أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - صناعة الردع في بغداد!















المزيد.....

صناعة الردع في بغداد!


زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)


الحوار المتمدن-العدد: 3140 - 2010 / 9 / 30 - 06:59
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إن السياسة الدولية قائمه على اساس المصالح القومية والامن القومي للاعبين الدوليين، وأن المناورات والمرونه السياسية لكل دولة تعطيها الحركة الايجابية في المناخ الدولي المضطرب، فالتوازن والحفاظ على الوضع القائم تعد من اولويات صناع السياسة الخارجية، وتعد تطوير العلاقات ونوافذ الوصول الى المصلحة القومية من أهداف السياسة الخارجية، ولكن هناك مسألة تظل عالقة ألا وهي من هو الطرف الخاسر وهل هناك صراع وسياسات قائمه على المصالح المشتركة بحيث لا تكون هناك اي طرف تخسر اللعبة الدولية؟
والرد على هذا التساؤل قد لا يأخذ وقتا طويلا ولا تتطلب ذكاء غارق حتى نعلم الرد الواقعي. أن السياسة الدولية قائمه على اساس الصراع والتصادم من اجل تحقيق اكبر قدر متوقع من المصالح وعادة هناك طرف خاسر، وان اتفاق دولتين تكون الضريبة على حساب الدولة الثالثة وتحدث ذلك بصورة طبيعية في المحيط الدولي، فالاتفاقيات الدولية التي تبرم بين دولتين في المحيط الاقليمي قد تضر بأكثر من دولة ولكن تبقى الامر لعبة دولية والرابح هو الذي يتمسك بخيوط الازمة وتديرها حسب مصالحه الاستراتيجية.
نعود ونحلل الحالة العراقية من خلال دراسة صراع المصالح فيها، والى متى ستظل العراق رهينة صراعات دولية تُصفي حساباتها على اراضي الرافدين وعلى حساب دم الاطفال ورفاهية الشعب والاستقرار التي طالما افتقرنها. ان اول المشاهد في اوراق الصراع هي المشهد الايراني- الامريكي وصراعهما في إدارة العراق وفق المصالح الاستراتيجية بينهما .
ان الاحتلال الامريكي للعراق قد وفرت فرصة أستراتيجية للنظام الايراني في الحصول على حليف قوي في العراق بعد عقود من اللاستقرار والصراع بين البلدين فقد ادى الانتخابات العامة في العراق2005 الى وصول التحالف الشيعي الى دفة الحكم والتحالف تكونت بصورة رئيسية من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وحزب الدعوة حيث تمارس طهران تاثيرها المباشر عليهما، وقد ساهم القيادة الايرانية في التقرب بين وجهات النظر للاطراف الشيعة والقضاء على النزاع بين الصدر والمالكي في سبيبل ضمان إدارة العراق من قبل الاطراف المتحالفة مع طهران.
وقد حاولت ايران تحقيق ثلاثة اهداف رئيسية في العراق من خلال ادارة صراعها مع الولايات المتحدة: اولهما، جعل مهمة احتلال العراق صعبا من خلال ضرب المصالح الامريكية وتغذية المقاومة المنظمة ضد الوجود الامريكي.ثانيهما، العمل على تقوية الطرف الشيعي لإدارة العراق.ثالثهما، العمل على تقوية القدرات الانتقامية ضد الامريكان داخل الأراضي العراقية.
حدثت عدة تجليات من وراء التواجد الامريكي في الاراضي العراقية،وأحس طهران انها المستهدفة بعد ان وجد القوات الامريكية في حدودها الشرقي مع افغانستان وحدودها الغربي مع العراق. ولكن سرعان ما احس القادة الايرانيين أن مثل تلك التواجد توفر لهم مزايا في الاستراتيجية الدولية،حيث تخضع الولايات المتحدة لحقائق جيوبوليتكية بحيث تفكر مائة مره قبل تمرير سياسات مناهضة ضد طهران فالوجود الامريكي في العراق جعل القواعد الامريكية على مرمى من الصواريخ الايرانية القادرة على إحداث اضرار في العمق العراقي.
مارست ايران سياسه براغماتية في تعاملها مع الولايات المتحدة ففي افغانستان قدم الايرانيين دعم غير مباشر للقوات الامريكية في القضاء على نظام طالبان وفي العراق عرض طهران خدماتها اكثر من مرة ولكن خدمات قامت على اساس المصالح المتبادلة ومبدأ الأخذ والعطاء مما صعُب على البيت الابيض الانصياع لتلك المطالب.
تعد الساحة العراقية المنطلق الرئيسي في سياسات الكر والفر بين الامريكان والايرانين، وإنهم يستخدمون العراق في تحقيق مصالحهم الاستراتيجية،ففي الوقت الراهن تمارس طهران تأثيرا مباشرا على الوضع الامني والسياسي في العراق وتحاول ان تجري العملية السياسية بالشكل التي تخدم مصالحها الاقتصادية الانية ومصالحها السياسية في المدى البعيد،إن طهران تعي جيدا بأن الولايات المتحدة لم تحتل العراق لأسباب وهمية كأسلحة الدمار الشامل والربط بين النظام البعثي وتنظيم القاعدة وإنما احتلت العراق لدوافع جيواستراتيجية بعيدة المدى بحيث تضمن المصالح الامريكية ليست في العراق وحده وإنما في المنطقة العربية والشرق الاوسط من خلال الضغط على القوى الثانوية في تلك المنطقة وفرض الهيمنة الامريكية على اسواق النفط ومصادر النفط وحتى الايدولوجيات التي تحكم الرقعة الجغرافية في الشرق الاوسط.
قبل فترة ناقشت مع واحد أمريكي حول الدوافع وراء احتلال العراق وخطة الانسحاب وملف الحرب الاهلي في حالة الانسحاب. وكان رد ذلك الامريكي أن الولايات المتحدة تريد استمرار تدفق النفط بالشكل التي نريده نحن وليس بالشكل التي يريده اصحاب النفط!، إذن ان الصراع بين المصالح والاصطدام في السياسات بين اكثر من قوى دولية تجد في العراق البقعة الاكثر استراتيجية والمنطقة الاكثر سخونة في تحديد معالم العقود القادمة في مسألة توازن القوى.
لان القرن الحالي هو قرن التعددية القطبية وأن إدارة الازمات الدولية قد فاقت قدرة قطب واحد مهما كانت إرادة تلك القطب، وقد صرح هنري كيسنجر بأن القرن الحادي والعشرون ستكون قرن التعددية القطبية " الولايات المتحدة،الاتحاد الاوربي،ألصين، روسيا، اليابان" والهند قد تكون قطبا ايضا. ومن خلال دراسة الحرب على العراق تظهر لنا بأن النقاشات والاختلافات بين القوى العظمى كانت قائمه على المصالح الاستراتيجية وكيفية حصول كل قوة على حصتها من العراق المستقبلي وليست حبا للسلام واحتراما للحقوق والحريات.
إن كل من طهران وواشنطن تحاول من صناعة الردع مقابل بعضهما البعض ولكن على حساب طرف ثالث الا وهو العراق. ان بغداد اصبحت المنطقة الملائمة لصناعة الردع والردع المضاد بين القوى الاقليمية والمؤسف ان القيادة العراقية لا تفكر في معادلة الردع ولا تحاول التحرر من موقع الطرف الثالث في صراعات القوى الاجنبية.
إن العراق تمر بأخطر المراحل التاريخية التي سوف تفرز تجليات خطيره قد تؤثر على طبيعة العراق على كافة الاصعدة. وتظل الامر مرهونا بظهور من ينقذ العراق من الخطر البركاني القائم.



#زيرفان_سليمان_البرواري (هاشتاغ)       Dr.__Zeravan_Barwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنقره وازماتها المتجددة


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زيرفان سليمان البرواري - صناعة الردع في بغداد!