فرحان مرعي
الحوار المتمدن-العدد: 950 - 2004 / 9 / 8 - 09:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نبذه تاريخية :
منذ بدء الخليقة و نضوج الجملة العصبية و جهاز النطق عند الإنسان و تبلور بدايات التفكير, عمد البشر إلى الاتصال فيما بينهم بوسائل مختلفة عن طريق الرموز و الإشارات و المس و النظر و النار... الخ و من ثم عن طريق الكتابات التصويرية و الرسوم الجدارية داخل الكهوف و المغاور, و فيما بعد تطورت وسائل الاتصالات هذه عبر الزمن إلى مرحلة الكتابة, و يعلمنا التاريخ بأن السومريين هم أوائل الشعوب الذين مارسوا الكتابة على الرقيات و الألواح- قبل 5000 سنة تقريباً – إلى أن وصات البشرية إلى اكتشاف الأبجدية و الحروف المتنقلة .
و يعتبر ظهور آلة سبك الحروف ( الطباعة ) عام 1455م على يد الألماني نموتنبرغ بداية عصر الإعلام بصورة أكثر تقنية, فدشنت عهداً جديداً في نشر المعلومات و الأخبار أكثر انتشار و إلى أكبر عدد ممكن من الناس و بنفقات أقل , فكانت المادة المكتوبة – صحيفة, كتاب – متاح للجميع و حافز للتفكير المستقل, و خاصة الصحافة كوسيلة إعلامية أسهل و أقرب إلى حياة الناس, فيقول أحدهم مثلاً : إن كل الذي أعرفه بالضبط ما أطالعه في الصحف. و اكتَسَبَ الإعلام سمة الجماهيرية و ازداد الترابط الإعلامي بين الناس عندما ظهرت وسائل الإعلام الجديدة من تلفون و مذياع و تلفاز و أخيراً وليس آخراً الأقمار الاصطناعية لنقل و توصيل المعلومات إلى كافة أنحاء الكرة الأرضية في وقتٍ واحد.
لقد اقتصر الإعلام في قديم الزمان على الحوار و إلقاء الشعر في الأسواق و الخِطابة في دور العبادة و الناقشة بقصد التوجيه, أي كان منظماً بشكل مباشراً بين المرسل و المرسل إليه, و نجَمَ عن هذا الأسلوب نهضة فكرية و ثقافية كما عند العرب قبل الإسلام و عند اليونانيين أيام سقراط , كما إن الأنبياء عمدوا إلى نشر المعلومات و الأفكار و المعتقدات و الشرائع بالاعتماد على وسيلة إعلامية غير مرئية ( الوحي ) فكان الوحي صلة الوصل بين السماء و الأرض ( ظاهرة الوحي المحمدي في الإسلام).
لسنا هنا في هذه الدراسة بصدد دراسة شاملة عن الإعلام و مراحل تطوره عبر التاريخ بل إننا ننوي إلقاء الضوء على ظاهرة إعلامية وجدت مترافقاً و متوأماً مع الإعلام ككل ألا و هي التضليل الإعلامي و تأثيره في التفكير لدى البشر .
كنتيجة لتأثير الإعلام في عقول الناس وفق أغراض الأفراد و الفئات و الدول المستفيدة ازدادت الدراسات العلمية للبحث عن أقوى الوسائل للتأثير الإعلامي بما في ذلك العلوم الإنسانية و خاصة علم النفس, و رغم المظهر العلمي لهذه العلوم إلا أنها استُغِلّت للبحث عن أفضل الطرق لتشييء الإنسان و الانحراف بإرادته في اتجاهات مرسومة مسبقاً.
إن الدعاية الإعلامية الحديثة تعمل بحرص ودأب على إشاعة العقلية تصدق و تستسلم و على هدم روح النقد و نشر روح الانقياد, و قليلاً ما نجد في وسائل الإعلام من يستهدف إيجاد أفضل الطرق لزيادة الوعي و تقويم الأفكار المضللة, و هكذا نجد شعوباً يؤيدون نظماً جائرة و يصفقون لزعماء يظلمونهم, لأن الدعاية الحديثة و الايدولوجيا الزائفة أفقدته القدرة على التفكير السليم و الرؤية الواضحة, و يتناول علم النفس حقيقة الايدولوجيا الزائفة و التمويه الإعلامي حيث ينتميان إلى عالم الرغبة و بذلك تنفصل عن القيمة الأخلاقية, فالايدولوجي الزائف يقوم حياته النظرية و العملية على أساس من الأوهام, لأنه يضع مكان الوجود الواقعي وجوداً مظهرياً زائفاً من نسيج تصوراته و إرادته, و هو لا يعاني من نقص في المعرفة و معرفة الحقيقة بل ينقصه الصدق فهو يعرض الواقع لا كما هو بل كما تفرضه مصالحه, و يتضخم و يتوسع هذا التمويه و التزييف الواقعي كلما اتسعت المسافة بين الرغبة و القيمة بين الواقع الحق و القول الايدولوجي, و بذلك يلقي بضميره في غياهب النسيان و يتملص من الواقع و المعيار الأخلاقي المرتبط به و يحجبه عن الآخر و يقدم له صورة زائفة.
في الواقع إن التضليل الإعلامي و التعتيم على المعلومات و تمويه الحقائق ظواهر قديمة جداً, انتشرت عبر وسائل الاتصالات و اللقاءات البشرية ومن خلال الهجرات و الحروب و الغزوات و أثناء نشر الأخبار و المعتقدات, ففي تاريخ الأديان, نلاحظ أن الديانات السماوية لم تخلو من التضليل المعلوماتي عبر الكتب المقدسة, فكل الأديان الكبيرة تعود بجذورها إلى مصدر الميثولوجيا السومرية و رغم ذلك تتنكر لهذا المصدر و بذلك تقوم بتحريف ايدولوجي و تقدم هذه التحريفات و القدسية التاريخية كسلعة ايدولوجية تحت اسم الأوامر الإلهية.
و من جهةٍ أخرى مارست هذه الديانات التضليل الإعلامي المغلف بالعنصرية فيما بينها, فادعت اليهودية بأن الشعب الإسرائيلي هم شعب الله المختار و البقية من الشعوب هم الغوييم و ذلك اعتماداً على بعض نصوص التوراة, و ادعت العرب بأنها خير امة تأمر بالمعروف و تنهي عن المنكر و نظرت إلى الشعوب الأخرى كمواطنين من الدرجة الثانية و أهل ذمة, كما ادعت كل منها ( الديانات السماوية ) 1 ~ إبراهيم الخليل – أبو الأنبياء – هو جدهم الأول رغم أن علم التاريخ ينفي وجود مثل هذه الشخصية حتى هذه اللحظة. بل إن التضليل كان له نصيبه من حتى ضمن الديانة الواحدة ( التضليل الداخلي ) و هذا يعتبر من أخطر أنواع التضليل, فعندما حاول النبي (محمد) مثلاً التقرب من قومه و لتلين حدة الخلافات فيما بينهم تلا آيات قرآنية يمدح فيها آلهة قريش فقال بلسان الوحي : افر أيتم اللات و العزَّة * و مناة الثالثة الأخرى * تلك الغرانيق العلا * و إن شفاعتهن لترتجى * .... و لكن المليك جبريل أتى محمد قائلاً : ماذا وضعت يا محمد لقد تلوت على الناس ما لم آتك به من الله, فحزن الرسول حزناً شديداً و عاتب نفسه, إلى أن غفر الله له و سامحه مبرراً تصرفه بأن الشيطان ألقى في أمنيته أو ما كان يحدث به نفسه فيقول تعالى : و النجم إذا هوى * و ما ضل صحابكم و ما غوى * إن هو إلا و حيٌ يوحى *- صورة النجم - .
- و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله مما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته و الله عليم حكيم *- سورة الحج- , و نسخت أية القوانين على الشكل التالي : أفرأيتم اللات و العزى * و مناة الثالثة الأخرى * الكم الذكر وله الاثنى * تلك إذاً قسمة خيزى * - سورة النجم - .
و في الصراع بين علي و معاوية تم تضليل الإمام علي بدهاء و خبث من قبل معاوية عندما أمر أصحابه الذين أوشكوا على الانكسار برفع المصاحف على أسنة الرماح أي الرجوع إلى القرآن لحل النزاع, و كان معاوية يعلم بدهائه إن القرآن خط مكتوب بين دفتي كتاب لا ينطق و إن نطق هو الرجال و تفسيراتهم و تأويلاتهم, و بين رفع المصاحف و المفاوضات استعاد معاوية جاهز يته القتالية و انتصر في النهاية على خصمه دبلوماسياً و إعلامياً قبل كل شيء.
كثيرة و عديدة أمثلة التضليل الإعلامي في التاريخ الديني وبحاجة إلى البحث و التنقيب المتواصل.
* الإعلام المضلل على المستوى العالمي : لقد دخل الإعلام في معركة الصراع بين الشرق و الغرب من خلال العلوم الأدبية و الترجمات و أدب الرحلات, و البعثات الإستشراقية, و اتخذ الصراع في هذا الجانب منحىً تضليلياً, حيث لجأ كل من القطبين إلى تشويه صورة الآخر اجتماعياً و ثقافياً, فالغرب كان ينظر و يصف شعوب الشرق بشعوب متخلفة و متعصبة دينياً, معادية للحضارة و التقدمة و العقل, كما ألصقت تهمة الإرهاب بدينهم ( الإسلام ) كما نظر الشرق إلى أبناء الغرب باعتبارهم مجتمعات ملحدة, كافرة, مادية, تعاني من خواء روحي و تفتقر إلى أبسط العلاقات و القيم الاجتماعية و العائلية.
في الواقع إن الصور المشوهة بين القطبين كانت صدىً أدبياً للصراع الديني و السياسي و العسكري و الذي احتدم بين أوربا المسيحية و الشرق الإسلامي على شكل حروب و غزوات متبادلة( الغزو الإسلامي لأوربا, الحروب الصليبية في الشرق ...) و مازال الصراع مستمراً سياسياً و اقتصادياً و عسكرياً و دينياً تحت يافطات إعلامية متعددة, صراع الحضارات, الجهاد ضد الكفار, الحرب ضد الإرهاب, الغرب غرب و الشرق شرق لن يلتقيا .
إلا أن التضليل الإعلامي وصل إلى الذروة و بشكل فظـيع بين الغــرب الأوربـي
( الرأسمالي أو الشرق الأوربي -الاشتراكي- ) بعد الثورة البلشفية في روسيا و نشوء المنظومة الشيوعية بعد الحرب العالمية الثانية و خاصة إثر التطور الهائل في وسائل الاتصالات و ظهور الإعلام المرئي مثل التلفاز بما يملكه من سلطه تمكنه من تقديم مادتها الإعلامية للمتلقي في قالب مشوق مزخرف يجذب الانتباه و عبر تكنولوجيا الإثارة و التشويق و استخدام العلم و خاصة علم النفس في الحرب الإعلامية.
لقد وضعت أوربا الغربية و أمريكا و الكتلة الشرقية الأموال الضخمة و مراكز البحوث الإستراتيجية و الإمبراطوريات الإعلامية [ وبدرجه أكبر من الغرب ] في خدمة الدعاية و لضخ كميات هائلة من المعلومات المضللة عبر الصحف و المجلات و الإذاعات و التلفاز لتشويه صورة بعضهم البعض سياسياً واقتصادياً و دينياً... و كما نعلم أن الغرب المسيحي استخدم مسألة الدين و الإلحاد بقوة ضد الشيوعية و ضد الاتحاد السوفيتي المسيحي ( أيضاً ) لجذب العالم الإسلامي أو على الأقل تحييدهم, لأن ما يهمه هو إضعاف الروابط الاقتصادية و السياسية و السياسة العسكرية بين المسلمين و الشيوعية تحت ستار الدين, و هكذا كان يدار الصراع و كأنه بين الإلحاد و الإيمان, صراعاً وهمياً اختزلت و بسطت تعقيدات الصراع على الصعيد المحلي و الكوني.
و يمكن القول من خلال مجريات الأمور إن الصراع بين الرأسمالية و الشيوعية حسمت إعلامياً – بنسبة كبيرة – مع الأخذ بعين الاعتبار العوامل الأخرى التي ساهمت في انهيار الإتحاد السوفيتي و الكتلة الشيوعية, إلا أن التضليل و الإعلامي لعب دوراً حاسماً في ذلك الانهيار, و لكن ما يهمنا من هذه العرب الإعلامية هو الضحية التي تمثلت في الإنسان و تشييئه حسب ايدولوجيتها التي تغلل في وعي الناس و لا وعيهم, مما جعل أمر تعديلها صعبا, و أسهم في وأد الحس النقدي دون اعتراض عقلي أو ممانعة نفسية فتكونت ثقافة خاصة في العالم سميت بثقافة الحرب الباردة حيث تم توظيف ثقافة الوعي الزائف مقابل ثقافة الوعي و التنوير و تضليل البشر و تثبيط معنوياتهم و تعطيل العقل و الإرادة.
إننا نعتقد أن الحرفة الكذب و التزييف و المراوغة سوف تستمر في دنيا ثقافة الوعي الزائف لأنه في كل مرحلة تبرز مسألة صراعية جديدة و تحت شعار بمصطلحات جديدة كالصراع مع الإرهاب, نهاية التاريخ, صراع الحضارات, حوار الحضارات, الإسلام هو الحل, الصحوة الدينية... و غيرها و تحت هذه العبارات تخفى حقائق الصراعات الحقيقية و في الواقع إن هذه المفاهيم ترتبط بموازين القوى العلمية, فالغرب يطرح مفاهيمه ( صراع الحضارات مثلاً ) من موقف التفوق العسكر و الاقتصادي و العلمي و الشرق يطرح أطروحاته ( حوار الحضارات ) من موقف الضعف و التبعية, لأنه يستحيل حوار متكافئ بين أطراف غير متكافئة و حتى الذين يدعون إلى هذا الحوار يفتقرون إلى هذه اللغة .
* التضليل في الإعلام العربي :
- الإعلام العربي في معظمه هو إعلام سلطة و ليس إعلام دولة و شعب, و يقوم على أساس سياسة إعلامية مرسومة مسبقاً, سياسة التقسيم على الأخبار طمس المعلومات و إبعادها عن متناول فكر المواطن أو تقدمها ايدولوجياً لخدمة السلطة الرسمية و أغراض النظام و سياسته و مصالحه لتشكيل عقول الناس و صبها في قوالب جامدة و تضليل عقول المواطنين- بشكل يتنافى و مقومات التفكير السليم و العقل النقدي التحليلي, فالخطاب و الحوار هو بين القاهر والمقهور) خطاب المتسلط ووعوده المعسولة, أو تضليل تحت شعار الغايات النبيلة, الوعود الإصلاحية, الخطط الإنمائية, الرقي و التقدم... كلها هراء اعتادت عليها الجماهير, و هي بدورها تخادع و تضلل حين تدعي الولاء و تتظاهر بالتبعية, و هكذا يصبح الكذب جزءاً لا يتجزأ من هذه المنظومة من نسيج العلاقة بين المتسلط و المقهور, و في كل الظروف وعلى كل الأصعدة, معظم العلاقات الزائفة و معظم الحوار تضليل و خداع, و بإيجازٍ شديد إن الإعلام العربي يتميز بالسمات التالية :
1- فاقد للحقيقة و يعيش أزمة مصداقية أو أنه يسخر الحقيقة لخدمة النظام بحيث تصبح الحقيقة كذباً و خداعاً.
2- المعلومة و الخبر تمر عبر مصافي تنقية سياسة, ايدولوجية ( أدلجة المعلومة ) و مخابراتية قبل أن تنشر و ترى النور, فتكون مشوهة, ملتبسة, مقلوبة, مؤدلجة .
3- إعلام متملق لأنظمة سياسة حاكمة و لزعيمها و تضخيم أخباره و تكرارها و نشر صوره و تبرير تصرفاته مستخدماً كل أنواع المغالطات, هذا ما يحدث أثناء المؤتمرات العربية, فكل دولة تركز الأضواء على رئيسها و تدعي أن مشاركته أنجحت المؤتمر و قراراته و توصف خطاباته بالمتميزة و التاريخية.
4- إن الإعلام العربي يفتقر إلى جرأة المعلومات و جديتها و لا يملك سمات الديمقراطية, فهو ذو نزعة شوفينية عنصرية اتجاه الآخر المختلف, و طمس الحقائق التاريخية و التقسيم عليها و خاصة فيما يتعلق بحقوق الشعوب و القوميات المتواجدة معها كالكرد في سوريا و العراق سابقاً, و الأمازيغ في الجزائر و الأنباط في مصر.. وغيرهم في البلاد الأخرى, إن مثل هذا الإعلام المضلل ينشأ في مناخ الخوف و ينتشر في أوقات الاضطراب و الظلام و الفوضى و انعدام الأمن الاقتصادي أو السياسي. و بذلك يتحول المجتمع إلى هيكل إعلاني قوامه الأقوال الإيديولوجية, فتنعدم الصراحة و يصاب المجتمع جراء ذلك بالتفسخ و سيطرة الرغبات الفردية و تواري المعيار الأخلاقي و تشجيع المواطنين على تلقي السطحية السياسية, بهذا المعنى ألا ننسى أن ماكينة الإعلام العربية تدق على أوتار الهيجان العاطفي الشعبي المقهور و المسكين روحياً الذي يصدق الكذب المؤدلج و يحس به مقارباً للواقع و العقل و الحقيقة بمؤثرات صوتية و دينية و هتافات عاطفية و تمثيليات قومية .
- التضليل و التقسيم في الإعلام العربي يزداد و يصبح أكثر ظلامية في الأوقات الاستثنائية كما في وقت الحوادث و الصراعات الداخلية و الحروب .. و في هذه الحالات يمكن أن نورد بعض الأمثلة لإبراز الصور التضليلية لهذا الإعلام, كما هو الإعلام في حاله الصراع العربي-الإسرائيلي, فمنذ أكثر من عقود عديدة و الخطاب العربي في الإعلام يبث يومياً دعاية إعلامية ضخمة ضد اليهود كشعب و دين و تلقن و تشحن العقول عبر وسائل التربية و التعليم, و يستخدم حقائق التاريخ و الجغرافية و الدين لإنكار وجود اليهود في المنطقة و يصورهم عبر أجهزتها الإعلامية بأنهم عنصر الشر في العالم, لدرجة أن الموطن الإسرائيلي أضحى في خيال و عقول المواطن العربي و المسلم مجرم, يقتل الأبرياء, يطرد الأهالي من البيوت, غريب, مستوطن, كافر, إلى أن وصلت القناعة لدى ذلك الإنسان بأن من يقتل يهودياً يدخل الجنة. و من مظاهر الاستهتار و التسفيه بعقل المواطن العربي و هو أن هذا الإعلام يصور الجندي الإسرائيلي بأنه جبان و خائف و لا يملك الإرادة و تبنى عقيدة الجندي العربي على ذك الأساس و الصورة التي تنكشف بسرعة في كل معركة حيث ينتصر الإسرائيلي بعقله و تقنياته و سياسته و تنهار مقولة الشجاعة العربية و لغة السيف أمام لغة العصر.
كما أن الآلة الإعلامية الإسرائيلية تستخدم و توظف جميع الإمكانيات و الوسائل العلمية و التقنية و المادية و التوراتية في حربها الإعلامية ضد العرب لتأكيد ذاته ووجوده في هذه المنطقة و تنتشر أساطير القدرة على الإنتاج و العلم و الغنى و الحرب و يوصف العربي بالجهل و التخلف و الصحراوي... الخ و بالطبع لسنا هنا بصدد ما هو حق و ما هو باطل قومياً و تاريخياً بقدر ما نريد أن نبين مدى تأثير الآلة الإعلامية المضللة على عقل المواطن وتوليف هذا العقل في اتجاهات محددة لنسيان القضايا الأساسية في الاقتصاد و الاجتماع و السياسة.
- حروب الخليج و ظاهرة الإعلام : أيضاً لعب الإعلام دوراً رهيباً في حروب الخليج و خاصة من قبل الدول الغربية التي تستخدم الإعلام بذكاء و كأي وحدة مقاتلة و بأدنى درجات التضليل لشعوبهم و لحسم المعارك لصالحهم, بعكس الإعلام العربي الذي يمارس أفظع أنواع التضليل ضد شعوبهم و طمس الحقائق و الوقائع التي تتكشف و تتعرى بسرعة, فعلى سبيل المثال نذكر نماذج من التضليل الإعلامي العربي في الحرب الأخيرة و التي ما زالت أحداثها طرية في أذهاننا :
- ظاهرة محمد سعيد الصحاف : كانت هذه الظاهرة إعلامية فاضحة, حيث حاول هذا الإعلامي المضلل تقليد غوبلز, أكذب ثم أكذب ثم أكذب حتى يعلق شيء في أذهان الناس و نجح إلى درجة ما في مجاراة غوبلز قياسياً إلى النتيجة التي وصلت إليها الدولتان العراقية و الألمانية الهتلرية من سقوط مريع في الحرب.
- البرنو تسقط الأباتشي : هذه الحادثة عميقة في دلالاتها و معانيها و عبرت عن مدى استهتار و تسفيه الإعلام العربي بعقول مواطنيها, أي أن القائمين على هذا الإعلام ينظرون إلى عقلية المواطنين و تفكيرهم نظرة عاطفية, قاصرة, مهزوزة و فقيرة بالمعرفة التقنية و التكنولوجية و يجهل المميزات الفنية للآلة المتطورة سواء كانت مدنية أو عسكرية لذلك و جدنا أن الوزير الإعلام العراقي يقف منتشياً بجانب طائرة أباتشي الأمريكية ذات التقنية و الفنية العالية و ادعى أنها أسقطت ببارودة أحد الرعاة (منكاش)من النوع البرنو القديم التي تعود إلى الحرب العالمية الأولى, بينما علمياً لا تخترقها طلقات آر,بي,جي.؟!.
- عبد الباري و العاصفة الرملية : ظهر عبد الباري عطوان على إحدى الفضائيات العربية في بداية الحرب ضد العراق – و هو صحفي و رئيس تحرير جريدة القدس العربية – حيث هبت عاصفة رملية في بداية الحرب مما أدى إلى تلكأ القوات المتحالفة و عرقلة تقدمها, لقد فسر هذا الصحفي ( الجهبذ ) هبوب تلك العاصفة فسرها بالقدرة الإلهية إشارات عن بداية انتصار القائد المسلم صدام حسين على الكفار الأمريكان و قارن بين ظروف هذه الحرب و ظروف غزوة الخندق و هزيمة الأحزاب, كما أعاد إلى الأذهان فشل حملة الأبرهة الحبشي في الحرب الفيل المشهورة ضد مكة و تدخل الرب لصالح أبنائها بأسلحة أسطورية من نوع أبابيل تقذف صورايخ توما هوك ( حجارة من سجيل ) ؟! .
- الإعلام الحمر و ميتافيزيقيا الأخبار: في مقابلة صحفية لجريدة قاسيون – الناطقة باسم اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري – دمشق – مع ( فدائيي ) صدام في العدد /195/17نيسان2003 : يقول أحدهم :
شاهدت مقاتلين اثنين فقط عراقي و سوري أوقفوا كتيبة دبابات و دمروا و أحرقوا ست عشر دبابة في معركة واحدة ؟!
و يقول آخر: في إنزال مظلي أمريكي في المطار استسلم 400 مظلي و جزّت أعناقهم جميعاً (( و كانت آخر إحصائية لعدد قتلى الأمريكان 147 قتيلاً حتى تاريخ 17/7/2003)) ؟!
و يقول (فدائي) ثالث : أن أحد زملائي أصيب بقاذفة صاروخية مما حوله إلى قطع متناثرة و لكن بقي ساعده الأيمن كاملاً بالكف و الإصبع, كان حاراً و كانت سبابته تنتصب ( أي تشهد), أقسم لك هذا, كانت سبابته تنتصب و ساعده حار كأنه يتصل بجسدي؟! .
إن المظليين يقرءون الواقع الراهن من خلال [ عظمة الأمة ] في غابر الأزمان و استحضار الأرواح الميتة لواقع راهني ميت و قذر و منحط.
- التضليل في الإعلام الكردي: لقد احتل الصحافة الدرجة الأولى بين وسائل الإعلام الكردية حتى بداية التسعينات من القرن الماضي بالإضافة إلى الكتب و المجلات البث الإذاعي المحدود في كردستان العراق و المهجر و تلك الوسائل لم تكن رسمية لعدم وجود كيان كردي مستقل. إن الصحافة الكوردية رأت النور من خلال جريدة كردستان التي أصدرها ((الأمير مقداد مدحت بدرخان )) 1898 وارتبط ظهور هذه الجريدة بشكل مباشر بالأوضاع و الظروف السائدة في كردستان, فعبرت عن تنامي الوعي الثقافي و القومي لدى الكرد ووسيلة نضالية و فكرية من أجل إبراز ملامح الشخصية الكوردية إحياء تراثه و لغته و طرح آماله المشروعة في الحرية و الحقوق القومية.
و بما أن تصور الصحافة و ازدهارها ترتبط موضوعياً بمدى توفر الحريات و الديمقراطية و المؤسسات الإعلامية فإن الصحافة الكردية عانت التأخر و القمع و المنع لعدم توفر هذه الأجواء و المؤسسات في البلدان المستعمرة لكردستان, و رغم ذلك عبرت الصحافة الكردية بصدق عن طموح الشعب الكردي السياسي و الثقافي وواجهت السياسات التضليلية لتلك الدول و محاولات إنكارها لوجوده و ثقافته و تراثه و تاريخه.
و مع تطور الحياة السياسية الكوردية و ظهور الأحزاب السياسية في منتصف القرن الماضي اتخذت الصحافة الكردية طابعاً جديداً و قراءات جديدة, و ظهرت على الساحة, إعلام حزبي إلى درجةٍ ما, معبرة عن قناعات الأحزاب و منطلقاتها الفكرية, و كانت هذه بدايات نشوء العقلية الحزبية و الاستبداد بالرأي و نشوء الخلافات الحزبية التي ساهمت بدرجةٍ كبيرة انشقاق الحركة السياسية الكوردية دون اعتبار لمصلحة الإنسان الكردي و مشاعره القومية و تشييء عقله وفق سياسات معينة, حزبية , قيادية..
من المعلوم أن الكورد لم يملكوا وسائل الإعلام المرئية إلا في بداية التسعينات من القرن الماضي مع ظهور الفضائية الكوردية((ميديا)) التي كانت تبث من أوربا بإشراف حزب العمال الكردستاني PKK , و فيما بعد البث التلفزيوني بث من كردستان العراق, و لقد برهنت التجربة الإعلامية في كردستان العراق على مقدرة في بناء قواعد لنهضة إعلامية ديمقراطية من خلال طبع صحف عديدة ومتنوعة و نشرها لصحف من بلدان عدة في مساحات واسعة للرأي و الرأي الآخر, كما لا بد من الإشارة إلى إنجاز الصحافة و أجهزة الإعلام الأخرى في مراحل معينة إلى ساحات الصراع الحزبي في كردستان العراق.
أما بالنسبة لوسائل الإعلام عند حزب العمال الكردستاني, فكانت متميزة, فنياً و تقنياً واستطاع إعلام PKK بكوادره الفنية و إمكانياته المادية الانتشار في معظم البلدان الأوربية و الآسيوية حيث كانت الأرضية الديمقراطية متوفرة للحركة و جذب الجاليات الكردية في المهجر, إلا أنه و رغم ذلك ظهر – هذا الإعلام – بصفة إعلام حزبي مهجن, أحادي الجانب على نمط الإعلام في الدول الشمالية, فكان نهجاً إعلامياً قائم على تمجيد و تأليه القائد و تلقين ايدولوجيا محددة في عقول الناشئة في عمليات غسيل دماغ رهيبة مما جعل من أمر تعديل هذه الأديولوجيا مسألة صعبة, كما اتبع أسلوب المبالغة و التهويل و التضليل المعلوماتي, و إنكار الآخرين و تشويه سمعتهم و صورتهم.
لقد عرف الإعلام الكردي التضليل بشكل منهجي و مدروس على يد الـ PKK و تجاوز التضليل مسألة الحرب النفسية المعروفة و المعقولة ضد العدو لرفع معنويات الكريلا و الشعب إلى تضليل عقل الإنسان الكردي و الرأي العام ........مثلاً :
1- المبالغة في إبراز شخصية القائد كفيلسوف أو نبي أو كشخصية إنسانية فوق البشرية كما جاء مثلاً في المؤتمر الطارئ PKK المتعلق بالقيادة الوطنية و مشروع السلام:
(( الأمة الكردية انبعثت بهذه القيادة ووجدت بها لتحقق دخولاً قوياً من بوابة التاريخ))- ((إن قائدنا أقرب إلى النبوة في نهجه و طرازه و في هذه النقطة يختلف عن القادة الآخرين الذين سعوا إلى السلطة فهو يحظى بمزايا كونية تجعله يحقق الديمومة و الاستمرارية و أن الفكر الآبوجي هو الفكر الايدولوجي المعاصر. لذلك عندما اعتقل عبد الله أوج آلان أضرم ستون شخصاً النار في أبدانهم نتيجة تناقض الصورة الإعلامية المرسومة في الأذهان مع الصورة الواقعية.
2- المبالغة في الأخبار عن انهيار الجيش التركي و اقتصاده . . . .
3- القول: إن الإمبريالية نمرٌ من ورق.. .... وإلى ما هنالك..
في النتيجة إن الإعلام الكردي عانى من المناخيات السياسية و الثقافية التي سادت في البلدان المستعمرة لـ كردستان, مناخيات الشوفينية و العنصرية و إنكار التعددية و منع الحوار الثقافي بين الشعوب, كما أنه عانى من سطوة وهيمنة النخب الحزبية و السياسية للأحزاب الكردية كما في الصحافة الكردية في سوريا التي استغلت مساحات واسعة من صفحاتها للهجوم و التشهير بالآخر و تضليل عقول قواعدها بعيداً عن النقد البناء و الوقوف على الأخطاء و تلافيها.
- التضليل الإعلامي في عصر العولمة : تعتبر المعلوماتية و شبكة الاتصالات العالمية الناطق الايدولوجي لعصر العولمة . إن الطفرة المدهشة في تطور وسائل الإعلام هي نتيجة طبيعية و منطقية لتطور الاقتصاد العالمي و خاصة الليبرالي و اختراقه الحدود القومية للدول ذات السيادة.
و العولمة هي عبارة عن حركة كونية واسعة تهدف إلى اندماج أسواق العالم في حقول التجارة و الاستثمارات و انتقال الأموال و القوى العاملة و الثقافات و الثقافة دون اعتبار للحدود السياسية للدول ذات السيادة أو الانتماء إلى وطن محدد ودون الحاجة إلى إجراءات حكومية مما يؤدي إلى خضوع العالم لقوى السوق العالمية فهي تعني في النتيجة إلى لبرلة الاقتصاد العالمي أي تعميم اقتصاد السوق و الخصخصة و حرية التجارة و المبادرة الشخصية و عولمة النمط الغربي في قيم الحريّة و الديمقراطية و التعديدية و الثقافة الغربية .
إزاء هذه الحركة الكونية لعولمة و اندماج العالم و تقاربه ثقافياً و معلوماتياً و اقتصادياً لا يمكن للشعوب أن تقف مكتوفة الأيدي اتجاهها أو أن تغلق أبوابها أمام تيارات العولمة القادمة , لذلك نلاحظ أن الدول و القوى العالمية تتجاذب فيما بينها بين من يحاول فرض اغاطها السياسية و الاقتصادية و الثقافية (مراكز العولمة ) و بين من يعارض الدخول في حلبة العولمة ( الأطراف المتخلفة ) و أطراف ثالثة تقف حذرة محترسة من هذه الظاهرة.
إن ما يهمنا هو موقف البلدان النامية المتخلفة بشكل عام و بلداننا بشكلٍ خاص ( منطقة الشرق الأوسط ) التي تعتبر العولمة شكل من أشكال الغزو الثقافي الخارجي و الهيمنة عليها و نهب خيراتها و إلغاء خصوصيتها الثقافي و القومية و التراثية.
لذلك تواجه هذه الدول محاولات اختراق العولمة لحدودها بعقلية مضادة مضللة لمنع شعوبها من الالتقاء و التصادم مع منجزات الحضارة و الثقافة العالمية المتطورة و خاصة تلك القادمة من شمالا الكرة الأرضية, و تتهمها بالسطحية و المادية البحتة و الخواء الروحي العاطفي و بالدعارة و الإثارة و القفز فوق الحقائق المتمثلة في أن عصر العولمة هو عصر الحضارة في إنجازاتها السريعة في العلوم و الثقافات و السياسة و الاقتصاد و الفضاء و هي ليست مجرد حضارة الوجبات السريعة و الماكدونالدس و الموسيقى الصاخبة و الجنس, فما زالت الشعوب الشرقية تنظر إلى الحضارة الغربية من بين فخذي المرأة.
إن الأنظمة الاستبدادية تبثُّ عبر آلاتها الإعلامية التهم السيئة ضد إنجازات العولمة و تصفها بالتفاهات باسم الحفاظ على الخصوصية القومية و الثقافية لشعوبها, و هي في نفس الوقت تتعامل بكل صغيرة و كبيرة مع المنجزات المادية لتلك الحضارة و تحارب منجزاتها الثقافية و الديمقراطية؟؟! لأنها تخشى أن تتسلل تلك المنجزات الثقافية الإنسانية إلى شعوبها و تحدث انقلاباً في تفكيرها و عقولها و يكون ذلك بمثابة الشرخ و الاختراق الأول في جدار الأنظمة المتخلفة الاستبدادية لذلك يمكن القول أن الخصوصيات الثقافية و القومية التي تتباكى عليها هذه الأنظمة هي مقدسات و خصوصيات السلطة المتجسدة في الحكمية المؤبدة و الحزب الواحد و الرأي الواحد و إنكار ثقافات الآخرين و خصوصياتهم و الحفاظ على العلاقات العشائرية و الطائفية و المنطقية ...إذاً إن ما تخشاه الأنظمة من تيار العولمة هو ثقافة التعدد و الحرية و الديمقراطية و ثقافة القانون و الدستور و احترام مبادئ حقوق الإنسان . . .
- العولمة لا تلقي ثقافات الشعوب بل ستطورها أكثر فأكثر و تضعها في خدمة البشرية و ستمنح للمجتمعات الإنسانية إمكانية التلاقي و التمازج الحضاري و تضييق الهوة بين الشمال و الجنوب و لأن العولمة هي قوة سياسية و اقتصادية و ثقافية و تقنية ليست كلها شر و ليست كلها خير فهذه مسألة نسبية يجب أن تدركها الشعوب و تتعامل معها و مع عناصرها و مضامينها بموضوعية و عقلانية و براغماتية و ديناميكية لكي لا تنجرف مع تياراتها القوية.
الخاتمة: الأشياء لم تعد بطيئة كما في السابق, الإعلام المرئي و شبكة الاتصالات العالمية تكدس بطاعتها على أكتافنا, العصر لا يمكن أن يترك وحيداً, إنه يطاردك إلى الفراش يقول ما يحدث في العالم, في الشرق الأوسط, في أمريكا اللاتينية, ماذا يطبخ في الوزارة الخارجية الأمريكية, كيف ينتجون ملكة الجمال في البرازيل, ماذا يأكل مايكل جاكسون, كيف ينام ... المرء يصبح جزءاً من الحالة, من العولمة, من السياسة, من الاقتصاد,من المعلوماتية, يفكر إلكترونياً و ينام إلكترونياً, ولكن هل يجوز أن يكون الإعلام مضللاً و كاذباً و هل الإعلام المضلل جزء من الإعلام و سمة من سماته .
إن الحقيقة من حيث المبدأ يجب أن تعلو على أي اعتبار, و إن المجتمعات الحضارية و الثقافية, لا تخاف الحقيقة و نشر المعلومة الصادقة كما هي بل ترتكز عليها حتى في أشد و أصعب اللحظات التي تمر بها فمثلاً إن قول الحقيقة عند الخسائر في الحرب بالنسبة للشعوب المتطورة و الديمقراطية لا يؤدي إلى الهبوط في معنوياتها بل يدفعها إلى الإستشراس حتى النهاية لأن هذا الشعب يدرك أن سلطته صادقة وطنية ويضع الوطن و الشعب فوق كل شيْ, أما الأنظمة المستبدة و المموهة بالشعارات الوطنية و القومية و الخطابات التي يبث نهجه الكاذب على جميع الأصعدة فإن الشعب لن يصدقها مهما تكلمت عن الصمود الرائع و البطولي إلا مجبراً ؟!!, و رغم كل هذا, إن الإعلام الحالي يتجه أكثر فأكثر إلى الابتعاد عن الموضوعية و النزاهة اللازمة لكل تفكير علمي فمثلاً إن الإعلام الحالي يستطيع أن يجعل المرء بطلاً في لحظات و أن يجعله فاسداً في لحظاتٍ أخرى.
-------------------------------------------------------------------------------
مصادر البحث:
1- في البحث عن جذور الشر – أحمد حيدر
2- الإعلام العربي و تحديات العولمة د . تركي صقر
3- مدجلة المعرفة – ملف حوار الحضارات العدد 473 شباط 2003
4- و وثائق المؤتمر السابع الطارئ لـ PKK الخاص بالقيادة الوطنية و مشروع السلام
5- قراءات صحفية
6- ملاحظات تلفزيونية
7- القرآن الكريم
8- تفسير ابن كيثر
#فرحان_مرعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟