أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نعيم عبد مهلهل - المندائيون في هجراتهم فوق الغيوم .........!














المزيد.....

المندائيون في هجراتهم فوق الغيوم .........!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3148 - 2010 / 10 / 8 - 13:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أحتضن الجنوب العراقي أبناء هذه الطائفة كما تحتضن الأم وليدها البكر ، وعاشوا على الأديم العذب والمالح لمياه الرافدين دون أي شعور بالتذمر والبطر والغرور ، ولكنهم مع التطور المدني والحضاري الذي شهده العراق بعد الحكم الوطني وتطور المرافق الحياتية وتهيئ آفاق التعليم العالي للكثير من أبناء الطائفة بدأت بعض الهجرات المتفرقة من أماكن الأزل الى العاصمة حيث هاجرت بعض العوائل المندائية من العمارة والناصرية وسوق الشيوخ والكحلاء وقلعة صالح والحلفاية والبصرة الى بغداد لأسباب حكمتها الوظيفة وحصول البعض على شهادات جامعية عالية توجب عليهم الانتقال الى العاصمة والعيش فيها ،والبعض قاده تطور الحياة ورفاهيتها وتحسن المستوى المعاشي عندما كثرت الأسواق في بغداد ومنها سوق الصاغة الشهير في شارع النهر اللصيق بشارع الرشيد من جهة نهر دجلة وكان اغلب صاغته هم المندائيون.
وفي الحرب العراقية الإيرانية بدأت هجرة مندائية كبرى للعوائل بسبب ظروف الحرب ونتائجها عندما كان الكثير من المندائيين يسكنون في مدن قريبة من جبهات الحرب كما في قلعة صالح التي كانت يقع فيها مقر الفيلق السادس ،والكحلاء التي كانت مقرا لفرق قتالية للفيلق الرابع ، فيما هاجر صاغة منطقة العشار الى بغداد بسبب وصول قذائف المدافع الإيرانية الى أماكن رزقهم لاقتراب العشار من جبهة القتال في معارك شرق البصرة وبحيرة الأسماك.
فيما لم يهاجر من عوائل المندائيين في الناصرية وسوق الشيوخ إلا القليل وأكثرهم في فترة الحصار الاقتصادي على العراق نتيجة للكساد وعزوف الناس عن شراء الذهب بسبب قلة الموارد المعشية وانتشار الفقر والعوز وخاصة بين موظفي الدولة الذين كانوا أهم زبائن الصاغة. وتحول سوق الصياغ في المدينة الى سوق للنجارين والحدادين والمواد الإنشائية ، بعد أن باع الصاغة محلاتهم وفضلوا بغداد سكناً ، وآخرون بدأت عندهم نوايا الهجرة الى أوربا والتي شهدت في منتصف التسعينات موجة من اللجوء وخاصة في السويد وهولندا واستراليا ،ولديهم اليوم جاليات كبيرة في هذه المناطق تزايدت بشكل كبير بعد الغزو الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003 عندما تعرض الكثير من أبناء الطائفة الى حملات تصفية وقتل وتهديد منظم من قبل الجماعات الإرهابية التكفيرية ، فكان أن دفع الكثير من أبناء الطائفة وبينهم رجال دين حياتهم ثمنا لبعض الفتاوى التكفيرية والمتخلفة التي تدعوهم الى مغادرة العراق أو يعلنوا إسلامهم . ولم تفعل الدولة شيئا فعالا يحميهم وتركتهم يحملون حقائب السفر والتهجير بعد أن تركوا بيوتهم ومحلاتهم وخاصة في منطقتي البياع والعامل حيث تكثر العوائل المندائية التي سكنت بغداد ،وكان اغلبهم استقر في منطقة جرمانا في سوريا ،وكأنها هجرة مضادة الى أماكن النشوء الأول للديانة حيث يقع قبر نبيهم يحيى ( ع ) ، ففضلوا الاحتماء به على أمل عودة الاستقرار والعودة الى وطنهم وبيوتهم ومحلاتهم.
يعيش أغلب مندائي المهجر في أوربا وينتظر المندائيون في سوريا مع قوافل طالبي اللجوء أمام مكاتب الأمم المتحدة في دمشق ، وللمندائيين في المهجر جمعيات ثقافية واجتماعية ولديهم مواقع إلكترونية ومجلات ودور نشر ، ويعقدون مؤتمرات عالمية سنوية في محاولة جمع الشتات المندائي والتعريف بقضيتهم ومنها جمعية ناشطة تتوزع مكاتبها بين مالمو ولندن ونيويورك وهي اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر التي أصدرت كتبا ومنشورات حول الديانة المندائية وثقافتها ومن أهم هذه الكتب ( الصابئة المندائيين في الفقه الإسلامي ــ تأليف الدكتور رشيد الخيون ــ بغداد 2006 و ( رؤية وسياحة في المندائية النقية ــ تأليف نعيم عبد مهلهل ــ بغداد 2006 ) و ( الصابئة المندائيون ــ حاضرهم وماضيهم ــ تأليف الليدي دراوو ــ طبع دار المدى 2007/ دمشق) و ( عصافير الشارع المندائي ــ تأليف نعيم عبد مهلهل ــ 2008 دمشق).
مندائيو هذا الزمان بالرغم من حزن الشتات وعذاباته يمسكون أمل العودة الى منابع الحلم ، ويتمنى كبار مهاجريهم أن تحمل نعوشهم لتوارى الثرى في أمكنة السعادة والحلم حيث ارض الأجداد والضفاف الرافديني الذي يسقي لحظة بهجة طقس التعميد بنسائم مساء العراق. ولهذا هم يمسكون غصن الزيتون ويلوحون فيه الى أفق التمني أن يعم السلام في البلاد التي نطقت معهم هجائيتهم المندائية وصنعوا من أطيانها ألواح وجودهم ودمى طفولاتهم.
بين صابئة حران وصابئة المعدان وصابئة هذا الزمان يضيء الزمن شمعدان الأساطير وتبريكات الأنبياء وأحلام القصب والماء والترميذا الذي اعتمر البياض طريقا للوصول الى فسحة البهجة في حدائق العشب والسدر والنخيل.
هم باقون وسيظلون بالرغم من تعاقب الأزمنة وعاصفة العولمة ومتغيرات الآلة والاتصال ،لأن غنوصية الديانة وقوتها ستوفر لهم اتصالا سريا مع تلك السرمدية التي ظلت تنير لهم مصابيح الحياة وليبقوا خالدين مع أحلام أنبيائهم وكتبهم المقدسة.
انهم يركبون الغيوم في هجراتهم تواصلا مع التحليق الذي عاشته ارواحهم منذ نزل ادم ع ارض جنوب الحلم وحتى اللحظة.....!

المانيا في 8 اكتوبر 2010



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأجانب والمعدان ..المنصف الحقيقي
- الأهوار ( العطش بين قربة العباس ( ع ) .وبندقية عبد الله أوجل ...
- الناصرية بلد المليون عريف ........!
- فصل من رواية ( الشفاه تحرق الفلفل الأحمر)
- قمر لوركا ..قمر الناصرية ..قمر عينيك..!
- المطرب رعد الناصري رئيسا لوزراء العراق ....!
- شيء عن حضارة المجانين والقياصرة....!
- أيام الدشداشة* والخرخاشة* وسارتر ......!
- بَسْ ( أنتَ وحديقتكَ تصلحُ عطراً لأخلاقِِ هذه الأرضْ)..!
- شيء عن المطرب مسعوده العمارتلي ...
- الفرات المندائي ..........!
- كمال سبتي وأيميل آتٍ من البيت الأبيض..!
- أمهاتنا ( نعيٌ بطعمِ الدمعة )
- قبلة أمي وعينيك أهم من 11 سبتمبر ..!
- المكان المندائي..........!
- وجع ذاكرة المدينة
- متعة الأحمر بين شفتي الوردة والأنثى ......!
- منلوج الوردة روحانيات مهلهل
- إلى متى نرتهن بسخافة وسذاجة مانرى ......!
- اوباما ...رامسفيلد ..شوارزكوف ... نبيل شعيل ..!


المزيد.....




- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نعيم عبد مهلهل - المندائيون في هجراتهم فوق الغيوم .........!