أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - 2-2 من هم ال?يشمر?ة في كردستان العراق؟ لِمَ تشكلت ميليشيا مقتدى الصدر؟ ومن هم المنخرطون فيها؟















المزيد.....

2-2 من هم ال?يشمر?ة في كردستان العراق؟ لِمَ تشكلت ميليشيا مقتدى الصدر؟ ومن هم المنخرطون فيها؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 949 - 2004 / 9 / 7 - 10:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان الهدف الذي تشكلت من أجله وحدات ال?يشمر?ة القتالية منذ إعادة تنظيمها وزجها في النضال في النصف الثاني من السبعينات هو مقارعة النظام الدكتاتوري لحزب البعث العربي الاشتراكي العفلقي وأجهزته القمعية التي سلطت على الشعب العراقي عموماً والشعب الكردي خصوصاً حقدها وكراهيتها, وخاضت المعارك الكثيرة والكبيرة في تلك الفترة. وقد فقدت ألوية (هيزات) وسرايا وفصائل ووحدات ال?يشمر?ة, وبضمنها حركة الأنصار الشيوعيين, الكثير من المناضلين الشجعان في تلك المعارك, ولكن لم تهبط عزيمتها وواصلت النضال, وكانت تقف في طليعة الشعب العراقي وطليعة المناضلين ضد النظام الدموي الاستبدادي الذي تسبب في قتل وموت أكثر من مليون ونصف مليون إنسان عراقي, إضافة إلى أكثر من 600 ألف طفل ماتوا بسبب نقص التغذية ونقص الأدوية والأمراض الكثيرة التي انتشرت في العراق خلال فترة الحروب اللعينة التي خاضها أو تسبب بها النظام. لم تكن حياة ال?يشمر?ة رغيدة أو هانئة وهادئة, بل كانت صعبة وخشنة وفي حركة دائبة وكانت معرضة في كل لحظة إلى خطر الموت, إذ كانت مختلف وحدات الأمن والشرطة والجيش والجحوش وعصابات الغدر المختلفة تطارد ال?يشمر?ة في كل مكان وتعاقب عائلاتهم بكل السبل الممكنة, وخاصة في الفترة التي كانت السلطة تهيئ لمجازر الأنفال الدموية حيث استخدمت في وقت مبكر السلاح الكيماوي ضد ال?يشمر?ة حتى قبل استخدامه في حلب?ة. ورغم كل ذلك حافظت قوات ال?يشمر?ة على معنوياتها العالية وكانت السعادة تغمرهم زوهم يناضلون في سبيل قضايا عادلة وإنسانية تمس الشعب العراقي عموماً والشعب الكردي على وجه الخصوص. هذه هي قوات ال?يشمر?ة المناضلة في سبيل عراق ديمقراطي وحق الشعب الكردي في تقرير مصيره بكل حرية. فهل يمكن مقارنة هذه القوات المناضلة مع المليشيات التي تشكلت في أعقاب سقوط النظام كمليشيا مقتدى الصدر؟ من الخطأ الفادح إجراء مثل هذه المقارنة أو حتى المقاربة بينهما, ابتداءً من طبيعة القوى وبنيتها ومهماتها وانتهاءً بأهدافها من جهة, وطبيعة القوى التي كانت تتوجه النيران نحوها, أي العدو الذي تقارعه من جهة أخرى.
لهذا فأنا لست بصدد المقارنة بين قوات ال?يشمر?ة وميليشيا مقتدى الصدر, إّذ ليس هناك أي وجه مقارنة بينهما, كما أن من الخطأ إجراء مثل هذه المقارنة. وستجد القارئة الكريمة كما سيجد القارئ ذلك عند التعرف على طبيعة ميليشيا مقتدى الصدر من خلال محاولتي الإجابة عن السؤالين التاليين. فبعد أن عرفنا من الحلقة الأولى طبيعة ومهمات وأسباب تشكيل ال?يشمر?ة, فما هو سبب تشكيل مليشيا الصدر أو "جيش المهدي"؟ ومن هم الأفراد الذين انخرطوا في هذه المليشيا؟
بعد سقوط النظام وإعلان احتلال العراق لم يكن هناك أي حديث عن وجود مليشيا مقتدى الصدر أو ما يطلق عليه جزافاً واعتداءً ب "جيش المهدي". ولكن, وبعد مرور عدة شهور ومع الانتهاء من تشكيل مجلس الحكم الانتقالي والحكومة المؤقتة بمشاركة أبرز الأحزاب السياسية العراقية التي وقفت ضد نظام صدام حسين, وبعد أن استبعد مقتدى الصدر من عضوية مجلس الحكم الانتقالي, بغض النظر عن صواب أو عدم صواب هذا الاستبعاد, وجد الرجل نفسه بعيداً عن المشاركة في الحكم وعن الأضواء والتأثير, في حين أن عائلته قد تحملت الكثير من التضحيات في فترة النظام الاستبدادي.
يتبع السيد مقتدى الصدر المرجعية الدينية لآية الله العظمى السيد كاظم الحسيني الحائري الكربلائي المقيم حالياً في إيران, الذي يعمل وفق خط قريب من خط إيران, الذي يستند إلى ولاية الفقيه بعكس التقليد الشيعي العراقي الذي لا يأخذ بولاية الفقيه أساساً, ويعتبر أن للدين أناسه وللدولة أناسها, وهو مبدأ سليم عموماً إذ أنه يستند إلى مبدأ الفصل النسبي بين الدين والدولة لحماية الدين والمذاهب وأتباعها من تدخل الدولة الذي عانت منه المذاهب العراقية كثيراً عبر مئات السنين المنصرمة. ويعتبر الحائري الشخصية المؤثرة على مقتدى الصدر وعلى مواقفه واتجاهات نشاطه ودوره الفكري في تأسيس جيش المهدي. وهو المرجعية التي يتبعها مقتدى الصدر ويستند إلى الفتاوى التي يصدرها هذا المرجع الديني المقيم في إيران. ويعتبر مقتدى الصدر احد أتباع ما يطلق عليه بتيار الصدر مجازاً وجزافاً, إذ أنه في حقيقة الأمر تيار الحائري الذي ترتبط به مجموعة من رجال الدين الشيعة التي أغلب أفرادها أكبر عمراً وأكثر تقدماً من ناحية العلم الديني للمذهب الشيعي من الصدر ذاته ومنهم على سبيل المثال لا الحصر عبد الهادي الدراجي.
كان سعي السيد الحائري قد اتجه صوب بذل أقصى الجهود من أجل دفع وتوسيع قاعدة المؤيدين لتياره الفكري والسياسي في العراق باستخدام رجال يتبعونه ويؤيدون خطه المتطرف في إطار المذهب الشيعي الجعفري. وكان عليه أن يستخدم هؤلاء الأتباع لهذا الغرض, وكان يعتقد بأنه سيمارس نفس الطريقة ومن المنفى الإيراني ليعود إلى العراق كما عاد السيد الخميني إلى إيران من منفاه في العراق وفرنسا, وكان لا بد له من الوصول إلى ذلك العمل من أجل:
• العثور على شخصية عراقية تلتزم فكر الحائري وسياساته في العراق نصاً وروحاً وتتبع توجيهاته.
• أن يكون الشخص شاباً قادراً على التأثير في جمهرة واسعة من الشباب الشيعي في العراق وتعبئتهم حول خطه الفكري والسياسي الطائفي.
• وأن يتمتع بموقع ديني واجتماعي متميز يساعده في الوصول إلى جمهرة واسعة من أتباع المذهب الشيعي الجعفري.
ووجد السيد الحائري هذه الخصائص متوفرة في السيد مقتدى الصدر. فهو من أتباعه المخلصين أولا, وما يزال شاباً يافعاً ومتحمساً لأفكاره وفتاويه وممارساته ثانياً, وقليل الخبرة والمعرفة بالعمل السياسي والقضايا الدينية, وبالتالي سيكون رجلاً سهل الانقياد ثالثاً, كما أنه من عائلة دينية ومرجعية محترمة, وأن لهذه العائلة رصيد في المناطق التي يشكل أتباع المذهب الشيعي الجعفري أكثرية السكان, وخاصة في وسط وجنوب العراق, رابعاً.
لقد كان لمقتدى الصدر أتباع, وهم بالأساس أتباع الشهيد الراحل والده. وبعض هؤلاء الأتباع توجهت له تهمة القاضي العراقي باغتيال رجل الدين المتحرر السيد عبد المجيد الخوئي, إضافة إلى السيد حيدر, سادن الحضرة الحيدرية في النجف, وأصدر أمراً باستدعاء الصدر وبعض أتباعه للتحقيق بالحادث المروع حينذاك.
بدأ السيد الصدر بتشكيل ميليشيا خاصة به تتكون بالأساس من الرجال, ولكن توجد بجوارها مجموعات من النساء المرتبطات بمليشيا الصدر لأداء مهمات معينة في إطار الفعاليات التي تقوم بها. وقد شاهدنا مسيرة لهذه المجموعات في بغداد في العام الماضي التي استهدفت استعراض القوة وتحفيز النساء على الانتساب لهن.
تم تشكيل هذه المليشيا من قبل السيد الصدر ومجموعة من رجال الدين المقربين وبفتوى دينية من السيد الحائري, كما حدد الحائري رجلاً بالاسم ليقود ويتحمل المسئولية المباشرة لهذه المليشيا والمجموعة القيادية التي تلتف حول الصدر وحول المركز القيادي للميلشيا. وقد تشكلت هذه المليشيا للأسباب التالية:
1. خوض منافسة مباشرة وعملية مع فصائل الأحزاب السياسية الإسلامية القائمة في العراق والمشاركة في مجلس الحكم الانتقالي بهدف تقليص نفوذها وتأثيرها في الأوساط الشيعية وتحويل قاعدتها الشبابية المتحمسة إلى قواعد ميليشيا الصدر..
2. السيطرة على الحوزة العلمية في النجف تدريجاً من خلال الفعاليات التي تقوم بها ميليشيا الصدر وفرض الأمر الواقع على المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد علي السيستاني. وأمكن فعلياً الاستيلاء على الصحن العلوي وعلى المفاتيح التي كانت لدى السيد حيدر عند مقتله مع السيد الخوئي.
3. السيطرة الفعلية على الشارع الشيعي في العراق, سواء أكان ذلك في بغداد أم البصرة أم النجف وبقية المدن التي غالبية سكانها تتبع المذهب الشيعي الجعفري. وهي مهمة أساسية باتجاهات عدة: أ) إبراز القوة وفتل العضلات وتهديد غير الأتباع؛ ب) إقناع الشباب بأهمية وفائدة التحاقهم بمثل هذه القوة المسلحة وإثارة الحماس فيهم؛ ج) إضعاف قوى الإسلام السياسي الشيعية المعتدلة في الساحة السياسية العراقية.
4. المواجهة مع مجلس الحكم الانتقالي والحكومة المؤقتة بهدف إضعاف موقفها وإبداء المعارضة لها وتعبئة الناس حول شعار أساسي قادر على تعبئة الناس, "ضد الوجود الأجنبي في العراق وضد مجلس الحكم الذي نصب من قبل القوات الأجنبية". ولكن المعركة الحقيقية والفعلية كانت ضد القوى السياسية العراقية التي لم تسمح له بدخول اللعبة السياسية المباشرة.
5. الرغبة في مواجهة النشاط المتزايد لقوى الإسلام السياسي السنية التي برز نشاط جماعات مختلفة منها بهدف فرض نفسها على الوضع, إذ أن بعضها كان قد خسر مواقعه مع سقوط النظام وخشية تصاعد نفوذ الشيعة في الحكم وفي العراق عموماً ومن مواقع طائفية تماماً ومن الجانبين.
6. وكان الهدف المركزي من تشكيل مليشيا الصدر هو الآتي: السيطرة الفعلية على الحكم في العراق لضمان:
أ?. هيمنة التيار الإسلامي المذهبي الشيعي على الحكم وممارسته فعلياً كمذهب رسمي للدولة, كما هو الحال في إيران.
ب?. إبعاد الأحزاب والقوى المدنية أو العلمانية من الحكم ومن الساحة السياسية العراقية.
ت?. منع حصول أي تطور باتجاه الديمقراطية وحقوق الإنسان وفق اللائحة الدولية وما تتضمنه من إشكاليات ترفضها القوى الإسلامية السياسية المتطرفة, سواء أكانت سنية أم شيعية.
ث?. منع وصول القوى المدنية إلى الحكم التي تناضل من أجل أن يتمتع الشعب الكردي بحقوقه القومية العادلة والمشروعة ومنها الفيدرالية الكردستانية, التي هي حقيقة قائمة لا يمكن ولا يجوز تجاوزها بأي حال ومن أجل مصلحة الشعبين العربي والكردي وبقية القوميات في العراق.
ج?. تعزيز العلاقة مع إيران وإعطاء دفعة جديدة للمذهب الشيعي في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط وتشكيل محور مهم في هذا الصدد يمتد من إيران إلى العراق فالبحرين والسعودية ومروراً عبر سوريا ولبنان ...الخ.
ومن أجل تحقيق هذه الأهداف اصدر الحائري الكثير من الفتاوى التي تسمح لميليشيا مقتدى الصدر بشكل مباشر أو تفسيراً واجتهاداً بممارسة ما يلي:
1. استخدام العنف وممارسة مختلف العمليات العسكرية, سواء أكانت عمليات انتحارية أم تفجيرات أم قتل أفراد أو مهاجمة معسكرات بما في ذلك الجيش والقوات المسلحة العراقية.
2. استخدام جميع الوسائل الممكنة التي من شأنها نشر الرعب في صفوف الناس باتجاه فرض وجودهم وممارستهم لبعض البدع المعروفة لدى المتطرفين جداً من أتباع المذهب الشيعي والمغالين في ممارستها.
3. إقامة المحاكم الشرعية وإصدار الأحكام بحق المخالفين لما يعتبرونه شرعاً في تفسيرهم للدين والمذهب والشرع.
4. قبول المساعدات من الخارج والداخل لتعزيز مواقع ميلشيا الصدر, سواء أكان أموالاً أم رجالاً أم أسلحة.
5. التوجه ضد أصحاب الأديان والمذاهب الأخرى بهدف إبعادهم عن المدن التي فيها أكثرية شيعية لجعلها محتكرة لهم, وبأمل إخراجهم من العراق كله. وكانت الحملة موجهة ضد المواطنات والمواطنين من أتباع الديانة المسيحية والديانة الصابئية المندائية.
6. هدر دم جمهرة واسعة من البعثيين كما ورد في فتوى الحائري التي أصدرها في عام 2003.
7. استخدام العتبات المقدسة مواقع للانطلاق منها في عملياتهم وتكديس الأسلحة فيها واستخدامها دروعاً لحماية أنفسهم, تماماً كما حصل خلال الأسابيع المنصرمة في النجف والكوفة.
8. ولا تتورع ميليشيا الصدر عن القيام بعمليات النهب والسلب لوضعها تحت تصرفها بحجة أنها لصالح الحركة, إضافة إلى عدم تورعها عن الكذب أو المبالغة لنفس الهدف مع دفع كفارة عن ذلك إن استوجب ذلك شرعاً!
ويمكن للهجمات التي كانت أو ما تزال تشن ضد الشرطة العراقية أو القتلى الذين وجدوا في غرفة محكمتهم الشرعية في النجف أو تخريب وإشعال الحرائق في خطوط أنابين النفط في الجنوب أن تؤكد ما أوردناه في أعلاه. من هنا يتبين لنا بأن ميليشيا الصدر تتبع مبدأ "الغاية تبرر الواسطة", كل واسطة, إذ لا تتورع عن الإقدام على كل ما يسهم في وصولها إلى ما تريد, ولو كان على جثث الضحايا من الناس الأبرياء أو على خراب المدن..
والآن لا بد لنا من التطرق إلى السؤال الأخير, وأعني به من هم أفراد ميليشيا مقتدى الصدر؟
إن القراءة المدققة والمسئولة لأهداف ومهمات وأساليب وأدوات عمل وأفعال ميليشيا مقتدى الصدر خلال الأشهر المنصرمة تؤكد ما يلي:
إن بنية هذه الميليشيا لا تبتعد عن القوى التالية:
1. جماعة من رجال الدين وطلبة العلوم الدينية التي درست على يدي الشهيد الراحل السيد محمد صادق الصدر, وأغلبها التحق بمرجعيته السيد الحائري حالياً. وبعضهم مخلص لما يقوم به بغض النظر عن مدى اتفاقنا معه أو معارضتنا له. وهو اتجاه في الغالب الأعم متطرف في تفسيره للمذهب الشيعي وفي رغبته في السيطرة على الحكم وممارسة سياسة ضاغطة وثقيلة على المجتمع وذات مضامين استبدادية.
2. جماعة من أتباع السيد محمد صادق الصدر التي تحولت إلى مبايعة بعض أتباعه من رجال الدين بعد استشهاده, وهي جمهرة من الفلاحين والكادحين في المناطق الفقيرة من العراق مثل مدينة الثورة ببغداد أو الشعلة أو في محافظات القطر التي أغلبية سكانها من الشيعة,, وهي في الغالب جماعة بسيطة فكرياً وفقيرة ومعوزة اجتماعياً ومعيشياً والغالبية منها أمية تنفذ ما يقال لهم وما يراد منها دون تفكير.
3. جماعة من البعثيين من أتباع المذهب الشيعي التي وجدت في ميليشيا الصدر ملاذا ومكاناً لها لممارسة الأفعال الإجرامية التي يمارسها البعثيون مع الجماعات السنية في مدن الفلوجة والرمادي والأنبار والموصل وتلعفر وكركوك ..الخ.
4. جماعة من الأسرى التي قضت فترة عصيبة في إيران وعادت إلى العراق في فترات مختلفة وهي معادية للبعث, ولكنها تعرض لغسل الدماغ بشكل منظم ومبرمج ولسنوات كثيرة أثناء وجوده في الأسر في إيران وحشيت بأفكار واتجاهات دينية ومذهبية متطرفة, وجدت في ميليشيا الصدر مكاناً آمناً لنشاطها وحصولها على المركز الاجتماعي والرزق من عطايا ومساعدات مقتدى الصدر التي تصله من مختلف الجهات.
5. جماعات غير كبيرة, ولكنها مدربة جيداً, من أتباع الحرس الثوري الإيراني والأمن والقوات المسلحة, وكذلك بعض المتطوعين الإيرانيين المدفوعين بزخم المذهب الشيعي للمشاركة في "تحرير العراق!" وجعله تحت حكم القوى الدينية الشيعية.
6. جماعة من المرتزقة والمجرمين ممن أطلق صدام حسين سراحهم والتحقوا بالمليشيا ليمارسوا ذات الحرفة ولكن تحت غطاء ديني .
إن ما حققته مليشيا مقتدى الصدر والكثير من الجماعات الإرهابية ذات الهوية الإسلامية السياسية المتطرفة وأتباع وفلول البعث الصدّامي خلال الفترة المنصرمة وعبر نشاطاتها الدموية يمكن تلخيص بعضها فيما يلي:
• إشاعة الفوضى والعنف في البلاد وإشاعة عملية القتل في كل مكان وبأساليب فردية وجماعية.
• تعطيل عملية إعادة إعمار العراق وإنجاز مشاريع جديدة للتنمية تحتاجها جماهير الشعب في كل مكان. ويمكن أن تقدم أوضاع مدينة الثورة البائسة نموذجاً للواقع الذي ساهمت به هذه المليشيا, إضافة إلى جرائم النظام بحق هذه المدينة الكادحة.
• خسارة مئات الملايين من الدولارات بسبب الخراب الذي لحق بالبلاد وإشعال الحرائق في أنابيب النفط الخام.
• تعطيل قدرة الشعب العراقي على التمتع بمنجز إسقاط النظام الدموي والتمتع بالحرية والديمقراطية بأبعادها الحقيقية ومضمامينها الأساسية.
• إشاعة المزيد من المشاعر والغرائز والتقاليد والعادات العشائرية والطائفية البالية وغير العقلانية في المجتمع.
• محاولة التثقيف في الأوساط الشيعية ضد الحل الديمقراطي الوحيد للقضية الكردية, حق تقرير المصير واختيار الفدرالية الكردستانية التي يمكن أن تثير المشكلات, بدلاً من المشاركة الفعالة في دعم الحل المنشود.
• الترويج ضد حقوق المرأة كما هو وارد في لائحة حقوق الإنسان.
• وأخيراً تعطيل عملية جلاء القوات الأجنبية من العراق, وهي المهمة التي تدعي كل هذه القوى بأنها تناضل في سبيلها, فما دام الإرهاب مستعراً وما دام العراق غير هادئ, لن تخرج القوات الأجنبية من البلاد, وهو أمر كان وما زال معروفاً للجميع.
هذا هو الواقع, فهل بعد هذا يمكن المقارنة بين ال?يشمر?ة وبين ميليشيا مقتدى الصدر. لقد سرق مقتدى الصدر دون أي رادع ديني اسم المهدي ليضفي على ميليشيته الاسم الذي يحمل قدسية خاصة لدى أتباع المذهب الشيعي, حيث ينتظر المؤمنون من الشيعة ظهوره في آخر الحياة الدنيا ليقضي على الظلم والظالمين! لا يجوز إجراء تلك المقارنة بأي حال من الأحوال, ولا يمكن حتى التفكير بإجراء اية مقارنة بينهما.
برلين في 5/09/2004 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1-2من هم ال?يشمر?ة فی كردستان العراق؟
- !حوار مع مضامين رسالة السيد حلمي حول اغتيال الأساتذة في العر ...
- أين تقف حكومة قطر من مصالح الشعب العراقي؟
- لنناضل سوية ضد جرائم اختطاف واغتيال الأساتذة والصحفيين الأجا ...
- هل انتهت مشكلة مقتدى الصدر أم بدأت لتوها؟
- نحو تغيير جذري في واقع ودور وحياة المرأة العراقية
- !لنتذكر جميعاً, مع تصاعد الإرهاب, خطط صدام حسين لمواجهة الأو ...
- هل من علاقة بين الإرهاب في العراق وارتفاع أسعار النفط الخام ...
- !حوار مع الأخ الفاضل زهير الزبيدي حول مواقف إيران إزاء العرا ...
- مرة أخرى حول مواقف إيران من الوضع الراهن في العراق؟
- هل لم يعد مقتدى الصدر حراً في قراراته أو حتى في تصريحاته؟
- من المستفيد من الحسابات الخاطئة للعقلية السلفية المتطرفة لمق ...
- موضوعات للمناقشة في الذكرى الخامسة والعشرين لانتهاء مذابح ال ...
- هل سياسات الولايات المتحدة في العراق في قفص الاتهام؟ وما هي ...
- أين تكمن مشكلة الدكتور أحمد عبد الهادي ال?لبي في العراق؟
- من يخدم الصدر عبر فعاليات جيش المهدي وعمليات المغامرة العسكر ...
- شكر وتقدير وعتاب في كتاب لمحات من نضال حركة التحرر الوطني لل ...
- هل الصداميون من البعثيين والمتطرفون من المسلمين العراقيين يت ...
- ما هو موقفي إزاء المسألة القومية ومنها المسألة الكردية ومن س ...
- تَبَّاً لكل المجرمين القتلة, تَبَاً لكل أعداء الشعب العراقي! ...


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - 2-2 من هم ال?يشمر?ة في كردستان العراق؟ لِمَ تشكلت ميليشيا مقتدى الصدر؟ ومن هم المنخرطون فيها؟