|
ميزان الديمقراطية
حليم كريم السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 949 - 2004 / 9 / 7 - 09:45
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
ميزان الديمقراطية ان المتتبع للوضع العراقي بعد سقوط الطاغية ونظامه القذر يجد وضعا معقدا بكل المفاهيم وايجاد مثل هذه الحالات مرهون بالتخبط في السياسة الامريكية اولا وفي تغير المفاهيم وفق المقايس لكل فئة بما تشتهي .. ففي علم السياسة يؤكد لنا فقهاؤها ان المعارضة القويه في اطر الكيانات السياسية في اي بلد هي دليل على ديمقراطية تلك الكيانات.. يبدو هذا التعريف للوهلة الاولى بانه تعريف شمولي وفق مقايس عامة.. لو راجعنا مفاهيمنا البسيطة للديمقراطية نجدها بابسط حالة لها هي استيعاب الطرف الاخر للعمليه البنائية في اطار اي هيكلية تنظيمية والدولة هو احد هذه الهيكليات الذي لابد من وجود الرائ والرائ الاخر لكي يكتمل البناء الديمقراطي ووجود المعارضة القوية في الاركان السياسية ماهو الا احد اهم ركائز البناء في اي دولة لحمايتها من الانزلاق في وحل الفكر الشمولي الاوحد الذي عانت منه الشعوب طيله القرن المنصرم متمثلة بالفكر الشيوعي في الاتحاد السوفيتي السابق وما جلب من الكوارث للعالم وللشعوب السوفيتيه انذاك ومرورا بنظام البعث الفاشي في العراق وهو ليس اخر هذه الانظمة في العالم وفي المنطقة.. وعندما اقول ان هذه المفاهيم قد تغيرت في ظل التواجد الامريكي والتداخلات الاجنبية بصورة عامه في الوضع العراقي انما استند في ذلك الى ماهو واقع فعلا .. ففي الوقت الذي جاءت به النظرية الامريكية من دمقرطة المنطقة انطلاقا من العراق .. وبما ان مفهوم الديمقراطية كما يبين فقهاء السياسية هو الركن الاساسي للبناء نجد ان هذا المفهوم اول ما اسس عليه هو هدم كل شئ مبتدءا بالبنية التحتية ومنتهيا بالانسان العراقي وذلك بتظليله بمفاهيم مارسها على فطرته السليمة بطرقها الصحيحة واوهموه ان الديمقراطيه هي انما للنخب وليس للعامه من الناس.. والا فماذا يعني للعراق ان تكون المعارضة قوية ومن هي المعارضة وفق المفهوم الذي اشرنا اليه في عملية البناء فللنظر في الواقع في الساحة الان ونميز هذه المفاهيم وقبل ان استرسل في ذلك اسال فقهاء السياسة وعلى راسهم الساسة الامريكان الذي مهدوا لهذه الديمقراطية في العراق الجديد والذي يريدوا ان يؤسسوا لها في المنطقة .. هل من اليقراطية ان يكون المعارض القوي الذي ترتكز على قوته عملية البناء في اي هيكلية يمكن ان يكون من خارج تلك الهيكلية .. يعني هل يحق لي انا العراقي ان اعترض على قرار سياسي يتخذه طرف سياسي في مصر على سبيل المثال يختص بالواقع المصري على وجه التحديد واذا كان الجواب ب.. لا فاذن كيف ننظر الى الواقع السياسي العراقي وفي اي ميزان نضعه .. ان المعارضة القويه الان في العراق تتجزا الى ما يلي, اولا.. قوى ارهابية تقوم بعمليات القتل والخطف وتدمير في البناء المدني للعراق مدعومة من التيارات السياسية التالية ... حزب البعث بفكره الشمولي .. هيئة علماء المسلمين .. جيش مقتدى.. ثانيا .. قسم من الحركات التي لم تشارك في ادارة الدولة ومنها حركات تم تاسيسها بعد سقوط النظام الطاغي .. ولو رجعنا الى التعريف الديمقراطي ووضعنا القوى المعارضة من الفئه الاولى اين نضعها في الميزان فحزب البعث الفاشي وازلامه الذين يريدوا ان يمارسوا اليوم العملية الديمقراطية هل ينطبق عليهم شروط العمل الديمقراطي وهم من دعاة الحرب على كل فكر يدعو الى الحوار والمصالحة وما همهم الا الاستيلاء عل دفة الحكم وسوق الناس الى مجازر ومقابر حفاظا على كرسي يدر عليهم الاموال والقصور .. واما هيئة علماء المسلمين فستكشف لنا الايام ماهية هذه المجموعة وارتباطها بنفس الفكر البعثي متذرعتا ً بشعارات دينية هي اقرب للدجل منها لما يمت بالدين وبالاخلاق ففي الوقت الذي يدين فيه كل العقلاء من اصحاب الفكر في العالم عمليات الارهاب وقتل الابرياء تراهم يجدون المبرر الديني لهذه العمليات ويسندونها ويدعموها بكل ما امتلكوا من الهامش الديمقراطي المغلوط .اما جيش مقتدى فهذه هي المجموعة الاضعف بين تلك الحركات حيث تسيرها ايادي من خارج العراق وهي خارجه عن مفهوم الهيكليه المحلية وان كان جل اتباعها عراقيون مظلومون في النظام السابق ولكن الذي يحركها نفر معروف بارتباطاتة وهي بالتالي تصب في اغلبها من اتباع المخابرات البعثية وقد عرفها الكثيرين قبلي وفضحوها وفضحو ارتباطها وغاياتها .. ومن هذا نستشف ان هذه الفئات او سمها التيارات الذي يصفها المصنفون في العملية الديمقراطية بانها المعارضة القويه تصب كلها في تيار واحد جند نفسه لاعادة الفكر البعثي الشمولي المضاد للديمقراطية ..اما القسم الثاني وهو الحركات التي لم تدخل العملية الاداريه فعليها ان تثبت قوة تواجدها في الساحة اولا ومن ثم طرح برنامجها الواضح والذي يصب اساسا في عملية البناء لا التنافس غير الشرعي على المصالح الذاتية لافرادها ومريديها حتى تحتل بذلك الوضع الصحيح وفق الميزان الديمقراطي البسيط وهو اختلاف الرائ من اجل البناء.. من كل ما تقدم اما كان علينا ان نصحح ونفصح بان المفاهيم المغلوطة ناتجة عن تخبط سياسي امريكي يحاول ان يوفر لنفسه مناخ يستطيع ان يفرض فيه المفاهيم الذي يريدها مستفيدا من انعدام الامن الذي سهل له ومن الخلخلة في كيانية الدولة الذي اسس لها على اسس تغالط المفهوم الديمقراطي وعلى تشجيع التدخل الخارجي السافر في التعامل مع تاسيس دولة جديدة ونظام جديد يحدد له قوانين خارجة عن الارادة الشعبية الحرة .. وذلك بعرقلة اجراء الانتخابات الذي دعت اليها المرجعية الرشيدة في اول ايام التغير وفي الوقت الذي كانت فيه تلك التيارات الذي ذكرناها والتي تدعي انها معارضة سياسية خائفة مذعورة تبحث عن جحر يأويها وبعد ان مهدت لها السياسة الامريكيه من سبل الظهور والامن من العقاب على ما ارتكبت ايديها من تدمير وخراب في عراق ما قبل التغير واظهرتها على انها قوى معارضة مستندة الى اختلال ولخبطة المفاهيم الذي اشرت اليها ولكي تستكمل هذه العملية دعت الى رفع عقوبة الاعدام لكي تطمئنهم ومن ثم اعادتهم الى مراكزهم القيادية الذي كانوا يتمتعون فيها في زمن النظام المقبور بدعوى المصالحه وبدعوى الاستفادة من الكفاءه التي يتمتعون بها وكأن الكفاءات التي حاربوها وهجروها في كل بقاع الارض انتفت عنهم صفة المواطنة او انهم لا توجد فيهم كفاءة قادرة على معايشة الواقع العراقي الجديد .. فاي مفاهيم يمكن الان ان نتعامل معها .. هل هي مفاهيم السياسة الامريكية .. ام مفاهيم الفطرة العراقية السليمة ام مفاهيم فقهاء السياسة والقانون الشاملة والتي لاتعرف التمييز بين شعب واخر انما هي مفاهيم عامة يحكمها منطق العقل السوي ...
اذن باي ميزان نزن اليوم الديمقراطية في العراق افتونا يامن تريدوا لنا ان نعيش مثل عباد الله في بقاع الارض
حليم كريم السماوي
السويد
#حليم_كريم_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الليلة الجميله
-
ورود النرجس
-
أنـــــــا و المتنبي
-
اكشفوا عن انيابكم.. إنـــــــــا لكم
-
اظهر وبان…. فقد غاب الامان
-
مدينتي...عشيقتي
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|