أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ئارام باله ته ي - أعمامي البيشمركة يسألون عن فائض قيمة الثورة ؟














المزيد.....

أعمامي البيشمركة يسألون عن فائض قيمة الثورة ؟


ئارام باله ته ي

الحوار المتمدن-العدد: 3141 - 2010 / 10 / 1 - 21:07
المحور: القضية الكردية
    


أعمامي البيشمركة
يسألون عن فائض قيمة الثورة ؟

اعترضت الماركيسية على الرأسماليين استغلالهم لجهد العمال ، الذين بعملهم يرفعون من قيمة السلعة دون أن يكون لهم حصة في ذلك الفائض . و أن الربح كله يذهب لصاحب رأس المال وأن ما يحصل عليه العامل ليس القيمة الحقيقية لجهده و انما أجر زهيد .
لا نغوص في الماركيسية و تعقيداتها ، فكل ما نريد قوله أن من يشترك في صنع شئ لا يجوز أن يحرم من قيمة ذلك ( الشئ ) بقدر اسهامه في اجاده . سواء كان ذلك الشئ سلعة أو شركة أو لما لانطبق الأمر نفسه على (الثورة) ؟ .
ينقل الدكتور ( علي الوردي ) عن ( المقزيزي ) في هذا الصدد حادثة بالغة الدلالة . يذكرفيها أن ( أبا سفيان ) وجماعة من أشراف قريش كانوا يريدون الدخول على ( عمر بن الخطاب ) فلم يأذن لهم عمر ، لكنه أستقبل ( بلال الحبشي ، سلمان الفارسي ، صهيب الرومي ) فغضب أبو سفيان وقال ( يامعشر قريش أنتم صناديد العرب وأشرافها وشجعانها بالباب ، ويدخل حبشي وفارسي ورومي ؟ ! ) فرد عليه أحدهم ( يا أبا سفيان أنفسكم فلوموا ولاتلوموا أمير المؤمنين . دعي القوم فأجابوا ، ودعيتم فأبيتم ) . وكان عمر عند توليه مقاليد الخلافة وضع سياسته في شأن الأعطيات وقال ( لا أساوي بين من قاتل مع رسول الله ومن قاتله ) . لست (عمريا) لكن عمر يقدر بحق قيمة الثوار الذين وقفوا مع الثورة أيام محنتها ويرى الفرصة مؤاتية لتكريمهم أيام السلطة . على عكس (العباسيين) الذين أعدموا القائد العسكري لثورتهم بعد نفاذ صلاحيته . أرجوا أن يكون هذا المثال مدخلا توضيحيا ، ثم نسترسل بالكلام .
فالثورة كأي مشروع استثماري ، مع فارق المبدأ ، يمكن أن يدرعليك الأرباح أو تتعرض للخسارة في الرأسمال . الا أن أرباح الثورة هي في انتصار ارادتها و تغير ما ناضل الثوار ضده و وصولهم لسدة الحكم . في حين أن الخسارة في مفهوم الثورة تعني تقويض المشروع و تشتيت الثوار بين فئات تلقى حتفها و أخرى تنصهر في بوتقة النظام الحاكم ، واخرون يلوذون بالخارج و يقيمون فيها بقية أيام عمرهم . ما أود قوله هو الاتي : ان الأستثمار في مشروع الثورة مجازفة لا يقوم بها الا أصحاب القلوب القوية المؤمنون بقضية الثورة و مبادئها ، الساعيين الى تغير الواقع سواء كلفهم ذلك حياتهم أو ممتلكاتهم أو مستقبلهم أو راحتهم الشخصية . هذا في الوقت الذي يعادي فيه اخرون الثورة وكل قيمها لأنهم مستفيدون من السلطة الحاكمة ، مع بقاء بعض الفئات متربصة بالأحداث وانتظارهم الحسم ليعلنوا عن موقفهم ودون أن يشاركوا بالسلب أو الأيجاب في غمار الأحداث .
غالبا ما يقود الثورة ((الانتلجنسيا)) التي لديها نظرة لما تؤول اليه واقع الحياة بعد الثورة ، اذ أن نجاح أي ثورة تعني تغير الواقع الأجتماعي و الأقتصادي و السياسي . فعلى الثوار تغيرمعنى (القيم) في المجتمع لخلق حالة جديدة تتلائم مع الايدولوجيا التي ناضلوا وضحوا من أجلها . والا فأن تغير حزب بحزب أو أشخاص باخرين مع بقاء نفس ( قيم ) الحقبة السابقة لاتعتبر ثورة بالمعنى الشامل بقدر ما هو انقلاب و استغلال مقدرات الشعب من قبل فئة حلت محل الفريق الذي سبقه . بل أن الدكتور ( عبدالله العروي ) يذهب أبعد من ذلك ، عندما يصف الحزب الذي لايملك (ايديولوجيا) بالحزب الأنتهازي الظرفي الذي لايهمه سوى استغلال النفوذ والسلطة .

استرشادا بما سبق ما هو حال الثوار في كوردستان ؟ . هل غيرت ايديولوجيا الثورة التراكمات الثقافية التي كانت قائمة منذ عشرات السنين عندما تسلم الثوار السلطة ؟.
ان هؤلاء الذين قرروا اللحاق بصفوف الحركة التحررية الكوردستانية ، وضعوا نصب أعينهم التمتع بنسمات الحرية في يوم من الأيام اذا قدرت للثورة النجاح ، و ها هم اليوم يعيشون بحرية و أمان و سلام نسبي الى حد كبير في كوردستان . ما الذي يسخط منه الكثيرون من أعمامي البيشمركة ؟ . لماذا يشعر البعض منهم بأستلاب الكرامة ؟ .
ما أن وصل الثوار الى الحكم في كوردستان عام 1992 حتى ظهر الى السطح تحالف من نوع غريب بين العشائر و الأحزاب الكوردستانية ، ربما نتيجة لطبيعة المجتمع المنغمس في تقديس العشائرية . مع العلم أن هذه العشائر كانت ضد الثورة و موالية للبعث البائد . هذا الأختراق الذي حصل كان على حساب الثوار ، اذ أن فائض ( قيمة الثورة ) توزع بين المتنفذين في الأحزاب و الأرستقراطيين ، و فيما بعد انضمت اليهم البرجوازية الصغيرة و شبه الكبيرة . كان على الثوار اعادة هيكلة المجتمع وتغير بناه لكنهم لم يكلفوا نفسهم عناء ذلك وتسرعوا في انتخابات كانت كلمة العشيرة فيها هي الأقوى ، مما جعل الجميع يخطبون ودها ، وهنا يسأل البعض كنا نقاتل من؟ ومن أجل ماذا ؟ . وماالذي تغير بين الأمس واليوم ؟ . مادامت الحظوة لدى سلطة الثوار لأشخاص كانوا ذو مكانة أبان العهد المنصرم .
هذا التحالف أفرز أغنياء جدد و زاد الأغنياء السابقين غنى و ظهر هنالك أغنياء بالوكالة . في حين بقيت الفئات المهمشة دون نصير ، وبقى الكثيرون من (الثوار) في المعادلة الجديدة أرقام هامشية . فليست لديهم عصبية عشائرية قوية ، وليس كلهم في المواقع المتنفذة ولم تقدم لهم السلطة الجديدة مشاريع و فرص عمل حقيقية تتناسب مع سنوات نضالهم الطوال . كان أمام (الثوار) المهمشين فرصة أخيرة لأيجاد موطئ قدم في اللعبة الجديدة ، من خلال القيام بالتملق و النفاق و التطبيل و القيام بأعمال قذرة ، الا أن أغلبهم يرفضون تدنيس تاريخهم المشرف ، و بعد أن علمتهم الثورة العزة و الكرامة يأبون الذل و الهوان . فأخذ مكانهم بعض أشباه المثقفين المائعين الذين يروجون للوضع كما هو مطلوب منهم مع اضافة القليل من فذلكاتهم التي لاتقنع سوى من لا حول له ولا قوة . علما أن أمثال هؤلاء المأجورين يفعلون ذلك لكل سلطة وكل حين . أننا أمام عمليات شراء ذمم فاضحة في المجتمع الكوردستاني ، ولايدفع ضريبة ذلك الا الثوار البيشمركة الذين بكل حسرة يسألون اليوم عن فائض قيمة الثورة .

# نكمل في مقال قادم . لماذا يشعر الثوار بالأغتراب داخل سلطة الثورة ؟ .



#ئارام_باله_ته_ي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (3)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوردستان بين المدن الفاسدة والفاضلة
- بين حرق القران وحرق الأنسان في كوردستان
- الحرب المقدسة وحرق القران ومستقبل العلمانية
- الشيعة العلمانيون ( سنة ) !!
- كلام من حيز الجنون
- نحو نضوج العقل السياسي الكوردستاني
- قراءة واقع (البارتي) في ذكراه ال64 هل هرم الحزب وشاخ ؟
- قليل من المروءة والشهامة ياقوم
- العراق الطائفي المذهبي القومي
- صراع الحلفاء في أرض الغرباء
- تناقضات الشيخ الجليل !!
- ثقافة خرق القانون في العراق
- لماذا لايصبح المالكي رئيسا لوزراء أقليم بغداد ؟
- الحكومةالمقبلة فاشلة ( لايمكن تهميش الكورد )
- الأسلام والمعارضة السياسية (فترة الرسول)
- أفتنا ياولي الفقيه
- أيها الكورد لسنا سنة ولا شيعة
- نحو تشكل هوية جديدة في كوردستان
- هذا ما أخشاه في كوردستان
- لماذا لايستعين المالكي بليونيل ميسي ؟


المزيد.....




- القناة 12 العبرية: يومان حاسمان في مفاوضات صفقة الأسرى تزامن ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون لوقف الحرب وعائلات الأسرى تصف نتن ...
- رصاصات النزاعات العشائرية في ذي قار تصيب مدير شرطة واعتقال 2 ...
- آلاف الإسرائيليين يطالبون بإعادة الأسرى حتى على حساب وقف الح ...
- تونسيون يتظاهرون للمطالبة بوقف المجازر والتجويع في غزة
- آلاف البولنديين يتظاهرون في وارسو ضد الهجرة قبل أسبوع من الا ...
- مواجهات واعتقالات برام الله ومستوطنون يقتحمون البلدة القديمة ...
- والد أسير إسرائيلي يطالب بإجبار نتنياهو على وقف الحرب لإطلاق ...
- -اليونيسيف-: الخطط الجديدة لتوزيع المساعدات في غزة ستفاقم مع ...
- حكومة مالي تشن حملة دهم واعتقالات ضد قادة المعارضة


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ئارام باله ته ي - أعمامي البيشمركة يسألون عن فائض قيمة الثورة ؟