مَنْ يُدخل البعير في خرم إبرة؟؟

واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 3145 - 2010 / 10 / 5 - 22:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

والعنوان الأصح هو ( المستحيل )،ولكن هوليوود جعلتنا نتمتع بالمستحيل حين حوّلت (شريك) الى حالّة جمالية آخاذة ، بل اخذتنا العزّة وتمنينا أن يكون شريك يتكلم العربية، بل اصبح شريك فيما بعد وحسب الوهم الديني المتعصب هو ابو العمالقة الذين آبادهم الله في قصص عاد وثمود الإسلامية اليهودية الوهمية والتي تم الكشف عن بقاياهم في الربع الخالي وفقا ً لصور نشرها موقع إسلامي متعصب ،حيث العمالقة تمتد هياكلهم العظمية فيكون كل واحد منهم بمقاس عشرة منا نحن الثخينين السمان الطوال !!.
وكما للعمالقة حكايات فأن للبعير والجمل ، حكايات وأقاصيص ، وكذلك لنوع الإبر، التي اكتشفها العرب على ما يبدو متأخرين فأن تاريخ الإبر يعود إلى أكثر من 20.000 سنة من الزمن .. الماضي ، فقد صنعت أول إبرة خياطة من العظام أو من قرون الحيوانات وأول خيط صُنع من عصب الحيوانات.
ثم تم اكتشاف الإبر في قبور المصريين القدماء والمنازل المنحوتة قديماً من الصخر ،وقد صنعت بعض الإبر من عظم السمك والخشب والعاج وكانت سميكة وثقيلة بالمقارنة مع الإبر الموجودة هذه الأيام، وعلى الرغم من أن بعضها يحتوي على ثقوب إما في نهايتها أو في الوسط فإن العديد منها مزودة بخطاف في النهاية ..

وفي العصور الحديثة تم اكتشاف أن الهنود الحمر والقبائل البدائية كانت تستعمل العظام الرفيعة الموجودة في أجنحة الطيور كإبر لسحب الأعصاب عبر جلود الحيوانات لخياطة الملابس في الفصول الباردة خاصة .

هل يمكن جمع البعير مع الإبرة، طبعا هو شيء مضحك، لكن المستحيل موجود، وفي جميع اللغات نجد تعابيرا ً عن المستحيل ، مثل الخنازير لاتطير ، الأفيال لايمكنها الطيران ، السلاحف سريعة على الطرقات ، لكن المستحيل يتم تصويره وكأنه فيل يتم حشره في خرم ابرة ،او بعير او حمار او دجاجة او ذبابة او بعوضة ،وهذا ما توصف به النخب السياسية العراقية حسب التعبير الصحافي الغربي ، فهم لايريدون إدخال البعير في خرم الإبرة بل يريدون إدخال الفيل فيها !!.

الرأسمالية الغربية ، غير وطنية او قومية على الإطلاق فهي علمانية كافرة وطبقية سافرة ، لكن تسمية الجندي الأميركي أو الأسترالي أو البريطاني أو الكندي الذي يموت في الخارج لاتتصف بالشهادة والوطنية والدين والطبقية ، بل هو ( الفرد البالغ ) قد وقع عقد مع المؤسسة العسكرية المستقلة عن الحكومة لتنفيذ اعمال لها ، ولم يتم جبره عليها،لذلك حينما يموتون( يسمونوهم ابطال ) لأنهم ضحوا بألأنفس من اجل المؤسسة الديمقراطية ، مؤسسة الحرية التي اختاروها فهم يعرفون بالضبط مالذي يجري في العراق وافغانستان ، هم ضحايا غير مغفلين، ضيعوا البلاجات والنساء والحياة من اجل طمع شخصي وطموح ذاتي ، وهؤلاء يتم الإحتفاء بهم ويتم تخليدهم سنويا .

أما جماعة الأفيال والأبر والبعران ،فهم يقتلون ابن العم ويبكون عليه ثم يتزوجون إمرأته ...ويفترسون الأخضر واليابس ويموتون يوميا من التخمة والإرهاب وجميعهم شهداء ويدخلهم الله من خرم ابرة الحساب الى جنائنه الواسعة .
إنا لله وإنا اليه راجعون.

#واصف_شنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات