حسن أحراث
الحوار المتمدن-العدد: 3151 - 2010 / 10 / 11 - 07:47
المحور:
حقوق الانسان
منع السيد كمال الجندوبي، رئيس الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان، من دخول المغرب يوم 30 شتنبر 2010، وتم إجباره على قضاء ليلة كاملة بالطائرة رغم وضعه الصحي الحرج، قبل ترحيله نحو فرنسا. وقد كان مقررا تكريم السيد الجندوبي وبعض المدافعين عن حقوق الإنسان في لقاء منظم بالمغرب من طرف المنظمة المغربية لحقوق الإنسان.
استغرب الجميع لقرار المنع المفاجئ، وحصل شبه إجماع على تدخل النظام التونسي في صنع القرار، انسجاما مع التعاون الأمني القائم بين النظامين التونسي والمغربي. وهو نفس التفسير الذي يقدمه السيد الجندوبي بدوره لقرار المنع.
طبيعي أن يحمل أغلب المتتبعين للحدث، غير الطبيعي، المسؤولية الى النظام التونسي، نظرا للتضييق الذي يمارسه هذا الأخير باستمرار ضد النشطاء الحقوقيين والمعارضين التونسيين. وقد يكون فعلا وراء المنع الذي طال السيد الجندوبي.
إلا أن حدثا آخرا قد يجعلنا نعتقد أنه سبب قوي لمنع السيد رئيس الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان من دخول المغرب. ويتعلق الأمر باللقاء الذي كان منتظرا أن تعقده مجموعة العمل للشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان حول حرية الجمعيات يومي 30 و31 أكتوبر 2010 بالدار البيضاء. وما جعل النظام المغربي يعرقل عقد اللقاء، حسب هذا الاحتمال، ليس عقد اللقاء في حد ذاته، بل الندوة الصحافية التي كانت مبرمجة على هامش اللقاء لتقديم تقرير 2010 لمجموعة العمل حول حرية الجمعيات. وهو التقرير الذي يعري التضييق الذي تعاني منه العديد من الجمعيات الجادة بالمغرب، ومنها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وخاصة فرعيها بكل من السمارة وطنطان. فلا أستبعد اطلاع النظام المغربي على التقرير قبل نشره، وعزمه بالتالي على عرقلة تقديمه بالمغرب، خاصة والحالات الملموسة التي يتوقف عندها هذا التقرير والتي تؤكد ما سبق أن أشارت إليه المنظمة الأمريكية هيومن رايت ووتش، وتجندت عدة جهات رسمية بالمغرب لتفنيده. وفي جميع الأحوال، سينعقد نفس اللقاء ببيروت وفي نفس التاريخ، وسيقدم التقرير على هامش اللقاء. وبدورنا، سنعمل فيما بعد على تقديم التقرير بالمغرب، حتى تتاح الفرصة للجميع للاطلاع عليه. وبالمناسبة، أدين قرار المنع بأي سبب كان، وهو القرار الذي يؤكد زيف الشعارات المرفوعة بالمغرب بخصوص احترام حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها عالميا.
#حسن_أحراث (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟