فراس الغضبان الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 3141 - 2010 / 10 / 1 - 20:01
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
مفارقة مضحكة وأنت تطالع في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى بين الحين والآخر تصريحات الوزير والناطقين باسم الوزارة وهم يتحدثون عن إستراتيجية متعددة الرؤوس للنهوض بواقع التعليم العالي الذي أصبح ( واطي ) ولم يستطع العجيلي العتيد من إنقاذه وتصحيح مساره .
فقد تحولت الجامعات أوكارا لاستقطاب كفاءات كاذبة وغسيلا للشهادات ومنحها بدون استحقاق وأصبحنا لا نجد صعوبة في إيجاد عملاء بل رؤساء جامعات وأقسام لا يمتلكون من الحد الأدنى من الخبرة العلمية والثقافة الأكاديمية ومؤهلهم الوحيد أنهم واجهات لهذه الكتلة أو ذلك الحزب .
ولعل إستراتيجيتهم الوحيدة المطبقة هي ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ) وهذا المبدأ يعمل فيه في الوزارة ذاتها المنشطرة نصفين غسيل شهادات لأبناء السنة وتزوير شهادات لأبناء الشيعة ويقف الوزير ما بينهما مساندا أو مباركا لان المهم إن يبقى كرسي الوزارة خيمة على الجميع .
إن هذه الإستراتيجية من مفرداتها الديمقراطية عودة المرقنة قيودهم وبما فيهم الغشاشين والمجرمين لمقاعد الدراسة لنيل الشهادة ليساهموا بتطوير زيادة التخلف في وزارت الدولة العراقية ، ومن آفاق هذه الإستراتيجية دعم أبواق ( اللوكية ) وصرف الملايين على منشورات تافهة تمجد الوزارة وتنشر صور الوزير .. وامتد الخراب الاستراتيجي حتى أصبحت الدراسات العليا سخافة رغم الحديث عن اختبارات اللغة ودور اللجان العلمية .. لان فرمانات الوزير ورشوة رؤساء أقسام الدراسات العليا هي فوق الجميع ، فحتى الذين تم ضبطهم من العمداء متلبسين بالرشوة مازالوا يمارسون فسادهم وبمواقع أصلية وبإسناد من بعض الكتل والأحزاب ..!
ولعل أكثر الظواهر شهرة هذه الأيام هي الجامعات المفتوحة التي تنتشر يافطاتها في كل مكان وعلى أبواب الكليات والجامعات وحتى على جدران وزارة التعليم نفسها ولم يجرؤ المفتش العام وأركان الوزارة إن يحركوا ساكنا من وقف هذه المهزلة والتي أصبحت لها مكاتب تتاجر في الشهادات في كل مكان وزمان .
فظلا عن وجود جامعات هزيلة تمنح شهادات مقابل أقساط مريحة ولا تتوفر فيها ابسط الشروط العلمية التي تتحدث عنها إستراتيجية الوزارة ، فجامعة الشامي وأخرى تابعة لأصحاب التكية الكزنزانية ومعهما معهد التاريخ العربي وما يسمونها بالأكاديمية العربية وأسماء أخرى لكليات تمارس كل يوم الدجل الأكاديمي وأمام أنظار الوزارة التي فشلت في إيقاف هذه المهزلة .
والعجيب في الأمر إن وزارة التعليم أصبحت تعترف بهذه الشهادات التي لم يعترف بها النظام السابق ، فأين دور الوزارة وإستراتيجيتها الشبحية .
#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟