أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق إطيمش - تصرفاتكم أخجلتنا ....فمتى تخجلون أنتم يا ساسة العراق ...؟















المزيد.....

تصرفاتكم أخجلتنا ....فمتى تخجلون أنتم يا ساسة العراق ...؟


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3140 - 2010 / 9 / 30 - 21:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



بعد إنتظار الحكومة الجديدة الموقرة الذي دام أكثر من خمسة أشهر بعد إجراء الإنتخابات الأخيرة في السابع من آذار الماضي صرح سياسيونا ألأشاوس في شهر رمضان الماضي الذي يجب ان يكون شهر الصدق مع الناس وليس الكذب عليهم ، بان الحكومة الجديدة ستتشكل بعد عيد الفطر . طبعاً هم لم يصرحوا متى بعد العيد ، إلا أن أمل الناس كان متجهاً نحو الإعتقاد بقرب الموعد بعد العيد . سياسيونا هؤلاء الذين خاضوا الصراع على المناصب الوزارية السيادية ورئاسة الوزراء والبرلمان ورئاسة الجمهورية ولم يستطع أحد ان يبطح احد لا بالضربة القاضية ولا غير القاضية لأن هذا الصراع يدور بين قوى لا تفهم من اللعبة السياسية أكثر من ملئ الحسابات المصرفية وتوسيع العقارات والضياع وذلك من خلال الإستحواذ على هذه الوزارات التي تُسهل مثل هذه التجاوزات التي يجد لها بعض المتدينين معممين وغير معممين ، وما اكثرهم في حكومات عراق اليوم ، ما يبررها من خلال فتوى أو تفسير أو تأويل لآية أو حديث . وإلا هل سمعتم يوماً بأن هناك صراعاً يدور بين القوى السياسية على وزارة الثقافة مثلاً ...؟ على كل حال لا نريد ألإستمرار في سرد بركات الملالي واحزابهم والقوميين العلمانيين منهم والليبراليين وكل من إنضوى تحت هذه العملية التي يسمونها سياسية وما هي إلأ عمليات نهب وسلب وانتهاك وابتزاز وتهجير وإرهاب عاشه الشعب العراقي خلال السنوات السبع الماضية التي أعقبت سقوط البعثفاشية المقيتة . لا نريد الإستمرار في هذا السرد لأنه سوف لن ينتهي بين عشية وضحاها . بل ان ما نريد التطرق إليه هو أن السياسيين العراقيين الذين وعدوا بتشكيل الحكومة بعد فوزهم بالإنتخابات النيابية الماضية وتأجل ذاك الوعد لأشهر قاربت السبعة الآن ، أطلقوا وعودهم مرة أخرى خلال شهر رمضان بتشكيل الحكومة المرتقبة بعد عيد الفطر الماضي . واستقبلنا هذه البشرى آنذاك وأملّنا أنفسنا خيراً بالرغم من تخوفنا من أن يكون الإفطار على سمك الجرّي تيمناً بالمثل العراقي القائل " بعد ما صام فطر على جرِّية" ، إشارة إلى أن الحكومة القادمة ستكون حكومة محاصصات كسابقتها تستمر على نفس وتيرتها . وكان تعليق أحد الأصدقاء على تخوفنا هذا بالكتابة لنا " حتى الجرِّية ما راح إنشوفها " ، فهل تحقق ذلك يا ترى بعد مرور ثلاثة أسابيع على عيد الفطر وسبعة شهور تقريباً على ألإنتخابات والجرِّية المُنتظرة لا أثر لها حتى في الأفق ...؟ هذا أخجلنا فعلاً كعراقيين يقود بلدهم سياسيون من هذا النوع جعلوا الوطن يئن ويتذمر ويتالم تحت ضربات الإرهاب الذي يقف أمامه هؤلاء الساسة الأفذاذ ولا حول ولا قوة لهم على إنهاءه . ولا عجب في ذلك حينما يكون همهم الوحيد السلطة ثم السلطة . ويئن الوطن ويتذمر تحت قساوة الحياة لنصف الشعب تقريباً الذي لا حصة له بملياردات النفط ، فهذه الملياردات لها أهلها ...نعم أهلها ، الذين يعرفون كيف الحصول عليها ، وليظل الفقراء ، وهم يشكلون 40 بالمائة من الشعب العراقي يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ، تنبش أطفالهم بين أكوام المزابل وتنتشر نساؤهم على الشوارع إما لتستجدي أو لتبيع ما تستطيع بيعه من السلع البسيطة . ويئن الوطن ويتذمر تحت هول الفساد المالي والإداري الذي يقوده المؤمنون الورعون المتقون القانتون والذين سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، حسبما يدّعون لا من أثر الكي . ولا ندري كيف يوفِق هؤلاء الحاكمون بين الورع والسرقات التي يمارسونها وبين التعبد والإحتيال والكذب الذي يتعاملون به مع الناس وبين الزهد الديني والثراء الفاحش الذي يتمتعون به منذ أن فتح لهم الأمريكان أبواب خزائن العراق على مصراعيها ليبسملوا ويحوقلوا على أعتابها قبل إخلاءها .
إلا ان الذي اخجلنا أكثر وفي هذه الأيام خاصة هو وضع العراق أو بالأحرى تسليم اموره بشكل واضح وصريح إلى ألأجنبي العربي او غير العربي الذي لا علاقة له بتشكيل حكومة هذا البلد الذي يدعي سياسيوه دوماً بأن هذا الأمر شأن عراقي بحت . أليست هذه كذبة أخرى تُضاف إلى سجلات أكاذيبكم ايها السيدات والسادة السياسيون الجدد ، أو سياسيو الصدفة كما وصفكم ووصف نفسه معكم أحد زملاءكم بهذا الوصف ؟ وضعوا مصير العراق بيد آلآخرين ، الذين لا يضمرون خيراً للعراق كما تدل تصرفات هؤلاء الآخرين على ذلك وتعاملهم مع العراق بعد زوال الحكم الدكتاتوري عنه . فسوريا وإيران ، وباعتراف ممثلي الحكومة الحالية أنفسهم ، يشكلان إلى جانب نظام آل سعود المتخلف أهم منابع الإرهاب التي يعاني منها الشعب العراقي منذ أكثر من سبع سنوات . وسوريا وإيران وبالتنسيق مع النظام التركي يعملان الآن بكل الوسائل على إذلال العراق من خلال السيطرة على الموارد المائية التي سيطر الإيرانيون على قسم منها ويعمل السوريون على السيطرة على القسم الآخر من خلال بناء السدود ليظل الشعب العراقي بحاجة إلى معوناتهم المائية ، غير مبالين بذلك على ما تنص عليه القوانين الدولية في موضوع المياه وتوزيعها بين الدول المعنية . وسوريا وإيران يأويان المناوئين لكل تغيير ديمقراطي يخلف النظام الدكتاتوري الساقط ، وما وجود عصابات البعث في سوريا وعقدهم المؤتمرات المعادية للعراق باشراف الحكومة السورية ودعمها إلا واحداً من الأدلة التي لا تقبل الخطأ . والكثير الكثير مما عاناه الشعب العراقي من ويلات هذين النظامين ولا زال يعاني من تدخلهما الفاضح في شؤونه حتى هذه اللحظة ، وبرضى ساسته ، لا بل وبطلب منهم أحياناً . إلا أن الذي نراه في تصرفات سياسيينا المخجلة حقاً هو هرعهم إلى هذين الدولتين المعاديتين لتطلعات الشعب العراقي للتفتيش عن حلول للأزمة العراقية التي خلقوها هم بأنفسهم ولم يجدوا لديهم القدرة على حلها فتراكضوا يستنجدون من الرمضاء بالنار . الوفود التي ذهبت إلى إيران وسوريا تمثل الديكة المتصارعة تفتش عن حلول لمآسيها التي تتحكم بها هاتين الدولتين بشكل خاص وبالتنسيق من الحكومة الأمريكية أحياناً وكل ذلك على حساب القضية العراقية وعلى حساب تطلعات الشعب العراقي نحو الأمان والإستقرار والديمقراطية التي لا يريدها له هؤلاء ، إذ أن أي وضع ديمقراطي مستقر في بلد كالعراق سيعمل على التعجيل بإزاحة هذه الأصنام الجاثمة اليوم على صدور الشعوب ، هذه الوفود والزيارات المكوكية التي يقوم بها الساسة العراقيون ليجدوا حلاً للأزمة العراقية خارج حدود العراق هي مبعث إشمئزاز وخجل كل عراقي يرى وطنه مُمَثلاً بمثل هؤلاء العجزة الذين مرغوا سمعته وسمعة الوطن بوحل جشعهم ونالوا من كبرياءه من فرط نهمهم وصراعهم على السلطة . المواطن العراقي الذي يريد أن يرى العراق مكرماً معززاً لا لاهثاً وراء الدمى الدكتاتورية في ولايتي البعث والفقيه ، يشعر من خلال تصرفات هذه الوفود الراكضة إلى دمشق وطهران بإهانة كرامة العراق والإنتقاص من إستقلاله . هذا المواطن الذي عمل وسعى وناضل وضحى في سبيل العراق والذي ينشد حريته واستقلاله وتقدمه وتطوره ليجاري العالم الحديث ، وهو جدير بذلك فعلاً ، هذا المواطن يتوجه لكم يا ساسة العراق بسؤاله مستفسراً منكم : متى تخجلون ...؟



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفوا عن هذا اللغو البائس
- إطعام جائع ....أو بناء جامع ...ما الأحب عند الله ...؟
- ألا من هبَّة شعبية شرق أوسطية لردع العنصريين الأتراك...؟
- الثورة الكوردية بين جنوحها للسلم والقارعين طبول الحرب
- جولة في مزرعة علي الشوك
- أيها العراقيون أبشروا .....ستفطرون على جرِيَّة
- بغداد برلين
- جدلية العلاقة بين السياسي والمثقف في العراق الجديد
- دعوة عبد الله أوجلان للسلام في كوردستان تكتسب طابعاً أُممياً
- النائب النائم
- قرآت شيطانية
- ثورة الرابع عشر من تموز وعمليات تجميل الوجوه القبيحة
- حينما يحاول المُشرعون الإلتفاف على ما شرَّعوه بأنفسهم
- درس للسياسيين العراقيين ....علَّهم يفقهوه فيأخذوا به
- القضاء العراقي بين الساهرين عليه والمتلاعبين فيه
- مَن وأين هم اللصوص إذن ...؟
- حملة للتضامن الأممي مع الصوت الإعلامي الحر - روج تي في -
- إلحاح المجلس ألإسلامي الأعلى على ما يسميه - حكومة الشراكة ال ...
- وهل يمكن إصلاح ما خربته البعثفاشية ...؟؟؟
- فصل المقال في تفسير حدوث الزلزال


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق إطيمش - تصرفاتكم أخجلتنا ....فمتى تخجلون أنتم يا ساسة العراق ...؟