليه هي ارضاء أذواق الزبائن المتنوعة وتجهيزهم بما يكافئ اموالهم.ويقول "سابقا كنا نستورد من تركيا والصين، لكن في هذه الايام فان اسبانيا هي موردنا الرئيسي. ونحن نعمل على ترميم البناية وتعبيد الطريق ومكان وقوف للسيارات".
والمح الى أنهم قَد يبلطون حتى الطريق المؤدي للمخزن على نفقتهم الخاصة. ويقول "اذا تركنا الامر للجهات الرسمية فلن يُنجز اي شيء".
وفوق كل هذا يتوجب عليهم ان يدفعوا مئتي دولار يوميا الى الذين يزودونهم بالبنزين والكهرباء بعد اخفاق الحكومة في توفيرها. ويعزو السيد غناوي التحديث في محال بغداد الى حقيقة ان العراقيين بات بمقدورهم السفر الى الخارج بسهولة كبيرة قياسا بايام صدام. ويقول "انه من الطبيعي ان يتأثر الناس بما يشاهدونه في الخارج".
والادراك الاكبر لما يحدث في امكنة العالم الاخرى يجري من خلال القنوات الفضائية والاتصالات والانترنت. ويقول فراس زميل غناوي في العمل "ان الناس يتساءلون لماذا لايكون عندنا مراكز تسوق وفروع للمطاعم العالمية من بين امور اخرى".
وبغداد سوق خام، ونتيجة لذلك فان اي بارقة للتطور سيكون مرحبا بها، ويُقدر القائمون بها. ويتذكر فريد سعدون صالح مبتسما بقوله "عندما فتحنا في اول مرة، كان ابني يدفع عربة التسوق ويقول لي: ابي ان الحياة مثل الافلام السنمائية ..
والسؤال المطروح- لماذا لا تعود الطبقة المتوسطة العراقية إلى بلادها ؟، - إلى جانب بقاء الوضع الأمني خطرا- فان العديد منهم-- لا يملكون بيوتا- يعودون إليها إذ أن سنوات التطهير العرقي حولت الأحياء العراقية، التي كانت مختلطة في السابق، إلى أحياء متجانسة واكتشف الملايين من العراقيين المهجّرين أن واضعي اليد، والعديد منهم مهجر أيضا، يحتلون بيوتهم لذا فان- نزاعات الملكية -غير المحلولة أحد أكبر الأسباب التي لا تجعل العراقيين المهجّرين يعودون إلى ديارهم-- حتى الآن لم تبد الحكومة العراقية أية إرادة للفصل في هذه النزاعات، والحل،- لا يزال بعيدا عن الوضوح، لكن الخطوة الأولى باتجاه حل أي مشكل هو فهم أبعاده، بل وفهم أن المشكلة موجودة. وهى - أزمة الطبقة المتوسطة العراقية - ما العمل ؟



#على_عجيل_منهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحصاء السكانى فى العراق- تأجل- ولصالح الوحدة العراقية-اريد ...
- شدة-ورد- شعبنا العراقى- مشاكل- و-هموم
- الحزب الشيوعى العراقى- و- التيار الديمقراطى-- يحرك المياه ال ...
- الاقاليم الفدرالية- فى العراق - اقليم غرب العراق الفدرالى - ...
- المرأة الشرقية العربية واليهودية بين الدين والسياسة
- بين - مطالب- القائمة الكردية- ومطالب- القائمة العراقية - عاش ...
- الاسلام والمسلمين - جزء من المجتمع الالمانى-- المعاصر و- الح ...
- الاستثمار فى العراق- بين- الواقع - والطموح- القسم الثانى
- الاستثمار فى العراق الجديد- الفرص -والامكانات --والصعوبات
- مد خط انبوب الغاز الايرانى -عبر العراق -الانبار- الى سوريا - ...
- الحكم الشيوعى فى كوريا الديمقراطية-- بالوراثة- كيف ولماذا - ...
- اثار العراق ترقد فى مخازن مجلس رئيس الوزراء- واختفاء -اكثر م ...
- الحراك الجنوبى _ و_ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية - متى ...
- البطالة في العراق وموازنة عام 2011 حوالي 86.4 مليار دولار
- من حركة التغير- فى كردستان العراق +حزب الشيوعى العراقى- وفى ...
- من - اسلحة كواتم الصوت -الى- منع بيع الخمور فى البصرة
- الاسلام --و--حاجته الى ثورة جنسية
- من أجراء التعداد السكاني في العراق – بأعتباره ضرورة وطنية - ...
- مشروع --حظر النقاب- فى ايطاليا- وميركل- المستشارة الالمانية ...
- من -اباحة- او- تحريم- غناء المرأة- الى -العظامة فى العراق- و ...


المزيد.....




- مسئول أمريكي سابق: 100 ألف شخص تعرضوا للإخفاء والتعذيب حتى ا ...
- تواصل عمليات الإغاثة في مايوت التي دمرها الإعصار -شيدو- وماك ...
- تسنيم: اعتقال ايرانيين اثنين في اميركا وايطاليا بتهمة نقل تق ...
- زاخاروفا: رد فعل الأمم المتحدة على مقتل كيريلوف دليل على الف ...
- بالأرقام.. حجم خسارة ألمانيا حال إعادة اللاجئين السوريين لبل ...
- الدفاع الأمريكية تعلن إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانا ...
- دراسة: الاقتصاد الألماني يواجه آثارا سلبية بإعادة اللاجئين ا ...
- الأمن الروسي يعلن اعتقال منفذ عملية اغتيال كيريلوف
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد تضر باقتصاد ألمانيا
- إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - على عجيل منهل - الطبقة الوسطى فى العراق- رغم عجز الحكومة- ونقص الخدمات- والاستثمار المغامر- فالحاجة ماسة لوجودها