أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - محمد حسن عبد الحافظ - الحرية للصغيرة الطيبة طل الملوحي














المزيد.....

الحرية للصغيرة الطيبة طل الملوحي


محمد حسن عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3149 - 2010 / 10 / 9 - 22:38
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


تعرفت إلى طل الملوحي لفترة قصيرة قبيل رحيلها عن القاهرة باتجاه حمص. كما التقيت والدتها ووالدها الطيبين. وكانت طل بالنسبة لي بمثابة تلميذة نجيبة، مهذبة، تتسم بالذكاء، ورهافة الحس، ولاحظت أن من السهل أن تتبنى قضية تتعلق بظلم فرد أو جماعة، بدءًا من تأثرها بقضايا جيرانها من فقراء مصر، وانتهاءً بالقضية الفلسطينية. وأتذكر تأثرها بحال جارة لها في القاهرة كانت تبحث عن عمل، وطلبت مني مساعدتها. لم أر في طل أية علامة دالة على معارضتها لنظام بلدها، وكانت تشير - دومًا - إلى التزامها بمتابعة سفارة سوريا بالقاهرة. كانت طل - فحسب - تطمح إلى التعلم، وإلى تكوين معرفة جديدة في المجال الفكري والسياسي والثقافي والإبداعي، تلك طبيعة سنها التي تدفعها إلى التحمس لقضايا ساخنة أو موضوعات لها جاذبية خاصة، يتبدى ذلك من كتاباتها الشعرية المفعمة بالشقاوة، المكتنزة بالخربشات القططية، ومن نضالها وهي تحاول تعلم اللغة الإسبانية لتمتطي أفقًا معرفيًّا أوسع، أو وهي تحاول الالتحاق بعمل يحقق لها طموحها الجامح الجميل، كانت دؤوبة وهي تتلمس خطاها، تفعل ما في وسعها لتصل، تعتمد على ذاتها بإصرار وفخر. انظروا كم يتمتع بالذكاء حوارها مع صديقي الدكتور مصطفى جاد حول توثيق المادة التراثية والفولكلورية، واستحق أن ينشره صديقي التونسي حسن مرزوق على موقع الجزيرة الوثائقية، وتجدونه على الرابط التالي:

http://doc.aljazeera.net/followup/2009/03/2009317114553575445.html

كان ذلك بتوجيهي، واستغلالاً مني للمهارات الخاصة التي كانت تتمتع بها طل، وسعيت أن تنمو برسوخ.
كانت طل سعيدة بتجربتها القصيرة معي، وعبرت عن امتنانها بعد لقائها عدد من أساتذة أكاديمية الفنون بالقاهرة كالدكتور صلاح الراوي، وكانت ممتنة أيضًا للتفاؤل الذي كنت أغذيها به بانتظام. لكن طل الصغيرة الطيبة رحلت مع والديها لأن الأحوال المصرية ليست مواتية للعيش الكريم.
ربما كانت تحمل طل الطباع الطبيعية لفتاة لم تتجاوز الثامنة عشر عامًا، كالحماس الزائد، وربما التسرع، لكنها كانت تلتزم تمامًا بالتوجيه الصارم الذي كنت أمارسه عليها أحيانًا، بوصفي معلمًا وتربويًّا. وإنني لا أتصور أن دولة عظيمة بحجم سوريا ليس في وسعها أن توجه فتاة سورية لم تبلغ سن الرشد، بديلاً عن اللجوء إلى اعتقالها، أو تعريضها للعقاب العنيف، بل أتصور أنه في إمكان الدولة السورية الاستفادة دومًا من الطاقات الخلاقة لطل ولأمثالها من شباب سوريا.

إنني أناشد السيد الرئيس بشار الأسد أن يطلق سراح طل الملوحي، وأن يعفو عنها لو ارتكبت خطأ ما من وجهة نظر الجهات الأمنية في سوريا. ربما كانت قضية طل محل استغلال لمعارضيك، لكن لا ذنب لطل في ذلك.

أناشدك فخامة الرئيس بشار الأسد - مثل كل الحكام الكرام في التاريخ - بأن تصدر ذلك العفو عن فتاة سورية بمثابة ابنتك، بكرم يحسبه التاريخ لك، وآمل أن أقرأ قريبًا خبر عودة طل إلى حضن أمها الرؤوم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مدرس الأدب الشعبي المساعد - أكاديمية الفنون - القاهرة.



#محمد_حسن_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسألة الثقافة الشعبية بين أنطونيو جرامشي وبيير بورديو
- طريق الهلالية : رحلة الجزائر
- هل الهلالية سيرة نسوية؟
- جماليات الكتابة القصصية: قصة الطفل نموذجًا
- مناسك 1
- تراث في طريق الزوال
- بعض مشكلات العمل الميداني في جمع المأثورات الشفهية
- يوميات نيسان
- يوميات نيسان 1
- أتوق لطفلٍ لم يولد بعد - 1
- الجامعة المفتوحة على طريق الجنوب : نقش على جذوع شجر الزيتون
- سيرة بني هلال ودرس الاختلاف
- الفولكلور والتنمية(مهاد نظري)
- أفق المرأة المصرية
- محتوى الشكل في الرواية المصرية، علاء الديب نموذجًا
- الشعر مدينة خربانة؛ السيرة الشعبية وقضايا النوع الأدبي
- طــريـق الــهـلالـيـة
- الثقافة الشعبية والمجتمع المدني؛ نحو مدخل فولكلوري للتنمية
- حرية الشفاهي ؛ حرية المكتوب


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - محمد حسن عبد الحافظ - الحرية للصغيرة الطيبة طل الملوحي