بهية مارديني
الحوار المتمدن-العدد: 950 - 2004 / 9 / 8 - 09:46
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
:بخلاف كل التحليلات يمكن القول ان قرار مجلس الامن الدولي الاخير 1559حول لبنان يمكن ان يتحول الى هزيمة استراتيجية كبيرة لفرنسا وهذا مشروط طبعا بنجاح صفقة سورية اميركية لن تستطيع فرنسا بعدها الا ان تلعق جراح المرارة .
فالولايات المتحدة لايمكن ان تنسى لفرنسا وقوفها الصلب ضد غزو العراق في مجلس الامن الدولي الامر الذي اضطر واشنطن للذهاب الى الحرب دون تفويض ومن هنا يمكن ان يكون الفخ الاميركي محكما ضد فرنسا شيراك التي حرمتها غطاء دوليا مااشد ماكانت تحتاجه قبل ان تضرب العراق .
فباريس بتحالفها مع واشنطن ضد دمشق خسرت على جبهتين الاولى لبنانية والثانية سورية ،فاصدقاء سورية في لبنان نقموا على فرنسا لانها سعت الى احراج حليفتهم كما ان السوريين لن ينسوا محاولة فرنسا الاساءة لهم في لبنان بعد ان بذلوا دماء كثيرة وسعوا منذ اكثر من ثلاثين عاما الى ترسيخ نفوذهم هناك .
والسوريون قد يتساهلون امام أي شيء الا في الملف اللبناني وربما هذا مايفسر استمرار السوريين في قرار التمديد للحود حتى بعد صدور قرار مجلس الامن الدولي فهم اعلنوا استعدادهم بذلك لخوض الشوط حتى النهاية
لان الحقائق على الارض في لبنان تعمل لصالحهم ومؤيدي فرنسا واميركا في لبنان اقلية وهذه قضية يجب ان يعيها الجميع وفي مقدمتهم فرنسا التي آلمها تراجع نفوذها في لبنان لدرجة عجزت عن فرضه بنفسها فلجأت الى الولايات المتحدة التي وجدت في الامر فرصة مواتية تزيد عبرها الضغط الى سورية وتحصل على تنازلات من السوريين مقابل أوراق لم تكن الادارة الاميركية تحلم بامتلاكها.
لقد كان لافتا ردة الفعل الدبلوماسية جدا التي قابلت بها سورية الموقف الفرنسي اذ اكتفوا بالاعراب عن اسفهم لموقف باريس واعتبروا ان فرنسا فشلت في مقاربتها لعدد من القضايا العربية والاسلامية .
ولايمكن الا ان يلاحظ المتابعون ان باريس بدأت شيئا فشيئا تفقد ثقلها في المنطقة فهاهي تثير العواصف مع دمشق كما ان علاقاتها مع اسرائيل توترت الى درجة غير مسبوقة كما ان الملف العراقي خرج من دائرة اهتمامها اصلا لان اميركا لن تسمح لها بولوج هذه الباب واذا ما اتفق الاميركيون والسوريون ولهما تاريخ طويل من التسويات فان كل الاطراف الاخرى ستكون خارج اللعبة .
المؤشرات تدل على ان مابين فرنسا واميركا اكبر من ان يحله التوافق حول لبنان وسورية وبانتظار ان يتبلور شيء واضح تبدو باريس اول المرشحين للخسارة .
#بهية_مارديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟