أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - موقف الاتجاهات من ارتكاب الجرائم ضد الحريات العامة في العراق















المزيد.....

موقف الاتجاهات من ارتكاب الجرائم ضد الحريات العامة في العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3139 - 2010 / 9 / 29 - 20:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان الاحزاب و الاتجاهات و التنظيمات العديدة الموجودة الان في العراق و هي تدعي الاستقلالية و انها محبة للحرية و السلام و التعايش و الامن والاستقرار و العدالة و المحافظة على مصالح الشعب ، و تتبحج بانها ساهرة على صون المكتسبات و انها مدافعة قوية عن المنجزات و تعلن تضحيتها بكل ما يمكنها في سبيل التطور و ضمان مستقبل الاجيال ، هذه الجهات ليست بقليلة اليوم ، فمنها ما انبثقت في التاريخ المناسب و منها انفلقت في الظروف الطارئة و منها استغلت ما استحدثت من الاوضاع و الارضية المؤاتية لتطفو الى السطح .
لا يمر يوم الا و نسمع الكثير من المثاليات و يعلنون ما يشاؤون من الكلام الرصين، و ما تجاري النوابغ من النطق و الجوهر مظهريا و كلاما فقط ،و يستغلون كافة قنوات الاعلام من اجل المزايدات مع البعض، و في الحقيقة ليس الا من اجل المصالح الحزبية و الشخصية الضيقة ، و يناقشون باحسن وجه و بكلمات رنانة و حقة بما يراد بها الباطل في جوهر نواياهم الحقيقية.
منهم من يعتبر نفسه صاحب الامر و ذاق الامرين الى ان اوصل الحال الى ماهي عليه و لا يعطي الحق لغيره بان يستمتع بما جاهد من اجله و ضحى ، و منهم من يدعي بانه لولاه لما سقطت الدكتاتورية و كنا لحد اليوم تحت رحمتها و ما اقترفتها ايديها من الجرائم كما كانت، و منهم يقول انه نخر كيان الدكتاتورية من الداخل و اختزل من جماهيريته و كأنها كانت صاحبة الجماهير الحقيقية، و انه يوضح الصحيح و الحقيقة للجميع و باية طريقة كانت و يدعي السرية في العمل على الاكثر اثناء محاربتها للدكتاتورية، و منهم من يعلو بنفسه و يستهين بالاخر و يعتبر نفسه المحق و لا يمكنه التنازل عن حقه في الحصول على اي مكسب لانه هو من كان في الداخل و الخارج على حد سواء و عايش الوضع و اتصل بالقوى و ناضلب من اجل التغيير، و ينبري الاخر الا ان ينفي الاخر بكل ما يملك ، و هو يصر على انه يملك الحق و ليس غيره في ادارة البلاد و رضوخ العباد و يعتبر الكرسي من حقه التاريخي و ليس لاحد ان يشاركه فيه، و هناك اخر و اخر و ما شاء العراق الجديد من التعددية المعلومة و كيف فرشوا الارض و ينتظرون ان يستولوا على السماء و من ثم البحر و النهر ان تمكنوا من الوصول اصلا، و هذا ما افرزه الواقع العراقي الجديد ان ارتضينا به ام لم نرتضي، و لكن في الحقيقة لو كنا محايدين نعلم بانه ارحم بالف مرة من عهد الدكتاتورية البغيض و ما اقترفه من الجرائم التي لا يمكن ان تغتفر . اما الواقع و ما فيه فحدث و لا حرج، فترى من التناقضات لم نشهدها من قبل و لاسباب و عوامل ربما طبيعية في بعض منها نظرا لحساسية المرحلة و متطلباتها ، الا ان هناك من الاحداث و الظواهر لا يمكن تقبلها و ليس لها اي مبرر مقارنة مع ما فيه من الزمان و المكان و السمات و المواصفات. لا يمكن وصف الدولة التي نعيش في كنفها بشكل علمي ولا يمكن تشريح مضمونها او تحليله باي شكل كان، أ هل تتسم بما قبل الحداثة او دولة الحداثة هي بذاتها ام دولة الخيال و ما بعد الحداثة في التصور فقط بعيدا عن الارض، ام كما يحلو للبعض ان يسميها بالفاشلة من كافة النواحي . الاصح انها متنقلة بكل معنى الكلمة و لا يمكن تقييمها بشكل موضوعي و محايد الا ان يستقر الوضع و الامور العديدة و يستوضح ما ننتقل اليه من كافة جوانبها، و لكن السؤال الرئيسي الذي يدور في مخيلة الجميع و هو كيف سيكون المشهد السياسي الاجتماعي الثقافي الاقتصادي في العراق المستقبلي ، و الى اين سيتوجه في مساره .
ما يهمنا هنا وما يحمله العراق من التحليلات و البحوث هو وجود الحرية المستباحة من كل جوانبها من قبل الجميع دون استثناء و اصبحت هذه الدولة ضحية الصراعات السياسية و متطلبات المرحلة .
مسالة الدمقرطة التي تتطلب توفير الارضية المناسبة و العوامل المساعدة و التطور التدريجي قبل اي شيء اخر ،و لكن الموقع المراد تطبيقها فيه قد يدفع الحال الى السقوط في مآزق عديدة و منها حدوث الفوضى و عدم السيطرة على المجتمع و مكوناته ، وخاصة في مجتمع موزائيكي التركيب و لم يذق طعم الحرية، و كل ما يحصل له منذ سقوط الدكتاتورية ليس الا صدمات متتالية، لم يعلم كيف يتقبلها و يتبع الطريق الصحيح. اضافة الى فراغ واسع في السلطة اثناء عملية التحول برمته، و ليس في فترة تداول السلطة بحد ذاته فقط و حصرا كما يمر به العراق خلال هذه الفترة القصيرة.
ما يعنينا هنا هو كيفية التحول و اتباع الوسيلة الصحيحة و الطريق السليم و تجاهل السلبيات، و ما نعلمه و ارشدتنا تجارب الاخرين اليه فان ما يحتاجه الواقع احيانا هو المجاراة و المسايرة و الوقت المطلوب لتجسيد المفاهيم الجديدة ، و يجب ان لا يكون هناك انتهاز للفرص، و يجب قطع الطريق امام من يريد خلق الفرص للاستيلاء و السيطرة على الحكم فقط و باي ثمن و شكل كان ، و هناك من يريد اعادة عقارب الساعة بين مجتمع تحكمه الفوضى، و خاصة في الوضع الحالي نرى ان العراق يتميز ببنية هشة و لا يتمتع بنظام مطلوب مقتنع به من قبل الجميع، كما هو ضروري و من الاولويات في تنظيم شؤون المجتمع في اي وقت كان و ليس الان فقط، فكيف بحال العراق الان.
ما يسير عليه العراق اليوم يحتمل المنحنيات المتذبذبة من الوضع السياسي العام و قد يصل الى حال الانفجار و الانفراط في زمان و مكان معينين لو لم يسيطر عليه في وقته، و من ثم ينتقل الىالوجه المناقض تماما من الهدوء النسبي، و لا يمكن ان يطمان المواطن لان كل الاحتمالات واردة ان لم يترسخ النظام الجديد في وقته المناسب ، و ان لم يتوفر عوامل الحفاظ على كيانه بفعالية و هذا ما يحتاج الى جهود مضنية من قبل الجميع ، و ما ينتظره المراقبون من ثقل و مكانة و هيبة له لا يمكن الاستخفاف او الاستهانة به ان توصلنا الى ما هو المراد لو تحقق الاهداف.
الا ان ما يحز النفس هو تكرار المآسي و خرق الحريات المتوفرة من قبل الاكثرية لاسباب و اهداف ذاتية دون ان يرف جفن اي احد من المتابعين و المهتمين ناهيك عن اللاعبين انفسهم ، و ما تلح عليه الاكثرية هو الاستيلاء و الاستئثار بما يتهافتون عليه و ربما يمكنهم من هذا ،و هذا ما يبعد الطريق اكثر و يطيل المرحلة. و في بعض من هذه الخروقات تستباح دماء الجهات العدة و من الفئات و الاطراف المختلفة و تتكرر الاعتداءات على الناس و القيم و المباديء الانسانية السلمية، و تضييق الحريات من كافة الجوانب متواصلة و هو الافة الكبرى، و الاحزاب و الجهات التي اصبحت هي الاعمدة الاساسية للعملية السياسية لم تبدي من المواقف المطلوبة منها ، وهذا ما ينذرنا و يدعنا ان نتشائم بعض الشيء من النظر الى المستقبل اكثر من التشاؤم الى صراعات الاحزاب فيما بينها بشكل خاص .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماوراء موقف من يرفض اجراء الاحصاء العام للسكان في العراق
- يسعى الاسلام السياسي لاعادة التاريخ في كوردستان
- عوامل تراجع جماهيرية الاسلام السياسي في اقليم كوردستان
- افتعال الازمات بين السلطة و الاعلام الاهلي في كوردستان، لمصل ...
- اين العلاقات الانتاجية من متطلبات العصر في كوردستان ؟
- التشكك الدائم في التوجهات الفلسفية الجديدةعبر التاريخ !!
- عدم تدخل الشعب عند تاخر تشكيل الحكومة !!
- متى نلمس دور المثقف الحاسم في حل الازمة العراقية الاراهنة ؟
- هل باتت ازمة تشكيل الحكومة العراقية مسالة ربح او خسارة ؟
- كيف يُستاصل العنف و القمع في الفكر السياسي العراقي
- النخب و الجماهير و الاحزاب السياسية في اقليم كوردستان
- كيف نحدد الفروقات الطبقية في اقليم كوردستان ؟
- القصف الايراني مستمر و اقليم كوردستان يحتفي بذكرى موت الخمين ...
- المرتكزات الاساسية العامة لتشخيص هوية اي بلد
- ليس من اجل سواد عيون ابناء غزة
- مابين كوردستان و الصحراء الغربية و جنوب السودان
- ملالي طهران و استشهاد بَسوز و اسطول الحرية
- نعم لحرية التفكير و الاقرار و عدم النزوح وراء الخطابات التوج ...
- ماتفرضه الاحساس بالمسؤولية على السياسة
- هناك شيء اعمق و اهم من اللغة باعتبارها كلمات و جمل


المزيد.....




- السعودية تعلن عن إجمالي عدد الوفيات خلال الحج هذا العام.. غا ...
- لحظة بلحظة.. تفاصيل وتداعيات هجوم قوات كييف على سيفاستوبول. ...
- جرحى إسرائيليون بهجوم صاروخي لحزب الله على موقع المطلة
- رسميا.. السعودية تعلن ارتفاع عدد الوفيات بموسم الحج
- شاهد: سفن محملة بالمعونات الإنسانية ترسو على الرصيف العائم ق ...
- سيلفي مع رونالدو- تشديد إجراءات الأمن ضد مقتحمي الملاعب بأمم ...
- ردع حزب الله لإسرائيل.. معادلة منع الحرب
- ضجة في إسرائيل بعد انتشار مشاهد -صادمة- لنقل جريح فلسطيني عل ...
- قديروف عن الهجمات الإرهابية في داغستان: ما حدث استفزاز حقير ...
- ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإرهابي الأوكراني على سيفاستوبول إل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - موقف الاتجاهات من ارتكاب الجرائم ضد الحريات العامة في العراق