المطرب رعد الناصري رئيسا لوزراء العراق ....!

نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3140 - 2010 / 9 / 30 - 19:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

من المفارقة أن تؤجل مقال يغور في سحر اللذة الحسية وتفاعلاتها عند الشاعر اليوناني قسطنطين كافافيس وتذهب لتكتب مقالا يحمل عنوان مطرباً شعبياً عراقياً له حضوره بين بسطاء وفقراء الجنوب لأن حنجرته الريفية تعيد أليه لوعة الشجن التي كان يحملها إليهم داخل حسن وجبار ونيسة وناصر حكيم ..!
ارتبط بكافافيس بعلاقة القارئ المحب للشعر بسطوة حسه ورؤاه وتحفيز التاريخ ليعود مع شهوة ذكورته ومثاليته والمجد الغابر للزمن الهليني الذي صنع الفلسفة وأحلام الإسكندر وعصا هيروديت وهو يتجول على ضفاف دجلة ويسمي للبلاد رافدين هما سحر الشرق كله..ويكون أسم ميزوبوتاميا ملاصقا لهذه البلاد بشاطئيها كما ورد في أول مدونة إغريقية كتبها المؤرخ فلافيوس اريانوس.
المطرب رعد الناصري ارتبط معه بعلاقة شخصية وأنا لا أميل لجمهور صوته لكني أميل أليه لبساطته وحلاوة معاشرته وطيبته وتلقائيته وإباحيته المفرطة في المزاح وتفاخره بأنه كان مدربا ناجحا في معسكرات القوات الخاصة عندما كان مسلكيا قبل أن يكتشف إن لحنجرته حلاوة وعذوبة ومقبولية ليهجر ساحات العرضات ويلتجأ بطربه وعقاله ودشداشته اللذين بقيا زيه المميز ليرتزق من حلاوة صوته في ساحات الطرب الجميل .!
قبل أيام في برنامج اجتماعي ناجح تبثه قناة البغدادية بعنوان ( صباح الخير يا عراق ) وهو يلتقي المواطنين البسطاء ليسألون حاجة وطلب لهم في معاملة ما في دائرة حكومية وبعضهم يتحدث عما يجري الآن ..والبرنامج هو برنامج رأي عام ليس إلا .أي ينقل الكامن في روح المواطن وما يحسه ...
في لقاء مع أحد المواطنين وفي معرض جزعه من الحكومة وخدماتها وهذا التسويف والمماطلة في اختيار الرئيس الجديد لها طالب بأعلى صوته بان يكون الفنان رعد الناصري رئيسا للوزارة .!
والرجل في طلبه المشروع هذا على الأقل بالنسبة له ، برر هذا الاختيار بجزعه وعدم قناعته بما يجري ويبدو إن النقاشات الطويلة في مشاورات الساسة جعلته يؤمن ويعتقد كما يقول :أن المطرب رعد الناصري يديرها افضل منهم .!
أنا شخصيا اعرف رعد الناصري انه لو سمع هذا المواطن لعقب بطرافة كقوله حتى لو أعطوني رئاسة الولايات المتحدة .فأن العقال باق والطرب مراسيمي الجمهورية لأيمانه بان دنياه هو صدى الموال وهو لا يصلح لغير ذلك ، لكن يبدو أن هذا الصوت الشعبي صار مؤثرا في الرؤى البديلة للعقم السياسي الذي يعانيه الشارع العراقي من سبعة اشهر بين شد وجذب وستتلوها اشهر عجاف أيضا عندما لاترضى القائمة العراقية بالسيد المالكي عندما يكون مرشح الائتلاف الوطني لرئاسة الوزراء ..
وجيب ليل وأخذ عتابه .....
والى متى .....
الى أن تصل القناعة لدى هذا المواطن الذي طالب برعد الناصري رئيسا ليعدل عن ترشيحه بعد أن ينشط البرلمان ويموت القطع المبرمج وتختفي كواتم الصوت وعصابات المصارف والعبوات اللاصقة وامراء القاعدة المقيتة والقلوب الضعيفة بسحت النهب وسرقة مال الشعب والمرتشين وكل من لا يريد للعراق خيرا................!
وهذا في الرؤى القريبة مستحيل ...
أذن أنا والمواطن الذي تمنى وانتم ورعد الناصري نرفع أيدينا الى الله وكما صوت ثكالى شهداء الحروب والزنازين نقول :الفرج يالله الفرج...!

ألمانيا في 30 سبتمبر 2010

#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات