فراس الغضبان الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 3139 - 2010 / 9 / 29 - 17:50
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
تحرص الحكومات في كل بلدان العالم و خاصة الديمقراطية منها على ترصين التعليم في مراحله المختلفة وتولي عناية خاصة للدراسات الأولية والعليا وصار من المعروف بالمعيار العالمي أن النخبة المميزة من الطلبة هم الذين يترشحون للدراسات العليا لان البلاد تعول عليهم في بناء مستقبلها وتربية أجيالها ، وكاد يكون العراق هو البلد الوحيد الذي يمشي عكس السير خاصة عندما كانت وزارة التعليم العالي في قلب الهرم وأصبحت الدراسة في الابتدائية أكثر صعوبة من الدراسات العليا في بعض الكليات الإنسانية .
إن من عجائب التعليم العالي والتي نشرتها الصحافة العراقية هذه الأيام تتمثل بمكرمة تنازلت من خلالها الوزارة عن كل شروط المفاضلة ما بين الطلبة للقبول في الدراسات العليا وأسقطت حتى شرط المعدل وسمحت حتى للحاصلين على درجة المقبول إن يحجز مقعدا بدون مؤهلات ليصبح أستاذا بعد عامين في الجامعات .
نحن لم نجد أي مبرر لهذا القرار ، بل كان يفترض من الوزارة أن تراجع هذا القرار وتعتمد على جميع الضوابط والشروط لكي تتاح الفرصة للأذكياء فقط وليس للراغبين في الحصول على شهادة بدون مؤهلات ، ولعل التفسير الوحيد لهذه المكرمة الغريبة والعجيبة أن السيد الوزير وأركان وزارته يتوقعون المغادرة بعد تشكيل الحكومة الجديدة وبهذا يريدون أن يستميلون عواطف بعض المتنفذين في الحكومة والأحزاب والراغبين بالحصول على شهادات عليا بدلا من شهاداتهم المزورة فكانت الوزارة ملبية لرغباتهم على حساب العلم والعلماء .
إن مثل هذا القرار لو صدر في أي بلد في العالم لوجدت عشرات الآلاف من الطلبة وأساتذتهم يعلنون الاعتصام والإضراب في جامعاتهم ويرفعون لافتات ينددون فيها بتوفير الفرص للحصول على شهادات عليا بدون مؤهلات .
أيها السيدات و السادة لو كان هناك عمداء ورؤساء جامعات وصلوا لمواقعهم على أساس سمعتهم العلمية ونزاهتهم ولم يصلوا عن طريق المحاصصة والواسطات لأعلنوا استقالتهم وقالوا للوزير كلا كلا للدراسات العليا أنها للأذكياء وليس للأغبياء وان الأقسام العلمية هي التي تقرر وليس الوزير .
#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟