أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - المشهد السياسي في العراق: العودة إلى المربع الأول















المزيد.....

المشهد السياسي في العراق: العودة إلى المربع الأول


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3151 - 2010 / 10 / 11 - 21:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أكثر من سبعة اشهر من الانتخابات التشريعية في العراق، وإعلان نتائجها والتصديق عليها، لم تتشكل حكومة جديدة ولم يجلس البرلمان الجديد ( مجلس النواب) بشكل طبيعي، حيث افتتح جلساته لأداء القسم وتركها مفتوحة دون تطبيق لنظامه وإنكار لدوره في العملية السياسية الجارية. وزار نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن بغداد أكثر من مرة، علنا وسرا، وهو المكلف بالملف العراقي من البيت الأبيض، وكذلك وزيرة الخارجية الأمريكية، لإبداء "النصح" في إتمام الصفقات السياسية تحت الوصاية والنفوذ الأمريكي، والإشراف، كما أعلن رسميا، على عمليات الانسحاب العسكري الأمريكي من المدن العراقية وتطبيق الإستراتيجية الأمريكية الجديدة في شن حروب جديدة في مناطق أخرى.
يعني هذا ان المشهد السياسي في العراق اليوم يقوم على استعصاء سير العملية السياسية الأمريكية في العراق، كما ترغبها، رغم كل الجهود والضغوط المبذولة، واستمرار "الفوضى الخلاقة" في التدهور السياسي، والنهب الاقتصادي والفدرلة الإدارية وإشاعة الفساد والإفساد وبناء قواعد اجتماعية واقتصادية تقوم بمهمات الاحتلال المباشر. وخلال الفترة الجارية يجري التركيز على هذه الصورة للمشهد لإبعاد التفكير بالاحتلال ونفوذه وسير عملياته التي خطط لها ومشاريعه التي سعى إليها، وتحويل الأنظار عنها إلى الصراعات السياسية المفتوحة والتدخلات الإقليمية، لاسيما التي تصب في خدمة الأهداف المنشودة، وإشغالها في صناعة أعداء جدد وتخويفها من تهديدات مصيرية رغم العمل عليها. وهو الدور الذي تتبناه الإدارة الأمريكية ومؤسساتها العسكرية والمدنية والإعلامية المتمركزة في العراق والمنطقة. فأية متابعة لتصريحات المسؤولين الأمريكان حول الأوضاع في العراق والمنطقة تحيل إلى إشغال العراق والمنطقة بإشكاليات بناء السلطة والدولة الجديدة والصراعات حولها والتفرغ الإقليمي لها والعمل على إخفاء جرائم الاحتلال وسياساته التي أوصلت الأوضاع إلى هذه الصورة الكارثية. هذه الصورة بذلت لها جهود وإمكانات كثيرة لتوظيفها واستخدامها. (نقل عن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان ان بلاده صرفت نصف مليار دولار لتشويه سمعة حزب الله والمقاومة في لبنان، وهناك أخبار كثيرة عن مثل هذه الأموال صرفت لزعيم قائمة انتخابية في العراق للترويج لقائمته). وهي في كل الأحوال ورغم كل الإمكانيات تكشف عن فشل الإستراتيجية الأمريكية في مشروعها في العراق والمنطقة وما إعلاناتها وادعاءاتها الانسحاب وإعادة الانتشار والتهرب من المسؤوليات والاعتراف بعدم تحقيق النصر إلا مؤشرات بارزة ودلالات واضحة على ذلك.
حين احتل العراق في 2003 وتكلف بول بريمر في حكمه كمندوب سام وضع باسم حكومته المربع الأول للاحتلال والتدمير للدولة العراقية والمجتمع العراقي. وباعترافه وتنفيذه لتوجهات وخطط الإدارة وأهدافها المشتركة مع القاعدة الإستراتيجية العسكرية في المنطقة ومخططاتها المعلنة في تفتيت المنطقة وتخريبها ونهب ثرواتها والسيطرة على قدراتها وتطلعاتها المشروعة رسم ملامح الخارطة السياسية المطلوبة منه وأقام أسسها، سياسيا ودستوريا واجتماعيا، وهو ما يظهر على سطح الواقع في المشهد السياسي. ومن نكد الدهر ان يكون جوزيف بايدن، الذي أفصح في مشروعه عن العراق عن هذه الأهداف والخطط، هو نائب الرئيس الأمريكي والمكلف بالملف العراقي حاليا، مواصلا مع غيره إعادة العراق إلى ما قبل العصر الصناعي، كما صرح قبله وزير الخارجية الأمريكي السابق جيمس بيكر. هذه الخطط والمشاريع هي التي يراد لها ان تتحقق في العراق، ولهذا يستمر المشهد السياسي فيه بهذا الشكل والأسلوب، ولإثبات نجاح التجارب التي يمر بها العراق نموذجا لاستعمار جديد بواجهات جديدة. وحين وضع بريمر وبايدن وغيرهما، والسفراء الأمريكان الذين تعينوا في العراق، (خمسة سفراء بعد بريمر) وأجهزة السفارة ومرتزقتها مخططاتهم لإدارة العراق، في إطار الإستراتيجية الجديدة في الاستحواذ والهيمنة وبسط النفوذ الشامل، استعانوا بالسياسات الكلاسيكية للاستعمار والامبريالية. ووظفوا جهودهم ومساعيهم لها والتمكن من تصنيع أدوات محلية وإقليمية لها.
من بين ما تصر الإدارة الأمريكية وقواتها المحتلة على ما تسميه بالعنف في العراق وتحميل الحكومة مسؤوليته وإطراف أخرى تتغير مسمياتها حسب توجهات رياح الاحتلال يتوضح خيط آخر من تلك المخططات. والآخر تفضحه تدخلات المسؤولين الأمريكان، خاصة العسكر، مما يفند خطط الانسحاب وتسليم السيادة والاستقلال للعراقيين. ولعل في تصريحات الجنرال رالف بيكر قائد القوات الأميركية في بغداد يوم 1/10/2010 وتأكيده ان الفشل في تشكيل حكومة في العراق، يعيق جهود قوات الأمن في جمع معلومات عن "الإرهابيين" و"الجماعات المسلحة"، وتعليقاته حول عدم انخفاض المستوى الحالي للعنف في العراق قبل تشكيل حكومة جديدة، وغيرها من الأقوال المشابهة برهان آخر على استمرار الاحتلال وتدخله المباشر في صناعة المشهد السياسي في العراق وتدهوره على مختلف الصعد. والطريف في قوله ان هناك علاقة بين ثقة الشعب في الحكومة وقوات الأمن، واستعدادهم لتبادل المعلومات بشأن المسلحين في المجتمعات المحلية. وأضاف "بالإمكان القول ان مستوى الثقة لم يبلغ درجة تقديمهم الدعم للجماعات المتمردة. إنهم في الوسط بين الطرفين وعندما يفعلون ذلك، فالميل إلى المشاركة في المعلومات التي تحتاجها قوات الأمن لتبقى فعالة يتراجع نوعا ما". وختم : "لهذا نرغب في رؤية حكومة تتشكل في اقرب وقت ممكن".
تصريحات الجنرال الأمريكي لا تختلف عن تصريحات السياسيين الأمريكان وتوابعهم في المؤتمرات التي تعقد حول العراق، من دول جوار أو جامعة حكومات عربية أو أية نشاطات أخرى. إذ ان اغلبها يدخل في أبواب التضليل على صورة المشهد الحقيقية وتشويه الوقائع الدامغة وصناعة أوهام وتبذير أموال وجهود كبيرة لاستمرار المشهد السياسي الحالي في العراق، ودفعه إلى المربع الأول تحت مسميات متعددة. منذ الاحتلال والى اليوم جرى تشويه كل المفردات التي جاءت بها إدارات الاحتلال وتوابعها، من ديمقراطية وحرية واستقلال وسيادة وقيم اجتماعية وحضارية نبتت في ارض الرافدين منذ قرون طويلة.
انتهت الانتخابات التي أريد منها ان تكون نموذجا تطبيقيا ومؤثرا، والسؤال: ماذا حصل بعدها؟!. تصريحات المشتركين فيها وصولاتهم وجولاتهم، كلها أو اغلبها تفصح عن تورط فعلي في المشروع المخطط للعراق وإعادته إلى الوراء بدلا من السير فيه إلى الأمام وإنقاذه من الكارثة.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراك الشعبي والتغيير في العالم العربي
- إن للطيور أجنحة..!
- قراءة في المجابهة الكبرى
- المحروسة
- حجر
- شعر سويدي باللغة العربية: رقصة القصيدة وفي الحيوان
- كلمات القلب وعثرات اللسان..
- قصاصات ورق..!*
- حروف المنفى
- صور عن مناضلات عراقيات
- توضيح
- رسالة الى الرفيقات النصيرات
- فرسان بشت آشان..!
- ريبازی پيشمه‌رگه‌
- -من يمضي وحيداً... ياخذ معه الاخرين-
- بشت آشان.. فصيل الاعلام


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - المشهد السياسي في العراق: العودة إلى المربع الأول