أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - نوبل للسلام و العلاقات التجارية














المزيد.....

نوبل للسلام و العلاقات التجارية


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 3149 - 2010 / 10 / 9 - 06:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الغضب الصيني لن يمس التجارة بين الصين و النرويج وأوروبا
business is business
أصبحت جائزة نوبل للسلام لهذا العام من نصيب المنشق الصيني ليو خاوبو المحكوم بالسجن لنشاطاته السياسية ضد النظام الصيني ، ودعواته للديمقراطية و الحرية بشجاعة ما يدعو إلى احترامه وتثمين مواقفه . وقد طرح كثيرون في الصحافة السويدية و النرويجية ، وخاصة من كتاب محسوبين على اليسار و الانتيامبرياليست هو ماذا فعل هذا الشخص لأجل السلام؟
و الجواب الذي قرأته من مؤيدي نوبل هو أن مفهوم السلام غدا أوسع في العقود الأخيرة ليشمل حقوق الإنسان وحماية البيئة و أعمالا خيرية، و وأصبحت تمنح منذ سنوات لشخصيات معارضة وناشطة في مجال حقوق الإنسان وحماية البيئة مثل شيرين عبادي وآل غور ،إذ توصلت اللجنة إلى قناعة بأنه في نهاية المطاف لن يكون هناك سلام من دون ديمقراطية وحقوق الإنسان .


فجائزة نوبل بشكل عام ، و نوبل للسلام بوجه خاص ، لم تعد تعني مفهومها الحقيقي والأصلي أبدا. وإن جائزة السلام ليست أكثر من رسالة تأييد تبثها القيادة البرجوازية العالمية، والأوروبية خصوصا، لأدوار سياسية لعبها سياسيون أو شخصيات معينة بأحسن وجه لصالح الرأسمالية.

فالحائزون على جائزة نوبل للسلام ، و في المجالات الأخرى إلى حد كبير ، كلهم اشتركوا في أمر واحد وهو أنهم في مرحلة من حياتهم ، لعبوا أفضل دور في سبيل ترسيخ السيادة السياسية والاقتصادية والثقافية للطبقة البرجوازية ، وإضفاء رونق الترويج المضلل على العلاقات الرأسمالية المتحكمة بالمجتمع البشري.

علينا مقارنة القيمة المادية للجائزة مع قيمتها الأخلاقية الآخذة لنعرف مدى أخذ الأخيرة بالتدني مع وتيرة تفسخ البرجوازية وانحدارها المخزي، وانتهائها كقوة صاعدة وتقدمية يمكنها تحقيق مكاسب للبشرية، مثلما كانت في فترة صعودها وتقدميتها و انجازاتها العظيمة في جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية.

و من الطبيعي أن للسلام مفاهيم و تعاريف واسعة ، كما أسلفت أعلاه، لكن أعمال كثر من الحائزين عليها لم تحقق تطلعات محبي السلام والاستقرار لكي يستحقوا نيل الجائزة . وإن ما أنجزه أفراد أو منظمات غير حكومية ، ضحوا بحياتهم في مواجهة في ميادين المعارك في سبيل وضع حد لها ، و لأجل وضع حد للسباق النووي ، والحروب و تخفيض حالات العنف، والعمل لإقامة السلم و التسامح و التعايش السلمي، وهذه الأعمال التي هي المواضيع الأساسية لجائزة نوبل للسلام ، أكبر بكثير مما أنجزه كثيرون. فأوباما الحائز على جائزة العام الفائت ، يخوض اليوم حربا شعواء دموية في أفغانستان وباكستان ، و لم تحقق سياسته أي تقدم باتجاه الصلح والسلام في الشرق الأوسط.
كما ، في الوقت الذي تمنح اللجنة النرويجية جائزة السلام للمنشق الصيني ، تخوض قوات نرويجية إلى جاني الناتو معارك دامية في أفغانستان ، وتأتي الأخبار بأن جنودا نرويجيين قتلوا جرحى و أسرى في أفغانستان.

اللجنة النرويجية لنوبل تتكون من أعضاء لهم باع ليس بطويل ، إن لم يكونوا بدون باع ، في نظرية السلام و ممارسته، لكنهم حسب ما يتسرب عنهم أنهم مولعون بالدفاع و الأمور العسكرية ومن أنصار حلف الناتو المتحمسين، ما يدفع المرء بالشك من أن يكونوا حريصين على السلم العالمي.
القيمة الأخلاقية لجائزة نوبل للسلام، رغم ارتفاع قيمتها المادية ، قد تدنى اليوم كثيرا ، وخاصة حين تمنح لأناس مثل كيسنجر المتهم بارتكاب جرائم بحق الإنسانية في فيتنام وكمبوديا ، ونيكسون ، وأمثالهم.

اختيار هذا العام يمكن أن يكون أفضل من اختيار العام الفائت، إذ على الأقل أن المنشق الصيني ليست له قوات عسكرية تخوض حروبا خارج الحدود الصينية.
وماذا عن التهديد الصيني وتحذير الحكومة الصينية لجنة نوبل من "خطوة غير ودية" من شانها أن تسيء إلى العلاقات بين الصين والنرويج؟؟؟

لا يمكن أن يكون التهديد الراهن أخطر من غضب بكين حين منح الدالائي لاما زعيم التبتيين البوذي جائزة نوبل عام 1989 فلم ترى العلاقات التجارية و مجالات أخرى بين الصين والغرب إلا الازدهار و التعزيز.
لقد تحولت الصين اليوم إلى ثاني اقتصاد عالمي ما يثير شهية البلدان الغربية الرأسمالية إلى التعامل النشط معها و الاستفادة من سيولتها النقدية للتخفيف عن أزمتها. و هناك طبقة عاملة عظيمة في عديدها و طاقاتها إذا انفجرت ثائرة .. تصوروا 200 مليون عامل !! تصوروا لو كانت ثمة حركة ثورية عمالية تعبئهم و تقودهم في سبيل تحقيق الاشتراكية !!!
هذه الطبقة العاملة العظيمة ترعب الغرب الرأسمالي الذي لن يكون بمنأى عن حركتها الثورية إذا تحركت.
ونرى في زيارة رئيس الوزراء اليوناني باباندريو للحصول على دعم الصين لتجاوز أزمتها الاقتصادية والمالية العميقة عبرة و دلائل قوية على أن منح الجائزة للمنشق الصيني سوف يدر الوارد الأخلاقي للنرويج و أوروبا ، و يجعل منها سببا لتعزيز أواصر التجارة والمال و تأليف الجيوب.
كما يمكن للصين أن يحقق مكسبا سياسيا من وراء الجائزة بعد أن تصدر عفوا "رئاسيا" ، أو شيئا من هذا القبيل عن المنشق المعارض ، و تعقد صفقة مع النرويج والغرب " غالبا عبر منظمات حقوق الإنسان و دعم الديمقراطية ...الخ" وفي نفس الوقت تشدد من هجماتها على اللجنة النرويجية لجائزة نوبل للسلام ، دون النرويج والسويد وأوروبا.
.8 oktober 2010



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبادة الفرد نقيض الاشتراكية
- جعجعة بلا طحن ... الانتقادات الدائمة الموجهة للحزب الشيوعي ا ...
- خروتشوف الستاليني الذي أدان ستالين
- في مديح الديالكتيك لبرتولد بريخت
- وقت الرمال الوديع لسهراب سبهري
- أنشودة - إبراهيم في النار - للشاعر الإيراني أحمد شاملو
- ضرورة نقد الدين و الإيديولوجيات المستحيلة إلى أديان
- قصيدة الشاعر الإيراني أحمد شاملو -خطبة في مراسيم دفن-
- حديث في الجنس
- الاتجار بالنساء عالميا عار العصر
- الأسطورة ضرورية للإنسان
- من الشعر الكردي : تفاحات بيروت لجمال غمبار
- مذابح أهالي شمالي اليمن، لمصلحة من ؟
- الحوار المتمدن ولد ليختلف، و يواجه فلول الظلام
- ما سعر كيلو من الشعور الطازج؟
- الحرب.. قصيدة للشاعر الكردي قوباد جليزاده
- جدار برلين كان مسخا للشيوعية و مبادئها الإنسانية
- قصائد للشاعرة الأمريكية إيميلي ديكنسون
- نوبل للسلام ، أم لخدمة الرأسمالية؟
- قوباد جليزاده : نسفّد القُبَل و نشوي النهود


المزيد.....




- بكلفة مئات الملايين من الدولارات..ما أبرز اللحظات بحفل زفاف ...
- أردى بعضهم قتلى.. غموض بعد جريمة صادمة لأب أطلق النار على وا ...
- باكستان تعلن عن حصيلة القتلى والجرحى في الهجوم على مسجد بسلط ...
- Politico: نموذج السويد للتجنيد العسكري يجذب الدول الغربية وس ...
- يوم عاشوراء في مصر.. من المياتم والأحزان إلى البهجة وأطباق ا ...
- بايدن وترامب -مدمنان- على السلطة - صحيفة التايمز
- بيربوك تروج من السنغال للشراكة الأوروبية الأفريقية
- إعادة انتخاب المحافظة المالطية ميتسولا رئيسة للبرلمان الأورو ...
- لقطات من داخل سيارة -لادا أورا- يقودها بوتين أثناء تفقده طري ...
- حريق الغابات المميت يلتهم منطقة سياحية في إزمير غرب تركيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - نوبل للسلام و العلاقات التجارية