أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - الفتنة المشرقية إبعاد هذه السياسة عن الدين والطائفة!















المزيد.....

الفتنة المشرقية إبعاد هذه السياسة عن الدين والطائفة!


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3151 - 2010 / 10 / 11 - 19:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الدعوة إلى فصل الدين عن السياسة، تكاثرت منذ عقدين من الزمن، وتصاعدت خاصة بعد أحداث 11 أيلول وانهيار برجي التجارة العالمية في نيويورك، هذه الدعوة بالطبع وجدت صدى لها في العالم العربي عموما، وفي دول مشرقية ومصر بشكل خاص. لأنها لم تعد قضية مطروحة في تونس والجزائر والمغرب، والسبب أنها دول بغض النظر عن كثير مما يقال، قد حققت نقلة على صعيد الحريات، وأسست لها دستوريا، إضافة لنقطة على غاية من الأهمية، ان هذه الدول الثلاث، ليس لديها طوائف، والدين لديها أكثر دهرنة من دول المشرق، وذلك لأسباب عديدة لسنا بصدد الحديث عنها الآن، وما حدث في الجزائر هو نتاج اختلاف النظام السياسي عن كلا من تونس والمغرب، وبالطبع هذا الاختلاف له حيثياته ونتائجه التي شهدناها وكلها ذات منشأ سياسي..ولنلاحظ نتيجة لهذا الاختلاف عن دول المشرق، أن النخب السياسية والثقافية هناك، تحمل عناوين تحديث الدولة والمجتمع..واستطاعت أن تبني خطوة أولى في التعاطي مع الإسلام السياسي السلمي، ,اصبح جزء من العملية الديمقراطية، رغم محدوديتها، ومع ذلك نلاحظ أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يرفع راية عملنة المجتمع وتنميته على كافة الصعد، وقد حقق الاقتصاد التونسي نقلة نسبية باعتراف الجميع.
أثبتت تجربة الدول الثلاث، أن حرية المجتمع على المستوى العام والفردي وحدها الكفيلة بتحقيق التقدم على كافة الصعد. الحرية استوعبت هذه العلمانية، ولم يبق للنخب التي تتصدر العلمانية أولوياتها من وظيفة سوى، تنمية الثقافة المجتمعية من أجل صيانة وتعزيز مفهوم الحرية الفردية وما يترتب عليها، أي مجتمعا يفصل الدين عن السياسة، وهذا من حقهم بغض النظر عن أي اعتبار. فهم لم يعد لديهم مشكلة في تصنيف أنظمتهم السياسية، كحالنا نحن السوريون مثلا، تارة نرى أن نظامنا علماني وتارة نراه نصف علماني، وتارة أخرى نراه لبيرالي على المستوى الاجتماعي والاقتصادي!
أما في مصر رغم تقدم الحريات العامة والفردية، ورغم غليان المجتمع المصري بتقدمه الديمقراطي، لا نعرف لماذا لايزال النظام السياسي متمسك بمادة أن" دين رئيس الدولة هو الإسلام؟ ربما كما يقال أنه لازال يرى اللعبة مع الدين خصبة ومربحة سياسيا، من أجل التوريث واستقرار النظام، لفترة أخرى! ورغم ذلك لا يمكن تبرير هذا التمييز ضد الأقباط والمواطنين المسيحيين المصريين، بأي حال من الأحوال. لهذا لازالت قضية الحريات العامة والفردية تحتل مساحة الفعل الثقافي السياسي والفكري في مصر. وبمناسبة الفتنة يفند الباحث المصري مكرم أحمد في مقاله في الأهرام" الفتنة تدخل طورا خطيرا"02.10.2010 أسباب هذا الأمر بأربعة يمكن للقارئ العودة إليها، ولكننا نعرض منها سببين" المشكلة الثالثة‏:‏ تتعلق بضرورة التزام الدولة بوضع برنامج تنفيذي يستهدف تطبيق كل حقوق المواطنة على أقباط مصر بما يكفل المساواة الكاملة في كل الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين‏ ... لأن هذه القواعد ينبغي أن تلقي احترام النص الدستوري‏،‏ لأن المساواة وتكافؤ الحقوق والواجبات هما الركنان الأساسيان لأي دستور إنساني صحيح‏.‏
‏*‏ المشكلة الأخيرة‏:‏ تتعلق بحقوق تغيير المعتقد والملة والديانة باعتبارها حقوقا طبيعية شخصية‏,‏ لا يجوز للدولة المدنية أو أي من مؤسسات المجتمع المدني التدخل فيها في عصر جعل حرية الاعتقاد ركنا أساسيا في حقوق الإنسان‏..."
هنا تنقلب الآية ونحن نعبر مصر تجاه المشرق حيث مطلوب إبعاد السياسية عن الدين كليا.. وليس فصل الدين عن السياسية..! ليست القضية في المشرق لغزا.. وهذا ما نحاول أن نتطرق له هنا..
نأتي الآن إلى مشرقنا، المتخم بالنفط المدولن، والمقاومة، وإيران، وإسرائيل كمحظية أمريكية أوروبية، والآن تركيا.
" فصل الدين عن الدولة" والسياسة هي عنصر من عناصر هذه الدولة، فصله عن الحق والواجب، وفصله عن مؤسسات الدولة، وجعل الحرية مؤسسة تضمن للدولة ما تضمنه للأديان، وهذه قضية نسبية ولازالت خلافية، حول التداخل المؤسسي في تلك الحالة بين المؤسسات الدينية ومؤسسات الدولة في كل تجربة على حدا..وهذا أمر من وجهة نظرنا مختلف عما نطرحه الآن نقول بفصل السياسة عن الدين لمجموعة من الأسباب أهمها:
- السياسة فيما يسمى دول المشرق، لا تمثل لا المجتمع ولا الدولة بل تمثل فقط أشخاص.
- السياسة لا تحركها مصالح الدولة، بل تحركها مصالح النخبة الضيقة من الأشخاص المستولين قوة وعنوة على ما تتيحه سلطة الدولة لهم..
- السياسة مع الغرب وإسرائيل ضمنا في المشرق لاتزال مستندة على مراعاة مصالح نفس الشخوص السلطوية وعائلاتهم.
- السياسة في المشرق لم تعرف الحرية ولم تعش حتى اللحظة ما يمكننا تسميته ضغط الرأي العام الداخلي، وإن كانت أحيانا توهم الآخرين بذلك، ولكنها في النهاية تصيغ سياساتها بناء على مقدمة كبرى: أنها تمتلك جهاز القمع القادر على مواجهة أي مساءلة داخلية.
- السياسة تتحول إلى علاقات شخصية واستخباراتية، احيانا تجد المصلحة الشخصية أو الصداقة أو علاقة القرابة بين زعيم إسلاموي متشدد ورجل استخبارات من النظام السياسي الهجين تعريفا، ويمكن أن يترتب على هذه الصداقة قضايا ذات أبعاد سياسية خطيرة.
- السياسة المشخصنة، لا تقف عند حد يمكن أن تلعب بكل الحدود، ومنها حدود إثارة الفتنة، لماذا لأنها تشعر أنها هي صاحبة الحق في كل شيء ولا أحد يحاسبها أو يحق له محاسبتها، لذا يمكن أن تنشئ هذه السياسة المشخصنة علاقات تبدو لنا غير مفهومة.
بناء على هذه المعطيات وغيرها التي يمكننا تعميمها على أكثرية دول المشرق، يمكن لنا أن نفهم لماذا موضوع الفتنة مطروح في دول المشرق وغير مطروح في الدول المغاربية. وهنالك فارق بين فتنة دينية أو طائفية وبين صراع سياسي مباشر على السلطة كما جرى في الجزائر. الطرفان الرئيسيان في الصراع كانا ينحدران من نفس الدين ومن نفس المذهب حتى..
هذه السياسة المشرقية هي التي خربت الدولة والدين والسياسة معا، وأفلست بلدانها رغم ما تتمتع به من خيرات، فمن يسرق وينهب مال الفقراء لا يجد أية غضاضة باللعب بأديان هؤلاء الفقراء وطوائفهم..بل العكس هو الصحيح، فهو يجب أن يلعب بها من أجل أن يستمر بنهب الدولة والمجتمع معا.
أكثرية التنظيمات الدينية والطائفية خضعت لهذه اللعبة، ومنها من أنتجتها هذه اللعبة الخطرة، لذلك تجد أنظمة المشرق تمنع تطور الفتنة إلى عنف في غالب الأحيان، وهي تعرف أسبابها، وتعرف كيف تئدها إلى الأبد، ولكن ليس من مصلحتها، فالتهديد بالفتنة وتخويف الناس والدول الأخرى بها سياسة وسياسة لازالت مربحة لهذه النخب الضيقة أيضا...
هذه السياسة المطلوب فصلها عن الدين، أما فصل الدين عن السياسة المطروحة غالبا أمر بات له مختصين ومرجعيات وشيوخ طريقة، لأنهم يرون أنه عليهم حماية هذه السياسة" بالذات" التي خربت الأوطان والوجدان من الدين! والأخطر في الموضوع أنها تريد حمايتها من الدين بوصفه قوة يمكن ان تتحول إلى معارضة سياسية من أجل حرية المجتمع،وعنصر في تراث المجتمع الأخلاقي، وليس بوصفه قضايا أخرى يصدورن بها آرائهم للبشر، أنه بحاجة إلى إصلاح ديني أو بحاجة لكي يتعلمن أو أن يدخل الحداثة ومابعدها- على أساس أن هتلر لم يكن علمانيا وحداثويا، لا بل مابعد حداثويا!؟.. الخ المعزوفة، التي يريدون من خلالها تأبيد هذه الأنظمة الكابوسية، أنظروا ماذا تفعل بالعراق ومعهم إيران أيضا، يريدون النظام السياسي العراقي نسخة منهم أو نسخة لبنانية قابلة دوما لتصدير أزماتهم إليها أو الاستفادة منها، بزبائنية لا تحتمل أي حد قانوني أو أخلاقي.
زيورخ



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران والثلاثي العربي لبنانيا.
- زيارة نجاد لبنان لتتويج السيد نصرالله.
- الشيخ سعد الاستقالة أرحم من الإقالة..
- المحكمة الدولية - تمرين الرأي العام
- سورية وفقاعة الكنيسة الانجيلية؟
- الدولة والعقد الاجتماعي
- طل الملوحي هل هنالك قضية؟
- التاريخ والسياسة وشرط الراهن.
- تركيا والمسألة الكردية وقضية الحرية.
- المسيحية المشرقية والإسلامية المشرقية.
- حوران بين قمح سورية وانفتاحها وبين...؟
- هل أصبحت الشيعية السياسية طرفاً برّانياً في الكيان اللبناني ...
- عندما يسرقنا الخوف إلى الوهم. إلى تهامة معروف وطل الملوحي عن ...
- الفساد والتخلف......
- الحريرية لم تعد سؤال الدولة اللبنانية.
- خواطر حول نهضة يسارية.
- واقع الصورة أهم من صورة الواقع.
- الحداثة وسلطتها.
- 11 سيبتمبر بعد عقد الإرهاب ينتصر..
- تركيا اليوم..


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - الفتنة المشرقية إبعاد هذه السياسة عن الدين والطائفة!