أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - كاظم حبيب - مناقشة بعض ملاحظات وأفكار الصديق الصحفي حمدي فؤاد العاني - جواب على رسالة مفتوحة -















المزيد.....

مناقشة بعض ملاحظات وأفكار الصديق الصحفي حمدي فؤاد العاني - جواب على رسالة مفتوحة -


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3151 - 2010 / 10 / 11 - 00:13
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


وجّهَ الصديق الصحفي الأستاذ حمدي فؤاد العاني عدة ملاحظات ومداخلات حول الأفكار والملاحظات التي وردت في إجاباتي عن اسئلة موقع الحوار المتمدن والتعليقات التي قدمتها على ملاحظات السيدات والسادة الذين ساهموا في نقد أفكاري واجتهاداتي وملاحظاتي. وقد نُشرت رسالته وملاحظاته على موقع الحوار المتمدن بتاريخ 9/10/2010 برقم 3149. ولهذا يفترض في من يريد أن يقرأ مقالتي هذه أن يقرأ قبل ذاك ملاحظات السيد حمدي فؤاد العاني.
ألخص ملاحظاته في عدة نقاط:
1. حول دور الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي خلال فترة الحرب الباردة.
2. لا يرى أي ضير في بقاء سكرتير الحزب الشيوعي العراقي عدة دورات في مركز السكريتر العام أو الأول, أو كما يقول: "يا سيدي وما الضير من بقاء سكرتير الحزب مدى الدهر", وفق تعبيره!
3. لا يتفق مع ضرورة رفد قيادة الحزب بالشباب ولا يرى أي فرق بين الشباب وكبار السن ما داموا يمتلكون اللياقة الفكرية والسياسية.
4. لا يرى صواب تغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي ويصر على بقاء الأسم كما هو.
5. يعترض على طلبي من الأحزاب الشيوعية في إعادة صياغة برامجها السياسية ومناهجها.
6. يرى أن الظرف الراهن هو مؤقت وأن القوى الإسلامية السياسية المسيطرة الآن سينتهي دورها. والمستقبل سيكون للحزب.
7. حول ثورة 14 تموز 1958 وأخطاء قاسم ومؤامرات الأعداء وخطأ سياسة الحزب في عدم تسلم الحكم حينذاك.

أبتداءً أشير إلى أن من غير الحكمة مني أن أكرر ما طرحته قبل ذاك من أراء, إذ أن في ذلك جوانب سلبية, منها مثلاً:
** إرهاق القارئات والقراء بأفكار منشورة سابقاً من جانبي وتشعرهم بالملل من الكاتب ذاته لأنه يكرر نفسه.
** تشعر الطرف الموجهة له الملاحظات وكأن هناك ملاحقة للحزب أو محاولة للإساءة له, إذ ما معنى التكرار في وقت قد ذكرت الملاحظات ولم يؤخذ بها, وانتهى الأمر.
** كما أنها تأتي أحياناً في وقت غير مناسب ولا تساعد على خلق أجواء الفهم المتبادل للملاحظات النقدية فتفسر على أنها تريد تعطيل مسيرة أو نشاط هذا الحزب أو ذاك.
وفي حالة عدم الإجابة عن الاستفسارات التي طرحها الصديق حمدي سيشعر بإهمال إلإجابة عن استفساراته أو مناقشاته وكأنها استهانة به وبما ذكره, خاصة بعد أن اتصل الصديق بي شخصياً عبر الهاتف وطلب مني أن أنشر رسالته وأن أناقشه. كان بالإمكان إجابته على رسالته بشكل شخصي وينتهي الأمر, ولكنه أصر على نشرها وعلى مناقشتها علناً. ويبدو أن له حكمة في ذلك لا أعرفها!

1 . لا شك في أن الاتحاد السوفييتي برز دوره منذ نشوئه, إذ أن ثورة اكتوبر 1917 قد هزت العالم كله وزلزلت الأرض تحت اقدام الرأسمالية العالمية, كما أن سقوطه قد هز هو الآخر العالم وزلزل الأرض تحت أقدام الحركة اليسارية العالمية والأحزاب الشيوعية على نحو خاص.
برز الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية وفي المساهمة في تحقيق النصر على الفاشية وفي تكوين المعسكر الاشتراكي وبدء الصراع بين الرأسمالية والاشتراكية على الصعيد العالمي وبدء الحرب الباردة التي تبلورت بعد أن بدأت الدول الغربية تأسيس حلف شمال الأطلسي والسوق المشتركة.. مما دفع بالدول الاشتراكية إلى تشكيل حلف وارشو ومجلس التعاضد الاقتصادي.
كما برز الاتحاد السوفييتي في أعقاب الحرب العالمية الثانية بسبب تاييده الكبير في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمحافل الدولية الأخرى لقوى حركة التحرر الوطني على الصعيد العالمي ومساهمته في قصم ظهر الاستعمار القديم في كل من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. ولكنه برز بشكل خاص في صراعات الشرق الأوسط والبحر الكاريبي وموقفه ضد العدوان الثلاثي على مصر وتأييده لثورة 14 تموز 1958 وإدانته محاولة التحرك ضدها من لبنان والأردن. هذا كله صحيح. هذا هو الوجه المشرق للاتحاد السوفييتي, ولكن كان هناك وجهاً آخر لسياسات الاتحاد السوفييتي الداخلية والخارجية التي يفترض أن تكون واضحة الآن بعد مرور عشرين عاماً على انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية. واقترح على العزيز أن يقرأ بهذا الصد كتاب الرفيق الطيب الذكر عامر عبد الله على اقل تقدير والموسوم: "مقوضات النظام الاشتراكي العالمي وتوجهات النظام العالمي الجديد" ط 1. مطبعة رمضان بطلب من دار المدى للثقافة والنشر_ دمشق, 1997.
كما يمكن الاطلاع بتفاصيل كثيرة عن العلاقة السابقة بين الحزب الشيوعي السوفييتي, باعتباره مركز الحركة الشيوعية العالمية حينذاك والأحزاب الشيوعية في العالم في الكثير من الكتب الجيدة التي صدرت خلال السنوات العشرين المنصرمة. ويمكن هنا قراءة كتب الصديق كريم مروة أيضاً.

2 . من جانبي ارى كل الضير في بقاء سكرتير أول أو سكرتير عام لأي حزب كان سنوات طويلة على رأس اي حزب سياسي كان, وليس الأحزاب الشيوعية وحدها, للإسباب التالية وهي نتيجة لتجارب غنية لكل الحركة الشيوعية العالمية ولبقية الأحزاب في العالم. وأن الإصرار في الكثير من الأحزاب على أن لا يستمر أكثر من دورتين هي نتيجة لتلك الخبرة والمعرفة التي تشكلت عبر العقود المنصرمة. ما هي سلبيات بقاء أي شخص على رأس حزب ما فترة طويلة؟
أ‌. مع مرور السنوات يصبح عمل مسؤول الحزب الأول روتينياً ويفقد القدرة على المبادرة والإبداع والتجديد ويصبح العمل بحكم العادة التي تنشأ أثناء العمل.
ب‌. وإذ يبدأ اي سكرتير جديد بعمل جماعي واحترام قواعد العمل, يتحول بمرور الزمن إلى شخص فردي يفقد الحس بأهمية العمل الجماعي ويهمله ليس في العلاقة مع اللجنة المركزية فحسب, بل وبشكل خاص مع قاعدة الحزب وكوادره.
ت‌. ثم يصبح تدريجاً مستبداً بأمره لا يتحمل النقد ولا يمارس النقد الذاتي. يحتقن وجهه حين ينتقد ويرتفع صوته ويهدد ويتوعد بأن المنتقدين يريدون القضاء على الحزب أو تدميره. ثم يبدأ بالشعور بأن تخليه عن المسؤولية الأولى تفقد الحزب قيادته التي لا تعوض, ولا يرى في رفاقه من يستحق أن يأخذ موقعه. وحين يكون السكرتير العام وحزبه في السلطة ويواصل دور الشخص الأول تكون الطامة كبيرة والعواقب وخيمة. يحق لنا ويفترض فينا أن نعود إلى تجارب الحزب الشيوعيي السوفييتي والدولة السوفييتية في عهد ستالين وإلى تجار قادة والأحزاب الشيوعية وحكامها في الدول الاشتراكية لنرى بوضوح سوءات استمرار سكرتير ما سنوات طويلة على رأس الحزب والدولة أو أحدى هاتين المهمتين.
ث‌. يهمل القراءة الفكرية والنقاش الفكري الهادئ ويرى نفسه وكأنه قد ختم العلم.
ج‌. يشكل تدريجاً بطانة له تؤيده في كل قراراته وتقف ضد من يمارس النقد أو يسعى لتغييره. ويبدأ ذلك في المكتب السياسي وينتقل إلى اللجنة المركزية ويمتد إلى كوار الحزب وقواعده.
ح‌. يفقد القدرة على التمييز بين المخلصين من الرفاق المنتقدين له, وبين البطانة المادحة له والمصفقة له حقاً أو باطلاً. ..الخ.
خ‌. ويجد أمراً طبيعياً ولذة خاصة حين توضع صوره في مقر الحزب أو في مكانات أخرى حيث يختفي التواضع ونكران الذات ويفقد العلاقة الضرورية مع الجماهير ومع الواقع.
د‌. وحين يبدأ التراجع في نشاط الحزب لا يسعى إلى التفكير باسبابه الذاتية أو بدوره في الحزب, بل يتحرى عنها في الواقع القائم في هذا البلد أو ذاك, وهو أمر مضر حقاً, أو في بعض المواقع الأخرى في الحزب. إنه يسعى إلى إعفاء نفسه من المسؤولية ورميها على عاتق الآخرين!
في مثل هذه الحالات, التي نجد نماذج كثيرة لها في عالم الأحزاب, ومنها الأحزاب الشيوعية, تنأى الأحزاب عن التجديد الفكري والسياسي والمبادرة والإبداع في العمل ويتقلص دور الحزب ويتراجع في مختلف المجالات, وخاصة في مجال ملاحقة التحولات الفكرية والسياسية على الصعد المختلفة, إذ تسود قاعدة عامة "ليس في الإمكان أبدع مما كان".
وإذا عدنا إلى الحزب الشيوعي العراقي, فمن الضروري أن اشير إلى أن القرار الذي اتخذه المؤتمر الخامس حول حصر انتخاب السكرتير الأول لدورتين فقط لم يأت عبثاً وكان ضرورة موضوعية, وجاءت نتيجة تجربة الحزب الشيوعي العراقي ذاته وتجارب الأحزاب الشيوعية الأخرى. لقد كان القرار صائباً حقاً بغض النظر عمن يكون السكرتير العام. لقد اتخذ القرار في المؤتمر الخامس قبل الظهر, ثم اقترح أحد ممثلي الحزب في تنظيم بريطانيا (د. م ي.) ان يعاد النظر في القرار في اجتماع بعد الظهر. وافق الاجتماع على إعادة النظر بالقرار وتم إلغاء ذلك, وهو مخالف عموماً لقواعد العمل في المؤتمرات الحزبية, وهي بادرة حصلت لأول مرة.
ومع ذلك ليس لي غرض شخصي من مقترح إعادة النظر بقرار أن يبقى السكرتير الأول مسؤولاً أكر من دورتين أو ثلاث دورات أو أكثر أو كما تقول مدى الدهر, بل أنصب تفكيري على مصلحة الحزب, وهو ليس موجهاً ضد الرفيق ابو داود بل بشكل عام. في كتاباتي السابقة انتقدت بقاء الرفيق عزيز محمد مدة 27 عاماً على رأس الحزب و54 عاماً في اللجنة المركزية و52 عاماً في المكتب السياسي. والآن مر على وجود الرفيق أبو داود 17 عاماً على رأس الحزب وو34 عاماً على ترشيحه وعضويته في اللجنة المركزية, وهي فترة طويلة, كما أرى, ولكن يبقى الأمر متروكاً للحزب وللرفيق ذاته. إذ أن ما ذكرته من جوانب سلبية يمكن أن تظهر في كل حزب ومنها الحزب الشيوعي العراقي.

3 . القاعدة العامة يا رفيقي العزيز أبو حمادة أن الإنسان الشاب, (والمقصود هنا بين 20-45 سنة), يمتلك من الحيوية والطاقة الذهنية والقدرة على المبادرة والإبداع والحركة والتجديد وتحمل المسؤولية والقدرة على اتخاذ القرارات أكثر بكثير جداً من شخص بلغ الستين او السبعين من العمر أو وصل إلى عمرنا, أنت وأنا. إنها مسألة مرتبطة بجوانب بايولوجية الإنسان لا يمكن نكرانها وتجاوزها.
كبار السن يمتلكون الخبرة وربما معارف كثيرة أصبحت قديمة بحكم تقادم العلوم بسرعة هائلة, كما إنها ترتبط بقدرتهم على متابعة الجديد. كبار السن يمتلكون حكمة معينة, ولكنهم لا يمتلكون الكثير من الجوانب الأخرى التي يفتقدها الإنسان بمرور السنين ومنها الذاكرة النشطة. علينا نحن الذين تجاوزنا سن معينة أن لا نأخذ مهمات حزبية قيادية أو مسؤولية مباشرة, بل يمكن أن نساهم بتقديم المشورة والمساعدة قدر الإمكان أو تقديم الملاحظات والنقد البناء, ولكن ليس من واجبنا أخذ وتحمل مسؤوليات كبيرة, إذ أن نتائجها ستكون في غير صالح الأحزاب السياسية. هناك صراع بين الأجيال, ولكن علينا أن نعي أهمية ودور الشباب نحن الشياب دون أن نحس بالغبن او نسيء الظن بقدرات الشباب الذين يريدون تولي المسؤولية ولديهم القدرة والكفاءة وسرعة التعلم والإجادة بأضعاف ما يقدر عليه رجل بمثل عمري.
حين كنت شاباً, عزيزي حمدي, كنت غير كاظم الحالي بكل المقاييس, بما في ذلك القدرة الفكرية والقدرة على التجديد وسرعة المبادرة والحركة والقدرة استيعاب التقنيات الحديثة والجديد وسبل استخدامها, ةكذلك امتلاك قوة الأعصاب في مواجهة الأحداث. إن الشاب قادر على اتخاذ القرارات بسرعة أكبر, في حين تزحف عملية اتخاذ القرارات لدى الأشخاص من كبار السن. لم أعد كما كنت عليه في السابق, وأنت كذلك. مع ذلك أتمنى لمن تريده ان يبقى مدى الدهر الصحة الموفورة والفكر النير والحياة السعيدة, وأرجو للحزب التوفيق معه وببرفيق أبو داود النجاح في إداء مهماته الكبيرة.
4 . أوضحت رأيي بصدد تغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي, ولم تقنعني ملاحظاتك ومداخلتك, رغم احتامي لوجهة نظرك, إذ أن الحنين إلى الماضي وتراث الحزب هو الذي يخيم الآن, وهو غير كاف, إذ أن الحاجة ماسة, كما أرى, إلى اتخاذ خطوة التغيير بجرأة بارتباط مع واقع المهمات التي يفترض النهوض بها. لم يختر فهد ورفاقه اسم الحزب الشيوعي العراقي ابتداءً, بل كان اسم الحزب أولاً, وكما تعرف "جمعية مكافحة الاستعمار والاستاثمار", ولكن الأممية الثالثة فرضت على الأحزاب العمالية كلها أن يكون لها اسماً موحداً هو الحزب الشيوعي. كما تغير اسم الحزب الاشتراكي المصري إلى الحزب الشيوعي المصري, وعانى الحب كثيراً من جراء ذلك ولا زال يعاني. الأمر متروك للحزب الشيوعي العراقي ومؤتمراته ورفاقه, ولا أريد الخوض أكثر من ذلك بهذا المضوع. لكل حزب الحق في اختيار الاسم الذي يناسبه ويرى فيه فائدة له.
5 . بشأن برامج الأحزاب الشيوعية في الدول العربية اقترحت ما يلي:
ارى بأن المرحلة الراهنة تستوجب من الأحزاب الشيوعية التعمق باستخدام المنهج المادي الجدلي والمادي التاريخي في دراسة الماضي والواقع القائم والغوص فيهما وفهم التغييرات والتحولات الجارية على الصعيدين العالمي والإقلمي وعلى الصعيد الداخلي خلال السنوات العشرين المنصرمة على أقل تقدير. ثم القيام بتحليل كل ذلك واستخلاص المهمات التي توضع في برنامج جديد. أشعر بأن ما جرى إلى الآن غير كافٍ ويستوجب جهداً أكبر.
أما إذا كان أي حزب من هذه الأحزاب أنه قد أنجز هذه المهمة فهذا شأنه. ولا أستطيع تغيير ذلك. ولكني لا أزال أرى بأن جميع الأحزاب الشيوعية في الدول العربية بحاجة ماسة إلى ذلك, إلى دراسة الماضي والحاضر واستشراف المستقبل, أي إلى تحديد المشكلات الأساسية وجوهر الصراعات الجارية والمهمات التي يفترض طرحها والسعي لتنفيذها وتعبئة فئات المجتمع حولها.
6 . الوضع الراهن في العراق لا يزال سيئاً رغم مرور سبع سنوات على إسقاط الدكتاتورية. وهذا الواقع يستوجب التفكير بالحلول, يستوجب التغيير. والتغيير لا يأتي أوتوماتكياً بل يتطلب العمل, والعمل يتطلب الكثير من الأمور الأخرى. يمكننا أن نقول بأن هؤلاء سينتهون يوماً ما, وهذا صحيح, ولكن متى؟ هذا هو السؤال الذي يفترض ان نعمل من أجله ونسعى إليه, وليس أن نقول أن هؤلاء لا بد أنهم سينتهون!
الجماعات الإسلامية السياسية لا تعود إلى القرن الحادي والعشرين, بل تعود القرن الأول الهجري في ما تريد إقامته في العراق حالياً, ولذلك فهي ليست من هذا العصر, بل من عصر مضى وانقضى, وهم بقايا على الصعيد العالمي ستنتهي لا شك في ذلك. والمستقبل لقوى الديمقراطية والتقدمية. وهذا أمر لا شك فيه ايضاً, لأن حركة التاريخ يمكن ان تصاب بنكسات في بلد ما او مجموعة بلدان أو جزء من كل, ولكنها تبقى على الصعيد الكلي تسير نحو الأمام وتحقق المنجزات وتجر خلفها بقية دول العالم. هذا صحيح, وهو تفكير ديالكتيكي. ولكن المسألة ليست هنا, بل في عملنا وكيف يمكن أن نعجل من العملية وكيف نؤثر على مسيرة حركة التاريخ لكي تتوافق مع ما يجري على الصعيد العالمي أو الكلي؟
علينا ابتداءً أن لا نتحرى عن توافقات غير سليمة مع قوى الإسلام السياسية, أن لا نسعى إلى التناغم مع افكارهم الغيبية أو السكوت عن ممارساتهم أو عدم النضال الفكري والسياسي ضد طروحاتهم. فالنضال الفكري ضروري كضرورة النضال السياسي وعملية التنوير في المجتمع. لحظ مواقفهم إزاء الفن وعموم الثقافة في المجتمع, فن الرسم والنحت والموسيقى والغناء والرقص, لاحظ موقفهم من المرأة وحقوقها ومساواتها بالرجل .. لا يجوز السكوت عن كل ذلك ولا يجوز القبول بطروحتهم.
7 . لقد نشرت الكثير عن ثورة 14 تموز 1958, بما في ذلك موضوعات في الذكرى الخمسينية, ثم كتبت عن موضوع الانقلاب الذي اقترحه البعض في اللجنة العسكرية ضد حكومة قاسم حين بدأ بتغيير سياساته. لا أتفق مع رايك بهذا الصدد. لو قام الحزب بتلك المغامرة لأقتلع من الأرض العراقية حينذاك لأسباب كثيرة يفترض فيك أن تفكر بها جيداً. اعتقد أن كل القوى السياسية في العراق قد ارتكبت أخطاء فادحة حينذاك, قاسم والقوى القومية والبعثية والقوى الكردية والحزب الشيوعي العراقي... الخ. ولكن أكبر الجرائم ارتكبتها القوى القومية اليمينية والقوى البعثية حينذاك التي تعاونت مع القوى الإمبريالية والرجعية المحلية وقوى الإقطاع وشركات النفط الاحتكارية والقوى القومية واليمينية العربية في كل من مصر وسوريا.
أخطاء الحزب الشيوعي ليست قليلة حينذاك, بل لا بد من ذكرها وبجرأة لكي يتجنب الحزب الوقوع بها ثانية وفي أي وقت كان. وعدم قيامه بانقلاب ضد قاسم ليس من بين تلك الأخطاء التي أعنيها.
كنت أنتظر من الرفيق عزيز محمد أن يتحدث أكثر في لقاءاته الصحفية المهمة التي أجراها معه الصحفي السيد موفق التميمي حول أخطاء الحزب في الفترة الواقعة بين 1958-1963 ولا يكتفي بما ذكره في رؤيتنا لعبد الكريم قسم وما كنا نريده منه.

كنت أتمنى عليك صديقي العزيز. أن تقرأ ملاحظاتي بعين أكثر نقدية وأنت الذي تمتلك تجربة نضالية طويلة, رغم التقييد الذي عانيت منه خلال فترة حكم البعث وصعوبة اطلاعك على الجديد مما نشر في العالم, وأتمنى عليك أن تعيد قراءة رسالتك بعين أكثر نقدية ايضاً لتكتشف أحياناً غير قليلة انك تناقض نفسك في الطرح. ولكن ليس بودي أن اذكرك بها, فأنت أكثر قدرة مني على رؤيتها حين تعيد قراءة ما كتبته أنت وأنا.
أشكرك على رسالتك الكريمة وودك الصداقي الصافي متمنياً لك الصحة وطول العمر والاستمرار في النضال في صفوف الحزب الذي اخترته منذ ما يقرب من ستة عقود وضحيت الكثير من اجله ولا تزال.
دمت عزيزاً وسالماً, واشد على يديك.
كاظم حبيب
برلين في 10/10/2010



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة تحية وتهنئة للحوار المتمدن ومؤسسة ابن رشد للفكر الحر
- هل يتحرك الإرهابيون من المسلمين في العالم دون دعم عربي وإسلا ...
- هل كلما ضعفت إيران دولياً, ازداد تدخلها الفظ في العراق؟
- مؤتمر المقابر الجماعية الدولي الثالث في أربيل ومؤتمر الكرد ا ...
- هل الكراهية أم الاعتراف بالاخر سبيل التعايش بين البشر؟
- الكُرد الفيلية في العراق: أين الحل؟ هل هم يتحركون عبثاً وحائ ...
- متابعة سياسية حول أوضاع العراق الراهنة
- ساراتسين وهستيريا العنصرية والعداء للمسلمين في ألمانيا
- كيف نقرأ تقارير المنظمات الدولية عن واقع حقوق الإنسان في الع ...
- ليس هناك أرخص من الإنسان وحياته في العراق!
- هل مبادرة علماء النفس في العراق قادرة على حل أزمة تشكيل الحك ...
- نعيم الشطري ابن شارع المتنبي يعاني من عسف الأمراض ونسيان الم ...
- تعليق واستفسارات وإجابات حول مقال -أليس الاختلاف في وجهات ال ...
- أفكار وموضوعات للمناقشة:هل ستستعيد حركة اليسار دورها الفكري ...
- هل ستستعيد حركة اليسار دورها الفكري والسياسي على الصعيد العا ...
- هل ستستعيد حركة اليسار دورها الفكري والسياسي على الصعيد العا ...
- افتتاح معرض الفن التشكيلي للفنانين منصور البكري وفهمي بالاي ...
- افكار للمناقشة: هل ستستعيد حركة اليسار دورها الفكري والسياسي ...
- أليس الاختلاف في وجهات النظر والنقاش هو الطريق لتعميق المعرف ...
- إلى متى تبقى الأزمات الراهنة تطحن المجتمع العراقي؟


المزيد.....




- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - كاظم حبيب - مناقشة بعض ملاحظات وأفكار الصديق الصحفي حمدي فؤاد العاني - جواب على رسالة مفتوحة -