أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسم السعيدي - الجيش الاسلامي .. والمطالبة بالفتوى














المزيد.....


الجيش الاسلامي .. والمطالبة بالفتوى


باسم السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 949 - 2004 / 9 / 7 - 09:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالأمس ظهر ملثمو ما يدعى بالجيش الاسلامي على شريط مسجل لاحدى الفضائيات يدعو هيئة علماء المسلمين باصدار فتوى تحرِّم عمليات الخطف كشرط لوقف تلك العمليات التي صار يدينها القاصي والداني ، المسلم وغير المسلم على حد سواء .
ويبدو أن التعليمات السرية التي تخرج من بين أوراق هذه الهيئة (الموقرة) تؤيد ، بل تحرض وتفتي بأعمال الخطف تلك ، وتدين بعضها علناً كما حصل مع الصحفيين الفرنسيين .
وكما هو معلوم فان اللوم والتقريع ،والاستهجان ، والاستنكار العربي والاسلامي والعالمي لهذه الجريمة المنظمة كشف عورة المجرمين ، ودعاة الارهاب المؤجهد (من كلمة الجهاد) ، وترك عريهم الأخلاقي وقبله الشرعي مكشوفين لكل ناظر ، مما حدا بهم الى القاء الكرة الى ملعب الهيئة التي تفتي نهاراً ما أمرت به ليلاً ، وكما هو معروف فان الذي يلقي باللائمة على شريكه لا ينجو هو بفعلته ،فقد حصل هذا الصدام الذي يروم به الخاطفون كشف الشركاء الحقيقيين ، هذا من جهة ، وربما من جهة اخرى تنازلت هيئة العلماء عن الفدية التي يطلبونها عادة ، مما أثار حنق (المجاهدين) إما لظنهم بأن الهيئة (لطشت) الفدية لوحدها ؟ ، أو لأن الذي لا يتعب ويخاطر لا يجوز له التنازل عن ( رزق وحقوق) الذي يواجه الرصاص ، وفي كلتا الحالتين فان البيان الذي أحرج الهيئة ، وأشار اليها باصابع الاتهام بل الادانة أسقط ورقة التوت عن الهيئة ، وعرَّى عمائم السوء التي يرتديها الخاطفون الذين يجيدون النحو والبلاغة فقط .
وربما يظن القاريء انني أبالغ في وصف السوء الذي أرميهم به ، ولكن دعوني أروي لكم ما يجري في إحدى مافيات الفلوجة (ما يدعى بالمقاومــة) :
تمتهن إحدى الفرق المسلَّحة والملثمة ضرب قوافل امدادات العدو الأمريكي المحتل الغاشم الكافر ، وطبعاً يغنم الـ(مجاهدون) ما ترك المحتلون ، ومن ضمن الغنائم التي تتركها القوافل المواد التالية ، الرز ، السكر ، الدهن ، وأسلحة ، ومواد أخرى ، بالتأكيد تكون الأسلحة من نصيب ال(مجاهدين) ، أما بقية الطبخة فتباع الى تجار في السوق العراقية بأسعار بخسة ، ليستفد منها التاجر ، ويفيد العباد ، وليس هذا محور اهتمامنا ، بل هنالك مواد عسكرية لا يمكن لأحد الاستفادة منها الا الجيش الأمريكي ، ومنها مادة سلكية على شكل أقفاص تدعى (هيسكو Hisco) يوضع فيها التراب لتصبح سواتر رملية تصد قذائف الـ آر بي جي والرصاص وشظايا الهاون عن الجنود ، كما وتمتص الطاقة التفجيرية للسيارات المفخخة ، والمهم في الموضوع أن الغنيمة من هذا القبيل تباع الى التاجر نفسه الذي يشتري المواد كافة ، ويعلم الـ(مجاهدون) أن لا سوق لهذا التاجر ليصرف المادة العسكرية فيه الا للقوات الأمريكية ، ويعلمون أنه يبيعها لهم ، ويستمرون هم بالـ(مقاومة) فالغنم ، فالبيع ، فالتجهيز عبر منافذهم الى ذات القوات الأمريكية ، برب اليهود والنصارى والاسلام ، هل هذه مقاومة ؟ ، أم انهم مجموعة قطاع طرق وتجار تهدف الى الربح من القوات الأمريكية ولكن بطريقة (السلاح)؟؟
أنا لا أستبعد أن الخلاف الذي دبَ بين الخاطفين وهيئة علماء الخاطفين هو خلاف عمل ( بزنس) حول أسلوب التسويق وانتقاد لنظرية العمل (لوجه الله) بلا ربح ولا هم يحزنون ، وردة فعل الملثمين يعني ( يا أخوتنا في الهيئة ، ان اسلوبكم هذا ... ما يوكِّل خبز .. وسيميتنا جوعاً ) وعندها كل منا سيذهب الى بيته .
فأنجدونا بسكوتكم ، أو فافتونا بالحرمة كي نترك هذه المهنة الى غيرها فتموتون جوعاً ... والعاقل يفهم .
بغداد 6/ أيلول



#باسم_السعيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تقدر الحكومة على الصمود ؟
- أي الاسلام .. هذا الذي يقبل بما يجري؟؟
- مخالب الأسد .. من بعبدا الى الدستور
- عدنان الزرفي..النموذج
- مسرح الطمأنينة
- الإسلام البوهيمي … والإسلام المحمدي
- هيئة علماء المسلـ(حـ)ين والشرطة
- الى الكتاب والنخب العراقية
- النجف الأسيرة ..فجعت مرتين
- الى الكتاب والنخب العراقية
- من اوراق الحرب بين مطرقة التحالف وسندان صدام
- محاكمة التاريخ لعبد الكريم قاسم
- ما بعد الانتخابات في ايران
- في اليوبيل الفضي للثورة الايرانية.. الانكفاء
- اصفاد ..المتوارث
- عاكف .. يطلق النارعلى العراقيين
- مجلس الحكم .. قرارت للمراجعة
- ديموقراطية الشرق .. ديموقراطية الغرب
- الى اي مثقف( قومي ) مع الود حروب العرب3
- الى اي مثقف( قومي سوري) مع الود حروب العرب - 2


المزيد.....




- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسم السعيدي - الجيش الاسلامي .. والمطالبة بالفتوى