أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الخليفة الذى مات من التخمة














المزيد.....

الخليفة الذى مات من التخمة


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3138 - 2010 / 9 / 28 - 08:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الخليفة سليمان بن عبد الملك الأموي تولى الخلافة يوم مات أخوه الخليفة الوليد بن عبد الملك سنة 96هـ وتوفي سنة 99 وهو شاب في الأربعين بعد أن حكم سنتين وثمانية أشهر وخمسة أيام على أرجح الأقوال .
* وكان موته مفاجئا .. تقول الروايات إنه نظر على نفسه في المرآة فأعجبه شبابه وجماله فقال : أنا الملك الشاب . فمات بعدها .
* ولم يظهر لنا من تحقيق سيرته أن هناك مؤامرة سببت موته المبكر .. ولكن يتضح أن إفراطه في الطعام كان السبب .
* يقول عنه ابن المسعودي في مروج الذهب " كان شبعه في كل يوم من الطعام مائة رطل ، وكان يأتيه الطباخون بالدجاج المشوي فيضعها في كمه حتى يقبض على الدجاجة وهي حارة فيفصلها " وخرج يوما من الحمام وهو جائع فاستعجل الطعام ولم يكن قد تجهز بعد فقدموا إليه عشرين خروفا فأكل أجوافها كلها مع أربعين رقاقة ثم قدموا له الطعام فأكله كأنه لم يأكل شيئا ( مروج الذهب 2/136)
ويقول عنه ابن الجوزي في تاريخ المنتظم إنه دخل بستانا له فظل يأكل منه من الفجر إلى الضحى . ثم جاء له البستاني بشاة حولية مشوية فأكلها بدون خبز . ثم أكل معها دجاجتين سمينتين ، ثم عاد لأكل الفاكهة ، ثم أكل سويقا من سمن ودقيق وسكر ، ثم عاد للفاكهة و بعدها عاد للقصر حيث اعدوا له غذائه المعتاد فأكله ( المنتظم 7/16)
* ويقول عنه الصفدي ( قال عنه ابنه أكل أبي أربعين دجاجة تشوى على النار على صفة الكباب ، وأكل أربعين كلوة بشحومها وثمانين جرنقة . وأتي الطائف فأكل سبعين رمانة وخروفا وست دجاجات وأتي بمكوك زبيب طائفي فأكله أجمع ( الوافي بالوفيات 15/401)
لذا نميل إلى الرواية التي تعلل سبب موته ، وهي أنه جيء له من الشام بشوالين من بيض مشوي ، فتسلى يأكله قبل موعد الطعام العادي .. وبعدها رحل ..
ثانيا
وهكذا مات السلطان .. من التخمة ..
مات ناسيا شيئا ـ لم يكن هاما بالنسبة له طيلة حكمه القصير ـ هو أنه مسئول عن امبراطورية عظمى كانت تمتد من منتصف آسيا الى جنوب فرنسا . ولكنه أعطى اهتمامه للطعام بنفس ما أعطى آخرون من الخلفاء حياتهم للنساء والخمر والمجون .
والعادة أن توريث السلطة يأتى بعاهات كثيرة لا ميزة لأحدهم إلا أنه ينتسب الى جدّ أعلى أسس الدولة وقام بتوطيدها . وسليمان بن عبد الملك هو ابن عبد الملك بن مروان ، وهو حفيد لمروان بن الحكم ، وهما من صنّاع التاريخ ، ومهما اختلفنا معهما دينيا وأخلاقيا فهما من الناحية السياسية عظماء . والعادة السيئة أن يرث العظماء من صناع الدول أبناء وأحفاد من العاهات . ولكن العادة الأسوأ أن يحاول وراثة الحكم ـ فى دولة جمهورية ـ ابن لرئيس هبط ببلده الى الحضيض ، رئيس بلا ميزة على الاطلاق ، ولم يترك طيلة حكمه الطويل الممل أى آيجابية ،بل أذاق الناس الفقر والقهر والقرف وحبّب اليهم الموت وزينه فى قلوبهم ، فأصبح الموت راحة لهم تنجيهم من رؤية طلعته وسواد شيبته .
وحتى هذا الخليفة الأموى ( المفجوع ) ترك مأثرة تتحدث بها الأجيال ، فقد صمم على أن يعهد بالخلافة لابن عمه عمر بن عبد العزيز الذى أقام العدل فى فترة حكمه القصير ، أما صاحبنا ـ فلو كان الأمربيديه لأعلن ابنه وريثا يرث الضيعة من بعده ، ولكن أنّى له ذلك ، والجيش الذى يحكم باسمه والذى يرهب بسلاحه الشعب الأعزل المقهور ـ هذا الجيش لن يرضى أن يحكمه ويقوده شاب هارب من التجنيد .!!
أخيرا
مهما تجولنا فى التاريخ فلن تجد خيبة حلّت بمصر مثل تلك الخيبة التى تتجرعها منذ عام 1981 .
شىء عجيب ، ولكن الأعجب هو الشعب الذى يرضى بهذه المهانة ولا يغضب إلا لأسباب تافهة وواهية ..مثل كاميليا ووفاء و الأهلى والزمالك ..ومباريات الجزائر..
حاجة تقرف ..!!



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطان
- تعليقا على ما قاله الأب بيشوى
- الشيخ الشعراوى : رؤية اقتصادية
- لكل نفس بشرية جسدان (3 ) التداخل بين عالمى الشهادة المادى وع ...
- لكل نفس بشرية جسدان (2 ) : شياطين البرزخ وعلاقتها بالنفس
- الخليفة المعتضد العباسى .. والحائك
- الدين المغشوش
- الدواء المغشوش
- زيارة السيدة العجوز ..!
- مسجد الضرار فى نيويورك
- الاسلام والمجتمع المدنى و سلطة الحاكم
- ولا يزال قاسم جغيته وزيرا
- البوليس السرى فى دولة احمد بن طولون
- ومن الجهل .. ما قتل ..!!
- الرقص على السّلم
- الحملات الصوفية الشعرانية
- هؤلاء الخلفاء ..وغرامهم بالنساء.
- تخرّ له الجبابر ساجدينا
- فلسفة الهجرة فى تاريخ الأنبياء
- أستر يا رب .!!


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الخليفة الذى مات من التخمة