أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى حقي - الحكم بالخلود المؤبد .؟..














المزيد.....

الحكم بالخلود المؤبد .؟..


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 3152 - 2010 / 10 / 12 - 14:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


حكمت المحكمة الإلهية العليا على الحاج عبد الله العبدلله بالخلود المؤبد في جنة الخلد ، وهتف الحاج والحاضرون الجلسة تحيا العدالة ، وردد بينه وبين نفسه : لقد أتت أكلها ، ما خطط له في الحياة الدنيا الفانية قد نجح وبامتياز ، كان تاجراً ماهراً وماكراً واستطاع خلط التجارة بالدين ليصل إلى مبتغاه ، وكان يستغل المناسبات وبالأخص الدينية منها كشهر رمضان مثلاً ، فكان يكدس مواد غذائية رئيسية في مستودعاته مثل البطاطا والبندورة قبل الشهر الفضيل بأشهر وبأسعار متدنية وفي بدء شهر الصوم يرفع السعر إلى أضعافه فيضطر وبالأخص الفقراء منهم إلى دفع السعر الجديد لدفع الجوع عن عائلته وبالأخص أن المادتين المذكورتين تشكلان مادة غذائية رئيسية في رمضان وقبله وبعده لهذه الطبقة المنتوفة ، بينما تُعتبر تلك المادتين البطاطا والبندورة ثانويتين في مائدة الأغنياء وكمقبلات وللزينة ، ومهما غلا ثمنه فلن يضر بميزانيتهم ، وفي نهاية الشهر الديني المقدس يزداد ثراء التاجر الشاطر ، لأن عرفهم يردد ( في التجارة شطارة) والشرع حللها ، بينما الفقراء وهم أغلبية الشعب يئن من وطأة الغلاء الذي أثقله وأرهق ميزانيته وراح يبذل أضعاف طاقته الجسدية كي يؤمن غذاء أسرته ، بينما التاجر الشاطر تنتفخ أوداجه مرحاً وغطرسة وخدمه يدورون حوله بإذلال وهم يرددون : أمور حجي ، نحن خدّامينك ...؟ ويا أرض اشتدي وما حدا قدي ، وفي كل عام يحذف إحدى زوجاته الأربع الحلال والتي عَتِقَت إلى خانة الطلاق ويبدلها بجديدة ، وأيضاً طبقاً لتعاليم الشرع ، ثم يشارك في بناء مسجد من ماله الحلال ، فيرفع الشعب المؤمن من حوله مكبراً : ألله أكبر ، الحجي عمّر جامع ... ويتهافت الجمهور المؤمن إلى تقبيل يده وبانحناءة وتذلل لهذا الإنسان الشريف والشهم والكريم حتى شاع انه ينفق على كامل عائلة شاب أمرد جميل يعمل عنده بتحضير الشاي والقهوة ، وأجره أضعاف أجر أي عامل في مثل مهنته ..!؟ ولما كان الحاج ذكياً حربوقاً ، ولكي يتخلص من ذنوبه الكثيرة ، كان يحج كل عامين أو ثلاث إلى مكة المكرمه ويدور حول الحجر الأسود الذي يساهم في محو ذنوبه كاملة ، ويشاء حظه الطيب أن يموت في حجته الأخيرة ميتة يحسد عليها ’ وفي الديار المقدسة وهو بريء من كل ذنب وكما ولدته أمه ، ولذلك جاء الحكم الإلهي عادلاً بحق الشيخ عبد الله فأول شيء فاجئه في جنته هو العري الكامل ، حيث لا توجد مصانع ثياب فيها ، تحرّج في البدء ولكنه اعتاد على ذلك والمفاجأة الثانية هو ذلك الانتصاب الذكوري المذهل والثاقب ، وأول ما بدأه متجاهلاً زوجاته هو البدء بخرق الحوريات السبعين واحدة تلو الأخرى وأمضى بذلك أكثر من اثني عشر ساعة ، وعندما انتهى من الخرق الأخير فالمنتصب بقي منتصباً ... فاشتهى طعاماً فقدّم إليه خروفاً ناضجاً التهمه بالكامل ولم يترك منه سوى عظامه ، وهنا حدثت المعجزة فتكتلت العظام وبني عليها اللحم بسرعة ، فإذا بالخروف يمشي على أربع ويودع من التهمه وهو يثغو شاكراً .. وبتكرار المشهد الروتيني اكتأب الشيخ والحاج والجناتي عبدالله .. هنا لاوجود لشيء اسمه الطموح والعمل والرزق والارتزاق ، وحبك المؤامرات ولذة المغامرات ، انه خلود كئيب ، ان أكلت أم لم تأكل ، وشربت أم لم تشرب لن تموت برغم انه احتسى كميات من خمر الجنة فلم يسكره أو يشعر بالنشوة ، لاسيارات لا تلفزيونات لامسارح لا سينمات لا انقلابات لا اغتيالات لا سباب ولا شتائم ولا وجود للحزن وحتى للفرح ، فقط انتصاب تاريخي وحوارٍ مرغمات على خرقهن وغلمان مرد يلبون الطلب ،وأن عدد الحواري والغلمان يفوق عدد سكان الجنة بأضعاف ويخشى من وقوع ثورة وإنقلاب في كل شيء...!؟ ونتيجة هذا النمط من حياة الثقب فقط يكتئب ويصرخ الشيخ الحاج الجنّاتي عبد الله محتجاً : بئسها من حياة ، وتقدم من فوره طلباً يرجو فيه إصدار قرار رباني يسمح له باللجوء إلى أمريكا....!؟



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن جرعة رائدة في وصفة العلمانية ...؟
- لاعلمانية بدون إنسان علماني ...؟
- جيوش البرغش ( البق) تهاجم الأمريكان في نيويورك ..!؟
- شريعة الغاب مستمر ، ولا حسد ؟! ...
- شهر الكسل و الخمول والجوع وأشياء أخرى ...؟
- كردستان التضحيات العظام .. دولة أصولية ... صدّق ، أو لا...!؟
- جن مؤمنون متواجدون في الحمامات بين المسلمين ، والمسلمات..؟
- هشام الصالح يدافع عن اللغة العربية والعامية تهاجمها في عقر د ...
- حتى أنت يا بخاري ....؟
- هل كلام الله غير واضح وغير كامل ...؟
- النجار يدين القمني بالاستسلام وهوشنك استحالة عبور المسلم إلى ...
- النقاب أوالحجاب ضمن الحرية الشخصية أم في غيابها..؟
- أللهم لاحسد ...؟
- لا إكراه في الدين ما بين النص والواقع ...؟
- مقرات للرفاهية خمس نجوم وتسمى سجون، صدق أو لا تصدق ..؟
- التخلف العصري مستورداً....؟
- ألعلمانية مساواة في المواطنة واحترام الأديان والقوميات خارج ...
- هل البرقع أوالنقاب زي اختياري أم إلزامي ...؟
- هل النقد الجارح ينفع في إزالة لصقة التوارث الديني المزمنة .. ...
- مهاجرون خارج سرب الحضارة ..؟


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى حقي - الحكم بالخلود المؤبد .؟..