|
كيف ينهض بلد من الصفرالى القمة؟
جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3143 - 2010 / 10 / 3 - 19:58
المحور:
الادارة و الاقتصاد
يقول المثل الحاجة ام الاختراع اي الانسان يستطيع الابداع فقط في وقت الحاجة وهذا صحيح نوعما و لكن لو نظرت الى بلد صناعي مثل المانيا الذي لا يملك اية موارد طبيعية كالنفط و المعادن و ليس ايضا بلد زراعي لكي يستطيع العيش من تصدير المحصولات الزراعية فانك تتعجب كيف استطاع التقدم و يبدأ من الصفر من جديد بعد الحرب العالمية الثانية بعد تدميره و تحويله الى خراب من قبل القوات الاتحادية وتحويله فوق ذلك الى اسيرا ذليلا و قزما عسكريا و اثقاله بديون و دفع تعويضات مالية كبيرة لليهود لينهض بعد ذلك مباشرة مرة اخرى ويصبح اقوى بلد صناعي و محرك للاقتصاد الاوربي economic miracle و احدى اقوى الدول الخمسة اقتصاديا في العالم يتبادر الى الذهن مباشرة عدد كبير من الاسباب اذكر منها ما يلي:
اولا تحضير اعداد هائلة من المهندسين و اجيال مدمنة على الصناعة و الابداع. لا يمكن مقارنة هؤلاء مع مهندسي البلدان الشرقية الذين يدخلون في وظائف حكومية و لا يتعدى عملهم اكثر من حمل اللقب و التوقيع على العقود الحكومية او يقتصر نشاطاتهم على كتابنا المؤرخ و كتابكم المرقم. معظم الالمان سواء كانوا مهندسين او عمال فنيين مدمنين على القيام بجميع التصليحات في البيت بانفسهم و اذا دعت الحاجة يراقب المواطن الالماني العامل المختص مرة واحدة ليتعلم منه مستقبلا و يستغني عنه.
ثانيا تقليص الميزانية العسكرية و عدم الالتهاء بالامور العسكرية واعطاء الشباب مساحة اكبر للاعتماد على النفس و تحمل المسؤولية و عدم الزامهم على اداء الخدمة العسكرية و اعطائهم خيار القيام بالاعمال الخيرية بدلا عن الخدمة العسكرية و التركيز على صناعة الاسلحة العسكرية و الطائرات و الدبابات بهدف بيعها. اصبحت المانيا بذلك قزما عسكريا و منتجا لاحدث الاسلحة الحربية في آن واحد. الميزانية العسكرية العالية كفيلة بتحطيم اقتصاد البلدان.
ثالثا نظرا لان الدولة و الحكومة تعيش فقط من الضرائب ينعدم الاعتماد على اموال الدولة والوظائف الحكومية التي تعود على الكسل و تقتل الابداع و تزيد من سمنة الموظفين.
رابعا كثرة تفشي المنافسة بين الشركات من ناحية و العمال و المتسخدمين و الموظفين من ناحية اخرى على الوظائف و الميل الى القيام بالاعمال الحرة و دراسة السوق و محاولة التفوق على الاخرين يجعل الابداع الوسيلة الوحيدة للبقاء في سوق شرس يتطلب الابداع المستمر و يحتاج الى تقسيمه و ايجاد فرص عمل جديدة بشكل مستمر.
خامسا رفع القيود الدينية و الاجتماعية عن الحرية الجنسية عدم الالتهاء بالمسائل الجنسية بسبب الحرمان الجنسي او التسرع بالزواج واطلاق طاقات المرأة و مشاركتها في العمل وثقتها بنفسها بانها قادرة ان تقوم بجميع الاعمال التي يقوم بها الرجل ليس فقط في المصنع و الدائرة و لكن ايضا في البيت. و لكن المرأة الالمانية لم تشارك فقط بعلمها بينما ايضا بجمالها الطبيعي و بشكل غير مباشر في تسويق جميلاتها الى جميع انحاء العالم سواء كانت مسابقات الجمال او رغبة الرجال من دول اوربا الجنوبية و البلدان الشرقية الغنية بالنفط في قضاء العطلة الصيفية في احضان جميلة المانية او الاستفادة من خدماتها في تسويق البضائع و السلع الاقتصادية و انتاج الافلام الجنسية. لا يمكن اهمال هذه الناحية التي لا تتطرق اليها كتب الاقتصاد و لكن فرص المرأة تزداد بشكل كبير في الحصول على العمل مهما كانت نوعها اذا كانت جميلة. اصبحت الاوربية الشمالية بذلك موديل و مقياس للجمال في العالم.
سادسا النظام التعليمي و المهني والمدرسي و الجامعي الذي يركز على الانتاج و السوق و البحث المستمر و زيارة ارباب العمل للجامعات و تعاونهم مع الجامعات لوضع مناهج دراسية ترمي الى تلبية احتياجات السوق من المهارات. هناك ايضا مدارس مهنية لمساعدة العاطلين على تعلم حرفة اخرى عند البطالة. سابعا الادارة و التنظيم و احترام القوانين و الالتزام بها في جميع نواحي الحياة لتفادي الهوسة اضافة الى تهيئة مراجع لتنظيم العلاقات الاجتماعية و حل الخلافات.
ثامنا الثروة البشرية الهائلة في بلد صغير جغرافيا يثبت ان الطاقة او بالاحرى الثروة البشرية اهم من الثروات الاخرى لانه ما الفائدة من الثروات الطبيعية اذا لم توجد مقابلها ثروة بشرية تستطيع استعمالها و الاستفادة منها. اما اذا انعدمت الثروات الطبيعية فيتحول التركيز على الاهتمام بالطاقة البشرية مما يساعد على الابداع و التفوق في جميع المجالات للتعويض عن الثروات الطبيعية والتفوق على الاقتصادات العالمية الاخرى.
تاسعا البحث و التطور المستمر personnel development programs و انشاء مراكز خاصة لهذا الغرض واكتشاف القابليات بشكل واقعي و انعدام الفساد و الواسطات نسبيا.
عاشرا عدم الالتهاء بالامور الدينية و الغيبيات و التركيز على مشاكل الدنيا وعدم الالتهاء بالمسائل القومية و الوطنية و الهتافات او بالاحرى الفقاعات النارية.
اخيرا لربما الجو المعتدل و قلة التراب في الجو يساعد على النشاط و الحركة اكثر من حرارة البلدان الشرقية و لكن برد الشتاء بالتأكيد لا يساعد دائما على العمل.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحوار المتمدن و ترجمته الانجليزية
-
ام الكتاب 2
-
أم الكتاب
-
اسوء من العبودية
-
دور الاسماء و النصوص في التضليل
-
العنصرية في الثقافة الشرقية الاسلامية الحالية
-
ضحايا ظاهرة Hypercorrection
-
مسلم غصبا عنك
-
الاسم القبطي لشركة Adobe العالمية Etymology 7
-
تبادل الادوار بين الانسان و الآلة
-
الفرقان في القرآن Etymology 6
-
المراحل البايولوجية لولادة التسميات و ادوارها Terminology 5
-
مشكلة التعريف Terminology 4
-
خاتم الانبياء Etymology 5
-
صدق الله العظيم Etymology 4
-
وما على الرسول الا البلاغ Communication
-
ذبذبة المفردات Lexicography 14
-
الفخر وزخرفة الالقاب
-
مطبخ العربية الرسمية Lexicography 13
-
عنصرية و عقدة الفصحى Lexicography 12
المزيد.....
-
-خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس
...
-
أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
-
أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
-
قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
-
السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب
...
-
نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات
...
-
اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ
...
-
تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري
-
للمرة الثانية في يوم واحد.. -البيتكوين- تواصل صعودها وتسجل م
...
-
مصر تخسر 70% من إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر
...
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|