مشيئه الله أم قدره أن نستمرمزيله فوق الارض؟

فتحى غريب أبوغريب

الحوار المتمدن-العدد: 3151 - 2010 / 10 / 11 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مشيئه الله أم قدره أن نستمرمزيله
من إحتلال الثقافه, إلى ثقافه الاحتلال فى بلادنا

كلنا يعلم ,أن قرار الحاكم أو الرئيس أو الملك أو الزعيم ,لاصد له ولارد, ولامعقب عليه سوى بإزعان وطاعه,ثم تعقبهما بروجاجاندا التهليل والتطبيل الاعلامى لتفضله بهذه العطيه على الشعب وعليهم ,ولك ان تزيد ماتشاء من المسميات فيما وراء التطبيل, من رياء ونفاق ,فألحاكم صنعناه دكتاتوراً بإرداتنا ,ولم يصنعها لنفسه ,وإنما أستغل وجود هذه العقليات الوصوليه التى نقشت حوله أفكارها الموروثه والمكتسبه فى ترسيخ حكمه وعرشه وخلق ديكتاتوريه يورثها لمن يشاء, بتشريع من حزب الموالين له لالشعبه ورعيته, وماأن يتمكن من التحكم فى خيوط من حوله ,يصبح ديكتاتوراً لايعنيه إلا ترسيخ سلطته , فهو من يغير ويوجه مسار الدوله بكاملها , أما مجموعه الوزراء فهم تكنوقراط أو طبقه الموالاه الذى يحيط نفسه بهم, لايملكون سوى الركوب على الخط الفكرى السياسى والاجتماعى الذى يرسمه لهم ,ومن يخرج عن هذا الخط ولو بإصيع إبهام واحد فطريقه معروف ,سواء كان بقصد او بغير قصد فتكون مصيبته أعظم ,فهذا خط حاكمى مقدس يعلمه الجميع فى نظم الديكتاتوريه بكل أنواعها فى عالمنا أليوم ,أو فى مايبث للمجتمع بقياده الحزب الاوحد فى البلاد ..إلا أن شرقنا العربى والناطق بألعربيه يزيد وباء الديكتاتوريه ويتغول,بعلم واسع يسمى ثقافه التغييب ,وفكر ولايه ولى الامر للرعيه,أو التكليف السماوي للحكام, هذا هو ماأود تسليط الضوء عليه ,حتى أُوضحِ أننا نقع فى مؤامره تغييب المجتمع المدنى ,وجعله يدور فى فكر مكرر ومعاد وترهيبى فى نفس الوقت,وإن كانت أساليبه تختلف ,وحول هذا الاطار المرسوم ,يكلف ويسمح الحاكم للنخبه المثقفه النفعيه الوصوليه فيه, أن يلهون بألعامه ,وجيل الشباب الصاعد أن يتحولوا الى قطيع السيد الحاكم المطاع, ويتلاهون هم به بين التفسير والتوسع فيه, بطرح ألراى ونمنمه العقول,وإغتصابها, ان هذه هى منتهى الحريه وهذه هى قمه مناخ الديمقراطيه التى يدعون أنها تناسب شعوبنا ,وتفضلوا علينا بها.
عزيزى القارىء ,لاتصدق من يدعو ويزعم , أننا شعوب تميل الى الغيبيات بطبيعتها وفطرتها..هذه حجه مردود عليها ..إبتدعوها ليسوقوا شعوبنا كرعيه أو قطيع ,بإعتباره فاقداً للاهليه الفكريه, فسوحوهم فى بحر ومحيط غيبى لاينتهى, فى عالم من الاساطير والدجل والخرافات والشعوزه.
ومن دون الامم قاطبه تجد الفرد فى شرقنا ... يمشى فوق الارض معتبرا أن كل مايصيبه من فقر, ومن هوان , ومن قله شأن ,ومن مسره و مضره ,هو أمر سماوى لادخل للحاكم ونظامه فيه,ولايملك فى نفسه دفعاً ليغيره فيصبح فاقداً لملكه الابداع والتغيير لان التحديث والتمرد على هذه الثوابت مخاطره غير محسوبه العواقب,وتترسخ فيه فكره ,إن مانعرفه افضل أو احسن من الذى لانعرفه,حتى ولو كان فى الظلم والفساد والفقر والبطاله والمرض,والرضوخ للحاكم كقدر محتوم ولو كان مستبد .
هذه هى قمه الاتكاليه الفكريه والعمليه التى تدرس وتغرس وتورث للفرد منذ الطفوله وحتى المشيب ومفارقه الحياه,رغم أن ألانسان هو الانسان سواء كان فى الغرب الاوربى أو كان فى الشرق الاقصى او الادنى ,أو كان صينياً أو غينياً .
ماأطرحه هو أشبهه بإنسان يركب سياره حياته ويتحكم هو فى مقودها ,وبين إنسان يترك للغيب أن يقود له سيارته الحياتيه مسلماَ امره لمن يدعى عليه انه مكلف بهذا الامر من السماه بقيادتها له,
لو سقط العالم المتحضر اليوم فى هذه الايديولوجيه الميافيزيقيه التوتياليتيه, لعاد الى الخلف الف عام , فى مرحله حكم تجريبيه واحده , فحين تتحكم هذه الفئه المسيطره ,المتمتعه بمزيه مملكه السماء ,فما على صانع القرار إلا الرضوخ المنفعى السياسى البراجماتى قبل الاعتقادى, ويعجبه هذا الرداء الوهمى , ليتنحى فكر الحداثه من أول يوم من سلطته,.
وأعود بك أيها القارىء العزيز الى شرقنا ,ونظم الحكم والقياده الزمنيه والروحيه فيه .
حين يترسخ بذهن صانع القرار تقلا عن الزعامه الدينيه بقول : أن هذا الشعب, إن حاولت التغيير والتحديث في ثقافته التى أورثتها له الاحتلالات القديمه,منذ الاف السنين, سوف ينقلب,ويتمرد على النظام ويدمره ,وتكون انت اول الخاسرين, فى هذه الحاله يجد الحاكم نفسه, قد أختار بقناعه ,بقاء واقع الحال الجامد المتحجر, ذلك له أفضل من التنوير والحداثه,الذى ينتجان أوخم العواقب بألنسبه لعرشه..وسلطنه الزمنيه,وعندئذ يبرر لنفسه كل مايستخدم من الحيل ,ووسائل القهر ,بفتح اوسع الابواب لعمليه الاغتصاب الجمعى لشعبه ,والترهيب المادى والمعنوى له , لانهم مصدر من مصادر حمايه نظامه وكرسى عرشه أو زعامته, التى لاتنتهى عموماً فى بلادنا إلا بإعلان الموت ,وهو الامر الوحيد الذى لايستطيع الحاكم الفكاك منه ,ولو انه فى بعض الاحوال لايعلن عن موته إلا بعد تشاورات وطرح أراء بين بطانته الحاكمه ,للنظر فى ولايه واحداً منهم يستطيع أن يحمى النظام من الشعب ,وتعيش الدوله فى شائعات,تتناقلها الاصوات فى سريه الى ان تتسارع فيضطر أصحاب الولايه على الشعب بإعلان الموت للفرد وليس للنظام , ولكن بعد ان يسيطروا على الموقف .هنا للموضوع حدث فتحنا فيه ثغره,وحديث يجب بل لزاماً ان نكشف ماوراء سواتره.

#فتحى_غريب_أبوغريب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات